صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

بانوراما كربلاء
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

دعك عن الدين وخلاف المذاهب ، وتمحص في القضية .

مامعنى ذلك سيدي ؟

أعترف لك أيها الولد إنني حزين . فليس من المعقول أن تصنف البطولات من أجل الفقراء والجياع والمحرومين والمستضعفين بحسب إنتماءات الناس .ولايجب أن نرفض الحقيقة لأن من يؤمن بها مكروه في أنفسنا .

أرجو الإفاضة سيدي .

حسنا . أنا أنزعج حين ينتقد البعض إحتفاء الناس بذكرى كربلاء ويستذكرون فاجعة الحسين وأهله فيها مع إن التاريخ يشهد إن من قاتل هذا الرجل كانوا من شرار الخلق في الشام والعراق والجزيرة العربية ، ويجمع المسلمون على وحشيتهم وسوء خلقهم وبشاعة الخلقة التي كانوا عليها ،بل وتمتد الوحشية والقماءة الى أسمائهم التي يتداولها الناس ، فيقابل الحسين مسمى يزيد، ويقابل زهيرا الشمر ، ويقابل حبيب شبث بن ربعي وحرملة . فالقضية واضحة ، ولطالما ثار الناس على الظالمين والحكام الطغاة عبر التاريخ ، ومنهم من تمرد على سلطة غاشمة أذاقت الناس الويلات وحرمتهم من الحقوق ، وكان البعض يسمي الفرسان الذين ينتصفون للفقراء من الأغنياء في الجزيرة العربية بالصعاليك ، ويحتفي الناس والشبان الصغار واليساريون بالثائر الأرجنتيني جيفارا ويتخذونه رمزا ، بينما كان الرجل يرتكب الأخطاء تلو الأخطاء ، ويتنقل بين البلدان ، وصاحب حتى المجرمين والدكتاتوريين من الحكام الذين عرفوا بالظلم والتجبر في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا ،بينما يجادل الناس في الحسين الذي إمتلك الحقيقة وعرفها ، ولم يتمرد في يوم على أمه أو أبيه ،بل كان جده نبيا عظيما عرفته الجزيرة العربية وإنتقلت شهرته عبر الأرض والتاريخ ، ويؤمن به ملايين من الناس في مختلف البلدان ، ونعرف عن جيفارا تمرده على أبويه ، وتركه مهنته ،وتحوله الى التمرد وإتخذه سبيلا لتحقيق ذاته وكلنا يمجده ويثني عليه. تخيل إن الناس يختلفون في الحسين ، ويتفقون في جيفارا.

كان جيفارا يدخن السيجار الكوبي مثل أي وزير في حكومة فيدل كاسترو الطاغية الذي حرم الشعب الكوبي من إنسانيته ومنعه عن ممارسة حياته بكرامة حتى إضطر إبنته الى الهرب واللجوء في دولة عدوة هي أمريكا ، بينما كان الرجل منشغلا بالتدخين والشراب ومنادمة دكتاتورية زعماء أفريقيا كان الشعب الكوبي يموت جوعا ، وكان الأفارقة يتضورون جوعا وعطشا.

في تلك الصبيحة الحزينة لم تكن شمس العراق تواقة للتنازل عن وطأتها وجبروتها ، وكانت تلتهب في السماء .بينما العطش يفتك بالأطفال والنساء .وحين حاول أحد أشقاء الحسين أن يأتي ببعض الماء من الفرات قطع الرجال عليه الطريق ، وقطعوا يديه أيضا ، وثقبوا القربة التي كانت مليئة بالماء العذب ،ولم يشرب هو الآخر. إجتمع بعض من بقي معه من الرجل وأكثرهم من أبناء عمومته وأخوته ، وحين خطب فيهم عرفوا إنها اللحظات الأخيرة لتنتهي المعركة بفجيعة .فقد كان في المعسكر المقابل عدد هائل من الجنود المدججين بالسلاح ومعهم رماة مدربون وحاقدون كأفعى الصحراء ،وعند الظهيرة كان الجميع ذبحوا بإستثناء شاب مريض وبقية النساء والأطفال الذين سيقوا الى الكوفة وهي العاصمة المفترضة للعراق في حينه ، وكان فيها طاغية آخر إحتفل بالرؤوس التي نزعت عن الأجساد ووضعت على رؤوس الرماح .

القضية ليست بدعة وضلالة كما يراها بعض المتطرفين والموتورين والمخبولين، وحين تتحول الى موروث شعبي مع بقائها نوعا من التعبد والطقس المقدس فذلك يمثل حقيقة المأساة وتأثيرها في النفوس بعد مضي أربعة عشر قرنا على الواقعة ..تلك الواقعة تحولت الى حدث سماوي جبار ..

علينا الإنتباه الى ذلك والتفكير فيه مليا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/12



كتابة تعليق لموضوع : بانوراما كربلاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : حيدر الموسوي
صفحة الكاتب :
  حيدر الموسوي


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net