صفحة الكاتب : وجيه عباس

كوميديا السياسة العراقية -4
وجيه عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حين سقط تمثال السيد الرئيس السابق (حفظه الله ورعاه!) في ساحة الفردوس دون أن يقول له أحد"إصملّله!"،خرجت عشائر "الحسناء والوحش" الى العالم الديمقراطي الجديد الذي كان محبوسا في حاضنات الخدّج،وكما يتسابق السرّاق،تسابق الجميع للوصول الى ساحة النصر للاحتفال بسقوط السيد الرئيس السابق(حفظه الله ورعاه!)،كان فيما مضى لدينا سارق واحد وعشيرة واحدة هي من تمارس الحرمنة الوطنية،الان اصبح لدينا ملايين السراق وملايين العشائر التي تمارس الوطنية المالية من موقع أدنى،العلامة الفارقة الكبيرة التي اتسمت بها الديمقراطية العراقية هي فقدان الثقة بين الجميع!.

النخبة السياسية تحوّلت تدريجيا الى التصرف مثل"المافيات" بعد أن أتاح لها الحظ الأكَشر السيطرة على الوضع العراقي بالكامل بوجود طرف قوي هو الاميركي الرابح الاول والأخير من كل مايجري داخل العراق،لهذا كانت السلطة والنفوذ والمال،لهذا كانت النخبة السياسية هي أساس الواقع الهزيل الذي يمر به العراقيون بكل ماهم فيه الآن من ترقب انفجاري وطائفية موزعة حسب الرقعة الجغرافية،انتجت هذه النخبة السياسية ازمتين للثقة:أومة ثقة بين الفرقاء أنفسهم،وأزمة ثقة بين الشعب والفرقاء،مع ضرروة عدم اعتبار الثقة لاصقة سحرية توضع أسفل أقدام السياسيين او تحت أحذيتهم الأجنبية!!.

أزمة الثقة جعلتنا أشبه بالعوران،حوّلنا الجناية الى جنحة،والجنحة الى مخالفة،والمخالفة الى عدم الالتزام بالقواعد المرورية،وصادف مرور احد المواطنين الدايخين أمام موكب أحد السادة المسؤولين مما أدى إلى سحله على الشارع من أجل الحفاظ على هيبة الحكومة،فيما تم غلق التحقيق لمجهولية الفاعل وقيدت الجريمة ضد فاعل مجهول كالعادة وطولب ضابط التحقيق ببذل أقصى الجهود للتعرف على الجاني الذي يختبيء خلف الزجاج المظلل والعوينات السود التي تخفي نصف وجهه داخل كتلته البرمائية!!.

أخي المواطن الكريم:نعمل من أجل خدمتك في عراق خالٍ من كل شيء،رصيدك تأكله شركات الإتصالات التي اتفقت على خط توصيل لسرقته بالكامل،بينما ارصدة السياسيين تنتظره في سويسرا ورصيده بانتظار هروبه من سجن العراق الكبير!!.

أخي الكريم عليك وأنت تواجه مصيرك الأسود وحيداً مثل بطة بيت إشنيور أن عين الشعب بصيرة ويد الشرطة قصيرة وعلباة السياسي كبيرة!!.

-يتبع-


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وجيه عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/02



كتابة تعليق لموضوع : كوميديا السياسة العراقية -4
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net