صفحة الكاتب : بهاء العراقي

السيد القبانجي وبدر وملف الامن الشائك
بهاء العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعيدا عن لغة المبالغة وجر النار الى القرص وتشابك المصالح والمزايدات هاهو السيد صدر الدين القبانجي يطلق مبادرته المتضمنة تسليم ملف الامن الى منظمة بدر ولفهم الاسباب الموجبة يجب قبل ذاك ان نستعرض علاقة القبانجي وكيانه بوصفه قيادي في المجلس الاعلى مع منظمة بدر بقيادتها الحالية لئلا يقال ان المجلس وقيادييه يريدون تحقيق مصالحهم لاغير وهنا لابد ان نقول احقاقا للحق ان عملية الانفصال التي جرت وانتهت بانفصال بدر وخروجها من تحت مظلة تيار شهيد المحراب بشكل رسمي واعتبارها كيانا سياسيا مستقلا لايتصل اداريا وسياسيا بالمجلس الاعلى تم بطريقة سلسلة دون ان تكون هناك اقاويل وتقاطعات واثارات اعلامية او سياسية لان الطرف المنسحب يعتبر نفسه قد وصل الى مرحلة من النضج تمكنه من ادارة شؤونه بنفسه والطرف الاخر يرى ان البدريين من حقهم ان يختاروا السير في الطريق الذي يحقق الاهداف المرسومة لهم ككيان جهادي له تاريخ طويل وقد امن الطرفان معا ان هذا الانفصال لا يفسد للود قضية وهو ما رأيناه بعد فترة تحقق الانفصال التام من زيارات متبادلة بين قيادتي المجلس الاعلى وبدر وهما اليوم قوتان متنافستان كغيرهما من القوى والتيارات السياسية العراقية كما انه لايلغي ان البدريين الذين لم يقتنعوا بقرارالانفصال بقوا تحت مظلة المجلس وقيادة ال الحكيم وهم جمع كبير من المجاهدين والاداريين واصحاب المواقف البطولية والمناصرين والمتعاطفين وهذا ليس تلميعا لصورة شخص او جماعة بقدر ما هو الواقع الذي نلمسه ونراه , اذن العلاقة اليوم بين المجلس وبدر ليست علاقة شراكة وتحالف كما نجده في علاقة المجلس بالصدريين او الدعوة ببدر بل انها علاقة عمل سياسي يلتقي في مكان ويفترق في اخر حسب رؤية كل فريق مما يعني انها علاقة عادية في ظاهرها وكلاهما مسؤول عن تصرفاته ومواقفه بشكل منفرد ولايوجد تداخل تنظيمي او تحالف انتخابي يجمعهما في الوقت الحاضر وما يجمعهما هو تاريخ جهادي مشترك ومرحلة طويلة من العمل تحت قيادة شهيد المحراب وعزيز العراق مرحلة كانت لايفرق فيها المتتبع بينهما كونهما فريق واحد يعمل لاسقاط نظام دموي فاشي يكمل بعضهم بعضا وهذا ما اردت ايضاحه في معرض حديثي عن مبادرة امام جمعة النجف الاشرف السيد صدر الدين القبانجي التي اطلقها بشجاعة ليعبر عن مدى صدقيته وثقته بقدرة طرف يحمل الاخلاص للمشروع السياسي ويفهم اسرار العمل الامني بلا ميل لمصلحة شخصية وقد يفهم من تصريحه ان البلاد تحتاج الى قادة امنين مخلصين كفؤين بحجم تاريخ وتضحيات البدريين اشخاص وقادة وجنود همهم الوطن كما هو هم المجلسيين وهذه الثقة قطعا ليست وليدة اللحظة وليست موقفا ارتجاليا يطلقه السيد القبانجي بل انها حقيقية يدرك مطلقها وعن تجربة انهم محل ثقة وقادرين على اجتياز الاختبار بنجاح لانهم مؤمنين بان الاستقرارالامني ومكافحة الارهاب تحتاج الى قادة ورجال امناء مخلصين قادرين على تحمل المسؤولية يلتزمون بالواجب يدفعهم الى ذلك ايمانهم بالله وحبهم لوطنهم وابناء شعبهم وبالرغم من ان تحقيق مطلب كهذا يحتاج الى عزيمة وتنازل من قبل كل الاطراف لكنه سيكون البلسم لكل جراحاتنا وسيضع الرجال المناسبين في الاماكن التي نحتاج لوجودهم فيها بدلا من جوقة المطبلين والقادة الفاشلين ومن لايحسنون غير التبرير وتبادل الاتهامات ورمي التقصير في ملعب غيرهم بينما يئن الوطن ومواطنيه ويرزح تحت طائلة الارهاب الاعمى .. اننا في الوقت الذي نعبر عن تقديرنا لموقف السيد صدر الدين القبانجي ونجل مبادرته نؤكد ان المجلس الاعلى وقيادته الذين اثبتوا ولائهم للوطن وتعاطفهم مع افواج من طالتهم عمليات الارهاب لايرون ضيرا في ان يكون اخوة الامس من المجاهدين البدريين في مواقع القيادة الامنية وهذا المطلب لم يكن مطلبا انيا بقدر ما تكرر وعلى مدى السنوات الماضية باحلال العناصر المجاهدة التي عرف عنها الاخلاص والمهنية والقدرة على تحمل المسؤولية بدلا من اشخاص وقيادات اثبتت الفشل وعدم الفاعلية واكتفت بالتفرج على الارهابيين وهم يستبيحون دماء الابرياء ويغتالون احلامهم بالعيش امنين كما نؤكد ان المجاهدين ممن قاوموا النظام الديكتاتوري الصدامي هم اقدر الناس اليوم على مواجهة الارهاب ولو نظرنا قليلا ال الوراء لوجدنا ان اداء وزير الداخلية الاسبق الاستاذ بيان جبر الزبيدي كان الاكثر تميزا بالرغم من اشتداد الهجمة وتكالب شراذم الارهاب القادمة من وراء الحدود على بلادنا والسبب برايي هو ايمانه ورفاقه بضرورة العمل المشترك والتنسيق العالي والتنوع الخططي الذي اتبعه في مواجهة جماعات القتل الارهابية مما يثبت ان المجاهدين اعلى كعبا واكثر قوة واصرار من غيرهم بل انهم الاقل خوفا من اساليب المعتدين الرخيصة والاكثر استعدادا للتضحية في سبيل الله والوطن فهم ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) انها مبادرة صادقة نتمنى ان تتحقق ولو جزئيا على في المدى القريب لنرى ونلمس ثمارها بقاطع دابر مثيري الفتنة ومن يدعمهم ومن لايريد للعراقيين العيش بأمن وسلام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بهاء العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/29



كتابة تعليق لموضوع : السيد القبانجي وبدر وملف الامن الشائك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net