صفحة الكاتب : فلاح السعدي

بحث في : المنهـج الإشـاري في التفسير
فلاح السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقدمة
الحمد لله الواحد المنان الذي خلق الانسان وعلمه البيان ومن عليه ينعمة الوجود بعد أن اخرجه من حيز العدم وارسل اليه الرسل والانبياء منة وتفضلا وهداية ليكون فيها الانسان على علم ودراية فاوجده رحمة وانعاما بلا شكاية والصلاة السلام على المصطفى الخاتم وعلى آل بيته الكرام صلاة مباركة عالية المقام وبعد:
هذا بحث مختصر ويسير يحمل عنوان (المنهج الاشاري في التفسير) وهو منة من الباري جل وعلا لنزداد به اطلاعا ومعرفة على جزء يسير من العلوم التي تربط قلب الانسان بخالقه, بمعرفة لأسرار الحق والسلوك اليه تبارك وتعالى , وكان وراء هذا البحث هدفا أسمى وارقى من كتابته الا وهو العمل والتخلق بما حوى من اللمسات الموصلة والمقامات الى الرب الجليل المنعم على خلقه.
وهذا الانعام انما وراءه سبب كريم وطلبا من أستاذ مادة مناهج المفسرين في كلية الفقه الجامعة الفاضل الدكتور.أياد القاموسي (نفع الله به العباد) حيث سعى مشكور لدفع الطلبة الى الساحة الملية لكتابة البحوث وكيفية ترتيبها .
فنسأل الله تعالى ان يمن عليه بالرضا والتوفيق لكل ما هو خير وصلاح.
وقد قسمت البحث الى أربعة مباحث :
1. المبحث الأول: تعريف المنهج الإشاري, لغة واصطلاحا.
2. المبحث الثاني : القسم الأول : آراء العلماء في التفسير الإشاري.
                القسم الثاني : أقسام التفسير عند الصوفية.
3. المبحث الثالث : القسم الأول : شروط قبول التفسير الصوفي.
                القسم الثاني :  شروط قبول التفسير الاشاري.
4. المبحث الرابع : تفسير مواهب الرحمن أنموذجا.
 
 
 
 
 
 
 
المنهج الإشاري في التفسير
وفيه أربعـة مباحـث
المبحث الأول
تعريفه :
المنهج الإشاري : هو أحد المناهج القديمة في التفسير, وقد عرف بأسماء متنوعة, مثل: التفسير (التأويلي, الباطني, العرفاني, الصوفي, الشهودي, والرمزي), وكل من هذه الأسماء يشير إلى نوع خاص من التفسير, وهناك اختلاف كبير في وجهات النظر بين المفسّرين والمحقّقين بالنسبة إلى هذا المنهج وأنواعه, فهناك من ارتضى بعض أقسامه واستفاد منه, ومنهم من رفضه واعتبره من التأويل والباطن( ).
وعرِّف بأنه : ( تفسير القرآن بغير ظاهره لإشارة تظهر لأرباب الصفاء , مع عدم إبطال الظاهر , قال الزرقاني : ( التفسير الإشاري : هو تأويل القرآن بغير ظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك والتصوف ويمكن الجمع بينها وبين الظاهر المراد أيضا )( ). 
وقال الصابوني : ( التفسير الإشاري : هو تأويل القرآن على خلاف ظاهره، لإشارات خفية تظهر لبعض أولي العلم، أو تظهر للعارفين بالله من أرباب السلوك والمجاهدة للنفس، ممن نور الله بصائرهم فأدركوا أسرار القرآن العظيم ، أو انقدحت في أذهانهم بعض المعاني الدقيقة ، بواسطة الإلهام الإلهي أو الفتح الرباني، مع إمكان الجمع بينهما وبين الظاهر المراد من الآيات الكريمة)( ).
والإشارة لغة: بمعنى العَلاّمَة والإيماء, والذي يعني اختيار أمر من الأمور (من القول, أو العمل, أو الرأي)( ).
والإشارة في الاصطلاح: تعني أنْ يستفاد شيء من الكلام دون أنْ يكون موضوعا له.
والإشارة قد تكون حسّية, كما هو الحال في ألفاظ الإشارة مثل (هذا), وقد تكون ذهنية كالإشارة للمعنى في الكلام, بحيث لو أراد التصريح به للزمه الكثير من الكلام, ثم إنّ الإشارة قد تكون ظاهرة, وقد تكون خفيّة( ).
إذن فالتفسير الإشاري يطلق على الإشارات الخفيّة الموجودة في آيات القرآن, والتّي تعتمد على أساس العبور من ظواهر القرآن والأخذ بالباطن, أي استخراج وفهم وتوضيح نكتة من الآية لا توجد في ظواهر الآية عن طريق دلالة الإشارة. 
وبعبارة أخرى: الإشارة هي من الدلالة الإلتزامية للكلام. 
فالتفسير الإشاري يشير بغير ظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك, ويمكن الجمع بينها وبين الظاهر المراد أيضا( ). 
وهو تفسير يشير إلى التأملات التي تحصل عن طريق ما ينفتح في ذهن المُفسِّر العارف من الأمور اللطيفة التي لها ربط ومناسبة مع ظواهر الآيات القرآنية, غير أنّه يفُسِّر ويؤول على غير ظاهرها مع محاولة الجمع بين الظاهر والخفي( ), ولقد جاء في الحديث (ما في القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن)( ),وكذلك ما روي عن الإمام الصادق(عليه السلام): ( كتاب الله عزّ وجل على أربعة أشياء : على العبارة , والإشارة , واللطائف والحقائق , فالعبارة للعوام , والإشارة للخواص , واللطائف للأولياء , والحقائق للأنبياء )( ).
والتفسير بهذا المعنى لا يخالف الشرع والعقل , بل هو محاولة عقلية ذكية من حيث التعَمّق في معاني الآيات , وما ينطبق منها على الأنفس والآفاق المرتبطة بالألفاظ وسياق الأسلوب,حيث إنّ تمامية وكمال فهم القرآن يعتمد على التفسير الثلاثي للقرآن: أي (القرآن أو الكتاب التدويني, والكتاب الآفاقي, والكتاب الانفسي).
فمن يريد أنْ يعكف على تفسير وفهم كتاب الله تعالى لا يستطيع أنْ يصل به إلى غاية كماله ولا يستطيع أن يستوعب علومه ومعارفه ما لم يتطرق للقرآن الآفاقي والأنفسي, ويحاول تفسير الكتاب التدويني على أساس الآيات الانفسية والآفاقية وكيفية الربط فيما بينهما.
كما في قوله تعالى: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }( ), حيث إنّ عالم الإمكان بما رحب هو التفصيل لذلك القرآن. 
وأشار إلى هذا الكلام السيد حيدر الآملي العارف الشيعي بقوله: >إنَّ العالم المعبّر عنه بالآفاق كلّه كتاب الهي, ومصحف ربّاني مشتمل على الآيات والكلمات والحروف )( ).
كما إنّ الإنسان هو الإجمال لذلك التفصيل, فكل ما في عالم الكون هو موجود إجمالا في الإنسان, كما يشير إلى ذلك ما روي عن الإمام علي(عليه السلام): 
وتزعم أنّك جرم صغير
    وفيك انطوى العالم الأكبر( )
 
والتفسير الإشاري يؤخذ به إذا كان هناك شاهد شرعي يؤيده وإنْ كان منافياً لظواهر النظم القرآني وأنْ لا يكون لـه معارض شرعي أو عقلي, وأنْ لا يدعي أنّه المراد وحده دون الظاهر( ).
 
 
المبحث الثاني
آراء العلماء في التفسير الإشاري :
 
 اختلف العلماء في التفسير الإشاري، وتباينت فيه أراؤهم فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، ومنهم من عده من كمال الإيمان ومحض العرفان، ومنهم من اعتبره زيغا وضلالا وانحرافا عن دين الله تبارك وتعالى.
1. رأى ابن الصلاح: ينقل ابن الصلاح عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر أنه قال: (صنف أبو عبد الرحمن السلمي حقائق التفسير، فإن كان قد اعتقد أن هذا تفسير فقد كفر) ثم يعقب على ذلك بقوله: (وأنا أقول: الظن بمن يوثق به منهم أنه إذا قال شيء من أمثال ذلك أنه لم يذكره تفسيرا ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة من القرآن العظيم، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية، وإنما ذلك ذكر منهم لنظير ما ورد به القرآن فإن النظير يذكر بالنظير ومن ذلك ، قتال النفس في الآية المذكورة في قوله تعالى:   }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ{( ). 
فكأنه قال : ( أمرنا بقتال النفس ومن يلينا من الكفار ومع ذلك فياليتهم لم يتساهلوا في مثل ذلك لما فيه من الإيهام والإلباس ) ( ).
2. في شرح العقائد النسفية وتحت قول النسفي : ( النصوص على ظاهرها والعدول عنها إلى معان يدعها أهل الباطن إلحاد ) علق سعد الدين التفتازانى بقوله: ( سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظاهرها، بل لها معان باطنة لا يعرفها إلا المعلم وقصدهم في ذلك نفى الشريعة بالكلية، وأما ما يذهب إليه بعض المحققين بأن النصوص على ظاهرها، ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تكشف عن أرباب السلوك، يمكن التوفيق بينها وبين الظواهر المرادة، فهي  من كمال الإيمان ومحض العرفان )( ).
3. رأي الأستاذ محمد حسين الذهبي : ( يقرر الذهبي  أن الأدلة مجتمعة تعطينا أن القرآن الكريم له ظهر وبطن، ظهر يفهمه كل من يعرف اللسان العربي، وبطن يفهمه أصحاب الموهبة وأرباب البصائر، غير أن المعاني الباطنية للقرآن، لا تقف عند الحد الذي تصل إليه مداركنا القاصرة بل هي  أمر فوق ما نظن وأعظم مما نتصور ) ويذكر في نفس الصفحة : (أما المعنى الباطن فلا يقف على جريانه على اللسان وحده بل لا بد فيه مع ذلك إلى نور يقذفه الله تعالى  في قلب الإنسان، يصير به نافذ البصيرة سليم التفكير، ومعنى هذا أن التفسير الباطن ليس أمرا خارجا عن مدلول اللفظ القرآني) ويقول أيضا: (أما الصوفية أهل الحقيقة وأصحاب الإشارة فقد اعترفوا بظاهر القرآن ولم يجحدوه كما اعترفوا بباطنه ولكنهم حين فسروا المعاني الباطنية خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، فبينما تجد لهم أفهاما مقبولة تجد لهم بجوارها أفهاما لا يمكن أن يقبلها العقل أو يرضى بها الشرع)( ).
والخلاصة في رأي الذهبي : ( أن مثل هذه التفاسير الغريبة للقرآن مزلة قدم لمن يعرف مقاصد القوم، وليتهم احتفظوا بها عند أنفسهم ولم يذيعوها على الناس فيوقعهم في حيرة واختلاف، منهم من يأخذها على ظاهرها ويعتقد أن ذلك هو مراد الله من كلامه، وإذا عارضه ما ينقل في كتب التفسير على خلافها ربما كذب بها أو أشكل عليه ومنهم من يكذبها على الإطلاق ويرى أنها تقول على الله وبهتان، إذن ليتهم ما فعلوا ذلك، إذن لأراحونا من هذه الحيرة وأراحوا أنفسهم من كلام الناس فيهم وقذف البعض لهم بالكفر والإلحاد في آيات الله )( ).
أقسام التفسير عند الصوفية
انقسم التفسير عند الصوفية إلى اتجاهين :
       الاتجاه الأول : التفسير النظري : وهو التفسير المبنى على نزعة فلسفية حيث تتوجه الآيات القرانية لديهم وفق نظرياتهم وتتفق مع تعاليمهم. وقد سلك هذا الاتجاه في التفسير فلاسفة الصوفية ويعد ابن العربي شيخ هذه الطريقة . وقد قال الذهبي :( يأبى الصوفي إلا أن يحول القرآن عن هدفه ومقصده إلى ما يقصد هو ويرمي إليه وغرضه بهذا  كله أن يروج لتصوفه على حساب القرآن ...).
      الاتجاه الثاني :  التفسير الإشاري : هو تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك ولا يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة.
الفرق بين التفسير النظري و التفسير الإشاري : 
    وأما من جهة الفرق بين التفسير النظري و التفسير الإشاري  في أثرهما على تفسير القرآن فقد ذكر الشيخ محمد حسين الذهبي وجهين للتفريق بين التفسير الصوفي الإشاري والتفسير الصوفي النظري هما :
1. أن التفسير الصوفي النظري ينبني على مقدمات علمية تنقدح في ذهن  الصوفي أولا ثم ينزل القرآن عليها بعد ذلك . أما التفسير الإشاري فلا يرتكز على مقدمات علمية بل يرتكز على رياضة روحية - يأخذ الصوفي نفسه بها حتى يصل إلى درجة إيمانية تنكشف له فيها من سبل العبارات هذه الإشارات، وتتوالى على قلبه تحليل الآيات من المعاني الربانية.
2. أن التفسير الصوفي النظري يرى صاحبه انه كل ما تحتمله الآية من المعاني , وليس وراءه معنى آخر تحمل عليه الآية . أما التفسير الصوفي الإشاري فلا يرى الصوفي أنه كل ما يراد من الآية بل يرى أن هناك معنى آخر تحتمله الآية ويراد منها أولا وقبل كل شيء ذلك المعنى الظاهر الذي ينساق إليه الذهن قبل غيره.
 
 
أنواع الإشـارات :
     ذكر صاحب تفسير التحرير والتنوير أنواعا للإشارات ومجرى معانيها حيث قال : ( وعندي إن هذه الإشارات لا تعدو واحدا من ثلاثة أنحاء : 
الأول : ما كان يجري فيه معنى الآية مجرى التمثيل لحال شبيه بذلك المعنى كما يقولون مثلا  (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه) أنه إشارة للقلوب لأنها مواضع الخضوع لله تعالى إذ بها يعرف فتسجد له القلوب بفناء النفوس . ومنعها من ذكره هو الحيلولة بينها وبين المعارف اللدنية وسعى في خرابها بتكديرها بالتعصبات وغلبة الهوى ...
الثاني : ما كان من نحو التفاؤل فقد يكون للكلمة معنى يسبق من صورتها إلى السمع هو غير معناها المراد وذلك من باب انصراف ذهن السامع إلى ما هو المهم عنده والذي يجول في خاطره وهذا كمن قال في قوله تعالى ( من ذا الذي يشفع ) من ذل ذي إشارة للنفس يصير من المقربين للشفعاء فهذا يأخذ صدى موقع الكلام في السمع ويتأوله على ما شغل به قلبه . ورأيت الشيخ محي الدين يسمي هذا النوع سماعا ولقد أبدع .
الثالث : عبر ومواعظ وشأن أهل النفوس اليقظى أن ينتفعوا من كل شيء ويأخذوا الحكمة حيث وجدوها فما ظنك بهم إذا قرأوا القرآن وتدبروه فاتعظوا بمواعظه فإذا أخذوا من قوله تعالى : (فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا ) اقتبسوا أن القلب الذي لم يمتثل رسول المعارف العليا تكون عاقبته وبالا ...وكل إشارة خرجت عن حد هذه الثلاثة الأحوال إلى ما عداها فهي تقترب إلى قول الباطنية رويدا رويدا إلى أن تبلغ عين مقالاتهم) ( ).
المبحث الثالث
شروط قبول التفسير الصوفي :
أن العلماء الذين جوزوا التفسير الإشاري اشترطوا شروطا لكي يكون لونا من التفسير بالرأي المحمود , وارتأينا أن نذكر ما نصه من كتاب ( التصوف ) : 
(يرى الدكتور محمد كمال جعفر أنه لا بد قبل تقرير شروط قبول التفسير الصوفي التنبه إلى أن التفسير الصوفي يرتبط بنوعية اعتقاد المفسر, ويرى في شرطه لقبول التفسير الصوفي أن تأويل الصوفية للقرآن أو الفهم الخاص له إذا خلا من أي هدف سياسي أو اجتماعي ، سواء كان لرد اعتبار أو كوثيقة أمن أو بسط سلطان أو كسب ثروة أو احتفاظ بمراكز نفوذ تتعلق بأشخاص أو بجماعات، إذا لم يكن له مثل هذا الهدف وإذا كان لا يعارض نصا قرآنيا آخر، ولا يعارض الاستعمال العربي، ولا يؤدى إلى تحريف أو انحراف، وإذا كان وجوده يضيف ثروة روحية أو عقلية ، وإذا كان لا يدعى من السلطة ما يجعله أمرا ملزما، بفرض واحديته في الأحقية، إذ كان كذلك فهو تأويل مقبول، ليست له غاية إلا تعميق الفهم عن الله الذي ما زال كتابه منبعا لا يغيض ومعينا لا ينضب للحقائق والأسرار)( ).
ومن ثم وبناء على ما سبق من الآراء يمكن تقرير الشروط التي يقبل بها التفسير الصوفي في العناصر الآتية :
1- ألا يكون التفسير الصوفي منافيا للظاهر من النظم القرآني الكريم.
2- أن يكون له شاهد شرعي يؤيده.
3- ألا يكون له معارض شرعي أو عقلي.
4- ألا يدعى أن التفسير الصوفي هو المراد وحده من الظاهر.
5- ألا يكون التأويل بعيدا لا يحتمله اللفظ فيه تلبيس على أفهام الناس.
  فإذا توفرت هذه الشروط، وليس للتفسير ما ينافيه أو يعارضه  من الأدلة الشرعية، جاز الأخذ به أو تركه، لأنه من قبيل الوجدانيات، والوجدانيات لا تقوم على دليل نظري، وإنما هو أمر يبعث على تنمية المشاعر وتحصيل مكارم الأخلاق، فيجده الصوفي من نفسه ويسرَّه بينه وبين ربه، فله أن يأخذ به أو يعمل بمقتضاه دون أن يلزم به أحدا من الناس، والأحرى ألا يسمى هذا اللون من الفهم تفسيرا وإنما يسمى ذكر النظير بالنظير الذي يعتبر صحيحا( ).
شروط قبول التفسير الإشاري :
        (تفسير الناس يحاور على ثلاثة أصول : 
1. تفسير على اللفظ وهو الذي ينحو إليه المتأخرون.
2. وتفسير على المعنى وهو الذي يذكره السلف.
3. وتفسير على الإشارة والقياس وهو الذي ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم.
وهذا لا بأس به بأربعة شرائط : 
1- أن لا يناقض معنى الآية.
2- وأن يكون معنى صحيحا في نفسه. 
3- وأن يكون في اللفظ إشعاراً به. 
4- وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم. 
فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا)( ).
وأيضا في مناهل العرفان : ( ... أن التفسير الإشاري لا يكون مقبولا إلا بشروط خمسة وهي :
1- ألا يتنافى وما يظهر من معنى النظم الكريم.
2- ألا يدعى أنه المراد وحده دون الظاهر.
3- ألا يكون تأويلا بعيدا سخيفا كتفسير بعضهم قوله تعالى : ( وإن الله لمع المحسنين ) بجعل كلمة لمع فعلا ماضيا وكلمة المحسنين مفعوله.
4- ألا يكون له معارض شرعي أو عقلي.
5- أن يكون له شاهد شرعي يؤيده) ( ).
 
المبحث الرابع
تفسير مواهب الرحمن أنموذجا
 
سمة المنهج الإشاري في تفسير مواهب الرحمن :
الملاحظ على تفسير مواهب الرحمن أنّه اعتمد سمة المنهج الإشاري, فكان طابعاً مُميزا عَكَس عرفانية السيد السبزواري؛ لذا ارتأينا تسليط الضوء على بعض من لمحات هذا المنهج في تفسيره.
   حيث أن البحث الإشاري العرفاني لدى السيد السبزواري متناسقا مع بحوثه الأُخرى من حيث الطرح والمنهج, ومما لا شك فيه أنّ القارئ يتحسس أنّ تناول السيد السبزواري لهذا الجانب يقترن بتفاعله مع المادة المطروحة, أي تشعر بعرفانيّة السبزواري(قدس سره) بحيث ترى أنّ السيد السبزواري عاش القرآن الكريم في سلوكياته وأخلاقه واتخذه منهجاً في حياته العلمية. 
ففي تعقيبه على آيات الإنفاق يقول(قدس سره): ( إنّ استغراق العبد في العبودية المحضة تلذذ من الجمال المطلق الأتّم, واستشعار بالكمال الأرفع الأهمّ, { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }( ), وفي مثل هذه المرتبة تتّحد الحقيقة والفعل والفاعل, وحينئذٍ يقصر القلم عن البيان, ويكلّ اللسان عن الكلام).
والعبودية الحقيقية هي التي تظهر آثارها على العبد, فلا تصدر عن معصية ولا يخطر في باله غير رضاء الرب, وفيها قال علىّ(عليه السلام) : ( اعبد الله كأنك تراه, فإنْ لم تراه فإنّه يراك, واحذره أن يراك حيث نهاك), (وأنّها إذا استولت على القلب فلا يشغله شاغل من الشواغل الماديّة الدنيوية, ولا يمنعه مانع من الإنفاق في سبيل الله تعالى )( ).
وفي تعقيبه على آية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}( ), يقول(قدس سره): ( ولكلام الحق تعالى جذبات وللقرآن كذلك, وللموعظة الصادرة عن أهلها جذبات بمراتبها المختلفة, التي لا حدَّ لها, ومع تحقّق تلك الجذبة كيف يتصور الإكراه ؟)( ). 
وفي تعليقه على آية البرّ في قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}( ), يقول(قدس سره): ( من أفضل البرّ وأهمّه هو الانقياد لأوامر الله تعالى وإطاعته في كلّ ما شاء وأراد, والتفاني في مرضاته (عزّ وجلّ) الذي هو آخر حدّ الإمكان وأوّل حدّ الوجوب, كما أنّ أعلى المحبوبات عند الناس هو حبّ الجاه والشرف والعزّة, ولا بدّ من إنفاق هذا المحبوب في ساحته (جلّ جلاله) لينال العبد الغاية القصوى من البرّ بالمعنى المطلق, وعليه سيرة أولياء الله المخلصين )( ).
لقد أراد مُفسِّرنا الجليل ومن خلال هذا المقطع أنْ يشير إلى أنّ إطاعة العبد لأوامر مولاه فيها صلاح للنفس والمجتمع وبعكسه يحصل الفساد والإفساد {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}( ).
ومن هذه الطاعات هو البر الذي هو مطلق الطاعة, فكل ما يدخل في طاعة الله ويمكن أن يكون عنواناً لها فهو يعد براً, كما أشار السيد السبزواري إلى أنّ تمامية الطاعة لله تعالى بكل أنواع البر لابد انْ يصل العبد فيها إلى درجة التفاني في مرضاة مولاه, والذي عبر عنه بأنه آخر حد الإمكان وأول حد الوجوب, حيث فرض سبحانه وتعالى الطاعة على الإنسان في الميثاق وهو أول عوالمه وأراد منه السعي لنيل مرضاته فخلق فيه الإمكان, بمعنى أنّه مكنّه لتحصيل رضاه سبحانه عن طريق الطاعة, قال تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ}( ), فكان الغاية من التمكين هي رضاه ولا غاية لعاقل سواها قال تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ}( ).
فكان عليه أنْ يتدرج في مرضاته حتى يصل إلى حد الفناء في الله وهو أقصى حدود الإنسان, فإنّ لكل مخلوق من خلق الله حد يحده  لا يمكن تجاوزه مطلقا, هذا من جهة حد الإمكان, أمّا من جهة حد الوجوب فإنّ المنوط بالإنسان هو الفناء وما كان قبله يعد مقدمة له فالتدرج في الكمالات في حد نفسه ليس واجباً؛ لأنه ليس هو الغاية بل الغاية هي الوصول إلى تمام الكمال وهو الفناء في الذات الإلهية المقدسة. 
وبعد بيان أنّ أعلى المحبوبات عند الناس إنمّا تنحصر بحب الجاه والشرف والعزة أراد +بيان أنّه من الواجب على العبد من إنفاق هذا المحبوب في مرضاة الحق (جلّ جلاله), إذ لا إشكال في أن ما ذكر من حب الجاه والشرف والعزة يعد من الأمور الوهمية في هذه الدنيا الموهمة, فلا بد من إنفاق القدرات في طريق الآخرة.
وأجمل بالإنسان أن ينفق أجمل وأنفس ما عنده! وفي الواقع لم يكن ذلك إنفاقاً وإنّما ادخار, فإنّ الدنيا مزرعة الآخرة, قال تعالى:{وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ}( ). 
كما أنّ السيد السبزواري تكلم عن مقام الشهداء والمجاهدين في سبيل الله, وذلك من خلال تعليقه على قوله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}( ).
حيث يقول (قدس سره): (يستفاد من قوله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ} كمال العناية بالشهداء الذين قتلوا في سبيل الله, فقد أرادوا من جهادهم وبذل أرواحهم الغالية في إعلاء كلمة الله وإحياء الحق وإماتة الباطل, فأعطاهم الله تعالى الأجر الجزيل, والثناء الجميل والذكر الحميد, ومنحهم السعادة الكبيرة أنْ جعلهم عنده يرزقون ويستبشرون ويفرحون, قد خلت حياتهم عن كل ما ينغصّها من الخوف والحزن والآلام )( ).
ثم أنّ مفسرنا الجليل بعد أنْ بين مقام الشهداء وما منحهم إياه الحق سبحانه وتعالى من الأجر والثواب والدرجة العالية والمنزلة الرفيعة, أراد الانتقال من الكلام حول الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر- وهو جهاد النفس- فقال+:>فإذا كان الجهاد الأصغر له هذه الحظوة عند خالق الأرواح, فما ظنك بالجهاد الأكبر مع النفس الأمارة لكسر سورتها, وقمع الهوى بالصبر والاصطبار, وكان العبد معه مطيعا لمولاه مخالفا لهواه مراقبا لنفسه وأعماله وأقواله فإنّ له الفضل العظيم والمنزلة الكبرى عند الله (عز وجل), قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}, والجهاد الأصغر وان كان في وقت معلوم, أمّا الجهاد الأكبر فإنّ مدته أطول ومعاناته أشد وأعظم<( ).
هنا أراد (قدس سره) بيان أنَّ السبيل الوحيد لكسر الأصنام الجاثمة على قلب الإنسان إنّما يكون بجهاد النفس, حتى يهوي الشرك والكفر تحت أقدام المؤمنين {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}( ). 
وفي تعقيبه على مقطع تقطيع الطيور بالنسبة إلى رسمه لشخصية إبراهيم (عليه السلام) يقول &:>فشرقت على قلبه الأنوار القدسية, فاتّخذه الله خليلاً وجعل الحبيب من نسله, فصار الخليل يفتخر بالحبيب والحبيب يفتخر بالخليل, لما بينهما من الجامع القريب, من شروق النور الأزلي على قلبيهما والوصول إلى مقام الوصال, والينبوع الذي لا يعقل فيه النفاد, وبمدبّر حكيم لا يتصّور فيه التغيّر والفساد,...
 وصدر منه العجائب والغرائب؛ لأنّه مستمد من مدد الغيب الذي لا حدّ له, فيكون إحياء الموتى على يديه أيسر شيء )( ).
ولقد حاول الدكتور عبد الرؤوف إيجاد عملية ربط لمثل هكذا مقاطع حيث قال: ( نجد من النماذج المتقدمة أنّ الباحث يتفاعل أولا مع كتابه, ويربط ذلك ثانيا بالمناسبة التي تفرزها, فقد ربط بين آيات الإنفاق وبين العبودية الحقيقية التي لا يشغلها شاغل دنيوي عن الإنفاق في سبيله, وربط بين فقرة{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}؛وبين جذبات الحب التي لا يتصور الإكراه فيها وربط بين مقطع تقطيع الطيور, وبين شخصية إبراهيم من حيث استيلاء العبودية على قلبه وإمحاء المسافة بينه وبين الله تعالى, ومن ثم بين ذلك وبين العملية اليسيرة بالنسبة إليه وهي: إحياء الطيور)( ). 
 
نتيجة :
من هنا نستنتج : أن البعض من الكتّاب أعتبر الإشارات منهجا للصوفية فجعل ذكرها مقارنا للصوفية ولذا حين ذكر المنهج الصوفي فيعني به هو نفسه الإشاري والبعض الآخر فرّق بين المنهج الإشاري الصوفي والمنهج الإشاري بصورة عامة وذلك من ملاحظة أن بعض التفاسير لغير الصوفية أنتهج مفسريها منهج الإشارت في تفسير بعضا من آيات كتاب الله الحكيم مثل تفسير النيسابوري , وتفسير الألوسي , وتفسير التستري , ومن تفاسير المذهب الإمامي تفسير مواهب الرحمن , والميزان) 
 
الخاتمة
لا يكون العارف بالله عارفا حتى يتلمس معنى القرب الالهي ولهذا القرب مناهج وطرق تختلفمن شخص لآخر ومن هؤلاء الاشخاص هم العرفاء الذين تفانوا في الخالق  عز وجل ومعرفة الله تختلف من شخص الى اخر وهذا مما لا ضير فيه لأن معرفة الله بعدد انفاس الخلائق  أو ان طرق الوصول اليه تبارك وتعالى بعدد أنفاس الخلائق والساعي في هذا الطريق يصل الى نحو من العلم والمعرفة بلا شك.
ومن خلال البحث والاطلاع فإن هناك مناهج في العرفان ومنها المنهج الإشاري وهو الذي له سمة منتهجة في تفسير السيد السبزواري (قدس سره) في كتابه مواهب الرحمن في تفسير القرآن, وهو منهج واسع وناظر إلى الجهة الأخرى للآيات القرآنية والتي قد لا ينال معرفتها إلا ذو حظ عظيم , حيث أن الإشارات الواردة في الآيات ليست محط لكل فرد وعقل , بل انم حطها هو من استشعر بها قلبه وعقله القرب الإلهي والمعرفة الحقة , فلازم المعاني الظاهرية للقرآن معان أَخر , توصل لها السيد السبزواري (قدس سره) بمنهجه والذي هو العرفان وسمة الإشارات.
ولازم ذلك شروط قبول المنهج الاشاري بهذه الصبغة التي تعطي لآيات كتاب الله معان حقة مستمدة من توصيات أهل العصمة الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين).
 
----------------
( )لمزيد من الاطلاع, انظر: دروس في المناهج والاتجاهات التفسيريّة للقرآن: 310.
 ( )مناهل العرفان للزرقاني 2: 56.
 ( )التبيان في علوم القرآن للصابوني ص191.
 ( )انظر: التحقيق في كلمات القرآن الكريم 6: 149
 ( )أصول التفسير وقواعده: 205ـ206.
 ( )ينظر: مناهل العرفان 1: 497.
 ( )ينظر: المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 110.
 ( )ينظر: تفسير العياشي 1: 22, ح5 , وقريب من ذلك في كنز العمال 1: 550, ح2461.
 ( )بحار الأنوار 89: 103و20.
 ( )سورة فصلت:  53.
 ( )تفسير المحيط الأعظم والبحر الخضم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم  1:  206.
 ( )ديوان الإمام علي(عليه السلام): 175.
 ( )انظر:تطور تفسير القرآن:  153, مناهل العرفان  2:  8.
 ( )التوبة: 123.
 ( )فتاوى ومسائل ابن الصلاح في التفسير والحديث والأصول والفقه.تحقيق د. موفق عبد الله عبد القادر1: 196.
 ( )العقائد النسفية وشرحها. سعد الدين التفتازانيص143.
 ( )التفسير والمفسورن .د محمد حسين الذهبي 3: 22 دار الكتب الحديثة.
 ( )التفسير والمفسورن .د محمد حسين الذهبي 3: 42 دار الكتب الحديثة.
 ( )تفسيرالتحرير والتنوير . أبن عاشور 1: 16.
 ( )التصوف.د محمد كمال جعفر ص26.
 ( )التصوف.د محمد كمال جعفر ص160.
 ( )التبيان في أقسام القرآن . ابن القيم ص 49.
 ( )مناهل العرفان . الزرقاني : 2: 58.
 ( )سورة السجدة:  17.
 ( )مواهب الرحمن في تفسير القرآن 4: 423ـ424.
 ( )سورة البقرة: 256.
 ( )مواهب الرحمن في تفسير القرآن  4: 308.
 ( )سورة آل عمران:  92.
 ( )مواهب الرحمن في تفسير القرآن  6: 155.
 ( )سورة الأعراف:  56.
 ( )سورة الأعراف: 10.
 ( )سورة الأحقاف: 26.
 ( )سورة البقرة: 272.
 ( )سورة آل عمران:  169ـ170.
 ( )مواهب الرحمن في تفسير القرآن 7: 84.
 ( )المصدر السابق 7: 84 ـ 85 , سورة العنكبوت 69.
 ( )سورة الجاثية: 23.
 ( )مواهب الرحمن في تفسير القرآن 4:  352.
 ( )ينظر: منهج السيد عبد الأعلى السبزواري في التفسير: 85ـ86 , سورة البقرة:  256.
 
1434هـ - 2013م
Falah72n@yahoo.com
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/26



كتابة تعليق لموضوع : بحث في : المنهـج الإشـاري في التفسير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net