صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الشعر أفكار أَمْ مشاعر؟!!
د . صادق السامرائي

 

 
الشعر العربي على مرّ العصور , عبارة عن تصوير لمشاعر قد تكون في أغلب الأحيان كاذبة!
و"إن أجمل الشعر أكذبه".
و" الشعراء يتبعهم الغاوون..."
فالشعر ربما أصبح فن الكذب!
والشاعر الجيد هو الذي يجيد مهارات الكذب!
فالمديح كذب.
والهجاء كذب.
والتعبير عن المشاعر والأحاسيس , عبارة عن فنتازيا وسرابات لا مثيل لها!
وعندنا قيس بن الملوح , وجميل بثينة , وغيرهم وما بعدهم , وحتى ايامنا المعاصرة , فكل ما أنشدوه محض خيالات وهذيانات حسية لا صلة لها بالواقع , حتى تحولت المحبوبة , إلى حالة خرافية غير موجودة في دنيا الأنس والجن.
وبذلك لعب الشعر دورا سلبيا في صياغة الرؤى والتصورات والإقترابات العربية.
وأسس لآليات الكذب والنفاق , والإنقطاع عن الواقع , والخوف من مواجهته وإنكاره.
ومضى العرب يحلقون في فنتازيا الشعر , حتى صار عبارة عن أفيون يخدرهم ويذهنهم , وأداة لإثارة إنفعالاتهم ومشاعرهم وحماستهم , وتأكيد التطلعات النرجسية , والقول بالفخر والإنقطاع عن قدرات التفاعلات الجادة مع الحياة.
وهذه الأساليب جعلت السلوك ميالا للقول وليس الفعل , فنحن نقول أكثر بكثير مما نفعل , وقد طغى هذا الأسلوب على وجودنا المعاصر.
فالشعر العربي , لا يتناول الفكرة ولا يجسدها.
ويبدو وكأنه مساهمة في صناعة الوجود المنفعل , أو عبارة عن كلام إنفعالات وأوهام أحاسيس , ولا يوجد أثر للفكرة فيه , إلا فيما قل وندر.
فلا يخاطب العقل , وإنما العاطفة التي يريدها أن تُعمي العقل.
والكثير من الشعر الشائع أسس لركائز سلوكية , وآليات تفاعلية ذات تأثير سلبي على حياتنا , وما يتحقق من تداعيات فيها.
وربما نحتاج لإعادة النظر بالشعر كوسيلة لصناعة الحياة , والإرتقاء بالعقل والفكر لدرجات متفقة وعناصر الزمن الحالي.
فما نكتبه من شعر , يختلف عما يكتبه الآخرون , فشعرهم نسيج أفكار وصور ذهنية ذات قيمة معرفية.
وشعرنا إمعان بالإنفعالات وتجسيد للشعور ويتسيّد فيه الكذب اللذيذ!!
فهل من شعر يستنهض قدرات العقول , ويهذب النفوس , ويرتقي بالإنسان إلى عصره؟!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/26



كتابة تعليق لموضوع : الشعر أفكار أَمْ مشاعر؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net