صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

اسبوعان من العذاب ياوزارة الصحة
جواد كاظم الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حالة انسانية لامرأة عراقية مرت بويلاتها وهي تتألم موتا على مدى الاسبوعين الماضيين بين مستشفيات العراق من مدينة الطب الى مستشفى الكرامة ثم الاستشارة في المستشفى العربي .
كانت حالة مأساوية اطلعت عليها من خلال صديقي زوج هذه السيدة المريضة الذي التجأ الي متصلا عبر الهاتف ومعه كل التقارير الطبية والفحوصات من اجل الاستشارة الطبية لدى احد الاطباء الاختصاص من اصدقائي في العاصمة البريطانية لندن عله يجد جوابا على كل تلك التناقضات التي سمعها من الاطباء عن حالة زوجته التي تعاني الفشل الكلوي كما اخبروه والصعوبة تكمن في انها حامل في الشهر السادس وهو الامر المؤلم الذي طالبوه هو وزوجته ان يكون العلاج اولا اسقاط الطفل ثم اجراء عملية الغسل الكلوي والذي قد ينتج عنه كما يقولون ربما تموت خلال عملية الغسل وربما تنجو، وأما في حال رفضهم اسقاط الجنين وتمت عملية الغسل سيكون الطفل مشوها لا محالة من ذلك ، اعتقد انهم يغازلونه الموت.
ذهبت بكل التقارير التي وصلتني وعددها ما يقارب الاربعين ورقة من مختبرات العراق ومستشفياته الى صديقي الطبيب الاختصاص في لندن فوجد ان النسب المختبرية للفحص مهولة ولا تخضع للعقل العلمي ابدا وهناك تفاوت في الفحوصات وكأن المختبرات تعمل كلا على حدة ولذلك هذا ما يدفع الى القول انهم يريدون من الرجل دفع المبالغ الطائلة للفحوصات من قبل المختبرات الفاشلة والمتعاون معها بعض الاطباء في مستشفيات العراق كما يبدو لأن اجراء أي فحص من هذا النوع يتجاوز مبلغ الخمسين الف دينار وهو كاهل ثقيل على الاخ صاحب المشكلة كونه موظف بسيط في احدى وزارات الدولة العراقية ونحن نعلم ان لا ضمان صحي في العراق يؤمن تلك الفحوصات له مجانا.
ربما يعود تخلف الاجهزة الطبية في المختبرات والمستشفيات العراقية الى ثمانينات القرن الماضي بسبب ما اكدته التقارير العلمية والاحصائية الى ان النظام السابق لم يعمل على تطوير النظام الصحي في العراق منذ ذلك الحين واخر مستشفى  بناها ذلك النظام كانت في منتصف ثمانينات القرن الماضي فأين التطور الذي كان يتبجح به نظام البعث وهو يمتلك افضل اطباء العالم حينها ما اضطرهم الى الهجرة ليملئوا مستشفيات البلدان على مساحة الكرة الارضية ومنها العاصمة البريطانية لندن التي تضم خيرة الاطباء الاختصاصيين وفي المجالات كافة .
نتيجة للتواصل بيني وبين صديقي حول الموضوع وبنصيحة الأخ الطبيب هنا في لندن تم الاقتراح الذهاب الى مختبر طبي حديث تم تأسيسه حديثا بخبرات عالمية لكي يطمئن الى قراره الذي يحدد مصير زوجته الراقدة في المستشفى دون امل وليس لها سوى شبح موت الطفل االذي ربما يتم اسقاطه فيضيع تعب الاشهر الست ويضيع معها الامل المنتظر ليكحلوا عيونهم بالمولود او اثناء عملية غسل الكلى لها وهو امر يبدو غير مضمون بقائها على قيد الحياة كما اخبرهم الطبيب المختص في مدينة الطب،، وسط هذا النوع من الصراع المرير وسط اجواء نفسية صعبة جعلت من عائلتي الزوج  والزوجة يعيشون احلك الظروف ما دفعهم الى رفض كل تلك المقترحات ومحاولة الانتقال الى اربيل في كردستان العراق لانهاء هذا التيهان في مستشفيات بغداد .
عاد الزوج وهو يصطحب زوجته من ذلك المختبر الذي كان املهم الاخير في بغداد فوجدوا ان كل الفحوصات السابقة كانت عبارة عن اوامر تهديد بالموت وان وضع المرأة طبيعي وهو مجرد جهد وتعب تمر به اضافة الى الضغط الحاصل نتيجة الحمل الذي اتعبها  وكادت تلك الاخفاقات المهنية لبعض الاطباء والفحوصات الخطأ أن تودي على الاقل بحياة طفل بريء يريد ان يرى النور بعد ثلاثة اشهر ،، خرجت المرأة وهي تحمل طفلها في احشائها فرحة وعادت الى بيتها وهي بأحسن حال بعد ان رفع عنها الحاجز النفسي والاضطراب الذي مرت به نتيجة تكهنات غير صائبة ،، هذه حالة اضعها بين يدي القارئ والمسؤولين في وزارة الصحة وهناك الكثير من الحالات المشابهة لتلك ذهب بسببها الكثير من حياة الاخرين نتيجة الاخطاء التي يمكن ان نسميها أخطاء قاتلة.   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/17



كتابة تعليق لموضوع : اسبوعان من العذاب ياوزارة الصحة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net