صفحة الكاتب : د . مسلم بديري

فوقَ عود الثقاب نصٌ مسرحي
د . مسلم بديري

مونودراما  :

فوق عود الثقاب

إليك أيها القارئ العزيز : 

يُسعدني ويؤسفني أمران , ستؤول اليهما بعد قراءتك  النص وربما قد حصل معك ذلك مذ قرأت عنوانه , فما يسعدني منهما هو أني سأثير - حقاً-  فيك دهشة السؤال وربما البحث والتقصي , وحسبي شرف يرجوه كل كاتب , أن يرى وجه قارئه العزيز وقد استحال الى الف سؤال , وما يقلقني حقاً وربما يؤسفني هو أنك ستسأل بعدما عرفت تماما , نعم , فقد كنت أنا واقف هناك ويقيناً كنت قربي , فلم نكن مجرد شاهدي عصر على الطف , اطلاقاً , فأنت حين تقرأ هذا العمل أو حين تشاهد أو تقرأ غيره , كلما تريده هو أنت ترى نفسك معهم يروون ألمك وهمك المعاصر , وربما سيسير بك الخيال أكثر لتنهل حلول معضلاتك من هذا السيل السرمدي ,

نعم ولا تعجب من قولي فالحسين ما زال بيننا وكل ما أرجوه هو : قبل قراءتك النص ,أن تصل الى قناعة بصحة العبارة وترددها  : " أنت معنا يا حسين " فهي كفيلة – تماماً – لتعرف من هو بطل النص , ومن الذي فوق عود الثقاب , ومن الحاكم والسلطان ومن هو القاضي وربما ستعرف أيضا من هي الأسماء الواردة في النص .. فكل ذلك أتوقعه وأتمناه , 

                                                       ومن الله التوفيق 

ملاحظات قد يحتاجها المخرج :

- الموسيقى والمؤثرات والضوء أمر بالغ الأهمية في النص هذا , ستُقتبَس من الهواجس النفسية والمؤثرات الخارجية على البطل لتروي ما يجول في خلده وما يدور حوله 

- يحتاج النص الى اشتغال حركي وجسدي دقيق , لكي يصل الحوار الخارجي أو الداخلي الى المتلقي بدراما أكثر قبولاً 

- يمكن للمخرج تجسيد المشاهد وبعض الحوارات بواسطة الداتشو أو عمل مجاميع صامتة أو ما يراه مناسباً ..

- يجب العمل على تفريق الحوار الداخلي أو ما يعرضه البطل لما يجول في نفسه من الحوارات الاعتيادية 

قبل فتح الستار :

تسمع موسيقى مضطربة وأصوات متداخلة في الأرجاء , يفتح الستار على ظلام دامس تماماً بعد أن  تركن الأجواء الى الهدوء بعد الاضطراب , ظلام يستمر  لفترة وجيزة الى ان توقد شمعة في منتصف المسرح , ريح خفيفة , وبمجرد انطفاء الشمعة الأولى تشتعل شمعة ثانية , ريح خفيفة , وبمجرد انطفاء الشمعة الثانية تشتعل شمعة ثالثة , يستمر  هذا الفعل حتى تشتعل الشمعة التاسعة , وبعد  أن تنطفئ ,

اضاءة جانبية : 

في ركن هناك يتكور رجلٌ ما , هزيل وبملابس عصرية لكنها رثة نوعاً ما , شاب ولكنه يبدو متعباً , يتمطى قليلا ً ولكنه كمن يبدو على صراع دائم , 

ينهض مرعوباً بالتوافق مع ضربة موسيقية خاطفة  وهمس بعد أن يلتفت يميناً وشمالاً : 

أودُ لو غرقت في دمي الى القرار 

          لأحمل العبء مع البشر ..

           إن موتي انتصار *

نعم هذا كل ما أتمناه ولكن ليس الآن , ليس ضعفاً مني ولا خوفاً  ( صمت ) معاذ الله , ولكن , ( ينظر يميناً وشمالاً ) لم يبق من الليل الا .. ( صمت ) ( يسير بقلق واضطراب بحثاً عن شيء ما )  ( يسير بقلق وبسرعة أكبر , يبحث في المكان ) عليّ أن  أعرف ما تبقى من الليل , ربما يكفي , وربما لن يكفي , أخشى أن يباغتني الصباح وأنا لم .. ( صمت ) ... يا الهي ما هذا ؟ ( ينصت ) ما اعذب ذلك الصوت ؟  قرآن ذلك .. لا بد وأنه الصبح  .. يا لحيرتي .. ماذا أفعل ؟  ( يدور في المكان بقلق أكبر ) ماذا ؟ ( ينصت ) صوت شخير !! اذن انه الليل , ( صمت ) لا يمكنني أن أجزم بذلك .. المسألة متداخلة نوعاً ما .. يجب أن تمتلئ هذه القاعة بالحاضرين فوراً  , قبل أن يدركني الصباح وأسكت .. ( صمت ) ( يصرخ ) لا ... لا ... يمكنني السكوت , رغم أن كلامي ليس مُباحاً  ( يستدرك ) عندهم طبعاً , كل ما يهمني الآن أن تمتلئ القاعة ولو بحاضر واحد , لا يمكنني أن .. ( صمت ) , القصيدة طويلة , نعم , طويلة جداً , عشرة أبيات , ياه .. كيف سيكفي ما بقي من الليل لأقرأها , ( صمت ) ولكن المشكلة ليست في الليل , المشكلة تكمن في أني لا استطيع  أن أقرأها في حضرة الغياب , يجب أن تمتلئ القاعة فوراً بالحاضرين , ( صمت )  مصغ واحد يكفي لأن يكون شمعة , بعد مجيء الصباح , يجب أن يحضر ولو واحد  , قبل أن يأتي الصباح , فيأتي معه الحاكم ومعه المحقق والقاضي , نعم سيرفع القاضي سوطه ويصرخ ( يقلد صوت القاضي )  " عليك الاعتراف فوراً " ومن ثم ينهال عليّ بالضرب , مع اني شاعر !! ومن ثم سيجلسونني على  ذلك الكرسي , ( يدور في المكان ) نعم , تذكرت رغم عدم نسياني , أين ذلك الكرسيّ ؟  ( يدور في المكان ) 

( يضاء جانب من المكان بإضاءة حمراء حيث تسلط على الكرسي ) نعم هنا سيجلسونني هنا  , ( يحاول الصعود ) لا .. لا يمكن , سيفكرون ككل مرة  , سيربطون على رأسي اجهزتهم الكهربائية , ( صمت  ) لا لشيء .. ولكن ليقرئوا   أفكاري  , هيه , ( يضحك بسخرية وألم ) هيه يقرئوا الأفكار بالعصي المكهربة , يالها من محاكمة ساخرة , ( صمت ) ( يستدرك ) ولكنها الأخيرة .. عليّ أن ادرك انها الأخيرة وعلى الناس ايضا أن يدركوا ذلك , ويسمعوا القصيدة كاملة ,( صمت ) لا يكفي أن يسمعوها فقط , عليهم أن يحفظوها , ( صمت ) لا يكفي أن يحفظوها فقط , عليهم أيضا ان يقرئوها لأبنائهم , وعلى أبنائهم ايضا , أن يحفظوها , ومن ثم يقرئوها لأبنائهم , حتى يرث الأرض  ( صمت ) منهم صالحٌ , ولكن هل سيحفظونها ؟ ( صمت ) نعم ولمَ لا ؟ عشرة أبيات فقط , ( صمت ) لكنها طويلةٌ جداً , يال طولها , عشرة أبيات فقط !!  تختصر تأريخاً .. زمناً .. ماضي وحاضر ومستقبل , كل ذلك سيقال في عشرة أبيات فقط .. فقط .. ستكون القصيدة طويلة حتماً , يجب على الجميع سماعها , مثلما يجب وينبغي على الفجر أن لا يظهر .. ( صمت )  قبل أن أقرأ القصيدة على اقل تقدير 

ولكن .. أ مازال هناك  متسعا من الوقت ؟ , ( صمت ) .. لا أعرف , كل الذي أعرفه ان على الناس الحضور , لماذا .. ( صمت ) ألم يدركوا أن الامر أكبر من كونه ثرثرة شعراء ؟!  لا بد أن يدركوا أنها ستنقذ الحق من سطوة الأمراء , نعم ليست ثرثرة شعراء , ( صمت ) لا .. لا ليست ثرثرة شعراء , ( يتحسس الكرسي ) سأجلس هنا , ( يهم بالجلوس ) لا .. لن أجلس .. ولكن سأقرأها من هنا , حالما يحضر الأخرون , نعم من فوق هذه المحكمة , المقصلة , منصة التعذيب , منصة الشعر , ( يهرع مع اضاءة خضراء حالمة ) سأوقف الزمن , نعم , يجب عليّ ذلك , مثلما توقف الزمن من ألف عام ونيف , ( يدور في المكان ) كل ما يربطني بالزمن الآن , عقارب لا تعرف هوادة , نعم سأرمي العصي في دواليبها , سأوقفها حتما , الزمن هو الوحيد الكفيل بقراءة أفكاري , وليس خيزرانات القاضي , ولا مداهنة الحاكم , الذي ستقتله حيرته وهو يراني صور سأنقلها , يراني قصيدة ( بسخرية ) هيه , يا لحيرته , يبدو أننا جميعاً فوق عود ....( صمت) حتى الحاكم ..  

( يدور في المكان ) ( تخفت الاضاءة ) 

(( ومضات ضوء كالبرق يظهر الشاعر و ضهره صوب الناظر , ممسكاً بيده ساعة جدارية كبيرة نوعاً ما )) نعم  , يجب على الليل أن لا ينقضي , سأجد الف عذر ونيف لمن لم يحضر حتى الساعة , سأحاول التخلص من غيابهم .. ( صمت ) مداهنة بسيطة مع الليل , مع الزمن , لا بد وان يحضروا , ( يقف كالمتأمل ) نعم أرى : 

ان طفلا في الأفق يلوّح مسرعاً

يتجه هنا 

كخيط ضياء .. من عمق النفوس 

ومن غياهب المجهول 

يلوّح بيدٍ من نار 

تبعثر حولها شظايا الجليد

قادم هو .... بكل ما في الروح من حنين 

( صمت ) 

(( اضاءة أقرب الى الحلم )) 

سأوقف الزمن لأجلك .. لا تخشى .. ( صمت ) يفكر , لن يهزمني الليل هذه المرة , نعم هي الأخيرة , ولكن العبرة في الخواتيم , كما تعرف أيها الليل , لن اوقف الزمن , (صمت ) ماذا ؟ .. ( صمت ) وحسب , بل سأعيده من حيث جاء , 

(( يدير عقارب الساعة  بعكس طريقة دورانها الطبيعية )) هنا .. لا لن أتوقف هنا , فهذا المقطع .. ( صمت ) .. (يستدرك ) المشهد ما قبل الأخير من القصيدة , حسنا ( صمت ) اذن سأتوقف هنا .. ( صمت ) لا .. ايضا لا , فهذا مشهد لم يأت تسلسله بعد , هنا , (صمت ) ربما وجب عليّ عرضه .. ( صمت – استدراك ) قراءته في هذا المحل , فهو زمانيا أقرب الى واقعنا , ( صمت ) لا .. زمانياً , زمن , ذلك ما علي ّ الآن هجره ونسيانه , ونسيان كل زمن الا ذلك الذي يلمع في رأسي كأنه البرق , 

(يوقف عقارب الساعة ) 

نعم في مثل هذا الوقت تماماً , وعند .... ( صمت ) ( تخفت الاضاءة وحين تعود يعود ساحباً معه مانيكاناً , المانيكان عليه ملابس لسلطان  ما قد يكون يزيد مثلاً , أو أي حاكم آخر , يضع الساعة فوق رأس المانيكان ) ضريح السلطان ( يضحك ) صنم السلطان هذا سيجلس اثنان , وربما سيتحدثان عن المؤامرة وعن الحكم ,

وسيأتي أحدهم يتحدث عن الخيانة , وآخر يبكي النزاهة , وآخر بترت ساقه في حرب جديدة من الألف حرب وحرب للسلطان , وربما ستأتي طفلة تبكي هنا , وقد تبصق على صنم السلطان الذي أغرق البلاد بالوعود المفخخة , وهنا ايضاً سيأتي عاشق يجر خلفه شظية كبيرة هي آخر ما تبقى من الانفجار الذي أخمد مشاعره الملتهبة , ( يدور حول المانيكان ) وهنا .. وهنا ( يدور ) وهنا .. ( يجثو على الأرض ) وهناك .. ( يزحف حول المانيكان )  وهنا .. وهنا ( تتزايد وتيرة وايقاع المشهد )

.. ( ينهار ) 

( ينهض مرة أخرى ويتمطى ) يجب أن لا اقف تحت اي ظرف كان الزمن وحده من سيتوقف ويعود ويركض ويهرول مثلما أريد .. نعم هكذا قرأت وسمعت من الانسان الآخر , أنا الانسان المعاصر , مثلمكم تماماً , أقدر أنكم ستحضرون الآن , أو بعد قليل , مسألة وقت , الوقت طوع اشارتي , لا يهمكم ما يقال , أنا مثلكم تماما , مثقل بأوجاع التأريخ , لكن فرقي عنكم هو انني أفتح عيني حين يراد لها الاغماض, ( يدور بقلق واضح , يركض الى الخلف ) وسأرجع الزمن اكثر ( يركض) الى الوراء ,أكثر وأكثر ( يركض بسرعة أكبر ) دون أن يُعيى أو أُعيى , ( تتباطأ حركته ) وسيقف هنا حيث تولد  الخديعة الأولى , حين يسخر الانسان من نفسه ويسفهها 

( اضاءة باهتة )

(يجلس الشاعر على الأرض , يكوّر نفسه ثم ينهض بقوة يقف متثاقلاً , يحرك يديه بعدما لفها حول عنقه , كالمختنق الذي يحاول ان ينزع الحبل ,  يحرك يديه فاتحاً طريقاً له في الهواء , يتلفت يميناً وشمالاً ) نعم ولدت أو مرة حين صار الانسان صنماً , يلحق رحلات الخريف والشتاء , راكضاً خلف لهات مميت من المادية مقيت  , بينما 

هناك ايضاً وقف علي يشدو بالحان السماء , وهناك مرة أخرى حيث تفطرت الاصنام وتهاوت , أنا اسف يا سيدي آسف , كنت تعلم تماما ( صمت ) .. يقيناً يا سيدي لقد كانت الأصنام تقبع في نفوسهم , يقيناً كنت تراها وانت تشطر صناديدهم بكفك هاتيك التي , ( صمت ) ( يهرع صوب الساعة فيقدم الاميال قليلاً ) التي رفعها الرسول , معلناً انك انت , انت هو , انتما  الانسان , وأنا يا سيدي انسان من ذلك الزمن , انسان ما انفك يحمل أعباء ً, ( يركض في المكان ) , أحاول ان اهرب منها , ارميها خلفي , ( صمت ) ( يستدرك ) لم يحضر أحدهم منهم الى الآن , ربما شغلتهم مشاكلهم التي لم يعرفوا بعد أنها ازلية , وهنا حلولها ( يشير الى الساعة ) , نعم يا سيدي 

وستنمو تلك الضغائن مع ( يقدم  عقارب الساعة ) ( صمت )

وهناك ايضاً سيعلن سيدي  وروحك الحسن ان الصمت انسانية أكبرى يا سيدي , ويعلن انه الثورة , تلك يا سيدي جاذبية السكون , حيث يبتلع الزوابع ,

اجزني يا سيدي انا المثقل بالضجيج , أجزني أن انقل من هناك , ومن عند صنم السلطان الذي نما من جديد , من عند طاولته المستديمة  , حيث يجري الحديث عن الخيانة , ومؤامرة الفقراء وثورة الجياع التي يهمون بإخمادها , اجزني يا سيدي ان اروي حديث الفاقدات والثكلى , شكوة ً في حضرة ابتسامة ((طوعة)) التي لم نرها  ولكنها تلوح لنا في الأفق  لكني سأنصت أولا لأسمعها  تقول ...

( يجسد المشهد  حركيا ً وصوتياً )

ستقول ( يقفز الى الجهة المقابلة ) :  

- من أنت ايها الغريب  ؟ 

 ( يعود الى صوته )  سيسبقني قولاً وقد تراءت له غُرب قادمة  في أفق كربلاء , ستغلب على صوته عبرة وعلى نظرته دمعة 

( يقف بصلابة ويغير صوته )

 أنا مسلم بن عقيل  , وهل أجدك عندك الأمان ؟  ( يستدرك الشاعر ) الماء 

(يقلد صوت طوعة وصوت مسلم بن عقيل , ع, بتعاقب الحوار  )

- عندي وأنا التي ترى عندكم كوثراً من الأمان 

- يا أمة الله , الكوفيون يريدون قتلي , لقد نكصوا على أعقاب عهودهم 

- أمامك يعلم ما في نفوسهم 

- سيقتلونني وسيسير الحسين الى مناقب الموت 

- ستسيرون  الى مناقب الحياة  

- تلك مواثيقهم هناك 

- الحسين يعلم ما في نفوسهم 

- لقد بانت بوادر الخيانة 

- لقد خاطب الأنسان في نفوسهم .. هناك شمعة ستشتعل يوما ما قنديل حقٍ 

( ينتبه الشاعر كمن أفاق من حُلمٍ ) 

شمعة .. شمعة ( يمشي في المكان مردداً هذه الكلمة ) 

يقينا ( يقف مفكراً ) يقيناً لم يخاطب الحسين  أهل الكوفة وحسب , هو يعلم أن سيوفهم عليه , لقد خاطب انساننا وكل انسان عبر هذا ( يشير الى الساعة ) عبر هذا الزمن 

سيدي يا حسين  أجزني لأحمل دموع امي , دموع جوعنا وخوفنا  , سيدي دموع  قلقنا من اللا شيء  , دموع ترقب أمي  وهي ترى الرياح رجلاً  , يطرق بابنا التي افتقدت يد أبي باكراً  , سيدي اجزني لأحملها الى طوعة  فهي ذات الدموع ( يستدرك ) ذات الصلابة  التي طعنت بها كل حرف من الخيانة , هي دموعنا التي انهمرت وسفكت اليوم وغداً....

سيدي يا حسين أجزني لأحمل تلك الشظية التي قتلت عاشقا لجأ اليك من فرط شوقه زحفا على روحه  حيث مثواك ,  سأحملها الى سيدي مسلم وسأهمس عنده محذراً اياه انها هي ذات السيف الذي سيطيح به , سأرجوه أن يمحيها لئلا تمنع عنك جسد زائرٍ يريد احتضانك ويريد لأخيك أبي الفضل أن يمد له كف أملٍ بعدما عج به الهم , 

( يجلس في ركن ما ) سأجلس هنا قليلاً , سيدي لم أعد قادراً على الرؤيا ربما هو النعاس - معاذ الله- ربما هو الرمد , لقد قالت لي أمي يوما بأني اصبت بالرمد عندما كنت صغيراً .. وبكت ولم تكمل حديثها , ربما بكت لعدم توفر الدواء , وربما بكت موتي نتيجة عدم توفر العلاج , لا اعرف ذلك اطلاقا ,  ( يمد جسده الى الأمام ) لم يحضر اي منهم حتى الآن , حتى الحاكم والقاضي لم يحضرا بعد , ربما كانا نائمين , وربما هم يصغون خاشعين الى نغم حزين , يعينهم على احتمال مشاغل الناس والحكم , ( ينهض ) سيدي أنا آسف جدا سيدي يا حسين ولكني أقدم عذري بين يديك توبةً ,

أنا ولا يخفى عليك أمري , لقد سمعت الاف السيمفونيات في ليلة واحدة ( يستطرد) سيدي سأجلس هنا فعيني لا ترى الان شيئاً وبت على بساط اليقين أنه الرمد عصف بي مرة أخرى ,

( يهمس ) ربما عدتُ طفلا كسابق عهدي , سأجلس حتى تجيء أنت على كربلاء , وعليّ أحظى بقليل من التراب الذي تطأه حافر خيلك , يشفي عيني  , سيدي أنا سمعت شتى الألحان ولكن شيئا منها لم يشجيني كما أشجاني قولك يوم عاشر محرم ( ينهض ويقدم عقارب الساعة قليلاً )

" ألا من ناصرٍ ينصرنا " 

( كالحالم ) ياه يا سيدي لقد أعدتني الى قرارة الانسان وعبرتني صوب الغاية 

(( ينهض مرعوباً )) 

نعم في مثل هذا المقام .. كنت تصلي بإمامة حزن , دمعة ترثي بها اعدائك وانت ترى جهنم بحراً يتلقف ما يأفكون  , جنهم كانت نهاية , جسرها سيف عباس ,

(( يتلفت )) 

أنا ظامئ الان , هل يمكنني مع ظمئي أن انتظر قدومهم , نعم لأقرأ لهم القصيدة , ربما سيطلبون مني الاعادة – أمنية طبعاً- ولكن هل سيمكنني ريقي الجاف من اعادة ما يطلبون 

( يذهب ثم يجيء بقدح فارغ )

سأشرب ..

(( يقرب القدح من فمه )) لا مستحيل ذلك , عذراً ايها الماء  , (( يبعد القدح عن فمه )) 

ايها الشاعر كن معقولاً  , اشرب لغاية أسمى

(( يفيق )) 

نعم سأشرب ,

- لا 

- نعم 

- لا

- نعم 

- لا 

غاية أسمى !! ( يضحك ساخراً ) أي غاية أسمى عندي  أنا ؟

وهل هناك اسمى من غايات العباس ؟

اشرب 

لا ...

والف لا 

هذا حسين وارد المنونِ وتشربين مارد المعينِ 

هوني يا نفسي ....

( ينهض ) سأدور في الأزقة ليلاً وسأقرأ القصيدة على مسامع الجميع وسأختمها في ليلة واحدة وعند الصباح , سأنام .. سأرتاح ( بألم )

نعم سيدي سأقتدي بحبيب , تلك الصور التي تجول في خلد نفسي , سيدي انها ارهاصاتي التي تجعلني كياناً ماثلاً بين يدي الزمن 

( يحني جسده  ) 

( يجسد مشهد لحبيب بن مظاهر  - بتغيير نبرة الصوت والحركات الايحائية )

سأسير .. في الليل .. ( يسير ) نعم سأمشي كثيراً .. لن أنام , ولكني سأحلم كثيراً  , نعم لابد لليل أن يطول , ( يمشي أسرع ) عليّ اجتياز الليل بسرعة , ولكني سأجتاز الطرق بسرعة أكبر من الليل نفسه , سيدي يا حسين , الطريق اليك أطول من ختمة قرآن , لأنك القرآن ذاته  , ليلة كانت تكفيني لختمة قرآن , الا تكفيني لأصل اليك .؟ ( يسير بسرعة أكبر ) يجب ان اصلك قبل الصباح , سيكون صباحي كربلائي بلون الطفوف , ( يسرع اكثر ) 

( يتعثر ) ما هذا ؟ اللعنة ( يضع يديه على اذنيه ) أصوات غنائهم لن تلهيني عن همسك الشفيف وانت تستحثني خطى على طول النفوس , ( يسرع ) سيدي الطريق اليك ليس طويلاً , في مسافته , لكن الوصول اليك يقتضي الوصول الى الذات  ( صمت ) الانغماس في الله , ربما كانت المسافة اليك شبراً واحدا , أو ستصبح اميالا , ولكن ليس عليّ , أنت اقرب اليّ من نفسي واقرب منك ربك وابوك , سيدي سأقف عندك درعاً  وأتلقف عنك كل أذى لأنك حبل الله وحقيقته الأكيدة , وهم خيوط عنكبوت سيدي ...

( يعود الشاعر الى صوته فيختلط مع مشهد حبيب بن مظاهر )

سيدي قصيدتي ليست طويلة سأقرأها عند كل نافذة , سأقولها بأعلى ما فيّ من صوت ( صمت ) لا .. لن يحجب قصيدتي  عن اذن النوافذ  أي شخير , سأخبرهم بأن لحظة انصات كافية ليناموا  هانئين , هذا كل ما أرجوه 

( يفيق ) سيدي لقد اتخذ حبيب الليالي طريقاً الى نصرتك , سأتخذ ليلا أو بعض ليل , لأقرأ على مسامع الناس قصيدتي ..

( يقف .. ثم يجلس على الارض ) يا لحيرتي , ما العمل 

( يقترب من الساعة , يمد يده .. صمت تام .. يرجع يده , يمدها مرة أخرى , يرجعها , يكرر العملية مرات عديدة , ثم يسير بالمكان بقلق ) لا يمكنني التقدم أكثر , ولا الرجوع , أمران أحلاهما مرُ....

سيدي .. ما العمل ؟ أنا في حيرتي الكبرى , لا يمكنني الانتظار أكثر , قد لا يأتي أحد , وقد يأتي الجميع , من يدري , حتى أنا لا اعرف , ولا يمكنني تخيل الحيرة الى اللحظة , لا يمكنني الانتظار , ولا يمكنني فعل شيء ما حيال الزمن , الذي اصبح كحبل من نار يلتف حول عنقي , لا يمكنني الانتظار , اللحظات الحاسمة مهمة في حياة الفرد والأمة , لكن كيف لي فعل شيء ما ؟ الزمن رهن اشارتي نعم .. لكن ما العمل اريد الزمن ان لا يكرر المأساة مرتين  , أريده ان يتوقف تماما حين وقفت تحمل رضيعاً وأنت تهمس صرختك الأبدية (( يلف يديه حول صدره , ثم يمد يده الى صدره كمن يحاول اخراج شيئاً  ويقف متأملاً ))  :

" الهي إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى "

( يسير في المكان بهدوء تام ) نعم فوقتها ستمطر السماء , وتُملأ الارض عبيراً ) ثم تقف بين تلك الجموع التي التفت حولك 

ويهمس أحدهم ( يقلد صوت رجل ) 

- الهي طيّب نفسي بنصرة ابن بنت نبيّك 

ويقول آخر ( يقلد صوتاً آخراً )

- الهي طهر دمي بنصرة ابن بنت نبيّك 

ويقول آخر ( يقلد الصوت )

- الهي تقبل نفسي قربان الحرية 

ويقول آخر 

- الهي تقبل نفسي قربان الانسانية 

( يعود الى صوته ) ويقول آخر ويقول غيره ويقول .. ويقول , حتى تقدّم فيهم الانسانية الكبرى 

فيستأذنك  جون معلناً أن العبودية محض افتراء ان كانت لغير الله وربما سيستغل خطواته الى الحرب ليخاطب بها (( بلال الحبشي )) قائلا : 

- سيدي بلال أنا وانت ذقنا الاسى ذاته ..

ومن ثم يصمت ليسمع بلالاً وهو يهمس له بأن جدك منحه الحرية قبل الاسلام , فكان أحدهما جسراً الى الآخر , ومنحه معرفة الله  ليعرف ذاته فكانت احداهما جسراً الى الأخرى  , نعم ومن ثم (( يجفل )) سيقف جون مرعوباً , ربما سمع بلالاً وهو يلهج محذراً أن بين العبودية والحرية حدٌ فاصل اسمه الحسين , ولكن جون سيبتسم كمن أفاق من حلم ٍ وهو يرى نفسه مرة أخرى بين يدي الحرية وما سلب منه شيء ..

نعم يا سيدي هنا تماماً أريد أن يتوقف الزمن ولا يتحرك قبل أن يأتي نوح بسفينته ويقلك حيث المرسى , وتركب أنت وصحبك وآل بيتك , 

سيدي لا ترثيهم , سيدي أتبكي غرقهم هلكى  وصرعى أهوائهم .؟ 

(( يقف أمام الساعة )) نعم هنا تماماً حيث يجيء ابراهيم بفأسه القديم , ذاته ليحطم كل صنم لكل سلطان يقبع في النفوس مبتدئاً بالخوف , ماراً بنمرود ابن أبي سفيان  منتهياً بنمرود ابن معاوية ,  

نعم  يا سيدي وهنا تماماً  حيث سيصفر صالح مقتعلاً جذور الوثنية الأولى والأخيرة , وربما أيضا سيجيئ سليمان   بعرش جديد ستتركه لنا لنستعيض به مركباً عن منصة التعذيب والشعر  , نعم يا سيدي لا أريد الزمن أن يمشي قدما , قبل أن يأتي عيسى بصليبه ويرفعه على ارض كربلاء  منجنيقاً يحمي به الخيام  (( يسود المكان هدوء تام ))

 ( يتلفت الشاعر يميناً وشمالاً )

ما الذي حصل ؟! ( ينظر كمن يبحث عن شيء ) ما الذي حصل ؟ أحتاج احدهم  ليخبرني عمّا حصل  .. نعم ( صمت ) ربما لوجاء سيخلصني ( صمت ) ولكن مما؟

نعم ؟ لا أعرف ؟ ولكن ربما لو جاء  لعرفت ؟ وربما لو جاء لانتهى الاشكال وقرأت له القصيدة ؟

ماذا ؟ لا اسمع أية شيء ..؟ 

( ينصت ) 

أية قصيدة ؟

- قصيدتي 

- أية قصيدة ؟

- قصيدتي أو لست بشاعر .. 

ماذا ؟ أعرف اني شاعر لكن أية قصيدة ؟ 

ما هذه الضحكات ؟ يا الهي ما الذي يحصل 

( ينظر الى الساعة فتبدأ عقاربها بالسير الى الأمام )

(( اضاءة حمراء تلف المكان )) 

ما الذي حصل (( صوت مدويّ في الأرجاء ))

ما الذي حصل بحق السماء (( ومضات برق أحمر تتبعها ضحكات وبكاء وصوت صليل سيوف وصوت أزيز رصاص ))

الهي ما الذي يحصل ( يصرخ ناظراً الى السماء )) الهي هل حصل ما كنت أخشاه ))

الهي هل كرر الزمن فعلته ؟ لا يمكنني تخيل ذلك .؟ حسين يقتل مرة أخرى ولا .. (( يبكي )) 

( يجثو على ركبتيه ) 

(( يبكي بحرقة أكبر .. ))

حسين يقتل مرة أخرى .. (( يغمس يديه في الارض ))

ما الذي حصل بحق السماء .. ايتها السماء  ( يرمق السماء – فينهال اللون الأحمر كالمطر من السماء ) 

(( يرفع يديه من الارض كمن يقبض على شيء .. يقربها من وجهه ))

ما الذي حصل ؟

دماء .. دماء .. في كل مكان .. دماء تمتد الى الأبد فتغتال السلام من ارض السلام وعلى ارض السلام .. أية معادلة مختلة تلك .. ( يمسك راسه بيديه )

لا .. لا بد أن عقلي هو المختل .. ( يقف ) أرجو ذلك  تماماً .. 

( يدور في المكان بجنون ) نعم أنا مجنون .. مجنون تماماً .. وربما حالم ,

(صمت ) ماذا ؟ 

وقصيدتي ؟ ماذا ( صمت ) لا يا سيدي أنا محض مجنون , وليس عندي قصيدة ( يدور في المكان بذعر )  

ومسلم لم يأت الى الكوفة ..

( صمت ) 

ماذا ؟ لقد جاء ..؟ 

نعم ( يبتسم ) نعم لقد جاء نسيت ذلك , نعم لقد جاء ( يصيح ) نعم لقد جاء ووجد أهل الكوفة في انتظاره ....

ماذا ؟ ( صمت ) 

لا .. يقيناً ..لا 

لقد بلغوه اشتياقهم لرؤية الحسين فاتحاً ,

ماذا .؟ ( يغلق اذنيه بكفيه ) لا .. يقيناً .. لا 

لقد قالوا له : انهم سيوف مشرعة بيد الحسين .

ماذا ( يصرخ ) لا .. اطلاقاً لا .. فعمّا قريب سيرجع الى الحسين  ليعودوا جميعاً 

( صمت ) 

ماذا ؟ ( صمت ) 

طوعة ؟. ما بها .. نعم تذكرت .. لا بد وانها منحت الف وسام سلام , وربما سيعلن اسمها في كل الميادين 

والحسين ( صمت ) ؟

ماذا ( يصيح )

(  ينهار .. ) ( صمت) 

( يزحف على الأرض ) قولوا انه انتصر .. قولوا ان الناس انقلبت على يزيد قولوا أي شيء مما قلت ..

( صمت ) 

لكن أرجوك لا .. لا تردد على اذني ما أخشاه .. 

أو ( ينظر الى الساعة ) أرجعوا الزمن الى الوراء .. حيث كان الحسين طفلاً تحت كساء جده ,

( يزحف سأصل الى الساعة وأرجع الزمن بيدي أنا الى الوراء ) 

لا يمكن ( يزحف ببطيء ) لمن يمنح الحياة والحرية مقابل وردة أن يُقتل ظمآنا ً , لا يمكن ( يزحف الى الساعة ) لمن يمنح الطفولة بسمة أمل أن تُقتل أطفاله , لا.. ( يصرخ) لا يمكن ( يزحف ) لمن يضيء للناس طريق الانسانية , ان يترك رأسه فريش الرماح , لا يمكن لمن ( يزحف ) يسقي خيول عدوه أن يُقتل ممنوعاً من الماء , ( يزحف ) لا يمكن لمن ذاد عن الدين أن يقف وحيداً , ( يزحف ببطء ) لا يمكن لمن جاء خلاصاً  للبشرية أن تتلقفه المنون , ( يزحف ) ليس منطقياً لمن أحيى النساء من جاهلية الوئد أن ( صمت ) ( قبل أن يصل  الى الساعة تأخذ عقاربها بالتقدم ) 

( يصرخ ) لا والف لا .. سأقولها الى الأبد  لا يمكن أن تُساق حرمه الى يزيد 

( يبكي ) لا يمكن أن .. ( صمت )

( اظلام ) 

( بعد الاضاءة يظهر الشاعر مربوطاً على الكرسي , وقد هده التعب )

( صمت )

نعم بعد قليل سيجيئ الركب  هنا , وسأحاكم أمامهم في  قصر الحاكم ( صمت ) 

هنا ستقف زينب ..

وستبكي وبدموعها الف ابتسامة , سيحتفل الحاكم بانتصاره , ويضحك , فتدمع عيناها ويراها باسمه .. 

( يضحك الشاعر ) بألم 

وسيصرخ أحد ندمائه 

( يقلد صوتاً أجشاً )

- مبارك لك يا مولاي انتصارك 

وسيقول آخر

- هذا ما فعل الله بكم .. وهنا تماماً ستقول زينب ما رأيت الا خيراً ..

وسيقتل آخر لأنه قال

- لا يا يزي... ( ينتبه ) ولكن ما الذي ينزع انتباه الحاكم ويزعجه .. وهو ( بسخرية ) المنتصر .. لا .. ( صمت ) لا بد وانها ابتسامة الخصم فهي ما تنزع فرحة النصر وتجعل  موازين التفكير في المصائر أمراً مختلفاً  ..

( اظلام )

نعم يا سيدي عمّا قليل سيجيئ الحاكم ومعه القاضي رافعاً صوته وأنا مربوط على منصة  الشعر والتعذيب هذه أنتظر اللقاء الأخير .. ( صمت)

صوت تصفيق 

ستــــــار ....

                             تمت بحمد الله

 

قبل اي تناول للنص يجب اخذ موافقة الكاتب .. مسلم بديري

muslim_tyrant@yahoo.com

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مسلم بديري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/12



كتابة تعليق لموضوع : فوقَ عود الثقاب نصٌ مسرحي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net