صفحة الكاتب : الشيخ راضي حبيب

المطالبة الحقوقية للمفاعل النووية
الشيخ راضي حبيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 
قضايا من سلسلة معالم الظهور المهدوي
 
المَعْلم الرابع عشر: قضية المطالبة الحقوقية والحديث حولها ذو أبعاد سياسية عميقة ، جاء في الحديث الصحيح المروي عن النبي (ص) : (قال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وأنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه ثم يسألونه فلايعطونه فيقاتلون فيُنصرون ....) . المستدرك على الصحيحين ج 4 ص 464 حديثرقم [8434] .
 
وهذه المطالبة الحقوقية تتعلق بالمفاعل النووية أو الطاقة الحرة وسوف أطنب في الحديث حولها لانها نقطة تحّول استراتيجية عالمية في تفعيل وتعجيل الظهور المهدوي ، 
وهنا سؤال يطرح نفسه وهو: لماذا وصفتها بالاستراتيجية العالمية ؟ والجواب عنه : لان تأثيرها يسري على مخططات الدول الكبرى الاستعمارية ، كما هو معلوم ومسموع للكل بأن أمريكا مروجة الصهيونية في البلاد ، كانت ولا تزال تريد تغيير خريطة الشرق الاوسط على حسب المخطط الاستعماري ، وأطلقت عليه اسم الشرق الاوسط الجديد .
وعموما حتى لا أطيل الحديث أقول بأن الذي أنشأ المفاعل النووي في ايران في بادئ الأمر هي الولايات المتحدة الأمريكية . ولكن هناك سياسات طويلة عريضة وعميقة جعلت الولايات الامريكية تارة تنشئ مفاعل نووي في ايران وتارة أخرى تقصفها بالصواريخ وتزيلها من ايران .
لما كانت الولايات الاميركية قد ابرمت مع الشاه طاغوت ايران اتفاقيات على أن تنشئ في ايران مفاعل نووي مقابل بسط نفوذها وهيمنتها على المنطقة من خلال إدارتها على المفاعل النووية، وقد تطورت العلاقة الإيرانية الأمريكية النووية بعد حرب أُكتوبر عام 1973م، حين امتنع الشاه من أن يدخل لعبة استعمال البترول كأداة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية. 
وتمكنت إيران في زمن الشاه من ضَخّ بترولها إِلى الأسواق العالمية وبكميات كبيرة سدّت الاحتياج المطلوب في وقته. ولهذا في عام 1973م كانت الولايات المتحدة الأمريكية تشجع على تطوير المشروع النووي الإيراني .
فعندما علمت الولايات المتحدة الأمريكية بأن شاه ايران أجرى عدة اتفاقيات مَعَ الشركة الألمانية كرافتورك في عام 1975م ، والهند وفرنسا فقَدْ سبب هذا الأمر إزعاجًا كبيرا للولايات المتحدة الأمريكية كحقيقة تؤدي إِلى الاستغناء عن خبرة الولايات المتحدة الأمريكية نوويًا، أرسلت في أُكتوبر عام 1977م ممثل وزارة الحكومة الأمريكية في وزارة الخارجية سدني سوبر للتفاوض مَعَ الشاه بخصوص البرنامج النووي الإيراني، وَتَمَّ الاتفاق على إلغاء كُلّ المعاهدات القائمة بين إيران والدول الأُخرى، شرط أن تقوم الولايات المتحدةالأمريكية بتزويد إيران بثمانية مفاعلات نووية . 
وَقَدْ تَمَّ التوقيع على شراء هذه المفاعلات رسميًا بين البلدين في العاشر من يوليو/تموز عام 1978م. وَقَدْ كان الاتفاق شاملاً ويحتوي على تزويد إيران بكل ما يحتاجه المفاعل، بما فيه الوقود النووي وكيفية تطويره ومواده الأساسية.وبعد قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية المباركة بقيادة الامام الخميني قدس سره الشريف و سقوط الطاغوت الشاه عام 1979م انحرف المخطط الاستعماري الامريكي مئة وثمانين درجة ، حيث انقلب السحر على الساحر وأصبحت امريكا تطالب بإلغاء وإزالة المشروع النووي في ايران بعدما كانت تطالب بتطويره والتشجيع على إنشائه في مرحلة حكم الشاه الغابر.
وذلك لسبب عدم رضوخ حكومة الجمهورية الايرانية الاسلامية الجديدة لمطالب امريكا الاستعمارية في المنطقة .
وقد أفرطت و بالغت امريكا في الحصر الاقتصادي والسياسي على ايران لمنع ايصال أي اتفاقيات نووية حول بناء مفاعل نووي للأغراض السلمية في ايران ، فكانت تعمل على احباط أي اتفاقية تُبرم بين الجمهورية الايراينية الاسلامية والشركات الممولة للمشروع في جميع البلدان .
ناهيك عن الحرب العراقية الصدامية على ايران التي اشعلتها واستغلتها امريكا لتدمير المفاعل النووية التي انشأتها في زمن الشاه بالصواريخ والهجوم الجوي .
ويوجد هنا علامات استفهام لماذا الولايات الامريكية ساعدت في تطوير مشروع المفاعل في ايران في زمن الشاه ؟ ولماذا الان تطالب بشدة وإلحاح بازالة المفاعل النووي من ايران ؟؟ وهل سبّب كل ذلك خرق لمشروعها الاستعماري في المنطقة ؟؟
وفي آخر دعوانا نسأل الله بحق النبي المصطفى وآله الاطهار أن يسدد خطانا حتى تكون في مسارها المهدوي (اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الااسلام واهلهوتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة برحمتك يا ارحم الراحيمن ) .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ راضي حبيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/13



كتابة تعليق لموضوع : المطالبة الحقوقية للمفاعل النووية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net