صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

أزمة ،أم عجز ،أم انهيار؟
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لو تتبعنا الأحداث التي أعقبت حادثة الهروب الكبرى للسجناء من سجن (أبو غريب) في شهر رمضان المصادف في 21/7/2013،لاستخلصنا نتيجة واحدة تفيد بأن العمليات المسلحة في تصاعد وتكاد تكون شبه يومية لاسيما في العاصمة بغداد وبمعدل لا يقل عن خمسين ضحية ما عدا الجرحى الذين يخرجون إلى صفوف المعاقين العاجزين وبالتالي خسارتهم لا تقل عن خسارة المتوفين لو دققنا في الأمر مليا وقد بدا الفرد العراقي في هذا الوقت يشعر أكثر من أي وقت مضى وحتى أكثر مما جرى له في أعوام 2006- 2008بأنه وقع ضمن دائرة الخسائر المنظورة وغير المنظورة وبدأ يشعر بأن ظهره مكشوف دون سند حكومي أو شعبي ،فياترى أين نضع ما يدور في العراق ؟ هل نضعه في نطاق الأزمة ،والأزمة مع مَن ؟ هناك بعض التعليقات والتفسيرات والإجابات بأنها تقع ضمن نطاق الأزمة الناتجة عن الخلاف المزمن بين فرقاء العملية السياسية لاسيما المشاركون والمتشاركون والشركاء في الحكومة وكلما استعر الخلاف بينهم زادت حدة الهجمات .إذاً شخصت العلة ولابد للعلاج أن يُعرف ويقضي بديهياً فض هذه الشراكة أو هذا الاشتراك ،سمه ماشئت ،فلماذا لا تقدم الأطراف لاسيما الطرف الأكبر حالياً (التحالف الوطني) وأكبر كيان فيه (دولة القانون) ورئيسه (نوري المالكي) على القيام بهذه الخطوة بدل التشكي من الفرقاء الآخرين والتلويح بملفات تدينهم وبالتالي يُعرف كل بعمله ونشاطه ،علماً إن السيد نوري المالكي شخص العلة ومنذ دورته الأولى في الشراكة في الحكم ،وأخذ على نفسه عهداً في عدم رئاسة حكومة من هذا النوع لكنه جاء بالدورة الثانية بحكومة تدعى بحكومة الشراكة وبشكل أوسع ومع ذلك أيضاً لم يتوقف عن تشخيص وذكر هذه العلة ،فمالسبب هل العجز هو الذي يقيد الحكومة ورئيسها في اتخاذ مثل هذه الخطوات ؟ لو كان العجز حاكما تصرفات الحكومة ورئيسها ،كيف استطاع أن يدفع بملف طارق الهاشمي للقضاء ،تبعه بعد ذلك رافع العيساوي القطب الآخر القوي من الفريق المشارك ،وليلحق بعدهما قريب زعيم المشاركين(إيادعلاوي)،وزير الاتصالات (محمد علاوي) ،وبين هذا وذاك إسناد حقيبة الدفاع ولو بالوكالة لسعدون الدليمي دون موافقة الشريك (العراقية) على هذا التعيين ،الأمر الذي يعني أن رئيس الحكومة قادر وغير عاجز عن اتخاذ قرارات والقيام بخطوات توقف فيضان الدم الذي يجري على أرض العراق .فإن لم تكن أزمة ،ولم يكن عجزاً فهل توصيف الانهيار ينطبق تماماً على ما يجري في البلد ؟ إن كان انهياراً فكيف إذاً تجرد حملة كبيرة مثل عملية (ثأر الشهداء) والتي شملت حزام بغداد بمساحاته الشاسعة والقيام بعمليات واعتقال للمطلوبين حسب قول السلطات ،وكيف للحكومة بمجلسها أن تصدر القرارات تلو القرارات والأوامر الديوانية المتتابعة،والمحكمة الاتحادية مانفكت تصدر الفتوى تلو الفتوى ،ومجلس النواب يناقش ويقرأ القوانين ويصدر التعليمات والتعليقات ،ويعين ويثبت،ويستضيف ،ويشكل اللجان التحقيقية، ويستجوب وغير ذلك من الأعمال المنوطة به ،ورئاسة الجمهورية وعلى الرغم من إن رئيسها غائب لدواع المرض إلا أن مراسيمها بوجود النائب مستمرة ،فضلا عن عمل مجالس المحافظات والمحافظين والمجالس المحلية التي تعمل وتعين وتعارض وتصوت وتقيم المشاريع ،فعن أي انهيار نتكلم ؟ وإذا لم تكن أزمة،ولم يكن عجزاً أو انهياراً أين نضع ،وكيف نصف الوضع الحالي ؟ هنا يبرز السؤال الأهم ،هل ما تفوه به جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي بأن العراق مفتاح الحل في المنطقة يدلنا أيضاً على أن منطلق التناحرات المذهبية والقومية من العراق ،ولم لا إذا كان منطلق الحل منه فلماذا لا تكون منطلقات الفوضى وبرعاية المنظومة العالمية التي ذكرناها في مقالات سابقة والتي رأسها في واشنطن وتنتهي عند المجاميع المسلحة ؟ هذه أسئلة نضعها كي نصل من خلال الإجابات  إلى استنتاجات تبين لنا إن الفرقاء ما هم إلا أدوات تتحرك بنظام السيطرة البعيدة والقريبة وليس لهم الحركة إلا ضمن نطاق محدود مرسوم لهم لا يستطيعون الفكاك منه ،ولكن هل من الفرقاء من يرغب بالفكاك من هذا الطوق وهذا النطاق،وهل له أن يخرج إن أراد الخروج من هذا الطوق المحكم  ؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/09



كتابة تعليق لموضوع : أزمة ،أم عجز ،أم انهيار؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net