القبض على 250 من الفارين و 600 مازالوا متوارين
وكالات

 تعددت الروايات الرسمية وغير الرسمية بشأن الهجوم الخطير والأكبر من نوعه الذي تعرض له سجنا التاجي وأبو غريب، ليلة الأول من امس، وما أسفر عنه من قتلى وجرحى وهروب للسجناء.

 

ففي حين أن رواية وزارة العدل الرسمية أكدت مقتل وجرح 68 عنصر أمن ونزيلا في الهجوم على السجنين، إلا أنها لم تشر إلى هروب سجناء مكتفية بالقول أن "الوزارة شكلت لجانا مختصة لجرد أعداد النزلاء تحسبا لوجود حالات هروب" في حين كشفت الرواية البرلمانية عن فرار نحو ألف سجين خلال العملية، بينهم قادة وأمراء لتنظيم القاعدة محكومون بالإعدام، بحسب عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي، وهو ما أكده مصدر أمني لـ "الصباح الجديد" قائلا أن ما تبقى من الفارين هو 600 سجين بعد اعتقال 250 منهم. كذلك أكد موقع مقرب من تنظيم القاعدة ذلك متحدثا عن "وصول آلآف (السجناء) خارج أسوار سجن  التآجي ".

 

ومما يؤكد أن الهجوم على سجني التاجي وأبو غريب أسفر عن هروب أعداد كبيرة من السجناء منها  الإعلان عن حظر التجوال في المناطق المجاورة يوم أمس، وخاصة في التاجي وأبو غريب والرضاوانية.

 

وقال مصدر امني رفيع المستوى في تصريح لـ(الصباح الجديد) ان "نحو 900 نزيل في سجن ابو غريب تمكنوا من الفرار في اكبر عمليه هروب منذ عام 2003".

 

وتابع المصدر الذي اثر عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع ان "القوات الامنية المتواجدة في السجن تفاجأت بامتلاك النزلاء أسلحة خفيفة ومتوسطة وقنابل يدوية (رمانات) كانت موجودة ومعدة للاستخدام داخل الزنزانات مكنتهم من الهروب"،

 

وأوضح المصدر ان "حملات التفتيش التي شنتها القوات العسكرية في محيط مكان الحدث أسفرت عن إلقاء القبض على 250 في حين لايزال البحث جاريا عن اكثر من 600 سجين آخر"،  منبها ان "عددا من الفارين من كبار عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي".

 

وتعرض سجني الحوت في قضاء التاجي شمالي بغداد، وسجن بغداد المركزي (أبو غريب سابقاً) في قضاء ابو غريب غربي العاصمة، مساء الاول من امس (21 تموز 2013)، إلى قصف بقذائف الهاون، أعقبه هجوم نفذه مسلحون مجهولون مع حراس السجنين في محاولة لاقتحامهما، فيما أثار النزلاء في السجنين أعمال شغب وحرق عدد من القاعات، اسفرت عن مقتل واصابة العشرات بين الطرفين.

 

 

 

رواية وزارة العدل

 

وفي التفاصيل الأخرى فقد قال مدير عام دائرة سجن الإصلاح اللواء حامد الموسوي في مؤتمر صحفي ببغداد،  إن تسعة انتحاريين حاولوا في الأول من امس اقتحام سجني التاجي وابو غريب من خلال ثلاث سيارات ملغومة انفجرت اثناء الاشتباك مع القوات الامنية المسؤولة عن حماية السجن.

 

وأضاف أن المسلحين كان لديهم 100 قذيفة هاون في الهجوم، وبين الموسوي أن الاشتباكات التي وقعت بين المهاجمين وقوات الامن اسفرت عن مقتل ثمانية من أفراد الأمن وإصابة 14 آخرين بجروح، في حين قتل 21 سجينا واصيب 25 آخرين بجروح. ولم يشر الموسوي إلى أعداد القتلى في صفوف المهاجمين. وقال إن النزلاء قتلوا وجرحوا أثناء محاولتهم الفرار.

 

وقال الموسوي ان قوات عراقية مدعومة بالطائرات المروحية تمكنت من صد الهجومين المسلحين ضد سجني التاجي وابو غريب وهما يضمان المئات من المدانين بالإرهاب والصادرة بحقهم احكام مختلفة بينها الإعدام.

 

 وأشار أيضا الى انه رافقت الاشتباكات عمليات شغب داخل السجن من قبل النزلاء الموجودين، مؤكدا سيطرة قوات الأمن على السجنين.

 

ولم يؤكد أو ينفي فرار نزلاء من السجنين مكتفيا بالقول إن "الوزارة شكلت لجانا مختصة لجرد اعداد النزلاء تحسبا لوجود حالات هروب".

 

وقال مصدر عسكري "ان الطائرات المروحية تصدت لمجاميع مسلحة حاولت فك الحصار الذي تضربه القوات الأمنية على المسلحين الذين حاولوا اقتحام السجنين ".

 

وأضاف "ان معارك شرسة دارت في عدة أماكن حول السجنين حتى صباح أمس وان تعزيزات المسلحين ردت على اعقابها بعد تصدي المروحيات لها وتدمير اغلبها. وأشار إلى أنّ مسلحين هاجموا السجنين مستخدمين العبوات الناسفة وقذائف "آر بي جي" ومختلف أنواع الأسلحة الرشاشة وقد تصدت القوات المكلفة بحماية السجنين للمهاجمين، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

 

 

 

رواية قيادة عمليات بغداد

 

من جهته أكد المتحدث الرسمي لعمليات بغداد العميد سعد معن عن "تمكن القوات الأمنية في قيادة عمليات بغداد وبمساندة من طيران الجيش من إحباط الهجوم المسلح الذي شنه مسلحون مجهولون واستهدف سجن التاجي (بضواحي بغداد الشمالية) وسجن أبو غريب (ضواحي بغداد الغربية".)

 

وقال في تصريح صحافي إن القوات الأمنية "تصدت للمهاجمين وأجبرتهم على الفرار في اشتباكات استمرت حتى صباح أمس الاثنين حيث فرضت سيطرتها التامة على المنطقتين". وأضاف ان القوات الأمنية قامت بمعالجة سيارتين مفخختين تم ضبطهما في منطقة التاجي وفجرتهما تحت السيطرة وبدون خسائر.

 

 

 

الزاملي: عدد الفارين بين 500 وألف معتقل

 

وفي وقت لاحق أمس أعلن عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي عن هروب مئات السجناء من سجن ابو غريب المركزي قال أن عددهم يتراوح بين 500 و1000 سجين معظمهم من تنظيم القاعدة.

 

وأضاف في مؤتمر صحافي "ان الهجوم على سجني التاجي وابو غريب وتهريب السجناء من سجن ابو غريب "أمر لا يمكن السكوت عنه ولم يحدث في اية دولة اخرى حتى في الصومال". وأشار إلى أنّ المسلحين المهاجمين قد شاغلوا القطعات العسكرية في المناطق المحيطة بالسجنين في توقيت واحد ثم نفذت مجاميع منهم الهجوم عليهما.

 

وتساءل قائلا "أين هم قادة الاستخبارات وأين هو الجهد الاستخباري من تهريب الأمراء وقادة تنظيم القاعدة في عملية وكأنها مدارة من خلية عسكرية كبيرة. وأكد وجود ضعف في الجانب الاستخباري وتهاون من قبل المعنيين في سجني التاجي وأبو غريب. ودعا إلى إحالة المقصرين في إدارة السجنين إلى القضاء ومحاسبتهم.

 

 

 

القاعدة: آلاف أصبحوا خارج أسوار السجن

 

وفي رواية القاعدة فإن "آلآف الإخوة أصبحوا خارج أسوار سجن  التآجي". وقال موقع شبكة حنين "الجهادية" المقرب من "القاعدة"، في خبر أطلعت عليه "الصباح الجديد" أن "سجن أبو غريب سيئ الصّيت يتحوّل إلى خبر " كان " حيث أن الإخوة المعتقلين داخل السجن كان لهم الفضل بعد الله في اقتحام السجن حيث بدؤوا بالقيام بأعمال شغب في السجن أسفرت عن السيطرة على بعض أسلحة الحراس مما ساهم في تسهيل اقتحام الأخوة للسجن من الخارج,

 

وأضاف الموقع أن "المجاهدين يسيرون على خطى أبي أنس الشامي ورفاقه مع العلم أن النيرآن الآن تلتهم السجن الذي تحول إلى ركآم، هذا و بلغنا وصول آلاف الإخوة خآرج أسوآر سجن " التآجي ".

 

 

 

ستة انتحاريين هاجموا البوابات

 

وحسب روايات أخرى فإن الهجومين وقعا بتوقيت واحد من خلال قصف السجنين بقذائف الهاون بعدها قام ستة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة بمهاجمة بوابات السجنين بمعدل ثلاثة انتحاريين لكل سجن وسط غطاء من اطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة متوسطة وخفيفة. وأوضح أن الهجوم رافقته عملية هروب للسجناء من سجن ابو غريب لم تعرف أعدادهم بعد، فيما لم تحدث عملية هروب من سجن التاجي. 

 

 وأضافت أن طائرات مروحية عسكرية حلقت فوق السجنين لتأمين محيطهما، فيما انتشرت قوات من الشرطة والجيش واغلقت جميع الطرق المؤدية إليهما.

 

هذا وأفادت مصادر أمنية، أمس الاثنين، بأن القوات الامنية فرضت حضرا للتجوال على مدينتي التاجي للبحث عن السجناء الذين لاذوا بالفرار من سجن التاجي وابوغريب

 

وقالت المصادر إن "قيادة عمليات بغداد فرضت حظرا للتجوال على منطقتي التاجي وابو غريب على خلفية هروب المئات من سجناء المنطقتين".

 

وأضاف ان "القوات الامنية شنت عمليات دهم وتفتيش للبحث عن السجناء الذين تمكنوا من الفرار من سجني المنطقتين ".

 

وعادة ما تتعرض السجون العراقية بين الحين والآخر إلى هجومات مسلحة لعناصر دولة العراق الاسلامية بهدف "تحرير" مدانين بالارهاب من عناصر التنظيم صدرت بحقهم احكام مختلفة بينها الإعدام.

 

 وكانت آخر عملية وأكبرها الهجوم الذي تعرض له سجن مدينة تكريت في 28 ايلول الماضي اتهمت على إثره وزارة الداخلية العراقية حراس السجن بالتواطؤ مع المسجونين في تنفيذ عملية هروبهم وقالت انهم سمحوا أيضا لعائلات النزلاء بادخال اسلحة إلى السجن، وأشارت إلى هروب 102 من السجناء ينتمون إلى تنظيم دولة العراق الاسلامية المرتبط بالقاعدة بينهم 47 محكومًا بالإعدام.

 

 يذكر أن العديد من السجون المنتشرة في مختلف المحافظات شهدت خلال الاشهر الماضية تكرار هروب السجناء وخاصة المطلوبين بقضايا "الإرهاب"، حيث أعلنت وزارة العدل في الخامس من أب (أغسطس) الماضي عن إحباط محاولة لهروب نزلاء من سجن بغداد المركزي غرب العاصمة من خلال نفق حفره النزلاء، فيما اقتحم مسلحون مجهولون مديرية مكافحة الإرهاب وسط بغداد التابعة لوزارة الداخلية، في نهاية تموز من العام الماضي بعد استهدافها بسيارتين مفخختين أسفرتا عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 27 آخرين بجروح متفاوتة، فيما أعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن تطهير مبنى المديرية من المسلحين في هجوم استمر لخمس ساعات وأسفر عن مقتل ثمانية مسلحين وضبط خمسة أحزمة ناسفة.

الموضوع السابق تفاصيل فضيحة هروب نحو 1000 نزيل من سجني أبو غريب والتاجي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat