صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

محنة الديمقراطية في حزب البارزاني ..! الجزء الأول
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خلفية تاريخية موجزة :

عقب تأسيس الحزب الديمقراطي لشرق كردستان [ كردستان ايران ] في عام [ 1945 ] بعد حل حزب الإحياء الكردي المعروف كرديا ب[ ژ ،  ك ] ودمجه  بالحزب الجديد من قِبَلِ مجموعة من الشخصيات الكردية ، منهم القاضي محمد الذي آنتخب رئيسا له ، رأت مجموعة من الشخصيات الكردية تأسيس حزب جديد مماثل في جنوب كردستان للنضال للقضية الكردية ، ولتوحديد النضال والجهود الكردية ، وقد أصبح هؤلاء الأباء المؤسسون بالحقيقة له . وقد جرى لأول مرة طرح وتداول هذه الفكرة ومناقشتها في مدينة مهاباد بين مصطفى البارزاني وحمزة عبدالله وميرحاج عقراوي ، لأجل ذلك تم تكليف حمزة عبدالله بالسفر الى جنوب كردستان واللقاء بقادة الأحزاب والتظيمات الكردية ، وهكذا الشخصيات الكردية وطرح عليهم الأمر بغية تمهيد الطريق لتأسيس حزب كردستاني جديد من بين الشخصيات والأحزاب والتنظيمات الكردية التي كانت تناضل على الساحة آنئذ ، منهم : 

حمزة عبدالله ، علي عبدالله ، ميرحاج أحمد عقراوي ، ملا حكيم خانقيني ، ملا مصطفى بارزاني ، عوني يوسف ، صالح اليوسفي ، جعفر عبدالكريم، الشيخ لطيف الشيخ محمود الحفيد البرزنجي ، كاكه حمه زياد ، رشيد باجلان ، عبدالكريم توفيق وغيرهم . 

بعد الكثير من الإجتماعات والمشاورات والنشاطات في هذا المجال تم الإتفاق على تأسيس حزب بإسم : [ الحزب الديمقراطي الكردي ] ، وتم عقد أول مؤتمر تأسيسي له في بغداد ، في منزل سعيد فهيم وبحضور [ 70 ] مندوبا . في هذا المؤتمر التأسيسي تم إنتخاب الملا مصطفى البارزاني رئيسا له والشيخ لطيف نجل ملك كردستان الشيخ محمود الحفيد البرزنجي نائبا أول له ، مع إنتخاب كاكه حمه زياد الكويي نائبا ثاني . 

لقد تم تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني على خلفية الإرث التاريخي والنضالي والسياسي والثقافي للأحزاب والمنظمات والنشاطات والثورات والحركات والشخصيات الكردية التي نشطت منذ بدايات القرن العشرين المنصرم في جنوب كردستان بخاصة  ، وفي بقية أجزاء كردستان بشكل عام ، منها : 

1-/ حركة الشيخ عبدالسلام البارزاني في عام [ 1910 ] ، والى عام [ 1914 ] حيث إعدامه من قبل الوالي العثماني بالموصل  . وكان يناضل في الصفوف الأمامية لهذه الحركة بفعالية العديد من الشخصيات الكردية أيضا  ، مثل الأستاذ العلامة أحمد عقراوي أستاذ الشيخ عبدالسلام البارزاني ومستشاره الذي كان على وشك الإعدام مع الشيخ عبدالسلام البارزاني ، لكنه نجا من الإعدام بأعجوبة ! ، علما إن الأستاذ العلامة أحمد عقراوي هو عم والد كاتب هذا البحث . 

2-/ ثورة وحكومة القائد الكردي المعروف الشيخ محمود الحفيد البرزنجي في أعوام [ 1918 ، 1919 ، 1921 ، 1923 ] وما بعدها ، بحيث إن الشيخ محمود البرزنجي أسس قواعد الدولة والحكومة الكردية المستقلة تحت عنوان : [ مملكة كردستان ] وأعلن نفسه ملكا عليها ، ثم شكَّل التشكيلة الوزارية للمملكة . عليه يُعتبر الشيخ محمود الحفيد البرزنجي هو المؤسس والمهندس لفكرة الإستقلال وتأسيس الدولة الكردية المستقلة في جنوب كردستان ..!

3-/ حركة بارزان في أعوام [ 1943 ، 1944 ، 1945 ] ضد الحكومة الملكية العراقية البائدة والقوات البريطانية . ولأجل تطوير هذه الحركة ، وأن تكون أكثر فاعلية وتنظيما فقد تم تأسيس : [ لجنة الحرية ] للإشراف عليها ، وكانت تتألف من الشخصيات الكردية المعروفة التالية : 

* ملا مصطفى بارزاني . 

* ميرحاج أحمد عقراوي . 

* مصطفى خوشناو .

* محمد محمود قدسي . 

* عزت عبدالعزيز . 

* خيرالله عبدالكريم . 

4-/ جمعية الشباب الكردي التي أسسها السياسي والمؤرخ الكردي المعروف محمد أمين زكي في عام [ 1933 ] . 

5-/ جمعية الأخوة الكردية ، حيث أسسها نجل ملك كردستان الشيخ لطيف محمود الحفيد البرزنجي في عام [ 1938 ] . 

6-/ حزب الأمل الكردي المعروف كرديا بإسم حزب [ هيوا ] الذي تأسس عام [ 1939 ] ، وكان برئاسة رفيق حلمي . بالإضافة الى ما ورد في موضوع تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ينبغي الذِكْرُ بأنه كان للعديد من الشخصيات الكردية المعروفة يومها دور المشاركة ، أو دور المساهمة في تأسيسه ، من أبرزهم الأمير الكردي المعروف صالح ميران ..!

في المؤتمر الثاني للحزب في عام [ 1953 ] تم تبديل إسمه من : [ الحزب الديمقراطي الكردي  ، الى : الحزب الديمقراطي الكردستاني ] . 

على هذا الأساس التاريخي فإن مايشيعه البعض بأن المرحوم مصطفى البارزاني كان مؤسسا للحزب الديمقراطي الكردستاني هو قول خاطيءٌ ، وهي معلومة خاطئة ، حيث الغرض منها المبالغة ، أو القفز على الحقائق والوقائع التاريخية ، ومن ثم تمييعها وردمها ، والصواب هو إن مصطفى البارزاني كان أحد المؤسسين له ..!

مصدر تسمية الحزب ب[ الديمقراطي ] ! :

بالحقيقة إن مصدر تسمية الحزب ب[ الديمقراطي ] جاءت من قبل شخصيات متعلِّمة ومثقفة ومطَّلعة على الثقافات والمدارس السياسية والفلسفية والمعرفية في العالم ، حيث كان الكثير منهم ذو دراسات عالية ومهندسون وضباط كبار ومثقفون ، منهم علي عبدالله ، ميرحاج أحمد عقراوي ، حمزة عبدالله وجعفر عبد الكريم وأمثالهم من النخبة الكردية المثقفة . لذا فإن هؤلاء هم بالأصل مَنْ كانوا وراء تسمية الحزب بالديمقراطي ، وهم كانوا وراء تدوين المنهاج والنظام الداخلي للحزب ، وهم كانوا وراء تطوير الحزب على المستوى التنظيمي والسياسي والثقافي والإعلامي والعلاقات الخارجية ، أو العسكري فيما بعد حينما آندلعت المعارك بين الثورة الكردية والجيش العراقي السابق ، وعلى أسس حديثة . 

الأهداف وراء تسمية الحزب ب[ الديمقراطي ] :

لاشك إن النخبة الكردية المثقفة المذكورة المؤسسة للحزب كانت على دراية ومعرفة وإطِّلاع بالديمقراطية ومفاهيمها ومبادئها ، وبالنظام الديمقراطي ومزاياه الكثيرة . لهذا أرادوا أن يوجدوا نقلة نوعية كبيرة في النضال الكردي من جميع نواحيه ، بخاصة من جهة الحكم والرئاسة والإدارة في الحزب ، أو من ناحية النظام السياسي الكردي المستقل اذا ما تحقق لاحقا في قادمات الأيام في كردستان  . وذلك بعيدا عن الطابع التقليدي ، أو القبلي - العشائري الذي لم يكن متلائما وظروف وتطورات مابعد الحرب العالمية الثانية [ 1939 – 1945 ] . 

أسباب وعوامل إنتخاب مصطفى البارزاني رئيسا للحزب  : 

يبدو أن هناك العديد من العوامل كانت وراء إنتخاب مصطفى البارزاني رئيسا للحزب الديمقراطي الكردستاني في المؤتمر التأسيسي الأول من عام [ 1946 ] ، وفيما بعد أيضا ، وهو : 

1-/ ظروف كردستان الإستثنائية جرَّاء التقسيم ، حيث هي – كما هو معروف – مقسَّمة الى أربعة أقسام بين العراق وسوريا وتركيا وايران . وذلك منذ إتفاقية سايكس – بيكو عام [ 1916 ] من بدايات القرن الماضي . 

2-/ مهارات مصطفى البارزاني في حرب العصابات .

3-/ التبعية الكاملة لعشيرة كردية له ، حيث انها معروفة بالشجاعة والطاعة لرؤسائها ، وهي العشيرة البارزانية . 

4-/ بروز أدوار مصطفى البارزاني العسكرية والقيادية الهامة في حركات بارزان ،  في أعوام [ 1931 ، 1932 ، 1943 ، 1944 ] ، وهكذا دوره وأفراد عشيرته القوي في دعم جمهورية مهاباد الكردية عام [ 1946 ] التي كان يترأسها الشهيد القاضي محمد . 

5-/ نفوذ وعلاقات مصطفى البارزاني مع مختلف العشائر والمناطق والمدن في كردستان .

6-/ التحلِّي بالذكاء والبصيرة النافذة والإخلاص .

هل كان إنتخاب مصطفى البارزاني لرئاسة الحزب أبدية ، أو لأجل التوريث ، أو لحصر الرئاسة والحكم في عشيرة واحدة ، ومن ثم في عائلة واحدة !؟ :

[ هذا الموضوع وغيره من المواضيع سنتناوله بالبحث والمتابعة في الجزء القادم ] .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/18



كتابة تعليق لموضوع : محنة الديمقراطية في حزب البارزاني ..! الجزء الأول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net