صفحة الكاتب : صابر حجازى

صابر حجازى يحاور الشاعرة السورية نيلا غسان النجار
صابر حجازى

تمتاز الأديبة والشاعرة نيلا غسان النجار، بتغليف كتاباتها دائما باحساس رقيق، وبكلمات موسيقية عذبة، ومنتقاة بدقة واتقان، وتعبر لك عن خلجات ما يدور في نفسها وجوانحها، بأسلوب أدبي راقي، كما تحتوي كتاباتها على الكثير من الصور التعبيرية الأدبية الجميلة، والعواطف الجياشة،.

وفي لقاءنا معها ، تحدثت عما يدور في خلجات نفسها من صراعات، وما تود ان تعبر عنه في مسيرتها الأدبية والشعرية، وفي كتاباتها المعبرة كثيرا، دار بيننا الحوار الاتي :-

 

س 1 :- كيف تقدمين نفسك للقراء؟

نيلا النجار .. كانت فتاة في مقتبل العمر وجدت بإحدى حقائب والدها المتوفى دفاتراً ما إن تصفحتها حتى زُرع على أناملها أوراقاً و أقلام و نمى على لسانها كلمات الشعر دون دراية أو نية مُسبقة .. 

حالمة حدودها السماء .. عاشقة للحروف حد الهيام

 

س 2 :- إنتاجكِ الأدبي : نبذة عنه ؟

حُصر إنتاجي الأدبي في المواقع الالكترونية لفترة طويلة

في رصيدي ما يتعدى المائة قصيدة

إلى أن أكرمني الله بطباعة ديواني الأول 

بعنوان  ( خيال .. و امرأة عاقِر )

و أعمل على طباعة ديواني الثاني قريباً بإذن الله

 

س 3:- اقرائي لنا بعض من كتاباتك ؟

 

هذة قصيدة  بعنوان ( اغضَـب أكـثَر) 

............................................

 

اغْضَــبْ أَكْثَرْ

نَعَمْ .. و أَكْثَرْ

كَـ زُجاجٍ حــارِق

عَلَى جِلْدي تَكَسَّرْ

 

حَطِمْ كبْريائي ..

و تَحَطَمْ

كَـ بُرْكانٍ هائِجٍ تَفَجَّرْ

أَيْقِظْ .. أَوجاعي

أًيْقِـظْ .. آلامي

بِـ برودِ دِمائي ..

فَـ لتَتَـعَطَرْ

 

اِغْضَبْ .. أَكْثَرْ

نعم ... و أَكْثَرْ

مِنْ زَمانِكَ و زَماني

فَـ لْتَثْأر

عَلى قُرْبي .. فَـ لْتَتَجَبَرْ

لَنْ أَتَكَلَمَ .. لَنْ أُدافِع

لَنْ أَثورَ .. لَنْ أَتأَثَرْ

بِعِشقِكَ لَحْظة ..

لَنْ أَتَغَيَرْ

 

اصْرَخْ .. اشْتِمْ

العَنْ شَغَفي .. العَنْ وَجْدي

فَـ لْتَتَـذَمَرْ

 

 

عَلى وجُودي ..

فَـ لْتَتَـكَبَرْ

لَـنْ أَتأَثَـرْ .. لَـنْ أَتأَثَـرْ

 

هَــدِدْ .. أَكْثَـرْ

تَوَعَـدْ .. أَكْثَـرْ

بِالكَلِماتِ .. لا تَتَعَثَّـرْ

بِهدوئي .. امرأةً لَنْ تَتَخَيَلْ

لا تَتَصَوَرْ

مَهْما انْفَعَلْتَ .. لَنْ أَتَغَيَرْ

 

إليكَ بأحْضاني ..

لا تَتَرَدَدْ .. لا تَتَحَسَرْ

اهْـدَأ .. أَكْثَـرْ

نَعَمْ .. و أَكْثَرْ

 

شِراع رَحْمَتي ..

لا يَتَكَسَّرْ

أَنا أُحِبُكَ .. بَلْ و أَكْثَـرْ

على سَكينَتي فَـ لتَتَهادى

بِغِطاءِ أَحْلامي ..

فَـ لْتَتَـدَثَرْ

 

***************************************************************

 

وهذة قصيدة ثانية بعنوان ( كيف الصمود ! )

......................................................

 

 

كَيفَ الصُمودْ

بِحَضْرَةِ عَيْنَيكَ كَيفَ الصُمودْ

بِأَسْئَلَةٍ تَهْواكَ و تَجْنَحُ لِقُرْبِكَ

و ما وَجَدْتُ لها مِنْ رُدودْ

أَمامَ عَبَثِكَ الصَاخِبِ بِذَاكِرَتي

و فِتْنَةِ رِمْشِكَ المَعْبودْ

بِأَشْواقٍ تَدُقُ أَجْراسَ لَيلي

و رَحَلاتِكَ لِأَقْصى الحُدودْ

 

كَيفَ الصُمودْ

أَمامَ اِجْتياح تَفاصِيلِكَ لِوِسادَتي

و وَشْوَشَتِكَ بِآذانِ العُهودْ

بِمُثولي حَذْوَ أَحْلامِكَ .. و أُغادِرْ

مُخَلِفَةً مِيراثاً شَحيحاً جَحودْ

لِأَعْتابِ خَيباتٍ تَنْتَشِلني

وعَلى خَيباتي .. ما مِنْ شُهودْ

 

كَيفَ أَصْمُدْ أَمامَ سِحْرِكَ

و بمواجهة حُرّاسِكَ و الجُنودْ

بِحَضْرَةِ ثُغورِ حُبِّكَ الجائِعة

لابْتِلاعِ ما يَفْصِلنا مِنْ حُدودْ

و لِبَعْضٍ مِنْ عَبَقِكَ يَنْدَّسْ بِدَمي

مُتَعَطِشاً لِلَثْمِ و زَعْزَعَةِ القُيودْ

 

كَيفَ الصُمودْ

أَنْتَ مُحيطاتٌ و مَوجٌ هائِجٌ

و أَنا عَزْفٌ اِبْتِدائيٌ مَنْشودْ

أَنْتَ غاباتٌ مثمرة .. مُزدَّهِرةٌ

و أَنا بَعْضُ أَزْهارٍ بِـ لُحودْ

أَنْتَ طُيورُ عِشْقٍ صَادِحَةٍ

و أَنا صياحُ نَورَسٍ مَفْقودْ

 

كَيْفَ أَصْمُدْ

بِحَضْرَةِ قَوسِ قُزَحْ

وأَنا أَطيافهُ المُتُخاذِلَةُ .. السودْ

بِابْتِهالِ هَواكَ لِلْسَماءِ

وعَرْبَدَتِكَ بِغَيْمِ أَجْفاني مَقْصودْ

 

أَمامَ شَغَفِكَ الكَافِرِ بِقَدَرِ الأَمْسِ

وعِطْركَ عِنْدَ أَنْفاسي مَحْدودْ

 

كَيفَ الصُمودْ

وأَنْتَ الحَضارَةُ و المُسْتَقْبَلُ الآتي

وأَنْتَ الماضي و تاريخُ الجُدودْ

كَيفَ الصُمودْ ..

بِحَضْرَةِ تَأْثيرِكَ كَيفَ الصُمودْ !!

 

 

 س 4:- كيف كانت البداية؟ ومن وقف بجانبك مشجعا؟ وما تأثير ذلك على حياتك الأدبية؟

يستحال على الشاعر أو الأديب بشكل عام

 أن يحدد بداية معينة

و لكن أذكر أول حروف حالمة كتبتها في المرحلة الإعدادية

 ولاقت استحسان أساتذتي

فبدأ الحلم يجتاح أعماقي و مضيت

 

.....في المراحل الأولى حظيت على تشجيع بسيط من عائلتي والأصدقاء

و التشجيع الأكبر جاء من بعض الأصدقاء الشعراء و الأدباء

الذين تواصلتُ معهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي......

 

لا بد و أن التشجيع مهم في بداية أي شخص و في أي مجال  من الحياة فذلك يعطي الدافع للاستمرار وتقوية الثقة بالنفس .. 

و تنوع الأصدقاء و أفكارهم ساعدني جداً على صقل موهبتي و الإيمان بِها أكثر

 

س 5:- بمن تأثرتِ من الشعراء ؟

قرأتُ كثيراً وارتشفتُ روح الشعر من كبار الشعراء

لكن أكثر من تأثرتُ بهم هو الشاعر الأسطورة نزار قباني

و الأدبية الكبيرة أحلام مستغانمي 

 

س 6:- انتشرت في الأوساط الشعرية وخصوصاً عند بعض النقاد والأدباء فكرة عدم وجود امرأة شاعرة ؟

ترى ما هو اللقب الذي نُطلقهُ على هؤلاء النسوة !!!

الخنساء ! 

ليلى العامرية !

سعاد الصباح !

أحلام مستغانمي !

....... الخ

نفي هؤلاء للمرأة الشاعرة هو نفي لوجود المشاعر عند الأم و الزوجة و الأخت و الابنة .. و قد يكون استخفاف على قدرة المرأة العربية

( و أعتذر عن تسميتهم بنقاد و أدباء ) 

فلا بد للأديب الحقيقي أن يعرف أن الشعر عبارة عن مجموعة مشاعر و أحاسيس و قدرة على الوصف

تترجم على هيئة حروف و كلمات موسيقية

ولي الحق أن أسأل هاهنا لمن يتكلم بتلكَ العنصرية

هل تتجرد المرأة من المشاعر ! ؟ و هل موهبة الشعر حكراً على الرجل ! .. و لا بد لي أن أذكر أنني كتبت عن هذا الموضوع قصيدة بعنوان ( امرأة بلا تاريخ )

 

س 7:- هل تعرضتِ إلى استخفاف وعدم الاعتراف بكِ كشاعرة والتشكيك بشاعريتك ؟

لقب شاعر هو لقب عظيم لا يحق لأي إنسان المساس بِهِ

و من هذا المبدأ تختلف نظرة الناس لمن يكتب الشعر

فمنهم من يمنحني لقب شاعرة بكل ثقة و منهم من قد يراني ما زلت بعيدة عن هذا اللقب

بكل الأحوال من يثبت إن كان يحق لي أن أُلقب بشاعرة أو لا 

هي كلماتي و قلمي و مدى تقبل الناس لها

و سأبقى لأخر حرف أخطه أحترم كل الآراء

 

س 8:- المشهد الشعري العربي الآن - كيف هو  ؟

الحمد لله نرى صحوة مباركة لجيل يُتقن الشعر بدرجة لا يُستهان بِها وقد يعود السبب لفتح أبواب التقنية و شبكات الانترنت مما جعل الشباب يتوسع بأفكاره و خياله أكثر

و بحق كلنا نتمنى أن نعود بهذه الصحوة إلى زمن لغتنا العربية الصحيحة و العظيمة .. و أرى أننا بدأنا

 

س 9:- ما هو الشيء الذي تتمسكين بتحقيقه. ؟

كل ما أتمناه و تصبو إليه أحلامي هو أن تصل كلماتي لأكبر عدد من الناس بحقيقتها و طبيعتها

و أن تزرع حروفي الحب في كل القلوب

ويمكن ان نقراء هذا النص الان :- 

 

بعنوان ( وحـق آل الحب)

--------------------------- 

 

لا ..

لَكَ لَنْ أَبْتَسِمْ

و حَقِّ آلِ الحُبِّ

لَنْ أَبْتَسِمْ

عَلى فَمي بَقايا مِنْ رَحيقِكَ

أَخْشى ..

إِنْ تَمَدَدَتْ شِفاهي

أَنْ تَسْقُطْ

عُدْ أَو لا تَعُدْ ..

شَأْنُكَ وَحْدَكَ

أَنْ تَهْوى القُرْبَ

أَو لا تَهْوى ..

 

أَنا عَلى جِراحي لَنْ أُصالِحْ

لَنْ أَصْفَحْ ..

لَنْ أُسامِحْ

و بِقيودِ غُرْبَتِكَ لَنْ أُتاجِرْ

 

قُبْلَتُكَ الأولى ..

كانَتْ رِسالَتي الأَخيرة

بَراءَتُكَ الأولى ..

كانَتْ طَيْشي الأَخير

و هَزيمَتُكَ الأولى ..

كانَتْ انْتِصاري الأَخير

 

لَكَ لَنْ أَبْتَسِمْ ..

و عَلى قَدَري لَنْ أُراهِنْ

بِكَ لَنْ أَتَحَدى الأَعْرافْ

و لَنْ تَكْسِبَ شَرَفَ تَضْحيَتي

فَلا تَشْقى بِتَأْويلِ حاجاتي

و لا تَتَسَلَلْ بِشرودي كَـ لِصّْ

 

لا تَسْتَبْسِلْ بِتَكْذيبِ عشقي

وَجْهُكَ مَنْحوتٌ بِدَهْشَةِ عَيني

وَصَوتُكَ مَتَلَبّسٌ بآذاني

وعَلى مِعْصَمي اسمُكَ مَوشوم

فلا كلمةُ ( أحبك ) ..

سَتَبْني لي آمالاً جَديدة

و لا غَضَبُكَ الصارِخُ ..

سَيَطْرِدُني مِنْ تاريخِكَ

 

لَنْ أَبْتَسِمَ لَكَ ..

و بِقوتِ شِتائي لِنْ أُغامِرْ

بَعْضٌ مِنْ رَحيقِكَ سَكَنَ شِفاهي

و أَخْشى إنِ ابْتَسَمْتُ ..

أَنْ يَسْقُطْ .

 

و إِنْ اسْتَرْسَلْتُ بِعشقِكَ

أَخْشى

عَلى لِساني عُشْباً يَنْبُتْ

و أَخْشى ..

مِنْ رَحِمِ اسْتبدادي

حَمَامةً لَكَ .. تُنْجِبْ

 

لَنْ أَبْتَسِمْ ..

مِثْقالُ عِطْرِكَ لَنْ أُصالِحْ

و عَنْ أَخاديدِ سَوطِكَ

لَنْ أُدافِعْ

 

وَ حَقِّ آلِ الحُبِّ لَنْ أَبْتَسِمْ

فَعَلى فَمي بَقايا رَحيقِكَ

أَخْشى

إِنْ تَمَدَدَتْ شِفاهي

أَنْ تَسْقُطْ .

 

 

 

 

س 10:- طبيعة كونك زوجة وأم مسئولة عن أسرة - هل أضافت لك شيء كشاعرة ؟

أنا امرأة قبل أن أكون زوجة و أم .. و كوني وصلتُ لهذه المرتبة الراقية بأن أحظى بمشاعر الزوجة الحبيبة و مشاعر الأمومة فطبعاً ذلك يضفي على خوالجي مشاعر نبيلة تشتاق لعناق الورق وأن أحول قصائدي إلى سعادة يومية مع أسرتي

 

س 11:- ماذا تمثل لكِ سوريا وهي الآن قلب الأحداث ؟

سوريا هي النبض الذي أحيا بِهِ .. مهما اشتدت عليها الظروف و عصفت الرياح بمراكبها ستبقى الأم و الحضن التي أكتب عنها ومنها دائماً على هيئة قصائد عشق

و كم أتمنى من الله أن يسترجع ياسمينها سلامه و أمانه

لتعود سوريا مهد الحضارات كما كانت و ستبقى

 

س 12:- ماذا عن ديوانكِ الأخير ؟

( خيال .. و امرأة عاقر )

ديوان أحببتُ من خلاله أن يجد كل من يقرأه 

حالة مرّ أو يمر بِها

فانتقيتُ خمسون قصيدة متنوعة

اخترتها بخيال الأنثى الحالمة المتمردة

اجتمعت في 260 صفحة

تمت طباعته بدار العلوم العربية .. بيروت _ البنان

 

س 13:- عن ماذا تدور أغلب قصائدكِ ؟

كل قصيدة هي أنثى

سواء بعشقها .. تمردها .. هلوساتها .. 

و خيالها الجامح الذي لا يطاله حد

تدور أغلب قصائدي بل ربما كلها حول قصص الحب

ما بين لقاء و وداع .. و حياة تجمع الفصول بينهما

 

س 14:- ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع ؟

 المبدع هو إنسان فعال و مؤثر في المجتمعات

و هو رمز يدل على ثقافة و وعي المجتمع الذي ينتمي إليه

لذلك يحتاج لدعم معنوي انطلاقاً من بيئته إلى مجتمعه الأكبر

كإبراز آرائه وأفكاره و أعماله لجميع فئات المجتمع و هذا دور الإعلام في الدرجة الأولى .. وبكثير من الأحيان يحتاج لتقديم له المكافئات الرمزية ليلتمس قيمة ما يقدمه .

إضافة إلى الدعم المادي الذي يساعده على المضي بحياة كريمة يتفرغ من خلالها لإبداعاته و أيضاً تساعده على توثيق أعماله و نشرها على نطاق واسع

 

س 15:- مشروعك المستقبلي - كيف تحلمي بِهِ - وما هو الحلم الأدبي الذي تصبو إلي تحقيقه ؟

أسعى لأن أمتلك مجموعة شعرية هادفة

تصل من خلالها حروفي لكل الناس

و تتبلور كلماتي بكل حالة يمر بِها الإنسان في مسيرة حياته

من المهد إلى اللحد

إلى أن تتوارثها كل الأجيال .. فلا حدود للأحلام

 

س 16:- أمنية لم تتحقق لكِ كشاعرة ؟

أنا في بداية طريقي و لا زلت في عمر صغير

فلا يجوز لي أن أقول هنالك أمنية لم تتحقق

بل أحمد الله على ما حققته و أدعوه أن يوفقني بما أسعى لتحقيقه فما زال الطريق طويلاً و كلي إيمان 

بذلك ( الوقت مبكر جداً على هذا السؤال )

 

س 17 :- و أخيراً ما الكلمة التي تقوليها في ختام هذه المقابلة ؟

أود أن أشكر أولاً ..الاديب المصرى الأستاذ صابر حجازي

لإعطائه لي الفرصة بأن أكون فيها أقرب 

إلى كل من يحب معرفتي أكثر

والشكر موصول لكل إعلامي مبدع يساهم في ارتقاء الأعمال الأدبية 

و بالذات أحب أن أشكر أصدقائي في الحياة و في موقع التواصل الاجتماعي 

( الفيس بوك ) لهم كثيف شكري وعميق مودتي على كل دعم و ثقة ومتابعة يمنحوني إياها فهي دائماً كانت و ستبقى نيشان علي صدر كلماتي ........ودعني اختم اللقاء بهذا النص الشعرى :- 

 

 

  أصَبتَ

------------

 

أَصَبْتَ .

أَنا يَوماً .. ما أَحْبَبْتْ

أَنا لَيْلاً ما زُرْتُ أَحْلامَكَ

و لا عَلى خصلاتِ شَعْرِكَ اتَكَأْتْ

 

هَواكَ بِدَمي .. ما سَرَى

ولا عَلى مِعْصَمي ..

اسْمَكَ وَشَمْتْ

ما تَيَبَسَتْ لِأَجْلَكَ

عُروقُ غيرَتي

و لا بِكوب قَهْوَتِكَ سَهْرَتي

خَتَمْتْ

 

صَدَقْتَ ..

أَنا يَوماً .. مَا جُنِنْتْ

ما كُنْتُ شَرِسة بِعِشْقِكَ

و لا فُؤادي بِالغيرة ..

أَحْرَقْتْ

ما جاعَ مَسْمَعي

لِقوتِ صَوتِكَ

ولا اسْمَكَ بَينَ النِساءِ

تَعَقَبْتْ

ما كُنتَ آخِرَ بِحاري

و مُحيطاتي

و لا عَلى شَواطِئ ضَعْفي

رَسَوْتْ

 

أَعْتَرِفْ لِلمَرَةِ الأولى

أَنَكَ يا سَيدي ..

أَصَبْتَ و صَدَقْتْ

 

 

كُلُّ ما في الأَمْرِ ..

أَنَني دَعَوتُكَ لِعِشْقي قُروناً

و بِلَحَظاتِ غَدْرِكَ .. سَقَطْتْ

لَمْ يَعدْ في قَصْري خادِمٌ واحِد

كُلُّ خَدامي .. لِأَجْلِكَ طَرَدْتْ

نَصَبْتُكَ مَلِكاً بِمَمْلَكَتي ..

وخِنْجراً بِصَدري

نَصَبْتْ

 

لا أَعْلَمُ ..

كَيفَ سَمَحْتُ لَكَ بِزيارَتي

و كَيفَ الزيارَةَ لَكَ

رَدَدْتْ !

بِجُنونٍ لِرؤْيتكَ حَمَلْتُ أَحْلامي

و أَمام فَن كَلِماتِكَ ..

بِتَمَرُّدٍ جَثَوتْ

 

أَصَبْتَ ..

أَنا يَوماً ما أَحْبَبْتْ

وَحْدَهُ قَلْبي تَمَنى حُضورَكَ

و بِياسَمينِ عِطْرِكَ ..

تَكَلَلْتْ

 

أَنْتَ فَقَطْ تَغَلْغَلْتَ بِعُروقي

و بِعُمْقِ ذاكِرَتي خَالِداً

أَقَمْتْ

 

نَعَمْ .. صَدَقْتَ

فالحُبّ بِشَريعَتِكَ لا يُشْبِهُني

لَمْ تَحْسبْ كَمْ مَرَةٍ

حارَبْتْ

لَمْ تَقْتَرِفْ بِعِشْقي خَطايا

كَمَا أَنا بِغَرامِكَ اقْتَرَفْتْ

 

أَنا فِعْلاً ..

ما تَمَرَغْتُ عَلى أَرْصِفَتِكَ

فَقَطْ بِهواكَ مِنْ مَمْلَكَتي

تَشَرَدْتْ

نَسيتُ تاريخي قَبْلَكَ كُلَّهُ ..

و بِغَباءِ النِسوةِ .. مَعَكَ بَدَأْتْ

 

أَبَعدَ كُلِّ هَذا .. تَقولُ ما أَحْبَبْتْ ؟؟

إِذاً فَلْتُخْبِرْني

بَعْضَ ما لَدَيكَ عَن الحُب

 

قَبْلَ أَنْ تَلْعَنَ حُّبي ..

ماذا أّنْتَ قَدَّمْتْ

عَلى جُسورِ ضَعْفي

مررت كيف ؟

و بِمَساماتِ روحي

كِيفَ أَنْتَ تَسَرَّبْتْ ؟

 

عَلِمّني الحُبَّ ..

عَلِمّني إِذْ أَنْتَ حَقيقة

عَشِقْتْ

 

مَتى اشْتَرَيْتَ لي ..

وَرْدَةً حَمْراء

أو بِضْعاً من شِعْري قَرَأْتْ ؟

أَينَ التَقَيتُكَ لِرؤيَتي

مَلْهوفاً ؟

و جَبيني بِطُهْرٍ مَتى قَبَّلْتْ ؟

 

كَيفَ تَدَّعي الحُبَّ ..

و أَنْتَ لِبُرْهَةٍ ما أَحْبَبْتْ

كَيفَ تُخْرِس عِشْقي

بَعْدَ أَنْ كُنْتُ لَكَ النورَ

فَأَبْصَرْتْ

 

أَصَبْتْ ..

أَنا يَوماً ما أَحْبَبْتُكَ

جُلُّ ما في الأَمْرِ

أَني بِبُحورِكَ غَرِقْتْ

ما عَرِفْتُ لِلْصَفْحِ سَبيلاً ..

و دُخولي قَائِمَةَ نِسائِكَ

رَفَضْتْ

 

ما اسْتَطَعْتُ نِسْيانَ

أَنَكَ مُلْكي

و لا قادَني الحُبُّ لِلْغُفْرانِ ..

و لا سامَحْتْ

 

فَإِعْصارُ حُبكَ يَومَ زارني ..

اقْتَلَعَ ماضيَ الحُبِّ

و كُلُّ ما عَنْهُ سَمِعْتُ

و قَرَأتْ

دَخَلْتُ الغَرامَ بِقانونٍ يَتيمٍ

إِنْ ما كانَ الهَوى مِلْكٌ

لي وَحْدي

هَجَرْتُهُ بِجَبَروتٍ ..

و عَنْهُ رَحَلْتْ

و لَنْ أّهْتَمْ إِنْ قُلْتَ

إني مَدينةً جًليديةً

أَو أَنْ تَقولْ

إني يَوماً .. ما أَحْبَبْتْ

 

....................................................................................................................

 

كنوز ادبية ..لمواهب حقيقية

----------------------------

 

  ان غالبية المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافية، والتي من شانها ان تساهم في فرصة ايصال رسالتهم واعمالهم وافكارهم مع القارئ الذى له اهتمام بانتاجهم الفكري والتواصل معهم ليس فقط من خلال ابداعاتهم وكتاباتهم ، في حين هناك من هم علي الساحة يطنطنون بشكل مغالي فية  ،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم  من اجل  اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة ..لهذا السبب كانت هذة هي الحلقة رقم -21- من السلسلة التي تحمل عنوان ( كنوز ادبية لمواهب حقيقة ) والتي ان شاء الله اكتبها عن ومع بعض هذا الاسماء

*صابر حجازى ..اديب وكاتب وشاعر مصرى

 عالفيسبوك

الصفحه الادبيه

http://www.facebook.com/SaberHegazi

الصفحة الشخصية

http://www.facebook.com/hegazy.s


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صابر حجازى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/21



كتابة تعليق لموضوع : صابر حجازى يحاور الشاعرة السورية نيلا غسان النجار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net