صفحة الكاتب : صالح العجمي

الاحتكار السياسي
صالح العجمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يتجلى للشباب المتطلع إلى التغير والمستقبل الزاهر والإسهام في بناء أوطان تحتضن الجميع في البلدان العربية المختلفة يوما بعد يوم سيطرة القيادات السياسية ومن يزعمون أنهم دولة في اطر جغرافيه محدودة ومن عوائل محدده استغلت جهل الشعوب وبساطة المجتمعات خلال العقود الماضية وقامت بالسيطرة على كافة مرافق الدولة ابتداء من رئاسة الجمهورية ومحافظي المحافظات إلى اصغر الوحدات في مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات العسكرية.
      والإحصائيات الدقيقة حول توزيع المهام السياسية تشير إلى أنها أوكلت إلى جهات معينه من ذوي النفوذ و نفس الطبقة والعائلة الواحدة ومن لهم علاقة وثيقة بالفخامة  فكل ممثلي ومنسوبي السفارات في الخارج والوزارات والإدارات العامة في الداخل ومن برفقتهم من السكرتير إلى حارس الأمن في البوابة يرجعون إلى نفس العوائل والمناطق الجغرافية المعروفة .ويعلم الجميع أن هذه العصابات قد عاثت في تاريخ الشعوب السياسي فسادا كبيرًا واستبدت بالسلطة وسخرتها للمصالح الشخصية وتنصلت على مسؤوليتها في خدمة الأوطان وأقصت الآخرين من حقوقهم بطريقة تثبت للمجتمع أن فلول الاستعمار لم تغادر لحد الآن وأنها لازالت تحكمنا من خلال أذيالها ولكن بشكل أخر وخلف ستار مسميات الثورة والجمهورية والديمقراطية, فلو افترضنا مثال اليمن نموذج نجد أن الصراع السياسي الذي يأكل هذا الشعب المغلوب على أمره قد بلغ أوجه وأنه يسير إلى الانحدار والانزلاق الخطير فهناك مناطق نائية تعيش بعيداً عن العالم وعن ابسط الخدمات ويتعرض أهلها للعنصرية و الابتزاز والقمع التهميش وأخرى قريبه من ذوي النفوذ والسلطة تسيطر على كافة المقومات في الوطن من البنية التحية إلى إعداد الموارد البشرية وتستغل كل طبقات المجتمع وتعاملهم  أقزام وخدم وتجاهلت أنه من حق إي مواطن الحصول على كافة الخدمات سواء كان بعيد أو قريب فليست العاصمة مكان العبادة  و لا مقر للكاثوليكية التي يتوجه إليها الناس لكي نقدم لهم القرابين وكافة الخدمات ونقلص مصالح وحقوق المناطق الأخرى وحقوق أبنا الوطن في المحافظات النائية. 
        
   هذه لفته وقفت عندها لتوضيح العنصرية والأنانية المفرطة في التوزيع العادل للمشاريع والتنمية على كافة المحافظات ولكن موضوعنا هو توزيع المهام السياسية على المناطق الجغرافية بما تفرضه علينا الجمهورية و الديمقراطية فمثلا صعده والجوف وحجة ومأرب والحديدة منذ قيام الثورة المباركة وحتى يومنا هذا لم يتاح الفرصة أمام مواطنيها مطلقاً للمشاركة في العمل السياسي إلا في إطار محدود وداخلي من خلال استغلال شيوخ القبائل للحصول على اكبر نسبة أصوات في الانتخابات النيابية أو الرئاسية ويفتقدون للصلاحيات في بناء مدرسة أو وحدة صحية ناهيك عن أن يكون هناك سفيرًا و وزيرً أو قنصل أو مدير عام من هذا المحافظات التي تمثل ثلث الشعب و محسوبة على الجمهورية اليمنية وهذا ليس أنه لا يوجد فيها الكفاءات العلمية التي تستطيع أن تقوم بدورها وتنجز المهام التي توكل إليها ولكن هناك أنانية مفرطة في تلك الطبقة والمنطقة الجغرافية التي اشرنا إليها للاستحواذ على المناصب والمال العام والثروات وتهميش الآخرين مهما يكون مؤهلاتهم العلمية وقدراتهم وشخصياتهم وأصولهم مما أدي إلى شرخ كبير في شخصية الدبلوماسي اليمني في الخارج وتجسدت شخصية المواطن اليمني في لهجة أشخاص وأشكال معروفة منبوذة في العالم بأسره ومن هنا يثبت لنا التاريخ خلال العقود الماضية أن أولئك المتزعمون للديمقراطية والسلطة والدستور والقانون قد استغلوا ثروات الشعب لصالحهم الخاص مستغلين بذلك ضعف الشعب وتفككه وانعدام الوعي السياسي بين أوساط القبائل وغياب التعليم . 
وتعود هؤلاء النافذين على السمع والطاعة من الجميع رغم الأخطاء السياسية الفادحة التي ارتكبوها خلال أداء مهامهم السياسية في تمثيل اليمن على حين غفلة من الشعب ومغامراتهم الطائشة بمصالح الشعب اليمني التي ألحقت أضرارًا بالغه بالوطن ابتداء من أزمة الخليج وحتى الآن وافتقادهم القدرة على قيادة السفينة بحنكة وذكاء بعيداً عن الارتجالية تجنب اليمن الزوابع الاقليمة والمحلية والصراعات السياسية والاقتصادية في المنطقة . 
ونود التركيز على التوزيع العادل والشامل لليمن في تكافؤ الفرص والمهام السياسية يجب أن توزع بين أبناء المحافظات المختلفة ويتحمل الجميع المسؤولية الكاملة بعيدا عن الأنانية والاستفراد والارتجالية وتنصيب أشخاص فرضوا وجودهم عسكريا وقبليا بدون مؤهلات ولا عقل مدبر ولكنهم قيادات وجدت بالصدفة و المجاملة والمحاباة متجاهلين المصلحة العامة وحقوق الموطن اليمني المنبوذ في الشارع . 
لقد تغير فكر الشاب اليمنى في الآونة الأخيرة وهناك العقليات الفذة والمؤهلة التي تقدر على تغير الوضع الراهن والمشاكل الجاثمة على صدر الوطن التي أنهكت الحكومة والمواطن ولكن هذا العناصر مغيبة ومعزولة عن الساحة معزولة ومهمشة وغير مقبولة وذلك نتيجة الديمقراطية المحنطة والمسيسة وغياب فاعليتها وفشلها في إتاحة الفرصة أمام الموارد البشرية الشابة للمشاركة في العمل السياسي. 
ولقد كانت الأحداث في اليمن صورة للغضب المجتمعي لما يعانيه أبناء الشعب من التهميش والإبعاد من المشاركة في المهام السياسية وشعور الأفراد المؤهلين من أبناء الجامعات باليأس والإحباط لما يواجهونه في مؤسسات الدولة من تهميش وتقليل من أهميتهم . 
         و أدى هذا التصرف والاحتكار السياسي إلى نهوض ابنا ء الجنوب وإعلانهم الانفصال ومطالبتهم بفك الارتباط وذلك لما تعرضوا له من إقالة من مناصبهم وتهميش في الساحة بعد أن كانوا موظفين جميعا في الدولة ولا يوجد بين أوساطهم البطالة والفقر . و استغلت القاعدة ومثير الشغب هذه الأجواء للنيل من لأمن والاستقرار والآن لم يتبقى من خيارات أمام أولئك النافذين في الدولة والمسيطرون على المال العام إلا مراجعة أنفسهم واتخاذ القرارات الشجاعة في مشاركة أبناء المحافظات الأخرى في العمل السياسي في كل قطاعات الدولة العسكرية والمدنية حتى نتفادى الصراعات والتي تعتبر في الحقيقة نضال مشروع من قبل أبناء المحافظات إذا لم تلبي السلطة مطالبهم وتؤدي حقوقهم وهنا الخطورة في حالة تصاعد احتقان سياسي ومناطقي خصوصا بعد التعديلات الدستورية التي ألغت كل مفاهيم الديمقراطية على المكشوف أمام العالم وهذا أمر حتمي وقادم بحكم الوعي السياسي الذي يجتاح الساحة ومعرفة الشباب بأحقيتهم الكاملة في الحصول على فرص عمل في كل قطاعات الدولة المختلفة؟ 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح العجمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/22



كتابة تعليق لموضوع : الاحتكار السياسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net