على ابواب الامتحانات العامة البكلوريا

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في ظل الاحداث الساخنة من تشكيل الحكومة العراقية الى العمارات المفخخة الى من سيفوز بدرع الدوري الاسباني ... الى انشغال المواطن البسيط بدفع اجور المولدات الكهربائية ورحم الله الاجداد حينما كانوا يقرؤون على ضوء القمر الى ماتبثه بعض القنوات من انحطاط اخلاقي من المسلسلات المدبلجة الى انقطاع الطرق هنا وهناك بسبب اعمال الحفريات التي اعيدت اكثر من مرة ... كل هذه الامور النفسية والمعنوية والمادية والتي ترهق الطالب والاسرة تاتي هذه الاحداث في اجواء يعيشها ابنائنا كل سنة في مثل هذه الايام من امتحانات البكلوريا والتي سوف تحدد مصيرهم بدخولهم الجامعة .


ولنتابع بعض دول العالم والتي مرت بازمات اما بمستوى ازمات العراق او اقوى منها .


اليابان ( قنبلة هيروشيما ) حينما سأل احد زعمائها ماذا فعلت القنبلة لكم اجاب استفدنا منها اكثر من ضررها فقد بدأنا بالقراءة وتحسين واقعنا التعليمي لكي لاتقع علينا قنبلة اخرى .


دول جنوب اسيا والتي تسمى اليوم نمور اسيا الاقتصادية حيث سارعت منذ اكثر من اربعة قرون الى تحسين نظامها التعليمي واعتمدت على نظام اختيار المواهب والكفاءات ...


اما في العراق وبعد اثنتين واربعين سنة منها خمسة وثلاثين تحت حكم البعث الذي اذاق العراقيين الويلات حينما كان الطالب لايقبل في الجامعة الا بعد ان يحصل على معدل اكثر 71 ومادون كان يذهب الى محرقة الموت التي دائما ما يشعلها الشيطاين هنا وهناك والذي ادى هذا النظام الى هروب اغلب الكفاءات الى الخارج.. وسبع سنوات بعد ذلك لم نرى تحركا ايجابيا صحيحا وانما نقول عليه تخبط كان اخرها العام الماضي حينما اصبح الرابع العام الى رابع ادبي ورابع علمي بعد ان كان الطالب يختار ان يكون اختصاصه علميا ام ادبيا بعد نجاحه من الرابع العام ..


لذا نلاحظ ان اسباب تدني المستوى العلمي في نتائج البكلوريا لكل الاعوام السبعة الماضية هي :-


1- صعوبة الاسئلة والتي لاتراعي الفروق الفردية بين الطلاب


2- قلة الابنية المدرسية حيث تحتل محافظة البصرة النسبة الاكبر في ذلك حيث توجد فيها 350 مدرسة مزودجة او ثلاثية


3- الدروس الخصوصية وكثرتها في الاونة الاخيرة وخاصة من المشرفين الذين هم قدوة لبقية زملائهم من المدرسين


4- اهمال الجانب التدريبي نهائيا واقتصاره الى فتح دورات لمدة ثلاثة ايام لكل مادة وفي ذروة بداية العام الدراسي الذي يجب ان يستغل على اكمل صورة كون الطالب والمدرس لديه الاندفاع الكافي لتقديم الجهد


5- عدم استقرار الملاكات التعليمية حيث نرى ان بعض المدارس تعاني من نقص حاد في تدريس بعض المواد ومدارس متخومة لاياخذ المدرس الواحد فيها اكثر من 4-8 حصص


6- عدم وجود مدارس موهبين في كل محافظة الا مدرسة واحدة لكل ثلاثة محافظات


7- قلة رواتب التدريسين مقارنة باقرانهم بالوزارات الاخرى ولنفس الشهادة وقد يكون الموظف مثلا خريج المعهد في وزارة اخرى اعلى راتبا من المدرس خريج الكلية في وزارة التربية


8- قلة الوعي باهمية العلم والتعلم بين اوساط المجتمع وخاصة في القرى والارياف لذا نحن بحاجة الى توعية ثقافية تنهض بالمجتمع


9- وجود بعض المتسلطين في الوزارت والمديريات العامة من البيروقراطيين والذين هدفهم زيادة الروتين على ما هو موجود اصلا


10 - واخيرا وليس اخرا عدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب واقصد من اقصد


من كل هذا نلاحظ ان طالبنا عندما تاتي امتحانات البكلوريا فانه يعيش في رعب وخوف هو وعائلته وتاتي محنة الامتحانات ليعيش الطالب في جو مشحون يساعده بذلك جو المدارس الخالي من ابسط المقومات التي تساعد الطالب على اداء الامتحان ...


وجوه مكفهرة تستقبل الطالب بتشجن عند باب القاعة الامتحانية كانه داخل الى قاعة محكمة يلحقها انقطاع الكهرباء فيبدا الطالب هنا بالتصبب بالعرق في جو تصل درجة الحرارة فيه الى 50 درجة مئوية الا في بعض الحالات النادرة حينما توفر بعض المدارس المولدات المنزلية او بتبرع بعض الخيرين من اصحاب المولدات للمدارس ببعض الامبيرات لكي يتم تشغيل مروحة سقفية او ارضية بينما نلاحظ انها غير كافية في هذا الجو اللاهب


لذلك ندعو كل من له يد في هذه الامتحانات ان ينظر الى ابنائنا الطلاب على اساس انهم اولاده الذين يؤدون هذا الامتحان وليترك الطالب


وينظر الى نفسه هل يستطيع ان يجلس لمدة ثلاثة ساعات يحل اسئلة المواد العلمية وقد نسي فرعا هنا ولم يتذكر فرعا هناك ليخرج وقد اغتلس من جراء ما فقد من ماء التعرق ..


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


احمد الماجد


تربوي عراقي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/05/09



كتابة تعليق لموضوع : على ابواب الامتحانات العامة البكلوريا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net