صفحة الكاتب : فؤاد المازني

هل في حاضرنا من يحمل هكذا حب وهكذا تضحية ؟؟؟؟؟؟
فؤاد المازني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 المتأمل لأحداث كربلاء وواقعة الطف التي دارت رحاها بين معسكرين أحدهما يمثل الباطل والآخر يدافع عن الحق .. يتصفح من خلالها مآثر قلما يجدها تجتمع في ملاحم تاريخية أخرى ، ودائماً يحدثنا التاريخ أن معسكرات الحق لاتتناسب في عددها وعدتها العسكرية مع معسكرات الباطل التي تزخر بالعدة والعدد ، ولكن تبقى المبادىء والقيم والأخلاق هي الراجحة في كفة إنتصارات الحق المستقبلية وليست إنتصار الباطل العسكري الآني إن حصل ..
     رغم السويعات القليلة التي دارت فيها ملحمة الطف وإنتهت بمصرع قائدها الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، إلا أنها سجلت في كل لحظة من لحظاتها المعاني السامية لجذوة العشق الإلهي وعمق الإيمان الرسالي والذوبان في نصرة الحق الحسيني المنادي بالإصلاح ، الى الحد الذي يتخطى في مفرداته ماهية حياة الإنسان وحبه للبقاء بكل أبعادها الدنيوية مما لم يعرف له مثيل في تاريخ الأمم السابقة واللاحقة .
      عائلة تتكون من إمرأة وزوجها وإبنها الذي لم يبلغ الحلم خرجوا مع قافلة الامام الحسين ( عليه السلام ) من المدينة وحطوا رحالهم معه في كربلاء ، وما أن إلتحم الجيشان في المواجهة أستشهد الزوج مع من أستشهد في الملحمة الأولى والأم والأبن ينظران الى مقتله كون المعركة لاتبعد عن الناظر من جهة المخيم إلا قليلا ، وهنا بادرت الأم الى ولدها رغم صغر سنه وقلدته حمائل سيفة وهي تقول له : توجه الى المعركة وقاتل . توجه الغلام الى قائد معسكره الامام الحسين ( عليه السلام ) ليستأذنه في القتال ، فأشار الامام الى من حوله : هذا الغلام أستشهد أبوه في الملحمة الاولى أرجعوه الى أمه لكي لاتفجع بمصيبتين فما كان من الغلام إلا أن قال : أن أمي هي التي طلبت مني القتال ، فأرجعوه الى المخيم ..
تصور الموقف هذا وتأمل قليلاً كيف ستؤول الأمور والأحداث ؟؟
ما أن رأته أمه راجعاً حتى قالت له : ربما إستصغروا سنك يابني تعال لي فعمدت الى شد ثيابه وتقصيرها ورفع حمائل سيفه للأعلى لكي لايخط السيف على الأرض وقالت له : إذهب يابني  . بعد هذا الموقف أراد الامام الحسين ( عليه السلام )
أن يرجعه الى المخيم لكنه سمع أم الغلام تخاطبه : سيدي أبا عبد الله أتفجع فاطمة بإبنها ولا أفجع أنا بإبني !!!!! . برز الغلام الى المعركة غير مبالي بالموت أبداً وهو يقول :
أميري حسين ونعم الأميـر * سرور فؤاد البشيـر النذير
علـيّ وفاطمـة والــداه * فهل تعلمون لـه من نظير
له طلعة مثل شمس الضحى * له غــرّة مثـل بدر منير
والأم تنظر اليه وهو يقاتل حتى سقط صريعاً  ......
هل إنتهى الموقف ؟  كلا وألف كلا
 
    سقط ولدها فأسرع إليه أحدهم ورآه في أنفاسه الأخيرة ، أراد أن يحمله من أرض المعركة فأشار إليه الغلام بهمهمة فدنا منه ليسمع مايقول ؟؟
ماذا أراد الغلام ان يقول ؟
همس الغلام في أذن من جاء له :
أبلغ سيدي أبا عبد الله السلام .. إجعلوا رحل أمي مع رحلكم لأنها اصبحت بلا معيل ..
أي غلام هذا ؟ وأي حمية يحمل وأي غيرة جبل عليها ؟ 
لم ينتهي الموقف ..!!!
 أسرعت أمه الى عمود من أعمدة الخيمة وحملته ونزلت الى أرض المعركة تريد أن تقاتل وهي تقول :
 
أنا عجوز سيدي ضعيفة * خاويــة باليـة نحيفـة
أضربكم بضربة عنيفة * دون بني فاطمة الشريفـة
أي إمرأة هذه ؟ وأي إيمان تعتنق وأي قلب هذا الذي يحمل بين جنباته حب لأهل البيت ؟ ......
هل في حاضرنا من يحمل هكذا إيمان وحب وتضحية ؟؟؟؟؟؟؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فؤاد المازني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/11



كتابة تعليق لموضوع : هل في حاضرنا من يحمل هكذا حب وهكذا تضحية ؟؟؟؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net