صفحة الكاتب : صادق مهدي حسن

ليش ؟؟.. آني مو عراقي؟!!
صادق مهدي حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في يوم من أيام (عـفلق) المجيدة ، وعندما كنت أعمل لكسب لقمة العيش في بيع السكائر وبعض الأنواع الفاخرة من الكرزات مثل: الحمّص وبذور ورد الشمس وبذور الرقي والبطيخ المقلية ، كنت متوجها في طريقي إلى البيت بعد أن أنهيت يوم عمل حافل بدأ منذ الشعاع الأول للفجر وحتى ساعتين بعد صلاة المغرب... وقبل عبوري الشارع توقفت الحافلة (الريم) لتقل بعض الأشخاص إلى مدينة النجف الأشرف حتى إذا صعد آخرهم تبين أنه سكران ثملٌ إلى الحد الذي لا يسيطر فيه على خطواته، وهنا صرخ مساعد السائق (السِّكِن كما يسميه العراقيون) :إنزل ولك أنت سكران !! وانهال عليه بمختلف وسائل الضرب المبرح لإنزاله من السيارة فأنقلب السكران المترنح إلى غزال نشيط وجاهد بكل ما أوتي من عزم وقوة من أجل أن يتشبث داخل السيارة ولكن الضربة القاضية كانت من نصيبه في نهاية النزال الذي استمر لدقائق قليلة حيث هوى على وجهه في الشارع غير مأسوف عليه وازدحم عليه الشباب (المثقفون) من كل أرجاء الشارع يصفقون ويهتفون ويضحكون و...... وفي وسط هذا الزخم الحاشد وتلك العاصفة من الضحكات المجلجلة والصرخات المجنونة نهض السكران متمايلاً و قال بصوت شجي يشوبه شيء من الهذيان و الألم :(ليش ؟! آني مو عراقي ؟!) ، فهبّ إعصار آخر من الضحكات العالية مع مختلف المقاطع الموسيقية التي أبدعت أفواه الجماهير الشبابية في عزفها وتلحينها صفيراً بل و حتى (...........) أيضاً !
لست بصدد السخرية من البطل (الحكيم) لهذه القصة (المأساوية المضحكة) ، ولكني أعترف أني أقف باحترام لهذه الجملة الرائعة التي جادت بها  قريحته المعذبة وأحاسيسه المعبرة :(ليش ؟! آني مو عراقي ؟!) ولعلها تنطبق في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت آخر في بلد الأزمات المستعصية هذا....واليكم بعض المصاديق :
فمن أراد أن يحصل على وظيفة يكسب منها لقمة العيش يجب أن يكون منتمياً إلى أي جهة سياسية صغيرة كانت أو كبيرة أو له محسوبية أو منسوبية لأحد السياسيين الأفذاذ لكي ينال هذا  الشرف العظيم ، ومن كان مستقلاً لا سند له فليس عراقي !
ومن أراد أن يحصل على جواز سفر مثلاً (كما جرى قبل أشهر ونقله لي الثقات)، فيجب أن يكون أصله وعرقه وسكنه في أحدى المحافظات المقربة من بعض الجهات السياسية المجاهدة ومن كان من منطقة أخرى فليس عراقي !
ومن كان ذا جيب ثقيل استطاع أن يصل إلى مبتغاه في كل دائرة رسمية في هذا البلد العظيم أما من أبتلي بالفاقة وقلة ذات اليد فليس عراقي !
ومن كان من طائفة معينة وله توجهات معادية للطائفة الأخرى حصل على ما يريد ومن كان مسالماً فليس عراقي !
ومن هاجر العراق وتنعم بالعيش الرغيد خارجه وجاء مع الأمريكان على دبابتهم وطائراتهم فهو من المقربين ومن بقي في بلد المقدسات يعيش شظف العيش وكل أنواع المآسي فليس عراقي !  
ومن كان انتهازيا يتحين فرص المكيدة بإخوانه كان عراقيا مهاباً ، ومن كان واضحا في سلوكه وصادقاً مع نفسه والآخرين فليس عراقي !
من حصل على الشهادة من (سوق مريدي) أو عن أي طريق غير شرعي حصل على التعيين في أي مكان يحلم به ، ومن حصل على شهادته بعد جهاد طويل وعناء مرير فلا وظيفة له لأنه ليس عراقي!
من كان يحمل أكثر من جنسية أجنبية له الامتياز الأكبر في الحصول على ما يريد في عراق التضحيات  ومن ليس له إلا الجنسية العراقية فليس عراقي!
من كان سارقاً للشعب أو مجرماً متلطخاً بالدماء البريئة لا يعتقل أو يطلق سراحه  فوراً ويسفر إلى بلد ينعم فيه بكل الخير، ومن كان  مشتبها به أو بريئاً لا ذنب له ولا جريرة فهو مجرم لا كرامة له وليس عراقي !
ورحم الله الشيخ  أحمد الوائلي :
ويـدٌ تكبَّل وهي مما يُفتدى ويدٌ تقبَّلُ وهي مما يُقطـعُ
ويُصان ذاك لأنه من معشرٍ و يُضام ذاك لأنه لا يركعُ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق مهدي حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/24



كتابة تعليق لموضوع : ليش ؟؟.. آني مو عراقي؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net