صفحة الكاتب : عماد يونس فغالي

سنة دراسيّة جديدة
عماد يونس فغالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

وتعود المدارس تفتح أبوابها لعامٍ دراسيّ جديد. ويعود التلاميذ إلى صفوفهم في "أوّل يوم مدرسة". واليوم الأوّل من السنة الدراسيّة يختلف عن الأيّام اللاحقة كلّها. فالتلميذ ارتفع صفًّا، نتيجة نجاحه العامَ المنصرم. وهذا من دواعي سروره، لأنّه يشعر بمكافأة جهوده تتجسّد. وفي هذا أيضًا عاملُ مفاجأة: كلّ شيءٍ جديد، وهو هنا يريد الاكتشاف. هذا صفّي الجديد. غرفة الصفّ يدخلها للمرّة الأولى، والمعلّمون جدد يريد التعرّف بهم، معرفة أسمائهم، طريقة تعليمهم. ثمّ يودّ معرفة من سيكون في صفّه من رفاق السنة الماضية. وهذا أيضًا مدعاة فرح، في ما لو وجد صديقًا في صفّه، أو أدرك أنّ رفيقًا لا يحبّه افترق عنه.
ناهيك عن فرح اللقاء. لقاء الأحبّة في المدرسة. والمدرسة مجتمع قائم بذاته. وقلْ إنّ تلميذًا أسّس له صداقات وعلاقات، قد تفتر بسبب البعد بين الأشخاص خلال العطلة الصيفيّة. لقاء الأحبّة يعود فيُنعِش هذه العلاقات، ويعِدُ بأخرى جديدة.
من ناحية أخرى، يمكننا التكلّم على اللقاء بين المعلّمين. لقاء الزملاء الذي ينطبق عليه المبدأ نفسه. فالزملاء يجمعهم مركز العمل. من هناك ينطلقون في صداقاتهم إذا وُجدت بينهم. ومن مكان عملهم ينظّمون لقاءاتهم الخاصّة، عائليّة كانت أم اجتماعيّة. وفي المدرسة، يعرف المعلّمون أحوال بعضهم البعض، فيقيمون الواجبات المتبادَلة، ويشاركون في المناسبات الخاصّة بكلّ واحدٍ منهم.
ويسأل الزملاء في بداية السنة عن معلّمٍ جديد سيشاركهم التعليم. وكم يهمّ البعض أن يكون صديقَه، خصوصًا إذا كان أستاذًا للمادّة نفسها التي يعلّمها. ويهتمّ المعلّمون أيضًا لبرنامج عملهم الأسبوعيّ، فينشغلون خلال الأيّام الأولى في ترتيب ساعاتهم بما يتوافق مع راحتهم، واهتماماتهم الشخصيّة والعائليّة. فيطلبون تبديل ساعة أو أكثر، مع زميلٍ لهم لا يزعجه الأمر.
ناهيكَ أخيرًا عن وضع المدير والموظّفين الإداريّين الذين يكونون في هرجٍ ومرج، لترتيب الأمور الداخليّة كلّها، فتطمئنّ الإدارة إلى سلامة العمل، وتأمين المستلزمات الضروريّة ، ماديّةً كانت أم إداريّة. 
ويبقى تبادلُ الآمنيات العِذاب: "دخلة مباركة، سنة جديدة مباركة، سعداء لرؤيتكم من جديد...". أمنياتٌ تعبّر عن أشواق وعواطف من جهة، وتنعش الروح الأخويّة بين الرفاق والزملاء من جهةٍ أخرى.
وهكذا نجدنا في ركبِ سنةٍ جديدة وأفواجٍ جديدة لجيلٍ، كم نتمنّى أن يكون على مستوى الإنسانيّة الراقي. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد يونس فغالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/22



كتابة تعليق لموضوع : سنة دراسيّة جديدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net