صفحة الكاتب : باقر العراقي

الخطابات ..والأيام الأخيرة
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 المتتبع للمشهد السياسي خلال السنوات الأربعة الماضية، يجد أن أمور الدولة العامة تنزلق على منحدر خطير، والكرة الثلجية للازمات تكبر يوما بعد يوم، وتبدع في تنوع مشاكلها المتعددة، وكأن الإستراتيجية والأهداف المرسومة يراد منها تحطيم البلد، وليس بناءة، وكل الدلائل تشير لذلك ، الأمن والأعمار، الصحة والتعليم، البطاقة التموينية والعدالة الاجتماعية،السلم الأهلي والتخندق الطائفي، كل شيء يفيد المواطن في تراجع مستمر، ولا تقدم الا للفساد والإرهاب .
مثلا، هذه الأيام تنتشر ظاهرة معيبة، وهي العمليات الممنهجة للغش الجماعي لطلبة المراحل المنتهية، لما يسمى بــ "إمتحانات الأوقاف الدينية" وكذلك فضائيي الجيش والشرطة وهروب كبار القادة الأمنيين، أو بالأحرى خروجهم من البلد، لا من سائل ولارقيب، وبغير محاسبة أو تنويه من قبل القائد العام للقوات المسلحة، برغم كثرة خطاباته.الحرب المعلنة مستمرة. الإرهاب يقتل ما يتيسر له يوميا، من فقراء الشعب وعامة الناس. وما دامت المنشآت الحيوية بخير، فالدولة بأمان ولا نعلم  ماهي المنشآت الحيوية التي تستباح الدماء في سبيلها يوميا وهل تستحق كل تلك التضحيات؟.
برغم تلك تلك المآسي والأحداث الخطيرة والتي هي بحاجة إلى مكاشفة من قبل الرجل التنفيذي الأول مع شعبه وناخبيه، إلا انه خرج ليغدق على أبناء الوطن، بخطاب جديد قديم وبكلمات مسوفة ووعود جوفاء. قطع أراضي للفقراء. زيادة الرواتب لموظفي الدرجات الدنيا. 25ألف دينار كتعويض لما سرق من مفردات البطاقة التموينية خلال السنوات الماضية. كل تلك العهود سمعها ساكني الصفيح، أهل التجاوزات وصدقها "السذج" منهم في الانتخابات السابقة.أما الآن فصار معلوما عند الجميع، بأن الوعود ستعود .ولا تهدف الى تضميد جراحهم بل الى خداعهم، ومادامت هناك انتخابات قادمة .
 في الخفاء تُعطل القوانين المهمة التي تعتبر إنجازاً للآخرين، ولا يراعى فيها حاجة المواطن الا بعد أن تصبح نسيا منسيا، ويسلخ المضمون منها، كقانون التقاعد مثلا، او كما  يجري هذه الأيام من تعطيل لقانون البصرة العاصمة الاقتصادية، او بتجزئة  مشروع البترودولار. وإن غابت الحلول فالطعن جاهز لمن يمر من هذه القوانين، حسب "فيتو" المحكمة الاتحادية والمتماشي لحد الآن مع رغبات صاحب السلطة .
وأخيراً بعد تحديد نهاية آب الحالي كيوم للمظاهرات. كأن الذي يجري الآن هو نهاية حكم استبد بكل شيء، وأضر بكل شيء وحتى بشخوصه،"خاصة بعد تفريغ المنطقة الخضراء من ساكنيها"  أو أنها أحد حلقات مسلسل "الربيع العربي" والخطابات الأخيرة لحاكم في آخر أيامه، وليس له الا خياران أحدهما الخطابات والوعود المسوفة التي يجيدها، والثانية اللجوء الى أحد الدول المجنِسة له .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/24



كتابة تعليق لموضوع : الخطابات ..والأيام الأخيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net