صفحة الكاتب : مرتضى البهادلي

التعليم في العراق...بين فشل الوزارة ومهزلة مدارس الأوقاف الدينية
مرتضى البهادلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عند الحديث عن واقع التعليم في العراق وخصوصاً في المراحل التي أعقبت سقوط النظام السابق  بعد عام 2003 . وبعد دخول قوات الاحتلال إلى العراق يتبادر إلى أذهانا الدهشة وتساؤلات عديدة عن سبب تدني واقع التعليم العراقي وسبب الخراب المتواصل والحلول العقيمة
 ( والإستراتيجية !!  )  التي تتبعها الوزارة بين حين وأخر من اجل النهوض ( حبراً على ورق وبالاستهتار واللامبالاة ) بواقع التعليم حسب ما يدعون 
فقد لوحظ ان ناقوس الخطر بدأ صوته يعلو ويتعالى يوماً بعد يوم حتى وصلنا إلى مرحلة أطلق عليها ( نكسة أو كارثة تعليمه ) ممكن إن تعصف بمستقبل التعليم في العراق نحو المجهول , 
نعم انها نكسة تعليمة كيف لا ؟ ونحن نرى في كل فترة قرارات  تصدر في يوم وتلغى  او تُعدل في اليوم الذي يليه ! بالاضافة الى القرارات المخزية التي لا تمت للتعليم وحق التعليم بصلة 
فلو تحدثنا ( ولو بالشيء البسيط عن أهم مهازل التعليم في العراق لأنها لا تعد ولا تحصى ) عن اهم اسباب تدني واقع التعليم في العراق 
ستأخذنا الحيرة في الامر من اين نبدأ وكيف ننتهى 
فلو بدئنا من ناحية البنى التحتية واقصد الأبنية المدرسية فنلاحظ عظمة الفساد في هذا الأمر خصوصاً المدارس ذات الأبنية الحديدية ( الكرفانات ) 
التي لا تصلح حتى لتربية الدواجن مع الأسف والتي انتشرت في إبان الحكومة السابقة ولا زالت الهياكل موجودة . 
كذلك المناهج الدراسية التي كانت سبباً في تأخر واقع التعليم وجعلنا من الدول المتأخرة في هذا المجال فهي تفتقر لكل عوامل التطور التعليمي الحاصل في ابسط البلدان الأخرى وافتقارنا لأكثر وسائل التعليم المتقدم مثل المختبرات والقاعات والأبنية العلمية ...
 والتي جعلت باقي دول العالم لا تعترف بالشهادة العراقية ! 
وكثيرة هي الأسباب لسنا بصدد ذكرها كلها 
 لكني اليوم بصدد الحديث عن خطر يداهم واقع التعليم في العراق الا وهو ( دراسة الوقف الشيعي ) !  
التي ستكون سبباً رئيسياً في انهيار المنظومة التعليمية في المستقبل القريب والقريب جداً 
فلا نعرف كيف نبدأ وما هو الكلام الذي ممكن ان نوجهه الى وزارة التربية و التعليم كي تتعامل بجد وحرص مع واقع التعليم وضرورة منح الشهادات لمستحقيها الذي درسوا وضحوا وصبروا واجتهدوا لسنوات طويلة  في نيل شهاداتهم
 بخلاف طلبة الوقف الشيعي الذين تمنح لهم شهادة في ظرف ( 9 أيام )  ! 
لنضرب أمثلة بسيطة ولنحسبها بالأرقام وندع الكلام للقارئ اللبيب ليفسر ما يجري كيف ما يشاء  . 
الطالب في المدارس الحكومة يقضي تقريباً 9 أشهر في كل مرحلة أي ما يقارب 270 يوم في المرحلة الواحدة او الصف الواحد  .
 ولو اردنا حساب ايام  المرحلة الابتدائية 
9 اشهر × 30 يوم  = 270 يوم في المرحلة الواحدة 
270 يوم × 6 مراحل ابتدائية = 1620 يوم ينال بها الطالب شهادة الابتدائية 
نجمعها مع المرحلة الثانوية 
1620 يوم ( مرحلة ابتدائية ) + 1620 يوم ( مرحلة ثانوية ) = 3240 يوم ينال بها الطالب الشهادة الإعدادية 
لنأتي ونحسب مراحل  شهادة طلبة الوقف الشيعي 
9 يوم ( مرحلة ابتدائية ) فقط أيام الامتحانات لو افترضنا أنها 9 مواد دراسية 
9 يوم ( مرحلة متوسطة ) فقط أيام الامتحانات لو افترضنا أنها 9 مواد دراسية
9 يوم ( مرحلة إعدادية  ) فقط أيام الامتحانات لو افترضنا كذلك أنها 9 مواد دراسية 
سيصبح لدينا 
9 يوم ( مرحلة ابتدائية )  + 9 يوم ( مرحلة متوسطة ) + 9 يوم ( مرحلة إعدادية )  =  27  يوم ( شهادة إعدادية ) ! 
أذن 
طالب التعليم الحكومي أو القانوني كما أحب إن اسميه  يحتاج إلى (  3240 يوم ) لينال بها الطالب الشهادة الإعدادية 
بينما يحتاج طالب الوقف الشيعي إلى 27 يوم فقط يعادل بها شهادة الطالب القانوني حيث سيصبح لكليهما ( شهادة إعدادية ) ! 
هذا جانب 
اما الجانب الاخر فالكل يعلم ان دراسة الوقف الشيعي تعني بدراسة الفقه والأصول والعقائد والتربية الإسلامية والتاريخ الإسلامي
وهي تمنح شهادة إعدادية فما علاقة الشهادة الإعدادية بالدراسات الإسلامية ؟ 
بالاضافة الى ان الاسئلة توضع من قبل جهات غير مرتبطة بوزارة فقط من دائرة الوقف الشيعي !!
اعتقد إنني تكلمت بما فيه الكفاية عن مستقبل التعليم ومستقبله المجهول . 
والله العالم ووزارة التربية والتعليم وحدهم يعرفون بالقرارات الجديدة التي ستصدرها الوزارة وهل ستجد حلاً من الممكن ان ينقذ واقعنا العلمي وجعل التعليم ينافس ما وصل اليه العالم من هذا الجانب الحضاري 
في النهاية اود ان أشير الى ان هذا المقال يعبر عن وجهة نظر ويبقى مجرد رأي خاص يتحمل النقد والتوافق . 
dr.abomlak@yahoo.com 
 
صورة الكاتب // 
http://im37.gulfup.com/hyvwd.jpg

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى البهادلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/21



كتابة تعليق لموضوع : التعليم في العراق...بين فشل الوزارة ومهزلة مدارس الأوقاف الدينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net