صفحة الكاتب : مؤمن سمير

ليست الطريقُ واسعةٌ ، فأضيِّقُها للطائرينَ
مؤمن سمير

 "أصابعُهُ تجوسُ في ظهري .."

 
لم أَرتعب حقاً ، بل غَرِقتُ في لغتِكِ وتَبَلْبَلَ لساني ..
درتُ ودرتُ ، خارجَ الأبوابِ
وداخلي ...
أو قل خِفتُ فعلاً ، لدرجةِ أنَّ العابرَ ارتعشَ
وحاطتهُ الطيورُ ..
 
حَطَّ الوليُّ النورَ وهَزَّ الحَوْصَلَةَ ، المليئةَ بالأنغامِ 
وابتسمَ ....
أصابعُهُ تجوسُ في ظهري ، وعلى الطريقِ 
الخارجةِ من الكَفِّ ، لتصطدمَ بالجَدَّاتِ
والزوابعِ ، ويزدحمَ الراقصونَ 
في العيونِ ....
ولماذا أنا يا سَيِّدَنَا ..؟
ما الذي خَبَّاهُ الربُ في عُلبتهِ ،
لمَّا كان يتمشى في الصحراءِ 
وشَمَّكَ تحلُمُ تحتَ ظِلٍّ ،
فَأَسَرَّ لكَ ....؟
ستسقط سحابةٌ فيها وجهُ أبي ،
وأنا أهرولُ تحتَ شرفتِكِ
المحترقةِ ...
ستشيلُنِي دَوَّامةٌ ،
وأنا أحمي عيني من العاصفةِ 
بيدي ، لمَّا تَمُرُّ على سجادةِ الساحرةِ ..
أو على العكس ..،
البهاءُ يَلُُفُّنِي في حفرتِهِ ،
وعند حديقتي ..
في جيوبي الخَّوافَةِ ،
والمخفيةِ ..
تَحُوطُني شهقَتُكِ 
وتسنِدُ ذراعي ،
كلما أنساها في المتاهةِ
لتدلَّّ عليَّ ...
 
ليست الطريقُ واسعةٌ 
فأضيِّقُها للطائرينَ 
فسِبني أَشُمَّكَ ،
من داخلِ أشباهي ..، 
في العباءةِ 
الطائرةِ بقلبِ الدولابِ ،
أو في النقوشِ المهتزةِ 
في خطابِكِ 
الأخيرِ ..
 
أحجارُنَا منذُ اليومِ
ستطيرُ بعيداً 
كلما تَسمَّرتَ في الحقولِ 
ونظرتَ للسماءِ 
وأشحتَ بالصورةِ ،
وبقلبِكَ ...
 
.. تتوهُ وتغفو .. 
قربَ تقطيبةِ المشنوقِ ،
 
أو في 
عتابِ 
المحبينَ .....
................    
 
 
"واخمشي بالأظافرِ .." 
 
رغم أني أُلَوِّحُ لأعلى
إلا أنني فضَّلتُ استدراجَ الطينِ
ليقفلَ عيونَهُ
ويتركني أهبطُ
مطمئناً ..
شريطةَ أن أُحصي الهاربينَ
الذينَ يعيدونَ نحتَ ملامحهم
من تحتي ..
أناهنا يا بنتُ ..
بُصِّي بينَ ساقَيْكِ
واخمشي بالأظافرِ ..
لا تدوسي بعَيْنيْكِ
وأبعدي ظِلَّكِ ..
قولي من نبضِ سريركِ 
وبكائِهِ 
وعن غبار الهجراتِ المارةِ 
جنبَ الخنادقِ
والبحيراتِ
وعلى غرفتِكِ ..
قولي في كَفَّيْكِ
وأغلقي على ذَيْلي
لأنوحَ بصوتٍ قادرٍ ..
أنا هنا يا ربي ..
أَمُدُّ يدي حتى تتيبَّسَ
وتأخذها الحافلةُ
في طريقها ..
وأشُدُّ لساني
حتى يعودَ سلَّةً للتوتِ
وغَيْمةً فوقَ السفينةِ ..
أَلهثُ بإخلاصٍ وتَجَرُّدٍ
وأرمي بعظامي
قطعةً قطعةً
عَلَّني أَكُفُّ بصري
عن السحابةِ التي تركبها
والخيولِ التي تشيلُ ذكرياتِكَ 
والتي تروحُ تُشْبِهُ الشهقةَ ،
التي تحرقني
منذُ 
الأمسِ ،
 
البعيدِ ..  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مؤمن سمير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/18



كتابة تعليق لموضوع : ليست الطريقُ واسعةٌ ، فأضيِّقُها للطائرينَ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net