صفحة الكاتب : د . يوسف السعيدي

ربهم اميركا...وقبلتهم البيت الابيض
د . يوسف السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

كل عيون العرب ـ وآذانهم ـ تتجه نحو (قبلة) أمريكا ، وتحديدا نحو (منبر) البيت الأبيض بواشنطن !.. في إنتظار الإطلالة (المباركة) للفارس الأبيض ، والنبي الأسمر ، و(القدّيس) : (باراك أوباما) !.. ليُمتعهم بعذب كلامه ، ويُغدق عليهم من فيض حنانه في المرحلة الحرجة التي يمرّون بها ، وهم أحوج ما يكونون إلى (ركن شديد) ، وإلى حُضن دافئ يضم (ثوراتهم الشعبية) ويدعمها ، ويصبغها بالشرعية أمام العالم !..
أوباما ـ وبوصفه نبيا للرّب أمريكا الذي ندعوه ، ونستغيث به ، ونناجيه كلّما ضاقت بنا السّبل في مواجهة أزماتنا ، وبأدعية تنبع من القلب ومن الصميم : ( وين العالم ؟.. وين أمريكا ؟..) .. (نناشد أمريكا التدخل !.. ونناشد الرئيس أوباما التدخل !..) .. ( نتمنى على الرئيس أوباما !.. ونطلب من أمريكا !..) .. (ندعوا الرئيس أوباما أن ينصفنا !.. ندعوا أمريكا أن تتدخل !..) ـ عليه أن يروي عطشنا للدّيمقراطية ، بدعمه التام لإنتفاضاتنا الشعبية ، المُطالبة منها بالحرية وبالإنعتاق من الأنظمة السّادية الظالمة والمُتهرئه !.. والمُطالبة منها برسم خرائط جديدة للأوطان بجمر نيران الفرقة والطائفية ؟!..
على أوباما أن يفصل في مستقبل تونس بعد بن علي المغضوب عليه ، ومستقبل مسيرة التعبئة العلمانية تلك..او السلفيه...او..او !.. وفي مستقبل مصر بعد مبارك الذي يتمنى الموت في اليوم ألف مرّة لكنه لم يمت لحد الان ...، ومستقبل تلك الحدود والمعابر والقنوات ؟!.. وفي مستقبل ليبيا بعد القبض على إبليس القذافي وحاشية شياطينه...وقبر العقيد الاخضر في لحده الابدي... ، ومستقبل تلك الآبار والأنهار؟!.. وفي مستقبل سوريا بعد احداثها الدمويه... ، ومستقبل تلك الحرائر وتلك التلال والهضاب ؟!..
على أوباما أن يرسم الخطوط العريضة للتوجّه الأمريكي المُستقبلي في المنطقة العربية ، وعليه أن يصيغ بنودا جديدة ، لإتفاقيات جديدة ، تمضي عليها أحزاب وحركات وجمعيات جديدة ، قبل أن يتم إعتمادها رسميا للترشح لمنصب (المُريد) والخادم الجديد !.. إتفاقيات تضمن أمن وإستقرار (شعبها اليهودي المُختار) !.. كيف لا وأمريكا الرّب (الفعّال لما يريد) الذي يُعز من يشاء ويُذل من يشاء !.. والذي يُؤتي المُلك من يشاء ، وينزعه ممن يشاء !.. والقادر على فعل كل ما يشاء !.. أمريكا الرّب الذي نرضى عن جزيل عطائه ، ونفرح بوافر دعمه لقضايانا التي نعتبرها ـ في أغلب الأحيان ـ عادلة !.. ونغضب ونسخط عليه لو وقف ضد رغباتنا ، وحتى لو كانت جائرة وطفولية أو محض أهواء ...
أمريكا التي شعرت بمركزيتها في (عقل ونفس) كل عربي ، وبحاجته إلى وقوفها في صفه حتى ولو كان على خطأ !.. تمسي أكثر جرأة على التدخل في أدق تفاصيل حياته ، وإبداء رأيها في كل شؤونه وقضاياه !.. وأوباما بوصفه نبيا عليه أن يُبلغ عن ربّه ، وإلا فما بلغ رسالاته ؟!..
أمريكا التي أصبح العرب يعتمدون عليها في إيجاد حلول لمشاكلهم ، ومخارج لأزماتهم ، من حقها أن تبصق على وجوههم ، وهم يدّعون الإيمان (ظاهرا) برب كعبتهم .. ويدّعون الكفر بأمريكا وسياساتها وهيمنتها وتدخلاتها السّافرة في شؤونهم !.. وهم (باطنا) كافرون بربهم وبوعوده لهم بنصرتهم ، والوقوف إلى جانبهم فيما لو أخلصوا له في العبادة والدّعاء .. ومؤمنون بأمريكا وما تفرضه عليهم من سياسات ، وما تسنه لهم من قوانين وإتفاقيات !..
بركاتك يا (سِيدي أوباما) ، ورحماك يا (ربّي أمريكا) ، تنزل علينا ، ونحن راضون بكل ما تخطه لنا من مصائر وأقدار .......

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يوسف السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/17



كتابة تعليق لموضوع : ربهم اميركا...وقبلتهم البيت الابيض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net