صفحة الكاتب : محمد جواد سنبه

أَمْرِيْكا وَ إِيْرَان .... صِرَاعٌ مِنْ أَجْلِ البَقَاء. (الحَلَقَةُ الثَانِيَةُ)
محمد جواد سنبه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فِي الحَلَقَةِ الأُوْلَى مِنْ هَذا المقَالِ، استَخلَصتُ أَربَعَ نُقَاطٍ جَوّهريَّةٍ، مِنْ نَصِّ خِطَابِ الرَّئيْسِ أَوْبَامَا، الّذي أَلقاهُ أَمَامَ الجَمعيَّةِ العَامَّةِ للأُمَمِ المُتَّحِدَةِ، بتاريخِ، 24 أيلول 2013. وَ فِي هَذهِ الحَلَقَةِ، سَأُكْمِلُ مُنَاقَشَةَ النُّقْطَةِ الخَامِسَةِ وَ الأَخيرةِ، مِنْ خِطَابِ الرَّئيْسِ أَوْبَامَا. كَمَا سَأُواصِلُ فِي هَذِهِ الحَلَقَةِ، تَفْكِيْكَ المَقَاصِدِ وَ الأَهْدَافِ، الّتي تَسْعَى الولايَاتُ المُتَّحِدَةُ الأَمْريكِيَّةُ، تَحقِيْقَهَا فِي مَنطِقَتِنَا. وَ بِمُقارَنَتِها مَعَ مَا تَسْعَى إِليّهِ، إِيْرَانُ وَ رُوْسْيَا وَ حَليفَاتُهُمَا، لِنَصِلَ عَن طَريقِها إِلى التَوقُعَاتِ الّتي، ستُشَكِّلُ المَنْظوْمَةَ الدُّوليَّةَ الجَديدَة. وَ كيّْفَ سَيكونُ مَوقِعُ مَنطِقَتَنا العَربيَّةِ مِن تلكَ المَنْظومَة؟. 
 5.  إِحسَاسُ الإِدَارَةِ الأَمْريْكِيَّةِ بأَخْطَائِها السِّيَاسِيَّةِ، مَعَ بَعضِ دُوَلِ العَالَم. 
      قَالَ الرَئيْسُ أَوْبَامَا: 
(الولايات المتحدة تعلمت درساً شاقاً من التواضع حينما يتعلق الأمر بقدرتنا على تقرير الأحداث داخل دول أخرى. قد تكون فكرة الإمبراطورية الأميركية دعاية مفيدة، ولكنها دعاية لا تثبت صحتها السياسة الأميركية الراهنة ولا الرأي العام..... إنما الخطر على العالم هو أن تبتعد الولايات المتحدة بعد عقد من الحروب وانشغالها عن حق بقضاياها الداخلية، مع إدراكها للعداوة التي ولّدها دورنا في المنطقة في مختلف أرجاء العالم الإسلامي. ..... وإذا كنا لا نريد أن نختار بين الجمود والحرب، فعلينا جميعنا، أن نتقن سياسة منع انهيار النظام الأساسي). (إِنَّ الرَّئيْسَ أَوْبَامَا، يَقصِدُ بِذلكَ نِظامَ تَوازُنِ القِوَى فِي العَالَم / تَوضيحٌ مِنْ كاتِبِ المَقَال).(انتهى).
 
إِنَّ مَصْلَحَةَ إِيْرَانُ تَقْتَضِي، أَنْ تَتَحالَفَ مَعَ الجَّانِبِ الرُوْسِيّ، مُطَبِّقَةً مَا ذُكِرَ فِي كِتَابٍ قَديمٍ اسْمُهُ: (الاستراتِيْجيّاتُ الصينيَّةُ السَّتِ وَ الثَلاثِيْن)، وَ الّذي جَاءَ فِيْه: (عندما تعوزكَ وسيلةَ هجومٍ مُباشِرةٍ عَلى العَدُوِّ، هَاجمْهُ مُستَخدِماً قُوَّةَ الغَيْر). هَذا المبدَأُ الّذي لا يتجَاوَزْ طُوْلَهُ السَطرِ الواحِدِ، حَدَّدَ عنَاصِرَ التَّوازُنِ فِي المَنطِقَة. وَ هَذا مَا عَمِلَتْ بِه إِيْرَانُ بالضَّبْطِ، عندَما تَحالَفَتْ معَ رُوسْيّا وَ مُحوَرِهَا، لِضَمانِ مَصَالِحِها في الدَّاخِلِ وَ الخَارِج. 
 لَقَدّْ خَاضَتْ إِيْرَانُ، صِراعاً مَريْراً مَعَ الوِلايَاتِ المُتَّحِدَةِ. مَارَسَتْ فِيْهِ أَمْريْكا شَتّْى أَنوَاعِ الضَّغطِ، مِنْ أَجْلِ وَضْعِ العَراقِيْلِ أَمَامَ إِيْرَانَ، لِمنْعِها مِنْ تَبَوُّءِ أَيَّةِ مَكانَةٍ دُوَلِيَّةٍ، تَجعَلُها أَنْ تَكونَ، بِمَوّْقِعِ المُتحَدّْي للسِّياسَةِ الأَمْريْكيَّةِ. وَ إِنَّ المَجْمُوعَةَ الأُوْربيَّةَ، كانَتْ تُسَايرُ تَوجُّهاتِ الإِدَارَةِ الأَمْريْكيَّة. فَخَسِرَتْ هَذِهِ المَجْمُوعَةُ عِلاقَاتِها مَعَ إِيْرَانَ، وَ تَحَمَّلَتْ جَرَّاءَ ذلِكَ، خَسَائِرَ اقتِصاديَّةٍ كبيرَةٍ، بِسَبَبِ حِرمَانِ شَرِكاتِها مِنَ التَّعاونِ معَ إِيْرَانَ، تَطْبِيْقَاً لبِنُوْدِ المُقَاطَعَةِ الاقتِصَاديَّةِ مَعَ إِيْرَانَ.     
لَكِنَّ إِيْرَانَ كيَّفَتْ كُلَّ أَوْضَاعِها، الاجتِماعِيَّةِ وَ الاقتِصاديَّةِ، وَ الثَّقافِيَّةِ وَ التَربَويَّةِ، وَ الاعلامِيَّةِ وَ العَسكَريَّةِ، لتكُونَ قَادِرَةً عَلى فَرضِ وجُودِها، كقُوَّةٍ لَها وَزنِها فِي المَنطِقَةِ. كمَا لا يُمكِنْ إِغْفَالُ تَطوُّرَهَا المُتواصِلَ، فِي جَوانِبِ تَكنُولُوجْيَا الأَسْلِحَةِ، بِاخْتِلافِ أَنوَاعِهَا، عَنْ طَريْقِ الاعتِمَادِ، عَلى قُدُرَاتِها الذَّاتِيَّةِ، إِضَافَةً إِلى دَعمِ حُلفَائِها لَها. وَ عِنْدَ انْعِقَادِ اجْتِمَاعَاتِ الجَمْعِيَّةِ العَامَّةِ للأُمَمِ المُتَّحِدَةِ، فِي دَوْرَتِها الثَّامِنَةِ وَ السِتّينَ، فِي 24 أيلول 2013.  سَنَحَتْ فُرصَةٌ ذَهبيَّةٌ أَمامَ إِيْرَانَ، اسْتَطاعَتْ أَنْ تَسْتَثْمِرَ فِيها، كُلَّ مُعانَاةِ العُقُودِ الثَّلاثَةِ المَاضِيَةِ؛ وَ هذهِ الفُرصَةُ تَزامَنَتْ مَعَ ظَرفَيْنِ خَاصَّيْنِ هُمَا: 
الأَوَّلُ: صُعُودُ الدِّكتورِ (حَسَنِ رَوحاني)، كرئيْسٍ جَديْدٍ لإِيْرَان. الّذِي اسْتَلَمَ مَهَامَّ المَسْؤولِيَّةِ فِي بدايَةِ آبٍ 2013، خَلَفَاً للرَّئيْسِ السَابِقِ (محمود أَحمدي نَجاد)، وَ قَدّْ عُرِفَ الرَّئيْسُ (نَجاد)، بعلاقَتِهِ المُتشَدِّدَةِ، مَعَ السِّياسَةِ الأَمْريْكيَّة. هَذا التَّغييرُ فِي الرِّئَاسَةِ الإِيرانِيَّةِ، قَدَّمَ الرَّئيْسَ (حَسَنَ رَوحاني)، الّذي يُجيْدُ بِحذَاقَةٍ، فّنَّ استِخدَامِ الدُّبْلُومَاسِيَّةِ النَّاعِمَةِ، كَمُتَفَاهِمٍ مُتَفَائِلٍ، يَسْتَطيْعُ التَّحَاورَ مَعَ أَمْريْكا، وَجْهَاً لِوَجْهٍ، لِتَذلِيْلِ عَقَبَاتٍ كَبيْرَةٍ، بَيّْنَ الطَّرَفَيّْنِ، تَقِفُ عَائِقاً يَحُوْلُ دُوْنَ التَّوَصُّلِ إِلى حِلُولٍ جَذْرِيَّةٍ لِمَشَاكِلَ الطَّرَفَيّْن. 
 
أَمّا الظَّرفُ الثَّانِي؛ فَإِنَّ رُوْسْيَا بِقيَادَةِ الرَّئْيسِ (فلاديمير بوتين)، أَخَذَتْ تَفرِضُ وجُودَهَا بِقُوَّةٍ، عَلى السَّاحَةِ السِّياسِيَّةِ الشَرقِ أَوْسَطيَّة. وَ السَّبَبُ الّذي يَقِفُ وَراءَ ذلكَ، وجُوْدُ مَشاكِلَ كَبيرَةٍ، يُعانِي مِنْها الاقْتِصَادُ الأَمريكِيُّ، مِمَّا أدّْى إِلى انكِمَاشِ دَوْرِها السِّياسِيّ جُزئِيّاً. وَ لا غَرابَةَ أَنْ تُعلِنْ أَمْريْكا، فِي يَوّْمِ 1/10/2013، عَنْ إِيقَافِ (800)، أَلفَ مُوَظَّفٍ أَمريكيٍّ (غَيّرِ فدراليّ) عَنْ العَمَلِ، وَ إِعطَائِهِمْ إِجازَةٍ إِجبَاريَّةٍ، لأَجَلٍ غَيْرِ مُسَمَّى، لِعَدَمِ امكانِيَّةِ دَفْعِ رَواتِبِهِمْ. كَمَا أَنَّ الرَّئيْسَ أَوْبَامَا أَلغَى زِيَارَتَهُ إِلى أَندُونيْسيَا، لِحُضُوْرِ قِمَّةِ مَجمُوعَةِ (آسيان)، الّتي انْعَقَدَتْ فِي يَوّْمِ 6/10/2013، بِسَبَبِ المَشَاكِلِ المَّالِيَّة.
كمَا أَنَّ رُوْسْيَا تَسَيَّدَتْ المَوْقِفَ السِّيَاسِيّ، فِي حَسْمِ مَوْضُوعِ السِّلاحِ الكيْميَاوِيّ، فِي سُوْرِيَّا، حَيّثُ طُرِحَ هَذا الموْضُوعُ فِي قِمَّةِ دُوَلِ العِشْريْنَ، الّتي اجْتَمَعَتْ فِي مَديْنَةِ (سان بطرس بيرغ) الرُّوْسِيَّةِ، فِي شَهْرِ أَيلولَ 2013. إِضَافَةً لِذلِك، فَقَدّْ أَوْجَدَ خِطَابُ الرَّئيْسِ (رَوحاني)، الذي أَلقَاهُ، أَمَامَ الجَّمعيَّةِ العَامَّةِ للأُمَمِ المُتَّحِدَةِ، حَالَةً مِنَ الارتِيَاحِ عِنّدَ المُجتَمِعِ الدُّوَلي، حيْنَمَا أَكَّدَ، بِأَنَّ إِيْرَانَ لا تَسْعَى للحُصُوْلِ، عَلى أَسْلِحَةِ الدَّمَارِ الشَّامِل. فَقَدّْ جَاءَ فِي خِطَابِ الرَّئِيْسِ (رَوحاني) مَا يَلي: 
(ان الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل الاخرى لا مكان لها في عقيدة الدفاع الايرانية، وتتنافى مع اقناعاتنا الدينية والاخلاقية الاساسية. (واضاف): ندافع عن السلام المستند إِلى الديموقراطية وبطاقة الاقتراع في كل انحاء العالم، بما في ذلك في سوريا والبحرين وفي دول اخرى بالمنطقة. ليس هناك حلول عنيفة لازمات العالم.).(موقع الـ(بي بي سي))
إِنَّ تَحَوُّلَ المواقِفِ الدُّوَلِيَّةِ لِصَالِحِ إِيْرَانَ،(كالِّلقَاءِ الّذي جَرى بَيّْنَ الرَئيْسِ الفَرَنْسِيّ (هولاند) وَ الرَئيْسِ (رَوحاني)، وَ لِقاءآتٍ مُهمَّةٍ أُخرى، حَصَلَتْ بَيّْنَ الوَفدِ الإِيْرانِيّ وَ وفُودٍ أُخرى)، لَمْ تَلِدّْهَا مَحضُّ الصِّدَف. وَ إِنَّمَا رَسَمَتْها سِيَاسَةٌ مُبَرمَجَةٌ، اعتَمَدَتْ عَلى اسْتِراتِيجِيَّةٍ شَامِلَةٍ بَعيدَةِ المَدَى، بَدَأَتْ إِيْرَانُ بِتَطبِيْقِها مُنْذُ عَامِ 1980،  وَ الّتي يُمكِنُ إِجْمَالُها بِالنُقَاطِ التَّالِيَة:- 
1. تَطبِيْقُ سِيَاسَةِ الاعتِمَادِ عَلى مَبْدَأ الاكتِفَاءِ الذَّاتِي، وَ التَّوّْظِيْفِ الأَمثَلِ للقُدُراتِ الإِيْرانِيَّةِ المُتَاحَةِ، وَ مُقَاطَعَةِ المُنْتَجَاتِ الأَجنَبيَّةِ، وَ بِنَاءِ اقْتِصَادٍ وَطَنيٍّ مُتَكامِلٍ، وَ بذَلِكَ وَفَّرَتْ إِيْرَانُ، الكَثِيْرَ مِنِ الأَمْوَالِ، وَ حَمَتْ صِنَاعَاتِها المَحلِّيَةِ، وَ دفَعَتها نَحوَ التَّقَدُّم.
2. اعتَمَدَتْ إِيْرَانُ فِي مُواجَهَتِها مَعَ أَمْريْكا وَ الغَربِ، عَلى تَطّْبِيْقِ قَاعِدَةِ التَّحصِيْنِ النَفْسِيّ. مِنْ خِلالِ إِعدَادِ بَرامِجَ تَربَويَّةٍ وَ ثَقافِيَّةٍ وَ اجتِماعِيَّةٍ هَادِفَةٍ، فَحَمَتْ مُؤَسَّسَاتُ الدَّوْلَةِ المُواطِنَ الإِيْرَانِيّ، مِنْ تَأْثِيراتِ الدِّعَايَةِ وَ الحَربِ النَّفسِيَّةِ، وَ الإِعلامِيَّةِ المُعَادِيَةِ، الموَجَهَةِ ضِدَّ الدَّوْلَةِ، وَ ضِدَّ المواطِنِ أَيْضاً. وَ للتَاريخِ، فَإِنَّ إِيْرَانَ، أَتْقَنَتْ فَنَّ مُواجَهَةِ الحَربِ النَّفسِيَّةِ، أَكثرَ مِمَّا أَتْقَنَ، الإِتِّحادُ السُّوفْيَيتيّ هذا الفَنَّ، فِي زَمَنِ الحَربِ البَارِدَة. 
3. اعتَمَدَتْ إِيْرَانُ اسْتِرَاتيجِيَّةَ، تَنْفِيْذِ بَرنامَجِها النَوَوِيّ، وَ فَرضِهِ عَلى الدُّوَلِ الكُبْرَى، كأَمْرٍ وَاقِع. لِذَا لَمْ نَجِدْ أيَّ رَئِيْسٍ إِيْرَانِيّ، سَاوَمَ بالتَّنَازُلِ عَنْ حَقِّ إِيْرَانَ، بِامْتِلاكِ التَكنُولُوجْيَا النَّوَوِيَّة. بالرَغْمِ مِنْ جَميعِ التَّحَدِيَاتِ، وَ سِلْسِلَةِ العُقوبَاتِ الّتي فَرَضَتْها أَمْريكا وَ مُحوَرُها عَلى إِيْرَانَ. 
 
4. ثَبَاتُ عِلاقَاتِ إِيْرَانَ قَائِمَةٌ، دُوْنَ تَذَبْذُبٍ وَ لِسِنِيْنَ طَوِيلَةٍ، وَ بِكُلِّ مُسْتَوَياتِها مَعَ حُلَفَائِها، رُوْسْيَا، الصِّيْنَ، كُوْريَا الشَمَاليَّة.  
 
5. هَذَا الاتِّجَاهُ المُتَنَاسِقُ، فِي السَّيَاسَةِ الإِيْرِانِيَّةِ الدَّاخليَّةِ وَ الخَارِجِيَّةِ، كانَ المِفْتَاحَ الّذي فَتَحَتْ به إِيْرَانُ، أَبْوَابَ القَرَارِ السِّياسِيّ الأَمريكِيّ. فَأَصبَحَتْ هِيَ وَ حليَفَتُها رُوْسْيَا، قَادِرَتَيّْنِ عَلى إِقْنَاعِ أمْريْكا، بَأَهَمِّ قَضِيَتَيّْنِ فِي الشَّرقِ الأَوْسَط. 
 
الأَوْلَـــــــــــــــــى :  إِيجَادِ مَخْرَجٍ لقَضِيَّةِ السِّلاحِ الكِيْميَاوِيّ السُوْرِيّ، باسْتِخْدَامِ الدُّبْلومَاسِّيَّةِ المُنَسَّقَةِ لحَلِّ الأَزمَة. 
وَ الثَّانِيَةُ:  إِيجادِ فُرصَةٍ للحِوارِ المُباشِرِ، مَعَ أَمْريْكا، لمنَاقَشَةِ بَرنَامَجِها النَّوَوِيّ. 
 
6. هَاتَانِ القَضِيَّتَانِ أَربِكَتَا الوَضْعَ السِّيَاسِيّ الإِسْرَائِيليّ، و الوضْعَ السِّياسِيّ الخَليجِيّ أَيْضَاً. وَحَسَّتْ إِسْرائِيْلُ، بِأَنَّ شَيْئَاً غَيّرُ مُتَوقَّعٍ سَيَحصَلُ فِي المَنْطِقَةِ. فَهَرَعَ (نتنياهو) مُوَلِّيَاً صَوْبَ الرَّئيْسِ أَوْبَامَا فِي 30/9/2013، لمَعرِفَةِ مُجْرَياتِ الأُمُورِ. لَكِنْ عَلى مَا يَبْدُوْ، أَنَّ (نتنياهو)، لَمْ يَحَصَلْ عَلى إِجَابَاتٍ مُحَدَّدَةٍ، أَوْ مُقْنِعَةٍ مِنَ الرَّئيْسِ أَوْبَامَا.
 
إِنَّ التَّحليلَ وَ المقَارنَةَ يَفْرِضانِ التَّسَاؤلاتِ التَّاليَةِ. وَ الإِجَابَةُ عَلَيّها، لَيْسَتْ عَصِيَّةً عَلى المُطَّلِعِ الفَطِنِ، وَ هِيَ سَتَكُونُ بِمَثَابَةِ النَّافِذَةِ، الّتي سَنَطِلُّ مِنْ خِلالِها، لِلنَظرِ إِلى أَبعَادِ المُسْتَقْبَلِ، الّذي سَتَتَمَخَّضُ عَنْهُ، أَدوَارٌ جَديْدَةٌ لِدُوَلِ مَنطِقَتِنَا. كمَا أَنَّ الإِجَابَةَ عَلى هَذِهِ التَّساؤلاتِ، سَتُقَدِّمُ الكَثيرَ مِنَ التَّوَقُعَاتِ المُقنِعَةِ. وَ هَذِهِ الأَسئِلَةُ هَيَ : 
1. هَلّْ أَصبحَتْ رُوْسْيَا قَابَ قَوْسَيّنِ، مِنْ تَحقِيْقِ حُلُمِها في الوصُولِ، إِلى شَواطِئِ البَحْرِ المُتَوَسْط؟.
2. هَلّْ سَيَصِلُ النِّفْطُ الإِيْرَانِيّ، إِلى المَوانِئِ السُوْرِيَّةِ عِبْرَ الأَراضِي العِراقِيَّة؟.
3. هَلّْ سَتَشْهَدُ أَنْظِمَةُ الخَلِيْجِ، الّتي تَعيْشُ أُسَرُهَا الحَاكِمَةُ، فَترَةَ الحُكْمِ (مَعَ انْتِهاءِ فَترَةِ صَلاحِيَتِها)، رَبيْعَاً خَليْجِيّاً، يَختَلِفُ فِي صُوْرَتِهِ عَنْ الرَّبيْعِ العَرَبِيّ؟.
4. هَلّْ مِنْ ضَرورَاتٍ تَكتِيْكِيَّةٍ، سَتَحدِثُ فِي المَنْطِقَةِ، لِتَكْبَحَ جُمَاحَ السُّلوْكِ التَّطَرُّفِيّ، الّذي غَمَرَ المَنْطِقَةَ، بِسِيُولٍ مِنَ الدِّمَاءِ البَريْئَةِ. وَ الثَابِتُ أَنَّ هَذا التَّطَرُفَ كَانَ بِرعَايَةِ وَ إِشْرَافِ وَ تَمْوِيْلِ تِلْكَ الأُسَرِ الحَاكِمَة؟. 
5. هَلّْ سَتَتَحَوَّلُ دُوَلُ الخَليْجِ، مِنْ لاعِبٍ مِنَ الدَّرَجَةِ الأُوْلَى فِي المَنْطِقَةِ، إِلى لاعِبٍ مِنَ الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ، (بَعدَ رُوْسْيَا وَ إِيْرَان)؟. 
6. هَلّْ سَتكونُ دُّوَلُ الخَلِيْجِ، مُجَرَّدَ مَجْمُوعَةٍ مِنْ آبَارِ  نِفّْطٍ، تَقَعُ تَحتَ استثماراتِ الشرَكاتِ الأَمريكِيَّةِ وَ الأُورُبيَّةِ، وَ إِنَّها سَتَكونُ وَرَقَةَ ضَغطٍ، بيَدِ أَمْريْكا وَ حُلَفَائِها، تُسْتَخدَمُ لِتَصْحِيْحِ التَّوَازُنَاتِ الإِقتِصادِيَّةِ الدُّوَلِيَّة؟.
 
7. هَلّْ تُخَطِّطُ أَمْريكا لِيَكونَ النِّفْطُ الإِيرانِيّ، مُنَافِسَاً قَوِيَّاً لِلنِّفْطِ الخَليْجِيّ، فِي السُّوْقِ العَالمِيَّةِ لِلنِّفْط. وَ بِذلِكَ سَتُمَارِسُ أَمْريْكا، ضَغْطاً عَلى دُّوَلِ الخَلِيْجِ، لِلحُصُوْلِ عَلى مَا تَحتاجُهُ مِنْ نِّفْطٍ، بسِعرٍ أَدنَى، مُقَابِلَ دَعْمٍ أَمريكِي لِبَقَاءِ تِلكَ الأَنْظِمَةِ فِي الحُكْمِ. الأَمْرُ الّذي سَيُسَاعِدُ أَمْريْكا فِي حَلِّ مَشَاكِلِها الاقْتِصَادِيَّة؟. عِلْماً أَنَّ مُنَظَمَةَ (أُوْبِكْ)، تَشْكوْ مِنْ تَجَاوُزِ السَّعودِيَّةِ، لِحِصَّتِها مِنَ الإِنْتَاجِ النِّفْطِيّ، عَمّا هوَ مُقَرَّرٌ لَها، لِغَرَضِ الحِفَاظِ عَلى السِّعرِ العَالَمِيّ لِلنِّفْط. 
8. هَلّْ تُخَطِّطُ أَمْريْكَا لِلبَدْءِ، بِتَطبِيْقِ اتِّفَاقِيَّةِ (أُوْسْلُو)، وَ تَضْغَطُ عَلى إِسْرائِيْلَ، للإِنْسِحَابِ إِلى حُدُوْدِهَا، الّتي كَانَتْ عَليّها قَبْلَ عَامِ 1967، وَ إِقَامَةِ دَوْلَتَيّنِ مُتَجَاوِرَتَيّْنِ، يَهُودِيَّةٍ وَ فِلِسْطِيْنِيَّة. وَ بِذَلكَ تَتَخَلَّصُ أَمْريْكا، مِنَ الأَعبَاءِ المَالِيَّةِ الّتي تُقَدِّمُها كَمُسَاعَدَاتٍ إِلى إِسْرائِيْلَ، حتّى تُخَفِّفَ مِنْ الأَزْمَةِ المَالِيَّةِ الّتي تَمُرُّ بِها؟. 
(صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف يوم الاربعاء 2 أيلول 2013، من المحتمل أن تؤجل الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لإسرائيل، وعدد من الدول الأخرى، جراء نقص التمويل في الميزانية، وتعليق عمل حكومة الولايات المتحدة. وتبلغ مساعدات أمريكا لإسرائيل (3.1) مليار دولار في السنة المالية 2014). (موقع/ اذاعة صوت روسيا / باختصار).   
الأَشْهُرُ المُقْبِلَةُ، سَتُحَدِّدُ عَمَلِيّاً قِسْمَاً مِنَ الإِجَابَاتِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ كُلُّهَا، وَ بالتَّأْكِيْدِ سَتَشْهَدُ مَنْطِقَةُ الشَّرقِ الأَوْسَطِ، انْقِلابَاً فِي الكَثيرِ مِنَ المُعَادَلاتِ، وَ إِعَادَةً جَذْرِيَّةً فِي تَرتِيْبِ الأَوْلَوِيَّاتِ فِيها. وَ إِنَّ غَدَاً لِنَاظِرِهِ لَقَريْب.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد سنبه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/11



كتابة تعليق لموضوع : أَمْرِيْكا وَ إِيْرَان .... صِرَاعٌ مِنْ أَجْلِ البَقَاء. (الحَلَقَةُ الثَانِيَةُ)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net