صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

أخلاق المؤمن في العمل الصالح ..!!!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
‎Seyed Sabah Behbahani
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم / 4
(وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا) المزمل/20 .
(إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا) الكهف /30 .
(وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) فاطر/10 ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله صلى الله عليه وآله : " إنما أنا رحمة مهداة لأتمم مكارم الأخلاق ".
 
وأن الصداقة التي تتركز على النية الصادقة لأسس الصداقة التي سار عليها المؤمنون في هذه الحياة وقيل فيها ونعم مل قيل :
صديقي من يقاسمي همومي * ويرمي بالعداوة من رماني .
ومن هذا المنطلق يسارع في الخير من فهم المعنى ونعم ما قيل :
فسبحان من أحيا الفؤاد بنوره * وخصصني بالأخذ عنه وبالفهم .
وهنا يؤكد لنا القرآن الكريم لهذه النعمة الإلهية لقوله تعالى : " أولئك يسارعون في الخيرات" وهم لها سابقون والناطق الذي يقوم للذاكرين في قلوبهم وما هو بحكم من دوام الذكر الذي يكونون عليه من غير أن يتخلله فترة فيسمعون ناطقا في قلوبهم يذكر الله فيم وهم سكوت أو في حديث من أحاديث النفوس وما يعرفون من ينطق فيهم فذلك الناطق هو القائل لموسى عليه السلام إني أنا الله لا إله إلا أنا ويسمي هذا النطق نطق القلب وهو الناطق عندهم . لقوله تعالى : (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي *وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي*يَفْقَهُوا قَوْلِي" . اللهم وفقا للعلم والعمل الصالح وأجعل النية خالصة لوجهك الكريم يا رب العالمين .
بعد الإشارة إلى العمل بلا نية والنية بلا عمل، نشير إلى العمل مع النية (أي العزم والتنفيذ). وكل عاقل لا يعقد العزم والنية على أي عمل ويقدم عليه إلا بعد أن يتصوره ويعرفه على حقيقته، وأيضاً يعرف الغاية المترتبة على وجوده عاجلاً أو آجلاً، ويرغب فيها ويميل إليها من أعماقه.. وقد يكون العمل الذي ينويه ويميل إليه خيراً بطبيعته أو شراً كذلك، وقد لا يكون من ذا ولا ذاك كالأعمال المباحة بالمعنى الأخص، وأيضاً قد تتوافق النية والعمل في الوجهة إلى الخير أو الشر، وقد يختلفان في ذلك ، وإليك بعض ما تحققت إليه :
أ ـ أن تكون النية الخير، والعمل القائم عليها خيراً كذلك بالذات والطبيعة، كمن بنى مدرسة أو ميتماً لوجه الله والإنسانية، وهذا العمل أخلاقي وكمالي صرف حيث انسجم الباطن مع الظاهر على صعيد الخير، ومن هذا الصعيد ينطلق العمل ويرتفع إلى مكان القدس والجلال: (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) فاطر/10.. (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا ) الكهف /30 ..
ب ـ أن يكون العمل خيراً والنية شراً كمن يعمل عملاً صالحاً رياءً ولحاجة في نفسه. لا بد أولاً من النظر: هل صلاحية العمل تتوقف على نية الخير والطاعة لله كما هو الشأن في العبادة، أو أن العمل صالح في نفسه مع كل نية وأيضاً بدون نية كإغاثة الملهوف، فان كان العمل من النوع الأول ينهار من الأساس مع نية الشر أو عدم النية، قال سبحانه وتعالى : (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) البينة/5 . وحيث لا إخلاص فلا عبادة ولا أخلاق .. 
وان كان العمل من النوع الثاني يبقى على طبيعة الخير، والنية لا تغير منه شيئاً وتحوله إلى شر مثلها، ولكن لا شيء منه للعامل لأن الشرط الأساس في الجزاء الإلهي هو الإخلاص ، قال نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم ) : "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرتُهُ إلى ما هاجر إليه " متفق عليه . 
أما قوله : "إنما الأعمال بالنيات" فليس المراد به أن الأعمال بكاملها تتكيف تبعاً للنية، أن خيراً فخير، وان شراً فشر، بل المراد نفي الأجر والجزاء عن الأعمال الصالحة ألا إذا قصدت لذاتها بلا شائبة. وأخيراً فان كل من يظهر غير ما يبطن فلا شخصية له كي يقدر ويحترم لأنه مجرد مظهر زائف، وسراب خادع لا ضمير له ولا قلب سليم، فأين يستقر الدين أو الخلق ويقيم؟ .
منذ أن وطأة قدم أبو البشرية آدم وحواء عليهم السلام هذا الكوكب وهو في سير تصاعدي في كافة مسارات الحياة مما استوجب الشيء الكثير في سبيل الارتقاء بهذا السير من حذف العوالق والشوائب التي ربما تعترض ذلك المسير. 
لذلك كان للأخلاق أثرها وإسقاطها أحياناً على المشهد حيث توظف وربما يفاجأ البعض منا عندما يعرف أن أول من كانت لديه الرغبة في سن قوانين السلوك الأخلاقي هم الظلمة ، ولكن عندما نرجع إلى الموسوعات الكبرى التي عنت بقصص الحضارة على هذا الكوكب يتغشى غيم هذا التساؤل وهذا التوقف والاستغراب !!! لأن الأخلاق وسيلة كما قرأها الظلمة بمقياسها الخاصة ، لذلك شرعوها وقننوها ووظفوها بالنتيجة في صالح ذلك الظالم المستبد.
لذلك هي بين مدٍ وجزر أحياناً يمتد و يزيد حيث يرتفع منسوب المد حتى يستوعب ما هو ليس مشغولاً بالعنوان الأولي ، وعلى العكس من ذلك تماماً عندما تسيطر حالة الجزر فإن تفريقاً واضحاً وبيناً يسود المشهد الإنساني .
مدرستان تربعتا على مسيرة السلوك الإنساني المعطر وهي الأخلاق والثانية تطبيق الأخلاق :
المدرسة الأولى : هي مدرسة التنظير الصرف . 
والمدرسة الثانية : هي مدرسة التطبيق الصرف. 
وقد حاول أرباب هذه المدرسة وتلك المدرسة أن يجعلوا من حيثيات هذا السير والسلوك حاكماً تارةً وملغياً تارة ، أخرى لمعطيات المدرسة التي تقف في الطرف المقابل  مدرسة التنظير حتى تخلص إلى مجموعة من الأسس التي تبني عليها البنيان الذي تطمح أن تصل إليه ، ولابد لها من لملمة مجموعة من العناصر : ــ 
العنصر الأول : هو جمع المعلومات ــ 
يسير المقنن الأخلاقي المعبر عنه في يوم من الأيام بالحكيم أو بالسالك ، يلملم المعلومات في من تقدمه ممن حاول أن يسير بمفردات المفاهيم المنطبقة على مجموعة من السلوكيات ليخلص منها إلى تنظير معين يجعل منه أساس يُبنى عليه ويُفرع بعد تأصيل ذلك البناء . 
وهي مقدمة جداً مهمة وخطيرة وتحتاج إلى الكثير من الجهد الوقتي والبدني والفكري والمالي وربما حتى بعض العناصر التي قد لا يكون لها موجب إلا على نحو فرض المقام .
بعد أن تجمع هذه المعلومات من قبل هؤلاء المنظرين ينتقلون إلى مرحلة ثانية أو عنصر ثاني : ـ هو مرحلة الفك والتجزئة وهي عملية الفك والتجزئة باعتبار أننا إذا أردنا أن نجمع جمعاً عشوائياً للمعلومات والمفردات فإن ذلك يعني فيما يعنيه عبارة عن أرشفة لحالات تقدمت وسلوكيات ترتب عليها شيء إن بالإيجاب أو على نحو السلب أما بالنتيجة لا يعدو كون ذلك أرشفة من الأرشفة مذمومة ما لم تجير ما لم تغربل ولهذا السبب يتغربل الساسة في النظم الديمقراطية في الانتخابات كل فترة! والسبب ما لم تفكك وتجزئ ليستفاد منها وإلا حتى القرآن الكريم يمقت هذه الحالة من الأرشفة ـ 
لقواه تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا ) الجمعة /5 . أصلاً ولا يدري زنة ذلك الحمل الذي على ظهره ولا ماهية المعلوم الموجودة في داخل ذلك الحمل ، عبارة الأسفار عبارة عن ركام علمي مودع في الكتب ـ فحركة الفك والتجزئة للموروث حركة مهمة أو عبر عنها بمقدمة مهمة لابد منها ، حتى نحن في الممارسة العلمية داخل المؤسسات التشريعية للدولة والمؤسسات العلمية أو في المدارس الأكاديمية ، (هذه الجامعة المباركة) لابد وأن تخضع الموروث لعملية التجزئة والتفكيك ما لم تجزئ ما لم تفكك لا تستطيع أن تخلص إلى نتيجة مرضية . 
لذلك الصراع الفكري الموجود اليوم بين أبناء الشعب والمواطنين في هذه المدرسة الكبرى الواحدة كالدولة ومؤسساتها السياسية و العلمية أو أبناء المدرسة الواحدة كالجامعات والمدارس الأكاديمية وأحياناً بين الطرفين إنما ينشأ على أساس الرغبة في المحافظة على موروث من طرف وإلغاء لموروث من طرف آخر بالمطلق دون إخضاع العملية إلى حالة التجزئة والتفكيك .
لو أننا أخضعنا العملية بعد الجمع إلى التجزئة والتفكيك لأوجدنا على أقل ما يمكن أن يقال أنصاف حلول وضع القاسم المشترك فيما بينهم . وهنا نلتقي عليها يميط عن طريقنا في عملية التنظير ما يعترض الطريق ونتمسك بما يأخذ بأيدينا إلى النتيجة المرضية ، بعد هذه الحركة الثانية عندنا الجمع الحركة الثانية الفك والتجزئة تأتي مرحلة ثالثة أو عنصر ثالث : وهو التركيب والترتيب مرحلة تابعة لمرحلة التجزئة بعد أن نجزئ المعلومات  
نأتي لنركب هذه المفردات التي وصلتنا ولكل واحدة من هذه المفردات التي تصل إلى يد الإنسان الباحث ، وفي شتى مشارب العلوم والمعارف والسياسية والعلمية والثقافية ومنها الدينية ، وإن كان هذا العنوان الذي نحن بصدده يفترض أن لا نتعداه كثيرا إذا ما ركبنا الأمور يعني حاولنا بعد الإماطة لما هو الزائد والمحافظة على ما هو الذي لابد منه في تحصيل المفردة وجمعنا بينها ثم رتبناها على نحو الترتيب الدقيق بالرقم واللفظ وهو الذي يتعظ الأهمية وبما أنه أمر في غاية الهمة . 
لذلك أصحاب الرياضات يعطون من عمرهم الشيء الكثير في سبيل جمع ما يمكن أن يجمع من قواعد وأسس في علم الرياضة ليستنبطوا الشيء الكثير ،كذلك في المؤسسات العلمية والمعاهد التي تعنى بالجانب النقلي أيضاً تعنى كثيراً بتأسيس الأسس وتأصل الأصول أعني الدينية منها حوزة الدين العلمية ،وتثبت القواعد من أجل بناء اللفظ كما ينبغي للخلوص بعد ذلك إلى النتائج.
المرحلة الرابعة بعد أن نخطو هذه الخطوة المهمة والجبارة والتي ربما يلمسها الواحد منكم وأنتم ممن ربما يقطع بداية المسير ومنكم من شارف على نهايته ومنكم من يعد نفسه لتحضير رسالة ماجستير أو دكتوراه أو ما فوق ذلك ، عندما يحاول أن يجمع المادة ليخلص منها نظرية ترضي الطرف المحاكم أو القارئ أو المناقش لهذه الرسالة ، سوف يجد أن هذا العنصر في غاية الأهمية ، عنصر التركيب والترتيب هنالك تركيب أحياناً يحصل ولكن عشوائي ـ التركيب العشوائي لا يفضي إلى نتيجة. 
لذلك الخلط يقع تارة بين المفهوم والمفهوم الآخر !! وتارة بين المصداق والمصداق الآخر ، وتارة أخرى بين المفهوم والمصداق ، وهذه واحدة من مرديات الإنسان المفكر سواء كان يفضي عن فكر بلسان أو يفضي عن فكر بقلم ـ بالنتيجة يحصل هنالك شي من الضياع ، إذا تمت له هذه العناصر يأتي إلى مرحلة رابعة أو العنصر الرابع وهو الاستنتاج المعرفي الذي نعبر عنه بمصطلح ـ التنظير ـ ، وأن دعاة التنظير كثر على المسرح العلمي ، وفي المسرح الميداني من يدعي التنظير كثر ولكن من يمسك بآلية التنظير؟ التنظير قلة وأقل من ذلك من يحمل المسؤولية في مساحة التنظير ، عندما يتخلى الإنسان عن مسؤوليته أمام النفس أمام المجتمع الوطن أمام المصلحة العامة أمام الأمة أمام الله سبحانه وتعالى ، يشد قلم الإنسان المنظر ينحرف لسان الإنسان المنظر ، لذلك الشعب يدفع أحياناً الكثير من الضرائب جراء انحراف قلم أو زلة لسان وهذا أقرءوه في التاريخ ، موجود ومسطر والقضية مفتوحة على مصراعيها لا تستثني قضية من القضايا إلا وعبث فيها ، الاستنتاج المعرفي عندما يصدر من الإنسان المسؤول ، الإنسان الذي لديه آلية صحيحة يعني أمسك بآليات المعقول والمنقول كما في المؤسسات الدولة والمدارس الدينة والعلمية أو النظري والتجريبي في المدارس الأكاديمية إذا أدخل عنصر الإخلاص يخلص إلى التنظير تركن إليه النفوس ، لذلك نجد نحن أمامنا نظريات أصلها الدستور والقانون والدول بجميع سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية كما في الحوزة الدينة التي لها علماء قبل آلاف السنين ولازالت مستقرة لماذا ؟ لأنهم اتبعوا الخطوات ورتبوها ووصلوا إلى نتاج . هذا النتاج المعرفي هو المعبر عنه بالنظرية ، النظرية أحياناً تسطر كما قلت لخدمة الظالم وأحياناً لخدمة المظلوم وأحياناً تسطر لخدمة الظالم والمظلوم ، على نحو التطبيق بما يمليه عليه الظرف ـ يعني الإنسان الذي يرغب بحركة التطبيق ، ما هي المؤاخذات على هذا المسلك ؟ المسلك التنظير الذي يجنح إلى الوضعية أكثر منه إلى المساس بثوابت الدين . 
يمكن للمتدين أن يستفيد من هذه المقدمات التي رتبها أصحاب الفكر المادي كما يقال ، لا مانع ولكن ما هي المؤاخذات على هذا المسار؟
المأخذ الأول : أن المنظر في هذه الفرضية هو صاحب عقل شخصي لا يمتلك عقلاً نوعياً ، ونحن نعلم عندما ينفرد الإنسان في تشخيصاته بعقله الشخصي يكون معرضاً للأهواء وإذا ما كان معرضاً للأهواء ، النتيجة بعد واضحة ومحسومة وبينة قد تبدأ بالإنسان وقد تنتهي بالإنسان المنظر نفسه .
وأحياناً قد تمتد أبعادها إلى مديات أبعد وبالرجوع إلى بعض المصادر التي بذلوا العلماء والفقهاء الكتاب جهدهم يجد الإنسان شيء الشواهد التي تساعد الإنسان على الوقوف ، لأن العقل الشخصي مهما بلغ ومهما رشد مهما أمسك لا يمكن أن يكون هو الحاكم لذلك ! وأن الذي يأتي به كلام الله وحديث رسول الله غير ما هو ! وليس المقام مقام خوض . 
والمأخذ الثاني : جفاف النظرية وليدة هذا المسار جراء
الأسر المفهوم ، الإنسان المفكر الحداثة خصوصاً مع ملاحظة ما له من تأصيل ولكن الممارس للفكر الحداثة ، اليوم يحاول أن يختزل النظرية وأن يحصر النظرية في حدود عالم المفاهيم ، هذه الحالة من الحصر تستوجب بما تستوجبه إقصاء شريحة كبيرة من أبناء المجتمع وهم لمس الحاجة في ميدان التطبيق إلى هذا الزاد وهو الزاد الأخلاقي ـ لذلك من المفترض أن يقف الإنسان في نقطة توازن في مرحلة الحراك بين النقطتين الأولى والمنتهى إليها في عملية التنظيم .
المأخذ الثالث : هو عدم القدرة في التعاطي ليس فقط من الناس البس طاء الذين هم لمس الحاجة إلى هذه القواعد والأسس الأخلاقية ليرتقي الإنسان على أساس منها ، بل حتى الذين أوتوا حظاً ونصيباً من العلم والمعرفة لا يرتقوا إلى حدود ومدركات أرباب التنظير ـ، إن أولئك لهم لغتهم الخاصة ، فإذا كان التقنين والتشريع وسن القوانين في سبيل الارتقاء ، المفترض أن يكون الكلام مفهوماً ، لذلك نجد أن القرآن وهو الأساس كما سيأتي إن شاء الله في محله ، القرآن وهو الأساس في التشريع والتقنين يستطيع أن يأخذ الإنسان مهما كانت حالة ذلك الإنسان المدركية والمعرفية يأخذ منه حاجته ، لذلك الدعوة تصح لقوله تعالى :
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد /24 .
إذاً المسالة متاحة للجميع ، الجميع مدعو للتدبر والتأمل في هذا التقنين ، هنا يتضح لنا سقوط الأمر الأول الشخصي بناءً على هذا النص القرآني أيضاً النظرية القرآنية ليس فيها جفاف .
الأمر الثالث أيضاً سهل التعاطي مع القرآن على العكس من ذلك عندما تأتي إلى كتاب المأدبة لسقراط مثلاً وتحاول أن تتعاطى معها بالمفاهيم والقيم الأخلاقية المنتزعة من سيرة البشر، يجد الإنسان صعوبة في التعامل لأن الآلية التي بني عليها النص ليست الآلية التي يبنى عليها النص في سبيل الفائدة.
وإنما في سبيل فائدة خاصة قد لا تعدو حدود ذهنية ذلك الإنسان المفكر الذي هو سقراط أو من جاء بعده ، ونحن نعلم أن الإنسان المفكر ، الفلسفة تفترض وجوداً عليه وأيضاً معطيات المدارس الفلسفية من حوله تفرض وجوداً عليه الفيلسوف متجاذب من قبل أكثر موطن قوى في حركة الاجتماع البشري ، لذلك الكثير منهم يخفق حين التنظير هذا بالنسبة للمؤاخذات على هذا المسلك.
أما مدرسة التطبيق الأخلاقي والمحاكاة للقيم والمثل هذا المدرسة الإسلامية ربما ركنت إليه كثيراً ونحن أيضاً كطلاب علم وفي أمس الحاجة ، لأن نتعاطى مع هذا الجانب ، البعض من الناس يقول أن الأخلاق أساساً سلوك فمادامت هي سلوك تعني فيما تعنيه التطبيق فلا حاجة إلى التنظير والتقنين ، هذا الكلام غير سليم وغير صحيح ، الأخلاق بما تعنيه من قيمة هذه القيمة لا يصل إليها ما لم تكن مؤصلة ، والتأصيل لا يكون إلا بعد القراءة والتنظير ، فكل ما تقدم في المشرب الأول هو عبارة عن مقدمة اجتمعت عناصرها ، هيأت للانتقال إلى الجانب الثاني من المشهد ألا وهو حركة التطبيق والمحاكاة لما هو المستنتج سواء كان مستنتج ديني أو كان مستنتج مادي ، بالنتيجة الفرضية تفرض نفسها على المقام .
 
وأن الإنسان يولد على الفطرة لقوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) البقرة /31 .
وأن الإنسان يولد على الفطرة وبعد أن يتربى ويتلقى التربية وبمها يتمم الأخلاق . وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : " أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم " . مستدرك الوسائل 2: 625). ويؤكد علماء النفس أيضاً على ذلك وعلمياً أن الإحسان إلى الطفل وتكريم الطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى المحبة والتقدير من قبل الوالدين وبحاجة إلى الاعتراف به وبمكانته في الأسرة وفي المجتمع ، وأن تسلط الأضواء عليه ، كلما أحس بأنه محبوب ، وأن والديه المجتمع يشعر بمكانته وذاته فإنه سينمو ـ متكيفاً تكيفاً حسناً وكينونته راشدا صالحا يتوقف على ما إذا كان الطفل محبوباً مقبولا شاعراً بالاطمئنان في البيت . إذن أن الإنسان يولد على الفطرة وتكميل تربيته بإضافة الكمالات المطلوبة تزرع فيه الأخلاق والقيم وكذلك المواطن عندما يشعر بالأمن والأمان والاستقرار والرفاه وحفظ حقوقه من قبل الدولة يهرع للانتخابات كالبرق ليجدد الولاء لهم أن كان على ما ذكرت لأن الأمن والسلام والرخاء هو جواهر معادن الحكمة والاستقرار . 
إذن أن من أهم القيم التي يجب غرسها في الطفل الحب والحنان والمواظبة على الدقة والصد وأن يعطيه الأمان ليشعر بأنه في رعاية وحماية وتقويمه على الأسس العلمية والدينة الصالحة ، وبعد هذه العناية الخاصة في تربية الطفل يكون قد أعددنا العنصر النافع الفعال المستقيم ليقود حمايتنا في الكبر. 
عندما نقف أمام عبارة الفطرة ، هذه الفطرة تعني ماذا ؟ هل تعني أن الإنسان السوي يخلق سوي وغير السوي يخلق غير سوي ، إذاً ما هي الفائدة من الرسالات ؟
ما هي الفائدة من التقنين والتشريع الإنساني البعيد عن التقنين الإلهي ؟ العقلاء ـ الحكماء ، هُداة الأمة ـ يسعون للأخذ بيد الإنسان في سيره التكاملي ، في سيره الصعود المسألة ليست مسألة فقط وفقط هو تكويني وإنما هنالك تكوين هنالك ظرف ، هذا الظرف قد يعطي للأحسن ويدفع للأكمل وقد يكون مُردياً ومسقطاً للإنسان. 
نعم في المثال المعروف أن الصورة أو المثال عندما يضرب في أي مسألة من المسائل هو يقرب من جهة ، ولكن في نفس الوقت هو يبعد من ألف جهة ، يعني عندما تضرب مثالاً لتبرهن على قضية أو تقرب تلك المعلومة المستعصية على الفرد إلا من خلاله يعني لو تجلس تنظر لها قد تزيد المسألة أو تزيد من حالة النظرية تعقيداً لكن عندما تنتزع المثال وتبسط النظرية والتقنين عليه تقرب المسألة لدى الإنسان لكن هذه الصورة أو الحركة من تقريب المعلومة بقدر ما تقرب بقدر ما تبعد .
لماذا ؟ لأن بين المثال وبين النظرية مسافة جد بعيدة ، المثال منتزع من واقع بينما النظرية هي النظرية عالم مفاهيم ، المفهوم والمصداق بينهما مفارقة والمفارقة واضحة ، وبينه ! لكن لا يمنع الإنسان أن يقرب المعلومات قدر الإمكان ولو كان على حساب النظرية أو تضييع شطر من ذلك التنظير ، الفطرة التي فطر عليها الإنسان سليمة حتماً وجزماً ... ولكن الظرف يؤثر عليها ـ القرناء يؤثرون عليها ، حركة المشهد من حول الإنسان تؤثر عليها . ولقوله تعالى : (قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ) الصافات /51 .
ولذلك صح القول والحكمة : ـ لا تسأل عن المر وأنظر قرينه .
وقال خير الثقلين صلى الله عليه وآله وسلم : " مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، إما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة" . متفق عليه وروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : " إذا أراد الله بالأمير خيراً ، جعل له وزير صدق ، إن نسى ذكره ، وإن ذكر أعانه ، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء ، إن نسى لم يذكره وإن ذكر لم يعنه " رواه أبو داود والنساني.
وقال الإمام علي عليه السلام في هذه الخصلة ونعم ما قال :
فما أكثر الإخوان حين تعدهم * ولكنهم في النائبات قليل .
ولهذا قيلت الأمثال والحكم والأحاديث أعلاه .... مع من تمشي ؟ قيامك ، قعودك ، ذهابك ! إيابك ، درسك ، عملك ، جهادك في طمح الخير ، مع من؟ أنا لا أحتاج إلى التعرف على شخصيتك بالمباشرة .
ولكن بالمزاملة ، مع من ؟ إذا صحبت العابد تأثرت بعبادته ! إذا صحبت العالم تأثرت بعلمه ، إذا صحبت الأديب تأثرت بأدبه ، إذا صحبت الفيلسوف تأثرت به ، العكس صحيح إذا سايرت الإنسان الذي لا يحمل صفة كمال شيئاً فشيئاً ، الإنسان يتأثر ثم يحاكي ثم يُصبح هو أيضاً أشبه بالصنم على وجه الأرض يقتدي به ، لذلك الظالم يسلمها للظالم ، الظالم الصغير يستلم من الظالم الكبير لأنه تأثر به ، وسار على نهجه وكما قال القدماء بأن على العاقل عليه أن يتجنب الأحمق ونعم ما قيل :
اتق الأحمق أن تصحبه * إنما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعت منه جانبا * حركته الريح وهنا فأنخرق
أو كصدع في زجاج فاحش * هل ترى صدع زجاج يلتصق.
وآدم أبو البشر ، الإنسان الأول هبط إلى الأرض جراء القضية المعلومة التي دونها القرآن الكريم ولا مجال لإنكارها ، هذا النبي كان له تكليف في السماء أو في عالمه ما قبل عالم الأرض وعلى وجه الأرض له عالمه الخاص ولا أقل في جنة الدنيا التي كان يعيش فيها ، الآن كان أين ؟ لا ندري ، لكن بالنتيجة كان له عالمه الخاص ينتقل فيه بعيد عن التكاليف المعروفة والمرسومة.
بعد ذلك لما هبط إلى الأرض بهذه الكيفية جاء ومعه الصحف معه التكاليف تنظم له سير الحياة ، هذا الإنسان الأول عبارة عن أب وأم وأبناء مجتمع صغير ، بعده المجتمع لم يتعقد ، لم تصطدم المصالح فيما بينها ، التشريعات سهلة وبسيطة ويمكن أن يتعاطها أي فرد من أبناء ذلك المجتمع الصغير.
لكن تصوروا أن أكبر جريمة عرفها البشر وقعت في ذلك المجتمع الصغير ، إلى الآن لم تقع حرب على وجه الأرض على هذا الكوكب وأبيد فيها ربع البشر ، إلى اليوم لم يحصل رغم التقدم التقني وعالم الذرة وما أدراك ما عالم الذرة ، لكن مهما حصل اليوم يعني مهما حصل في القرون لو استقرينا الماضية من ظلم الظلمة وجور الجبابرة واستأصلت أمم وأبيدت أيضاً حضارات بأكملها إلا أنها لم تأتي على ربع بني البشر.
لكن في ذلك المجتمع الصغير اعتدى الأخ على أخيه وذهب ربع البشر على وجه الأرض ، هنا بدأت حركة التقنين عند الإنسان الأول .
كلٌ يشرع كلٌ يقنن كلٌ ينظم الأمور ، حتى ذلك الإنسان القاتل صار يبحث عما يواري السوءة والتمسك بالأخلاق يواري الكثير من السوءة 
فصار يبحث يفتش عن حل لدفن تلك الرذيلة التي قامت كما جاء في القرآن الكريم لقوله : (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ) المائدة /31 . 
هذا المجتمع تكثر تعددت أفراده كثرت المصالح تقاطعت فيما بينها وقعت الحروب والشح ناء الحكام أرادوا من سائر الناس أن يبقوا في دائرة العبودية والرق لهم وبذل ما يمكن أن يبذل تحول ذلك المسار إلى مص دماء مبرمج وأيضاً مشرعاً ومقنناً ، والتشريع والتقنين كان من العلماء والمفكرين ، ولذلك ربما يكون العالم والمفكر أشد ظلماً من الظالم نفسه ، لذلك عندما يُقتل ولي من أولياء الله أو صالح من الصالحين أو إمام من الأئمة أو نبي من الأنبياء بفتوى من عالم أو تشريع من عالم ، معنى ذلك أن الظلم يصب فيما يصب بالدرجة الأولى على ذلك الإنسان المشرع .
يحيى بن زكريا (عليه السلام ) قتل بفتوى و الإمام الحسين (عليه السلام ) السبط الثاني قتل بفتوى و كثير من العلماء والمصلحين وأرباب القلم والفكر والأدب في العراق أيضاً قتلوا بفتوى من الدكتاتور المقبور صدام حسين وحزب البعث وكذلك في أوغندا في زمن الدكتاتور عيدي أمين الذي لجأ إلى السعودية ومات فيها ! وأن أُناس لهم أثر في بناء الحضارة على أسس قيمة قتلوا واستأصلوا بفتوى ، فالمشكلة لما تقاطعت المصالح بينهم ـ حتى بين العلماء تعارضت المصالح صار الكل يبني لما عليه المصلحة.
الإنسان المتأهل بقي إنسان متأهل ، أما الإنسان الذي كان يراوح مكانه بقي يراوح مكانه ، من الذي خسر في المعركة ؟ خسرها الإنسان البسيط ، الإنسان الضعيف الذي لا يشكل أكثر من مجموع ركام من الحطب توقد به النار ليأنس بها الظالم ، هي انحرافه القلم بعد التكاثر ، هذا التكاثر أوجد انحرافاً في الفطرة ،انحرافاً في السلوك ، تقاطع في المصالح الفردية .
وبعد ذلك الصراع بين الأمم عبر عنه اليوم بصراع الحضارات ، ثم جاءت جماعة الإصلاح والتقويم ، جماعة الإصلاح والتقويم أيضاً هؤلاء مع شديد الأسف عندما تقرأ المكتوب عنهم في الكثير نجد أن قسم كبير ليس بالقليل ذهب وراء الإفراط ، وقسم أيضاً كبير لا يُستهان به دخل دائرة التفريط ،على رغم أن كل واحد من هؤلاء حاول أن يحل هذا الشعار وأن يقوم الأمور وأن يرجع المسيرة إلى مسارها الصحيح .
الإصلاح الديني ، لا يمكن للإنسان أن يتحول إلى مصلح ما لم يصلح النفس أو الروح التي بين جنبيه ، إذا بدأ بها يمكن يصل إلى نتيجة مرضية ! الأنبياء ، النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ويقول سبحانه وتعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب /21 . والأسوة في الرسول أين تبدأ ؟؟ في منطق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) في فعل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبسكوت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) أي تقريره ، ولذا وصف أخلاقه سبحانه وتعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم /4 .
وهنالك قراءة خاطئة للأخلاق تصور البعض أن الأخلاق تعني الابتعاد عن الناس والاستغراق في العبادة والتسبيح والتهليل ثم ينعكس ذلك سلبا حتى على مظهره الخارجي أصلا يصبح إلى حاله منفره يهمل نفسه في جميع جوانبه المادية .الرسالة النبوية تقول : ( العقل السليم في الجسم السليم ) هذا الإنسان إذا تحول إلى كومه والعياذ بالله من القاذورات المادية أكيد لها أثرها وانعكاسها على عدم صفاء الروح لذلك يكون نتاجها موبوء . 
أسال الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لكل خير وصلاح وكما نسأل الله أن ينعم على الجميع التعاون والتآخي ويداً بيد للتعاون والبناء لرقي الوطن وإنعاش المواطن وأنا اعتذر طبعا عن الإطالة ومزاحمتكم هي خواطر واشكر الجميع وأدعكم للتآخي والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
المحب المربي 
behbahani@t-online.de

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/04



كتابة تعليق لموضوع : أخلاق المؤمن في العمل الصالح ..!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net