صفحة الكاتب : محمد الزهراوي

الحَمامَة
محمد الزهراوي

تزورُني الْحمامَةُ.

في النّوْم تَحْتلّ عيْنيّ

ما زال حُبّي لَها مَطَرا

وبِالقارِ طلَـوْا

نَهْدَها الْمُحْتَشِمَ.

بيْني وبَيْنها آلافُ الْجنازِرِ

آلاف الفَراشاتِ الْمُمزّقةِ

نوافيـرُ دَمٍ وحناجرُ

ملْغومَة بالسّلاسِلِ والأحْجار.

وكَعَويل ريحٍ بُـحَّ

صُراخُها الطّفْلُ في غُرْبةٍ.

لِعِطْرِها في حَياتي الأسْبَقِيّةُ

فأنا قانا ..

تهُزُّني أجْراسُ قانـا

وقانا تبْكي

في الْمَوانئِ.

أنا مَن أنا يا تُرى في

الوُجود . في مُدنِ

الْمِلْحِ مِن

لَحْمِ قاقنـا!؟

أنا ضَفائِرُها الْمَحْروقةُ.

كُلّنا مَعْنِيّون..

كان ثَمةَ

أطْفالٌ لَنا في الْغارَةِ.

هذِه الْمومِسُ

الْخَفِرَةُ لا تَكِلُ

جَسَدها العَسْكرِيّينَ

فالْحِقدُ كان

أضْرى وإلَى

الآنَ يفوحُ شَواؤُها

الْمَعْجونُ في جِراحي!

هذه قَصيدَتي الْمُحَطّمةُ.

اَلآن أرى في

حَقْوِها بعـضَ

كِبْرِياءٍ تَحتَ

ضوْءِ القَنابِلِ.

رغْمَ هُزالِ

الجِذْعِ دَمُها سَرْبَلَ

بالأحْمر الْحُقولَ.

حتّى لا تطيرَ

الْحمامَةُ حدَثَ

هذا بِمُواطَأةِ تِمْثالِ

الْحُرّيةِ و تَحْتَ أعْيُنِ

الْجرْنيكا التـي

كانت هُناكَ مُعلّقةً.

كثيراً ما خذَلْنـا

مرْمَرَها الأعْزلَ.

ولأِنّها الأنقى حتّى

اللّهُ اقْتَرَفَ معَها في

الْجَحيم الْخَطيئـةَ.

كمْ هُو حَزينٌ في

القصَبِ ..

وطَنُها الْمَنْزوف

كَم هوَ حارّ

هذا الْمَشْهدُ مِن

(عناقيدِ الغَضبِ)

الْحامِضِ في

قانا تَحْت نَحيبِ

الصّوامِع ورَنين

الصّلْبان والأجْراس.

مِن هذهِ

الكُوَةِ أُطِلّ

على.قانا..

فيُبْهِرُني الكُحلُ

مِن هُنا أجوسُ

ألَقها الرّحْبَ.

وَتِلكَ يدُها  أسْفـلَ

الْجيدِ تتَلَمّسُ عَقيقَها

الْمَوْصوفَ في

أسْواق تونِسَ .

عَزَلوها بالسّنْطِ عنّي

أرْهقَني الوَميضُ ترْتَدي

شالاً مُخَرّماً مِن سورِيّةَ.

كأيِّلَةِ الْخَلاءِ

تبْزغُ في فَراغٍ..

ها هِي تولَد فـي

بَرِّيَّةِ روحي كَشَمْس.

امْتَدحَتْ وَقْفَتَها كُلُّ

الفُنونِ تِلْكَ الْخُلاسِيّةُ.

إنّه لَفَخارٌ لِي أنْ

أتَقَصّى زُمُرُّدَها كَمَغيبٍ.

قانا هذهِ مَرْثاتُنا في

العَواصِمِ بِعِدّةِ لُغاتٍ.

لَهـا فـي كُلّ

الْمحطّاتِ وجْهُ بِينيلوب.

بِعَيْنَيْ زَرْقاء تُطِلُّ

نَهاراً كَمَنـارَةٍ

ترى ما توعَدونَ

أ. ن

غُشْت  1997


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الزهراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/26



كتابة تعليق لموضوع : الحَمامَة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net