صفحة الكاتب : محمد السمناوي

التوبة وطرق التوفيق لها
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انطلاقا من مناجاة الامام السجاد عليه السلام الموسومة بمناجاة التائبين : ( اِلـهي اَلْبَسَتْنِى الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتي ، وَجَلَّلَنِى التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتي ، وَاَماتَ قَلْبي عَظيمُ جِنايَتي ، فَاَحْيِهِ بِتَوْبَة مِنْكَ يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي ، فَوَ عِزَّتِكَ ما اَجِدُ لِذُنوُبي سِواكَ غافِراً ، وَلا اَرى لِكَسْري غَيْرَكَ جابِراً ، وَقَدْ خَصَعْتُ بِالاِْنابَةِ اِلَيْكَ ) . 

من المستحبات المؤكدة في يوم الجمعة قراءة هذه المناجاة ، وفقنا الله تعالى وإياكم لقراءتها مع فهم مفرداتها والغوص في معانيها .

الحديث في هذه الليلة عن التوبة  النصوحة وشروطها وآثارها . 

التوبة مقام سامي يحتاج الى توفيق الهي ، وقد ورد في الدعاء : ( ووفقني لمقام التوبة ) ، والذنب داء والتوبة دواء ، والتوبة تجب على الفور لا على التراخي ، وفي حال الإبطاء والتأخير تتضاعف العقوبة ، فعقوبة لأصل الذنب ، وعقوبة للأبطاء والتأخير .

كما لو اشتريت سلعة ثمينة وعند وصولك الى البيت وجدتها خلاف الوصف او فيها عيب وخلاف الشرط الذي وقع في متن العقد ، فمثل هذه الحالة جاز لك الفسخ وإرجاع البضاعة الى البائع بخيار العيب او تخلف الوصف او تبعض الصفقة  وعلى الفور ، ومجرد ان تعلم بالعيب عليك المبادرة في ارجاعها ، وهكذا حال التوبة يجب المبادرة وعدم الإبطاء فيها فهي واجبة على نحو الفورية لا التراخي .

والتوبة الحقيقة هي عبارة عن قتل النفس الامارة بالسوء والخلاص منها مهما كان  ذلك صعبا ، ولذلك لا بد للمؤمن ان يقوم  بقتل النفس بسيوف المجاهدة. قال تعالى: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).

التوبة باب من أبواب الله ، وهذه الليلة ليلة توبة   وليلة مراجعة الانسان نفسه ، ورجوع الى الله تعالى ، وحقيقة التوبة هي الندامة ، ورد في الحديث : ( الندامة توبة ). 

وهذا ما أشار اليه الامام زين العابدين : ( اِلـهي اِنْ كانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ تَوْبَةً فَاِنّي وَعِزَّتِكَ مِنَ النّادِمينَ ) . 

ربما يسأل البعض ماهي التوبة ؟ وماهي حقيقتها ؟ وكيف يكون الإنسان تائبا ؟

التوبة : هي الرجوع من الذنب ، وحقيقة التوبة هو الندم والندم معناه اللوعة القلبية والألم القلبي .

وقيل لأمير المؤمنين عليه السلام ما التوبة النصوح ؟ 

فأجاب :  ( هي ندم في القلب واستغفار باللسان ، والقصد على ان  لا يعود ) . 

وهذه المراحل الثلاثة  تمثل ثلاث مراحل لابد للتائب ان يقطعها ليكون قادرا على ترك الذنوب ، والوصول الى مقام التوبة الحقيقي وهو التوفيق لها . 

التوبة : هي الرجوع الى الله تعالى بعد الأعراض عنه .

على المؤمن ان يكون يقظا وهذه مرحلة مهمة  وهي يقظة الضمير ،  والشعور  بالذنب بالأسى والندم اذا توفق المؤمن لهذه المرتبة وفق للدخول الى مرحلة أخرى ، وهي مرحلة الآنابة والعزم الصادق  على الطاعة ونبذ العصيان الالهي فإذا انس بذلك  تحول الى مرحلة ثالثة وهذه المرحلة ينبغي  فيها الاستغفار والقصد على ان لا يعود مما في حديث الأمير عليه السلام .

ان الله تعالى يحب التائب خصوصا الشاب احب شيء اليه هو شاب تائب .

: ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) 

قبورنا تبى وما تبنى   ياليتنا تبنا قبل ان تبنى

توبوا الى الله صيغة أمر ظاهرة في الوجوب .

وحالنا الان كحال الحر بن يزيد الرياحي ماعلينا الا ان نعلن التوبة والالتحاق بموكب الطاعة لله تعالى .

يقول الشاعر 

واستيقظ الوجدان في وجدانه 

                 بعد السبات وعادت الأفكار 

فاغتاض ثم لوى عنان جواده 

                 نحو الحسين وكله إصرار 

قال يابن المصطفى أنا تائب 

                   مما جنيت وانتم الأطهار 

افهل ترى لي توبة انجوا بها

                    عفوا يجود به الغفار 

والحمد لله اولا وآخرا وظاهرا وباطنا 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد السمناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/12



كتابة تعليق لموضوع : التوبة وطرق التوفيق لها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net