صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

الكتابة وأخواتها
علي حسين الخباز
(لِمَ تقول ما لا يُفهم؟ فأجاب ابو تمام:ـ ولِمَ لا تفهم ما يُقال يا ابا سعيد؟) محاورة نمت فاستفحلت حيرتها شجونا امام واقع ثقافي متماوج ما زلنا نعيش محنته وصراعاته المترامية الأطراف، فيستفحل السؤال: هل الكتابة التدوينية تعني استنساخ الواقع إن كان تاريخيا او مُعاشا؟ 
وهل المتلقي العراقي الآن بحاجة الى متلقٍ مثله؛ ينقل له ما يعرفه وما يدركه وما يعانيه... ليقدم له خطابا تعليميا يزخ بالمواعظ المباشرة وافعال الأمر؟ وما نفعها إذا لم تحمل البهجة، وتمنح المتلقي لذة التمتع في مساحات نصية تمور بالمغايرة لتقدم ما هو جديد... صحيح ان هذه المهمة تحتاج الى الموهوبين الذي يجيدون استفزاز المشاعر الإنسانية والتي هي اهم مهمات الكتابة؛ لإيقاظ النفوس الراكدة... 
لاشك إن الرمزية او الغموض، وكثافة الصور والعوم في اللاشعور، هي مقصد الاحتجاج عند هذا البعض الذي لا يدرك ان هذه الموضوعات نسبية، وهناك نسب صالحة للعطاء الابداعي، وان رفضنا الحقيقي الذي يقبع عند سوداوية الرؤى والمباشرة الميتة المنهكة للمتلقي، والقول الرتيب الذي صار يملأ المنشور العراقي دون ان يسأل احد منهم: اين هو الخطاب الحداثوي؟ أعني ذلك الخطاب الواعي الذي يمنح النص ديمومته وسحنته الابداعية المشحونة بالرؤى ابداعا يجيد التنامي الروحي والتماهي العقلي مع الواقع. 
والكتابة للناس ليست تسطير كلمات ميتة بحجة احتواء اليومي... هذا الزخم الهائج من الأحداث والمشاعر والرؤى... والبعض ما زال يقف امامه وهو يعيد ويصقل بكلمات قيلت في كل مناسبة وحديث... اين اذا التطور الثقافي والإبداعي؟ ولماذا يصر البعض أن يعلق عجزه على شماعة متهرئة اسمها القارىء... وكأننا نخاطب امواتا ماتوا قبل قرون، وليسوا بشرا لهم ثقافات وتحتويهم رؤى يانعة بالإبداع...؟!! فليحترموا القارىء... فليحترموا الناس.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/29



كتابة تعليق لموضوع : الكتابة وأخواتها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net