صفحة الكاتب : د . بهجت عبد الرضا

الموت يحصل على الجنسية العراقية
د . بهجت عبد الرضا

ماعاد للموت سوى بلادنا عنوان...

كأنما مات بنو الإنسان...

جميعهم

وما تبقى غيرنا

يسكن في أوطان...

كأنما الموت قطار مُـنهـكٌ

وأرضنا محطة أخيرةٌ

في سكة الأحزان...

لا الموت في إمكانه الرحيل عن بلادنا

ولا بلادنا لها بدّ من استقبالهِ 

وأخذه في عمق الأحضان...

إلتزم الموت بنا

ألزمنا قـبـولـهُ

وجوبهُ

ثباتهُ 

وكل حيثياته 

كأنه الأصول في الأديان...

========================

أحاورُ الموت 

لـَعـلّي مقنع إياه أو يقنعني

بمنطق مقبول...

قلت له ياسيدي

يا هادم اللذاتِ

ما تفعله في شعبنا

تجاوز المعقول...

رجالنا أخذتهم

أطفالنا أخذتهم

وظلت النساء دون كافلٍ

وأنت في حياتنا تصول...

وأنت في بيوتنا تجول...

كأنك التتار والمغول...

نسائنا لوحدهـن فارتحل

فـهـن يـخـجـلـن من الغريبِ 

لو كنّ بلا فحول...

========================

ألموت حـُـرٌّ سابـقــا

لكنه الآن ذليل تابعٌ 

لـقـادةٍ في الـعـهــر غارقون...

فهو عميل اشتراه شـيــخُ نـفـط آثـــمٌ

أصوله تمتد من صهيون...

يغار من أصولنا لأنها النخيل والزيتون...

يريد أن يأخذ منا ثأره المكنون...

يجيئنا بأمرهِ

لـيـطـفــأ الشموس والعيون...

ويحرق الطيور والغصون...

أو اشتراه تاجر

الجهاد والنضال والحشيش والأفيون... 

وبعدها صدّره الملعون...

ليحرق الأخضر واليابسَ

في مسيره المجنون...

ويحرم الأطفال من آبائهم

والأهل من أبنائهم

لكي يغطي ضعفه الجنسي

والثوري

والقومي

في دمارنا

وشعبنا المسحوق والمطحون... 

لايدرك الشيوخ والتجار ما تفعله أيديهـمُ 

لأنهم حمقى ومجرمون...

لايدرك الأعراب ما تفعله أيديهـمُ

فالنار لو توسعت

حتما سيُحـرقون...

ونفس ما يصيبنا يصيبهم

وسوف يندمون...

========================

ألموت طفل تائهٌ

ما عنده نقود....

ضاع من البيتِ

ولا يعرف أن يعود...

قلت له

خذ نفطنا 

ومالنا

وكل ما تملكه نسائنا

من ذهبٍ

خواتمٍ

عقود...

واخرج من الحدود...

فليس في بلادنا ملاجئ

يأوي لها التائه والمفقود...

أخرج بحق الحق والمعبود...

فليس في بلادنا

منزلك المقصود...

ونحن أصلا تائهونَ

دربنا مسدود... 

========================

يا سيدي 

أما سئمتَ المشهد المُعاد...

تـُغـيـرُ الديكورَ والإخراجَ كل مرةٍ

ونحن نبقى دونما تبدلٍ 

ممثلين مالنا نفاد...

وكلما يقترب المشهد من نهايةٍ

من بـدأه يـعــاد...

يا سيدي

لو جئتنا تبحث عن إثارة وشهرةٍ

فلم يعد هناك من إثارة وشهرةٍ

فشعبنا مباد...

إحساسنا رماد...

ولم يعد هناك من يهتم في أحوالنا

لا نحن نهتمُ 

ولا يهتم فينا سائر العباد...

فلم يعد يراقب المشهد جمهور ولا نـُـقــّـاد...

ولم يعد في المسرح المهجور كرسي ولا أعواد... 

========================

نحن رعايا الموتِ

نحن شعبهُ

ونحن صندوق بريد الموتِ

يستخدمنا

للإتصالات مع الأصحاب والديار...

فكل من يريد أن يراسل الموتَ على بريده 

راسَــلــَـنا

ليعرف الأخبار...

وكل من يريد أن يدخل في الموت شريكاً

من هنا يبدأ الاستثمار...

ونحن بوابون في قصورهِ 

نحن دليل لـذوي الأسفار...

فمن يريد جـنـةً 

تنساب من خلالها الأنهار...

يدخل من خلالنا

معانقا حوريةً 

لـهُ بالانتظار...

وكل ما يحتاج أن يفعله

أن يلبس الحزام في عزم وفي إصرار...

والمشي في ما بيننا

ليصنع انفجار...     

========================

الموت جندي قديمٌ

فقد الصواب...

جُـنّ من الحروب والقتل بلا أسباب... 

ولم يعد يعيش إلا داخل الخراب... 

يسير في أسواقنا 

يشهر فينا سيفه

ويقطع الرقاب...

يأتي إلى بيوتنا

مقتحماً لا يطرق الأبواب...

لايعرف السلوك والآداب...

لأنه كأي جندي قديم فقد التهذيب والصواب...

يأتي إلى مدارس الأطفالِ

ينهي الدرس والطلاب...

يمزق الكتاب...

يقضي على الأصوات والرسوم والألعاب...

يا سيدي لا تنفعل من حدّة العتاب...

فكل ما أقوله مجـرد اكـتـئــاب...

أطرحه في حضرة الغياب...

 

بغداد  20 أيلول 2013


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . بهجت عبد الرضا
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/20



كتابة تعليق لموضوع : الموت يحصل على الجنسية العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net