صفحة الكاتب : محمد ابو طور

هل سأكتب الجزء الثاني من عودة الوعي ؟
محمد ابو طور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 حالة استقطاب منزلية حادة بعد قرار فض اعتصامي رابعة والنهضة انقسمت على أثرها أسرتي لجبهتين الأولى يقودها ابني (19 عام ) الثوري سلوكاً والبردعاوي فكراً ، تعاونه ابنتي (17 عام) التي تعتقد وتؤمن بحروف (البوب) ونظرياته ومواقفه أكثر من مقالات أبيها.
والجبهة الأخرى تتزعمها زوجتي ( الناشطة السياسية) التي تعشق مصر وتهتم بها وتسهر على رعايتها وترى أن الإخوان أضاعوا على أنفسهم فرصة ذهبية لتأسيس دولة على مفاهيم الحرية والعدالة مستغلين تعاطف الشعب معهم طوال السنوات السابقة ، لكنهم بغباء وغطرسة تحولت تلك المفاهيم إلى مجرد يافطة تزين  مقار حزبهم، ونظراً لكرهي الشديد لجماعة الإخوان المستمد من قراءة تاريخهم الدموي ، والكذب الذي يجري على ألسنتهم مجري المياه فى الأنهار والدماء فى العروق ، وآيات النفاق التي سطعت فى جباههم ، فقد سارعت بالانضمام لجبهة زوجتي متفقين على ضرورة الفض بالقوة بعد الفشل المتوقع لمحاولات التفاوض مع إخوان صهيون ، فهم لا يريدون إلا استنزاف الدولة وإشاعة الفوضى والدمار والتخريب فى ربوع الوطن ليحكموه على أشلاء وجثث الشعب بعد استبداله بمليشيات تكفيرية من أنحاء العالم.
الجميع متفق ومؤيد لخارطة الطريق بدون تحفظات ولكن الانقسام جاء بعد الفض مباشرة ، ما زالت المثالية والرومانسية تداعب أفكار أبنائي فتسمع منهم شعارات "هيا بنا نتصالح" ، " الوطن للجميع والحكم للشعب" ، لكن الواقع أثبت أن أخلاق الفرسان النبيلة تنفع مع جميع الكائنات الحية حتى السباع فى الأدغال والوحوش في البرية إلا إخوان الشياطين.
يرى أبنائي أن ما يحدث الآن هو مخطط محكم للقضاء على ثورة 25 يناير المجيدة  وتشويه رموزها وتلويثهم باتهامات العمالة لإزاحتهم من المشهد السياسي ، ثم إعادة خلق الدولة البوليسية العسكرية فى ظل تسويق فكرة فشل التيارات المدنية والإسلامية وثورة يناير بعدما نسخها الشعب بخروجه في 30 يونيو 2013،  ودليلهم على ذلك تصدر خبراء أمنيين وفلول ورموز بائدة  للفضائيات باتت تُنًظَّر وتبشر وتدعو لعودة النظام القمعي من أجل الاستقرار، وكلما تم التضييق والمنع من السفر والملاحقة الأمنية للثوار يصرخ أبنائي : "مش قلناكم ولسه".
 وفي أحدى النقاشات المستعرة بيننا ــ حتى أصبحت أشفق على الجيران منها ــ  تسائل أبنى :" بابا ح تكتب أمتى الجزء الثاني من عودة الوعي ؟"....ولهذا الموضوع قصة طويلة بدأها الكاتب الكبير توفيق الحكيم فى مراجعته الرائعة "عودة الوعي" عن الفترة من 1952 وحتى 1972 ، والذي خط فى مقدمتها كلمات توصف حالة أي إنسان تختلط عليه الأمور فيعتقد ويؤمن بأشياء يثبت الزمن وبعد ظهور الأشياء على حقيقتها أنها كانت غيابا عن الوعي،....كتب الحكيم يقول :" فحامل القلم والفكر مسئول عن تبليغ الناس بما يراه حتى وإن كان غير مسئول عن صحة الرأي فهو ليس بمعصوم من خطأ التقدير أو خداع النظر أو سوء الفهم أو سلامة الحكم أو حجب مصادر العلم ، ولكنه مسئول دائما عن الصدق والإخلاص فى الرأي كما استطاع أن يراه  "
و"عودة الوعي" أيضا هو عنوان مقال كتبته فى 11 ابريل 2011 موجه لبلال فضل وبعض المتثقفين الذين انزلقوا فى الدفاع وتأييد المجلس العسكري الحاكم آنذاك وطفقوا يوزعون صكوك الخيانة والعمالة على ثوار التحرير وتساءلت فى نهاية المقال عن موعد كتابتهم للجزء الثاني من عودة الوعي و هل سننتظر عشرين عاما مثلما فعل الحكيم ؟
إذن أبني يتهمني بشكل غير مباشر أنني مغيب الوعي في ظل دفاعي عن أبطال المرحلة الحالية منصور والببلاوي والسيسي ، وانتقادي لانسحاب البرادعي غير المبرر الذي أضر بأحلام وأماني ثورة يناير العظيمة، ويبشرني بيوماً سأكتب فيه ملحقاً إضافياً لعودة الوعي.
والحقيقة أنني من أشد المؤيدين للدولة المدنية التي تحترم الحقوق وتدافع عن الحريات، وتلاحق الإرهابيين المجرمين بالقانون، لذلك فإنني أقول لأبنائي ولكل الخبراء الذين أصبحوا صداعا مزمنا فى الفضائيات ، ولكل من يتوهم أن نظام مبارك أو نظام الإخوان عائد مرة أخري أقول لهم:" يخطأ من يظن أن الشعب المصري الذي خرج ثائرا فى يناير 2011 فأسقط مبارك، ثم عصر على نفسه ليمون منتخبا الإخوان لغلق طريق العودة على فلول الحزب الوطني، ثم عاد ثائرا فى يونيو 2013 ليسقط نظام الأخوان بعد أن كشفهم وفضحهم وطاردهم وطردهم، يخطئ من يظن أن هذا الشعب سيسمح لأي أحد مهما كان قدره ومحبته في قلبه أن يحيد عن المسار الديمقراطي لهذا البلد متلاعبا بالخارطة التي أيدها ورواها بدمائه" .
و يخطئ من يعتقد أن الشعب قد مل وزهق من الثورة فهو قادر على أن يعيدها مرارا وتكرار إذا فكر أحد فى التلاعب بحاضره ومستقبله.....أطمئنوا يا أبنائي فأنا أثق في قيادات تلك المرحلة ثقة كبيرة لن تجعلني يوماً أكتب أي أجزاء إضافية لوعي توفيق الحكيم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد ابو طور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/25



كتابة تعليق لموضوع : هل سأكتب الجزء الثاني من عودة الوعي ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net