صفحة الكاتب : سهيل نجم

الباعة المتجولون في سوق السياسة العراقية
سهيل نجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يعتبر العراق فريدا في سياساته الخارجية والداخلية من خلال ما نلاحظه عبر تعامل المتصدين على الساحة السياسية العراقية مع الملفات الداخلية والخارجية فهناك تفاوت كبير في الاسلوب والأداء وهذا يعود مرجعه الى الاجتهادات الشخصية العمياء لدى البعض، فكل يغني على ليلاه ولكل مغني راقصة بلهاء وهذا ما دفع بالواقع العراقي الى أن يصل الى ما وصل اليه اليوم من تدافع سياسي أهوج يمارسه البعض عبر التسابق المحموم للعمالة الى دول واجندات غير نزيهة وغير نظيفة وقذرة تماما لجعل البلد ألعوبة سخيفة بيد هذه الدول التي ناصبت العداء لنا منذ اليوم الاول للتغيير وأرادت تدمير التجربة الديمقراطية التي لم تروق للكثير منهم .
 
كمراقبين وكمواطنين عراقيين نتابع وبشكل متسلسل المتصدين في الكتل والاحزاب السياسية تحركاتهم المكوكية المشبوهة التي تعمل وتحرص على أن تكون مغردة خارج السرب الوطني العراقي لتثبت ولاءها الكامل الى الدول المنتفخة التي تقوم على ضيافتهم وتفتح صدورها لهم ليس من أجل عيونهم أو لأنهم يمتلكون حنكة سياسية أو لجمال ابتسامتهم أو لجاههم ووجاهتهم أو لأنهم من عوائل سياسية عريقة ،،، لا لا لا !! ليس لذاك كله وانما لحاجة في نفوس ملوك وحكام تلك الدول القبيحة التي لم تتوانى عن ايقاع القتل والتدمير في أوساط الشعب العراقي للوصول الى غاياتهم ، أنا أستغرب كثيرا من غير الرسميين في الواجهة الحكومية العراقية للقاء رؤساء ومسؤولي الدول الاخرى عبر حجيجهم المكوكي الى دول الاقليم والمنطقة ، والمصيبة أنهم يُستقبلون على مستوى رسمي عال من قبل ملوك وأمراء وحكام تلك الدول وهذا له مسبباته وغاياته أيضا من أجل ايصال رسالة ضغط مشبوهة على الحكومة العراقية من قبل الطرفين البائع المتجول الزائر من جهة ورئيس او ملك تلك الدولة من جهة اخرى وكل ذلك من اجل الرسم لصورة قاتمة تجعل من واقع العراق جحيما نتيجة التفكك الحاصل في جسم العملية السياسية الجارية في العراق وهذا الامر بطبيعة الحال يحتاج الى لجم الكثير ممن لا يمثلون الا أنفسهم او الدائرة الضيقة المحيطة بهم وعدم السماح لهم بتلك الزيارات المشبوهة وما يختبيء خلفها من مخططات يربأ الانسان الوطني في الحديث عنها وخير مثال على ذلك الزيارات المتكررة للسيد اياد علاوي وبعض الذين يمثلون أحزابهم السياسية وليس السلطة التنفيذية ليتناولوا مع الدول المجاورة للعراق والاقليم وكذلك بعض دول العالم أهم الملفات التي تخص البلد وهي من اختصاص الحكومة العراقية حصرا وكذلك بعض الملفات ذات الاختصاص البرلماني ورئاسة الجمهورية ولعل اخرها الزيارة التي قام بها السيد عمار الحكيم الى الكويت وقطر ليلتقي فيها امراء الدولتين في الوقت الذي لدينا مشاكل جمة مع دولة قطر وحكومتها وتدخلاتها الفجة في العراق وما احدثوه من دمار كبير في قتل ابناء العراق وكما اعتقد ان الحكومة العراقية وبشكل رسمي اوفدت وزير دفاعها بعد التغيير الذي حصل في قطر وسياسة الحكومة الجديدة هناك فلابد وان نترك سياسة الدولة تأخذ مجراها في العمل على تصحيح العلاقات لا ان يقوم السيد عمار بالقفز على استراتيجية الدولة العراقية ليكون الحمل الوديع مع قطر ويظهر كأنه هو صاحب الفرصة التاريخية لتعديل مسار العلاقة مع الدول الاقليمية ، اعتقد ان ذلك فيه اضعاف لهيبة الدولة العراقية وتشتيت لقوتها في المنطقة فمتى نتعض  ، وعليه لا أعلم على أي أساس تقوم هذه الشخصيات بعملية الحجيج الى دول العالم إن لم تكن آلية مرسومة من قبلهم لضرب استراتيجية الحكومة ومؤسساتها لاظهارها بالعاجزة عبر خلط الاوراق وتشتيت الجهد السياسي للدولة العراقية واذا ما أردنا تحديد الهدف بشكله الصحيح والصريح هو محاولة تحنيط وتحييد وتضييق الخناق على شخص المالكي مع اعتقادي أنها في النهاية تجارة خاسرة من بعض الباعة المتجولين المتلبسين بزي السياسة وان كان مُهَلْهلاً عليهم.      

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سهيل نجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/23



كتابة تعليق لموضوع : الباعة المتجولون في سوق السياسة العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net