صفحة الكاتب : مدحت قلادة

لقاء مع المريمات
مدحت قلادة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد يوم عاصف مملوء حزنا وبكاء على ملائكة سقطت مضرجة فى دمائها تحولت الفرحة إلى حزن.. عمت الكابة كل الحاضرين بعد البكاء كالأطفال حاولت النوم قليلا لم أستطع وإذا بذهنى يقودنى يمينا ويسارا وكم الحزن داخلى يقودنى لاستقطع عدة دقائق أتخيل فيها حوار مع الملائكة المريميتان الشهيدتان على أيدي دعاة الايمان .
 
فاذ بهما وجوههما فرحة ابتساماتهما معزية وسلامهما يفوق كل عقل ...هكذا رأيتهما وشاهدتهما.. وفي غمرة الحلم  سألت : بماذا تشعران ؟ أجابتا : بفرح شديد ..لا بكاء ..ولا دماء ولاعويل ..!  لماذا وكيف يتحول البكاء إلى ضحكات والعويل إلى ابتسامات كيف ؟
إننا شهديتان  ....شهادة؟  هذه الكلمة لها عندنا  مفهوم آخر فهى صفة لقاتل أو لص أو مجرم فجر نفسه ليسرق أرواح الآخرين !! الشهداء فى ربوع بلادنا هم قتلة سفاحين لديهم صك من رجل يقال عنهم أنهم رجال دين يحللون الباطل ويحرمون الحق وينشرون الظلم ويبعدون عن العدل ... شهديتان ؟؟ كيف وقد جردوكما كما فعلوا مع كل من هم مثلكما ؛ من صفة  الشهادة  أتعرفان ما كتب عنكما فى الجرائد ؟ انكما ضحيتان  وليس شهديتان  ؟...فجريدة اليوم السابع كتبت بعنوان عريض ضحايا الأقباط ولم تكتب شهداء .... بابتسامة جميلة تجيبان : شهادتنا  مختلفة  لاننا متمسكتان بإيماننا الذى ينادى بالسلام والحب والخير لقد اغتالتنا يد  ليست من بني البشر .من يعتقد أنه وحده يمتلك الإيمان و الحقيقة, من يعتقد كذبا أنه مدرك لجوهر الله ....فالله ليس بقاتل هو كما كنا نذكره على الأرض , الله محبة , هذا إيماننا الله الذى تعبدنا به على الأرض . 
نعبد إله واحد ..إله محب وصادق وعادل هو معني الجمال ..وليس إله االقبح والكراهية والظلم ... الله الذى عبدناه كنا نردد كلمات ترانيمه الجميلة ... (عايز تعرف ليه انا مسيحى وليه باحب يسوع وليه صليب مرسوم على ايدى ولية فى قلبى خشوع ....شجاعتى مش فى السيف والحربة ولا هزيمة الناس .....وسيفى يغلب خطية ماهرة ودرعى صوم وصلاة ) ..... هذا هو الله الذي نؤمن به .
 
حينما تقرأ فى كتابنا المقدس ستدرك حقيقة الموت فى المسيحية هل شاهدت الصلوات على أجسادنا هل سمعت صوت الكاهن وهو يردد : إذ ليس موت لعبيدك بل هو انتقال ...نحن انتقلنا ...وهل سمعت كلمات الكتاب فى سفر الرؤيا طوبى للأموات فى الرب يستريحون من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم ....هل تعلم أننا نشعر بكم ونشعر بكم على الأرض هل تعلم أن دموع ووجه أمهاتنا  أمامنا ..وإننا  شفيعتان  لهما أمام عرش النعمة؟  نصليا  لأجل اكمال جهادهما على الأرض بسلام ...هل تعلم أننىا تأثرنا ببكاء الأصدقاء فى المدرسة مسلمين ومسيحين ؟ .
 
هل تعلم أنه يوجد أخ مسلم مات معنا شاركنا فى عرسنا ...هل تعلم أن معايير الله تختلف عما ترددوه أنتم على الأرض ؟
ان الله المحب الطيب القلب الذى قال للجميع تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الاحمال وانا أريحكم " لقد أرحنا الله من تعبنا ونلنا مكانة عظيمة فى الكنيسة  مع الشهداء فشهدائنا كما قلت لك سابقا شهادة على الثبات وليس أعمال القتل ....هنا عرفنا كم عديد من البشر مخدوعين فسمعنا تعبيرات وكلمات ضد جوهر الله وهو الحب مثل:  كرهتك فى الله  !!! وااقتلك لأتقرب بدمك للاله !! حاشا للله المحب  صانع السلام وهو القائل لنا طوبى لصانعى السلام لانهم أبناء الله يدعون .... أفاقني رنين الهاتف  لأعود لأرض الشقاء وأفكار أهلها البعيدة عن فكر الله وجوهر الله.. لأشاهد خبرا عن شخص مقبوض عليه فى أفغانسان كان يسعى لعملية انتحارية وارتدى الحزام الناسف ليقتل أكبر عدد من المساكين المسالمين النساء والأطفال واهتم بعضوه وحصنه بالفولاذ  ليحميه من الانشطار !! وحينما قبض عليه وسئل عن سبب ذلك : أجاب  المسكين لكى استطيع مضاجعة الحوريات .....كم هم مساكين ...إلى اي مدى هم دُمى فى أيدي الشياطين ....
 
Medhat00_klada@hotmail.com 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مدحت قلادة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/28



كتابة تعليق لموضوع : لقاء مع المريمات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net