يا ساسة العراق.. هذه أهم مطالب شعبكم
غفار عفراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تشهد الساحة العربية ثورات وانتفاضات غير مسبوقة وسقوط لرؤوس غير متوقعة بسبب عمالتها الدائمة وحفاظها على المصالح الغربية أكثر من مصالح شعوبها.
أما في العراق الذي يعتبر أبو الثورات والانتفاضات فثورة العشرين وانتفاضة صفر 1977 وصولا إلى انتفاضة صلاة الجمعة 1999.فقد استعد أبناءه للقيام بتظاهرات لم تكن مستنسخة عن الثورات العربية الحالية وليست للإطاحة بالحكومة أو البرلمان أو رئاسة الجمهورية لان وضع العراق مختلف جدا فلديه دستور ولديه انتخابات كل أربعة سنوات وهذا انجاز تحسده عليه كافة الدول العربية المنتفضة. ورغم أنها لم تكن مليونية لأسباب عديدة أهمها تدخل المرجعيات الدينية لخشيتها من دخول عناصر مندسة ، إلا أنها أتت أكلها وقالت كلمتها ولم تذهب جهود المتظاهرين سدى فوصلت رسائلهم ووصلتهم مطالبهم للكتل السياسية الحاكمة وغير الحاكمة وكانت لها نتائج كبيرة أهمها إقالة عدد من المحافظين من الحزب الحاكم.
لم تكن مطالب المتظاهرين اعجازية أو مستحيلة التحقق بل أنها حقوق كان يجب أن تتحقق منذ سقوط البعث الفاشي . فقد تظاهر العراقيون لتصحيح الأخطاء التي رافقت العملية السياسية منذ بدايتها ،الإطاحة بنظام المحاصة الذي شرّد الكفاءات العلمية وجاء بالمحسوبية والمنسوبية ، والإطاحة بحزب البعث رسميا وليس على الورق فقط لان اغلب المشاكل من المندسين في جميع مفاصل الدولة الذين يتحكمون بها من حيث لا تشعر .
تظاهر العراقيون ليضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب ، ولكي يغيروا قانون الانتخابات الذي يأتي بمن رفضه الشعب كما حدث بصورة جلية في انتخابات البرلمان العراقي الأخيرة حيث لم يستطع الفوز بالأصوات المقررة من قائمة تضم 89 عضوا إلا مرشح واحد فسيطر على القائمة برمتها ولم يستطع احد من الوقوف بوجهه أو مناقشته لأنهم جميعا قد صعدوا من فاضل أصواته!!
من مطالب المتظاهرين أيضا معرفة ارتباطات الأحزاب ومن أين لهم الأموال التي تصرف بصورة جنونية ، وتظاهروا كذلك ليطيحوا برؤوس الفساد الذين خربوا العراق عن طريق المقاولات الوهمية والغبية في اغلب الأحيان ، تظاهروا للمطالبة بإلغاء المجالس البلدية التي تعتبر حلقة زائدة تنهك ميزانية البلاد وتعتبر مصداقا من مصاديق هدر المال العام ، كما تظاهروا ليطيحوا بقانون المرتبات الخيالية للرئاسات الثلاث والوزراء ومجلس النواب وكذلك تقاعدهم المخيف نسبة إلى مدة عملهم القليلة جدا فلعمري لو كان المرتب ثلاثة ملايين دينار هل سنشاهد التقاتل والتصارع على المناصب كما يحدث اليوم !!
كان يوم الجمعة يوما للتحذير ويجب أن لا تمر مطالب الشعب مرور الكرام بل يجب على الحكومة وكافة الكتل السياسية أن تنظر لها بجدية وتجاهد في سبيل تحقيقها حتى لو كانت صعبة ومؤلمة لان التظاهرات القادمة – إن قامت – فلا يمكن لأحد إيقافها ولسوف تكون كلمة الشعب هي الرصاصة التي توضع في رأس الفساد والمفسدين وتنهي سنوات المعاناة التي أتت بها المحاصصة والمحسوبية ..
والخيار بيدكم يا حكام العراق..
اثبتوا أنكم أفضل من حزب البعث المقبور واخرسوا جميع الألسن التي تحاول النيل من العملية السياسية وتريد بالعراق العودة لسنوات المحنة وأيام الحصار البعثي على العقول والقلوب والأحلام .
كونوا مع شعبكم وأبناءه المخلصين للإطاحة بالفساد والبعث والمخربين واتركوا المحسوبية التي خربت العراق وضعوا الرجل الكفء في مكانه ولا تدعو الرجل المقرب في مكان غيره..
فائدة:
من يلتمس من الآخرين العدل ينبغي أن يكون هو نفسه عادلا مثل ياباني
كاتب ومحلل سياسي
iafrawi@yahoo.com
28-2-2011
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
غفار عفراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat