الولاية الثالثة بين نيجيرفان والمالكي
باقر شاكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد ملأت القوى السياسية الساحة العراقية صراخا وتهويلا وتحذيرا من ان يرشح رئيس الوزراء نوري المالكي الى دورة ثالثة كرئيس للحكومة العراقية وقبل ان يصرح هو او يقول انني سارشح الى دورة رئاسية قادمة وهذا التهويل والصراخ لم يقتصر على جهة معينة وانما اغلب الفرقاء السياسيين الذين باتوا اليوم يخافون ترشيح نفسه(المالكي) مرة اخرى فهم يعرفون سلفا ان الحصول على رئاسة الوزراء من قبل المالكي للدورة القادمة قد يكون مسلما وامرا باتا ولكن هم ككتل سياسية يعملون وفقا للقول المأثور "نتغذى به قبل ان يتعشى هو بنا " ولم يقولوا لنحتكم الى صناديق الاقتراع او رأي الشعب العراقي ماذا يقول وما يريد ومن يريد ، هذه الموازين باتت اليوم وفقا لما تشتهيه الكتل السياسية واجنداتها وليس صندوق الناخب العراقي وفيما اذا كان هذا الشعب يختار عدم اعطاء الثقة الى رئيس الحكومة مرة اخرى فكان بها ليتنحى الرجل ويقبل بما قاله ابناء العراق وهي ارادة جماهيرية وسأكون أنا شخصيا اول الداعين له بالخروج عبر مقال اكتبه فور ظهور النتائج الاولية بذلك ولكن لا يمكن ان تعادي انسانا وتمنعه حقه الطبيعي في العمل السياسي .

ما يثير الاهتمام والحمق السياسي ان الحديث بالدكتاتورية والتسلط والتمسك بالكرسي يأتي كثيرا على ألسنة القادة الكورد سواء في التحالف الكردستاني او المسؤولين في اقليم كردستان العراق في الوقت الذي نرى فيه انهم متمسكون بالكرسي والمنصب والسلطة اكثر من أي سياسي اخر في العراق فهذا السيد نيجيرفان البارزاني نسيب السيد رئيس الاقليم يبقى في منصبه رئيسا لحكومة الاقليم للمرة الثالثة على التوالي وكذلك السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم هو ما زال منذ التسعينات والى اليوم على صدارة السلطة في الاقليم ومع انتهاء مدة رئاسته الاخيرة فهو لا زال الى اليوم يتربع على منصب رئيس الاقليم رغم انتهاء الولاية التي يجوز ان نسميها الولاية الخامسة منذ العام 1991 بعد خروج الاقليم عن السلطة المركزية ، وكذلك الرئيس العراقي فخامة رئيس الجمهورية الذي ما زال رئيسا للبلاد دون تغييره على الرغم من شدة مرضه شافاه الله فلم يستبدلوه بشخص اخر ليبقى رئيسا لبلد مثل العراق وفي وضع مثل وضع المنطقة الذي نعيشه ولا يمكن ان يتم تغييره لأنهم يريدون ذلك ..

بربكم اليست هذه هي الديكتاتورية بعينها وهم يمارسوها من قبل الاقليم على الحكومة الفيدرالية الأم ويصرخون ليل نهار ان المالكي ديكتاتور ويريد التشبث بالسلطة ،، فماذا تسمون ذلك ايها السادة ديمقراطية اخرى تعنيكم وتهمشون الاخرين معكم ، اليس كتلة التغيير لها ثقلها فلماذا لا يكون لها دور لينحصر زمام السلطة بأيديكم ،، فاذا قبلنا بمبدأ الرفض لولاية ثالثة للمالكي فلابد ان يسري ذلك ايضا على السيد نيجيرفان البارزاني او السيد مسعود البارزاني وهذه هي المعادلة الحقيقية إن اردتم.

الموضوع السابق الخوف من الإنتخابات ..!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat