صفحة الكاتب : واثق الجابري

دين الأرهاب والفساد يغتالنا
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دين أعمى يذبح الأرواح كل يوم , تلازم فيه الإرهاب والفساد واحتضن أحدهما الأخر , وتكشفت  الحرائر والسرائر والصدور امام المفخخات , في بلد  إتنهت فيه صلاحية الاستخدام البشري , تصول فيه الوحوش والجحوش والحيتان , وأحراره سجناء محرومين , قطعوا طائفيا وعرقياً وجسدياً , بلد الأيتام والأرامل والسراق والمهربين  والجواسيس والخونة ,  وطن يدار من موائد القمار والفساد والفسوق والرذيلة ودهاليز التأمر التي ننفق عليها نفطنا بالمجان , وترسل لنا الفتاوى وتجعل من قلتنا عمل خيري تجمع له التبرعات ,  وتسهر عيون حراسه في الحانات اكثر مما تسهر على راحة مواطنيه , سأمنا الانتظار والاحتضار ,وسأمنا ان نرى مناظر الأشلاء كل يوم تناقلها  الأخبار,  وترسمنا في بلد الأشباح صور ولافتات سوداء على الجدار  , وكواتم الصوت تكتم أصوات الشرفاء وتغتال الحياة والطفولة الإنسانية , بلد جريح بعمق العراق وتاريخه وتضحياته , وأنهاره  , كم مرة لونها التاريخ بالسواد والأحمرار  , تعاضد الأشرار في النيل من أنسانه اليائس البائس , واثبت المدعون بالإنتماء له انهم لا ينتمون , قسموه طوائف واعراق قبل ان يقسمه الأعداء كي يجعلوه ضعيفاً مهدداً خائفاً يحتمي بهم  لكنهم لا يحمون الاّ انفسهم بمناطقهم الخضراء وحدائقهم العشباء ولياليها الحمراء , كمثل اجوائنا المغبرة بالحرائق وروائح الأجساد وتناثر الدماء , وأنهم فيه حماة الحمية النكراء والأفعال الفحشاء , اعادونا الى العصور الجاهلية وإننا نحتاج رسالات سماوية وفتوحات  يحملوها في ولايات ثلاث واربعة وأبدية , ضمنها لهم دستور سمائهم وفرض معاقبتهم بالنار في مخالفتها , وإيمانهم بها يمنعهم من التخلي والتنحي وفسح المجال للنبلاء  والعقلاء والطاقات والكفاءات , لا يهم إن تهاجر او يستغني الشباب عن وطنهم بلا عودة دون إنتماء , بعد ان تزاحمت المقابر وغطت الأنهار من الدمار ومقابرنا لا تزال جماعية و لا تفرق بين الكبير والصغير , في ملاعب  الاطفال وألعابهم المفخخة ومقاهي الشباب و الباحثين عن قوت عوائل تتضور جوعاً تنتظر مساطر العمال من العاطلين , يذبحنا الدين الأعمى دين الفاسدين وترخص دمائنا لنزوات المتأمرين على الضحايا والمساكين , عقلية عوراء عرجاء منجزاتها المئات يرحلون بلا عودة , يشيدون لنا القبور ولهم القصور , ولا نعرف ان كان الموت ينتظرنا ام نحن من ينتظر الموت , رحلت وأندثرت احلامنا وعاد لنا المتملقين والمستلقين والرداحين , تقمصوا ثوب الطائفة والعرق و أجادوا التمثيل عليها كونهم ممثليها , وامتنعوا ان ينصوفوا مشاريعها الاقتصادية وطاقاتها الاستثمارية ونفطها الذي يسل له اللعاب  , وسيادة القانون في منظارهم  بسيادة الفساد , جاهلية فرضوها بنظام الغابة والعصابة وحيثما وجد  تنامت الجاهلية وتأخرت الشعوب , شاع الفساد وصار عرفاً يقلد فيه الصغار كبارهم , يرفضون اعطاء الحقوق ويريدونا  تابعين خاضعين  خانعين بالهدايا والعطايا والمكرمات والمنة والتفضل  , وطن جعلوا من مواطنيه يغادروه غير نادمين ويغتال أحلامنا السارقين والمارقين , وعلاقنا به شريفة كعلاقة الطماطة بالخيار لا تشوهها فتاوى القملة المقدسة , والحائط  الذكر الهائج على النساء , لا يختلف دينهم عن دين أكلة الأكباد ونباشين القبور حين يستهروا بالارواح , وحين يفرضون لأنفسهم رواتب ومخصصات معيبة مخزية في شعب لا يحصل الاّ الأمراض من  أنهار  النفط ويتغذى على المزابل , ويدفع ضريبة  التقاتل على نعمته  المنهوبة من تحت قدميه  .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/30



كتابة تعليق لموضوع : دين الأرهاب والفساد يغتالنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net