صفحة الكاتب : السيد علوي البلادي البحراني

الحلقة الثالثة من سلسلة شواهد تحقيق الفقهاء والمحدثين للروايات والأحاديث
السيد علوي البلادي البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
متابعة سرد الشواهد:-
الشاهد السابع: توفر دواعي الكذب والاختلاق من ذوي النفوس المريضة رغبة في تشويه شريعة سيد المرسلين ص ، او طمعا في الوجاهة والمكانة الاجتماعية فيتوسل باختراع الاحاديث او الدس فيها حتى يحظى بمقام المحدث والراوي ، او غيرها من الأغراض والمطامع التي لا يتورع طالبوها عن الكذب ولا يحجزهم عنها تقوى من الله سبحانه وتعالى ، ومن المعلوم ان اختلاق الاخبار امر وجداني بالنسبة لجميع الأديان وما يتعلق بها وكذا بالنسبة للمواضيع الدنيوية المختلفة ، ولذا ورد التحذير في روايات اهل البيت عليهم السلام من الكذابين ومما ورد بهذا الشأن ما يلي:
 
الف - عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كلام له في علل اختلاف الاخبار قال ( عليه السلام ) : " وقد كذب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، على عهده حتى قام خطيبا فقال : أيها الناس ، قد كثرت علي الكذابة ، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، ثم كذب عليه من بعده ،.
جامع احاديث الشيعة ج 13- ص 579.
باء- عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله ( ع ): انا اهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ، ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس.
جامع احاديث الشيعة ج 13- ص 580.
جيم- عن ابي عبد الله ع : يا فيض ، إن الناس أولعوا بالكذب علينا إن ( كأن ) الله افترض عليهم لا يريد منهم غيره وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وإنما يطلبون به الدنيا ، وكل يحب أن دعى رأسا ، الخ
جامع احاديث الشيعة ج1- ص 226.
دال- قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين فسمعت منهم واخذت كتبهم فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة ان يكون من أحاديث أبي عبد الله ( ع ) . وقال لي ان ابا الخطاب كذب على أبي عبد الله عليه السلام لعن الله أبا الخطاب وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون في هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله عليه السلام فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فانا ان تحدثنا ( حدثنا - ظ ) بموافقة القرآن وموافقة السنة اما عن الله وعن رسوله.الخ
جامع احاديث الشيعة ج1- ص 262.
وهكذا فان انتشار الوضع والتزوير يدعو للتحقيق والتثبت في الروايات والاخبار المروية عنهم عليهم السلام وهذا ما جرت عليه سيرة العلماء والمحدثين وان اختلفت مشاربهم وتنوعت اتجاهاتهم مما سنفرد له حلقة خاصة بإذن الله تعالى.
الشاهد الثامن: قول الشيخ الطوسي قدس سره ( المتوفى سنة 460 هجرية) في مبحث حجية خبر الواحد: والَّذي يدل على ذلك : إجماع الفرقة المحقة ، فإني وجدتها مجمعة على العمل بهذه الأخبار التي رووها في تصانيفهم ودونوها في أصولهم ، لا يتناكرون ذلك ولا يتدافعونه ، حتى أن واحدا منهم إذا أفتى بشيء لا يعرفونه سألوه من أين قلت هذا ؟ فإذا أحالهم على كتاب معروف ، أو أصل مشهور ، وكان راويه ثقة لا ينكر حديثه ، سكتوا وسلموا الأمر في ذلك وقبلوا قوله ، وهذه عادتهم وسجيتهم من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده من الأئمة عليهم السلام ، ومن زمن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام الَّذي انتشر العلم عنه وكثرت الرواية من جهته ، فلو لا أن العمل بهذه الأخبار كان جائزا لما أجمعوا على ذلك ولأنكروه.
العدة في أصول الفقه ، ج1 ، ص 126.
وهذا الكلام ساطع البيان وصارخ اللسان على قيام السيرة العلمائية علي نفي الاعتبار للحديث الذي لا يرويه ثقة ، وان سيرة الاعلام انما كانت قائمة على الاخذ بالخبر اذا كان راويه ثقة ، وان عملهم قائم على التحقق والتبين فلا يتساهلون ولا يقبلون بكل رواية او خبر منقول.
الشاهد التاسع: دأب العلماء والمحدثون الكبار على مناقشة كثير من الروايات التي ينقلونها في كتبهم ويردون بعض الاخبار التي يدونونها في موسوعاتهم ، مما يعني ان كتب الحديث وموسوعات الروايات ومجموعات الاخبار، انما هي مادة خام تقع على عاتق الباحث مسؤولية التحقيق فيها ، فيقبل بعضها ويرفض البعض الاخر ، وفق ضوابط البحث وقواعد الاجتهاد المختلف فيها ، ولذلك لا يمكن ان يفرض مؤلفو كتب الحديث اجتهادهم الخاص على الاخرين ، وانما يتركون كتب الحديث كمادة يدرسها الباحثون والمحققون فيختلفون في دائرة القبول والرفض حسب المعايير المختلف فيها أساسا وسنعرض فيما يلي بعض الأمثلة التي رد فيها الشيخ الطوسي بعض الروايات التي ضمنها موسوعتيه الحديثيتين القيمتين تهذيب الاحكام والاستبصار:-
المثال الأول:- فأما ما رواه محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن رجل حدثه قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن ثلاثة نفر كانوا في سفر أحدهم جنب والثاني ميت والثالث على غير وضوء ، وحضرت الصلاة ومعهم من الماء ما يكفي أحدهم من يأخذ الماء ويغتسل به ؟ وكيف يصنعون ؟ قال : يغتسل الجنب ويدفن الميت وتيمم الذي عليه وضوء لان الغسل من الجنابة فريضة وغسل الميت سنة والتيمم للآخر جائز . فما تضمن هذا الحديث من أن غسل الميت سنة لا يعترض ما قلناه من وجوه
أحدها : ان هذا الخبر مرسل لان ابن أبي نجران قال عن رجل ولم يذكره ، ويجوز أن يكون غير مأمون ولا موثوق به.
تهذيب الاحكام ج 1 ، ص 109 ، باب الاغسال المفترضات والمسنونات ، الحديث 17 ، والاستبصار ج 1 ، ص 101 ، كتاب الطهارة ، باب وحوب غسل الميت وغسل من مس ميتا ، الحديث 9.
المثال الثاني: فأما ما رواه محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن عبد الله بن المغيرة عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام...فأول ما في هذا الخبر أنه مرسل
الاستبصار - ج 1 - ص 7.
المثال الثالث: فأما ما رواه أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد عن بعض أصحابنا ... فأول ما في هذا الخبر انه مرسل وراويه ضعيف وهو علي بن حديد وهذا يضعف الاحتجاج بخبره ،
الاستبصار - ج 1 - ص 40.
المثال الرابع: فأول ما في هذا الخبر انه لم يروه غير محمد بن سنان عن المفضل بن عمر ومحمد بن سنان مطعون عليه ضعيف جدا وما يختص بروايته ولا يشاركه فيه غيره لا يعمل عليه.
الاستبصار - ج 3 - ص 224.
المثال الخامس: أول ما في هذا الخبر انه شاذ نادر ولم يروه غير بياع الأنماط وان تكرر في الكتب وما جري هذا المجرى في الشذوذ يجب اطراحه.
تهذيب الأحكام - ج 7 - ص 161 .
المثال السادس: فأول ما في هذا الخبر انه لم يروه غير محمد بن سنان عن المفضل بن عمر ، ومحمد بن سنان مطعون عليه ضعيف جدا ، وما يستبد بروايته ولا يشركه فيه غيره لا يعمل عليه ،
تهذيب الأحكام - ج 7 - ص 361.
المثال السابع: فأول ما في هذا الخبر انه ضعيف الاسناد جدا ، لان رواته كلهم مطعون عليهم ، وخاصة صاحب التوقيع أحمد بن هلال فإنه مشهور بالغلو واللعنة ، وما يختص بروايته لا نعمل عليه.
تهذيب الأحكام - ج 9 - ص 204.
http://beladey.blogspot.com.au/2013/08/blog-post_22.html

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد علوي البلادي البحراني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/02



كتابة تعليق لموضوع : الحلقة الثالثة من سلسلة شواهد تحقيق الفقهاء والمحدثين للروايات والأحاديث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net