الابداع الثقافي هو الثراء
مهند فاضل الدليمي

لم يكن الروائي الفرنسي اندريه مالرو ( 1901 – 1976 ) يحلم بانقاذ حياته من خلال مؤسسة او وزارة او دولة من الازمة الطفولية التي عاشها اثر افتراق والديه , حينها هم بالتعب الفكري اللذيذ لتذليل مصاعب حياته عبر الفن والادب والخيال الواسع  المتوقد بالذكاء مرتوياً برواياته التي اشرت ابداعــــــه بـــــــدءاً ( بالطريق الملكي ) ومروراً بـ ( الاقمار الورقية ) وليس انتهاء بـــــــ ( اللامذكرات ) في كل هذا كان اندريه يعتبر العقل وهو البقرة الحلوب التي لو اجدنا رعايتها جادت علينا الدنيا بكل خيراتها الفكرية والابداعية والمالية , حتى ان قرار استينراره وزيراً للثقافة من قبل الجنرال شارل ديغول عام 1959 لم يعجب منه كثيراً ذلك لاهليته المعرفيه وتنوع ابداعه في شتى مجالات الفنون والاداب هذا المالرو يذكرني بالثقافة سلطة وبالثقافة ابداعاً فالبعض من مثقفينا ومبدعينا يفكرون باحادية مقيته تجاه موقف وزارة الثقافة منهم إذ ويحاولون يائسين تبرير وتسويغ اخفاقاتهم في ابداعهم ويحاولون رميه على وزارتنا متناسين او ناسين ان اكثر من 500 مليار دينار خصصتها الحكومة هذا العام لدعم ميدان الثقافة في بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام 2013 حيث اقيمت عشرات بل ربما مئات المعارض التشكيلية وانتجت العديد من الافلام بميزانيات ضخمة وشهدت المسارح وخاصة خشبة دائرة السينما والمسرح عروضاً مسرحية لا حصر لها واقيمت حفلات غنائية عديدة وطبعت مئات العناوين من الكتب المختلفة كل هذا الذي ذكرت ونفر ليس بالقليل يبخسون موقف الوزارة في هذا العام الدعم متناسين ان هذه الاموال التي اغرقت على ابداعهم قطع من رزق وحصة الاطفال واليتامى والمحتاجين والمرضى من ميزانية الحكومة وهي لاتنتظر الشكر والعرفان بل لتشعرهم باهمية حضور الثقافة رغم الجو الرمادي الذي نعيشه . ويقوم البعض منهم المقارنه بين حالهم وحال ادباء وفنانين كبار امثال بيكاسو وشكسبير ومن الذين حازوا على جائزة نوبل امثال الروائي الكولومبي يوسا والروائي ماركيز حتى الادباء العرب كالشاعر نزار قباني والروائي نجيب محفوظ واودنيس كلهم اثرياء واثراهم ابداعهم لا وزارات ثقافاتهم وفي ذات الوقت ينام مئات الفنانين والعازفين في الشوارع ويلتقطون طعامهم من قمامات المنازل وهم ربما اكثر ابداعاً من الرموز الذي ذكرت كل هذا ويحاول فقراء الثقافة العراقية مقارنة انفسهم بالرموز الكبيرة في العالم ولو اردنا انصافهم لقلنا لهم ان قيمة المبدع تكمن باصالة ابداعه وهو قادر على الوصول الى احلامه المادية لان من رام الشمس وصل ومن نافلة القول انني قضيت تسعة اشهر ومن خلال مهمتي الوظيفية ازور واستقبل مئات الفنانين والتشكيلين والمسرحين والادباء والموسيقين فوجدت الكثير منهم يحمل من الاباء والانفة واحترام عفته           ولسانه في المناشدة بمساعدته رغم معرفتي ان الثقافة العراقية لم تدخر جهداً في مساعدة المحتاج منهم ثم ان الثقافة عبر شخوصها لاتؤلم ولا ينتظر من الوزارة ان يكون واجبها في حصر الابداع فيها فالابداع له تجمعات وقدسيات ونقابات من اختصاصاتها المختلفة هي التي تقوم بالتنظيم والرعاية والتكافل لا ان تدخل الوزارة بكل مفاصل الابداع وتسويقه وان مؤسسات الثقافة في الوزارة لايصب اهتمامها على الرعاية الاجتماعية بل تقوم بتسهيل حضورهم الابداعي في المحافل العراقية والعربية والعالمية وللحديث تتمة . 

 

 

مهنــــد فـــاضـــل الـــــدليمـــي

 وكـــــــيـل وزارة الـــــــوزارة   

الموضوع السابق مـرّ الصباح

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat