صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

كل انتصار وانتم بالف خير
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عصابة صدام حولت فورة النفط العراقي الى اسلحة غاز ومشاريع نووية استنزفت كل طاقات البلد الثري على امل تحرير فلسطين المغتصبة .  وكان العراقي وهو في الاول الابتدائي يتبرع للقضية الفلسطينية بشراء طابع ، وعلامة استفهام كبيرة ستلطش على جبين من يمتنع عن التبرع لانه معاد للامة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة . اي ان ميزانية العراقي العامة والخاصة مستنزفتان شاء من شاء وأبى من ابى لأن الاصل هو القضية الفلسطينية  المركزية . ورحل النظام بتلك الصورة المذلة ولم يطلق على الجاني رصاصة بندقية . وذاب كل خزين السلاح بجنوده وخبرائه في قتل  اعداء العروبة في الداخل وكردستان و ايران والكويت  وما بعدها . افريقيا، عبأ ملك ملوك المجاري المفوه ما شاءت ثروة ليبيا من السلاح التقليدي والستراتيجي وانفق على مشاريعه الجهنمية من دماء الليبين واقواتهم . وعندما ازفت الازفة سلم كل مالديه عن يد وهو صاغر ، والمهم البقاء على قيد الحياة قبل ان تصل السكين الى نحره  وقد وصلت لاحقا . عبأ النظام السوري على مدى عقود ما شاءت موسكو وسواها من السلاح التقليدي والفتاك ، فيما كانت صحيفتا الثورة وتشرين وماتزالان تبذلان الوعود السخية تلو الوعود بتحرير الارض والانسان العربيين من نير المحتل . ولم تطلق على الجاني رصاصة بندقية . حتى ان الجولان المغتصبة منذ اكثر من اربعين عاما لم تستلم سوى الشعارات البراقة والعناوين العريضة في صحف الصباح . وعندما شعر النظام ببدء مرحلة الترنح هاهو يفعل ما فعل اسلافه . اسلحة بملايين وربما مليارات الدولارات لم تستخدم حتى كورقة ضغط في المفاوضات ستسلم بقضها وقضيضها للضفة الاخرى ، وهو بلا شك سيكون انتصارا اخر يضاف الى سلسلة انتصاراتنا التاريخية  !!! العدو المفترض قصف ثلاثة مواقع سورية في اقل من عامين " حتى كلاب الحي لم تنبح ولم تطلق على الزاني رصاصة بندقية – نزار" . غاية ما انجزته دمشق ان اعلنت عن احتفاظها بحق الرد ... ولم نر ردا ولن ... مهلكة النفط العربي المتحدة تعبىء منذ ربع قرن اسلحة يعلم الله وحده من هو العدو المنذور لها ، والله وحده يعلم كم انفق عليها . كل هذه الترسانة التي شغّلت آلاف الاميركيين العاملين في مصانع لوكهيد وآلاف البريطانيين في معامل الدبابات لم تمكن جيش المملكة من مواجهة خمسين حوثيا احتلوا معسكرا للجيش في نصف ساعة و خربوا ممتلكاته وعاثوا باجهزته المتطورة  كما يشاؤون ثم عادوا ادراجهم  سالمين غانمين دون ان يصاب احدهم بحجارة مقلاع . فاذا كانت مواجهة خمسين حوثيا تحقق هذا الانجاز الهائل ، كيف سيكون الامر لو ان المواجهة كانت مع رابع او خامس جيش في العالم يلوح بسلاحه النووي منذ اربعين عاما كما نلوح نحن بسيوف العرضة في ايام الجنادرية الباذخة ؟ من يدري لعل قريب اليوم الذي تسلم فيه ضيعة آل سعود ترسانتها العملاقة بقضها وقضيضها للاخرين عن يد وهي صاغرة في حال بدا منها اي ملمح للتمرد . بلداننا جاعت وعرت وستجوع اكثر وتعرى اكثر من اجل وهم كبير استنزفنا اسمه التحرير . فلا التحرير انجزنا ولا الثروات التي اسالها رب العالمين تحت اقدامنا حفظنا . الناس جياع عراة تائهون في كل بيت وشارع وزنقة واولياء امورنا المفروضة طاعتهم علينا بما يروى من الاحاديث الشريفة ، يعبئون ما اتيحت لهم الفرص ، سلاحا فوق سلاح . وليت شعري من ذاك العدو الذي تعد له العدة وتشد له الاحزمة وتلبس البساطير. منذ اربعة عقود ونحن نعيش دوامة هزيمة في داخلنا وخارجنا لكن اجهزة الاعلام - رعاها الله - بلغت من الكفاءة حدا حولت وتحول هذه الهزائم النكراء الى سلسلة انتصارات متتالية . اما انتصار من على من ، فيبقى مجهولا حتى تسليم اخر قطعة سلاح امتصت اثمانها من افواه الجياع ... وحتى ذلك الحين ، وكل انتصار مؤزر وانتم بالف بخير     

IRAQZAHRA@YAHOO.COM


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/15



كتابة تعليق لموضوع : كل انتصار وانتم بالف خير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net