صفحة الكاتب : الشيخ حسين البيات

الحلقة الثانية / هل سمعتم بحادثة العزاء والنحيب بالمدينة المنورة ؟؟؟
الشيخ حسين البيات

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليست حادثة خيالية وليست معجزة بل سمعها كل اهل المدينة وعند قبر رسول الله مما اثار الراي العام وهذا ما 

خلده التاريخ باخبار صحيحة عن البكاء والنحيب والحزن على مصاب ابي عبدالله الحسين ع وبهذا الوطن الا انه ربما سينكر بعض الإخوة والأخوات بالوطن العزيز خبر العزاء الحسيني بالمدينة المنورة وهذا أمر طبيعي لما تعانية الساحة الإعلامية اليوم في الوطن العربي والاسلامي من تمرد على المسلمات الإسلامية حتى أصبحت مجانبة أي خبر يحكي مودة أهل البيت ع أو رده في أحيان أخرى هي السيرة السائدة في هذه العروبة الإسلامية المتمردة على ذاتها وأصالتها

ويزداد عتبنا عندما نرى نهضة الحسين ع تقتحم أوربا وأمريكا وتضع بعض باصات انجلترا اسم الحسين الشهيد بينما صمت مطبق في مهد مولده وبقية الدول العربية والإسلامية 

لكننا لو رجعنا الى الوراء لوجدنا ان الكتب الاسلامية تتحدث عن تعاطف الصحابة لرسول الله ص وهو يحمل حسينا ويبكي ويتعاطفون معه ويزداد تعلقهم به ع 

عن الامام علي ع قال دخلت علي النبي صلى الله عليه (واله ) وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قلت يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان قال بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني ان الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال هل لك إلى أن أشمك من تربته قال قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا (1)

فما معنى ان ينزل جبريل بتربة كربلاء ويخرج ص باكيا وامام صحابته لاسيما الملتصقين به في حديث عائشة الذي ذكرناه سابقا والحزن منفردا هنا ؟؟

اليس في هذا تاصيل شرعي لعظمة القضية واهمية التفاعل معها وابرازها اعلاميا ؟؟

وعندما عاد الركب الحسيني بعد شهادة الحسين ع من الشام التي تشفت بقتل ابن بنت رسول الله ص واعلنت حالة الفرح والسرور وسبي بنات رسول الله ص 

نلاحظ ان المدنيين خرجوا جميعا لاستقبال رهط رسول الله ص وهم يبكون ويندبون حزنا على ابي عبدالله ع وهو امر سجلته السير التاريخية فابن حذلم من الشعراء المعروفين يطلب منه الامام السجاد ع ان ينعى الحسين ع وهم قريبون منها 

قال بشير (بشر) بن حذلم: فلما قربنا من المدينة، نزل الإمام علي بن الحسين عليه السلام، فحط رحاله وضرب فسطاطه، وأنزل نساءه، وقال: "يا بشير، رحم الله أباك، لقد كان شاعراً، فهل تقدر على شي‏ء منه؟"، قلتُ: "بلى يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله، إني لشاعر"، قال عليه السلام: "فادخل المدينة وانعَ أبا عبد الله عليه السلام".

قال بشير: فركبتُ فرسي وركضت حتى دخلتها، فلما بلغت مسجد النبي صلى الله عليه واله رفعتُ صوتي بالبكاء وأنشأتُ أقول:

  يا أهلَ يثربَ لا مُقامَ لكم بها  ... قتل الحسين فأدمعي مدرارُ

 الجسم منه بكربلاءَ مضرّجٌ‏    ...والرأس منه على القناة يُدارُ

هذا علي بن الحسين مع عماته وأخواته قد حلّوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم، وأنا أعرّفكم مكانه.

فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن، مخشمة وجوههن، ضاربات خدودهن، يدعون بالويل والثبور، فلم يرَ باكياً أكثر من ذلك اليوم، ولا يوماً أمرّ على المسلمين منه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله، وخرج أهل المدينة جميعهم لاستقبال بقية الركب الحسيني.

هذه الصورة توضح حجم ارتباط اهل المدينة بالحسين ع وعترة النبي محمد ص خصوصا مع حالة الهلع والاضطراب الحزين 

الامام الباقر ع والامام الصادق ع بالمدينة يؤكدان على العزاء والبكاء واقامة المآتم التي تتحدث عن مقتل ابي عبدالله ع : تجلسون وتتحدثون فاحيوا أمرنا رحم الله من احيا امرنا (2) والامام الرضا ع بالمدينة ايضا يضرب سترا للنساء ، وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدّهم الحسين (عليه السلام) ، ثمّ التفت إلى دعبل وقال له : " يا دعبل إرث الحسين (عليه السلام) فأنت ناصرنا ، ومادحنا ما دمت حيّاً ، فلا تقصّر عن نصرتنا ما استطعت " ، قال دعبل : فاستعبرت وسالت عبرتي ، وأنشأت أقول :

أفاطم لو خـلت الحسـين مجـدّلاً وقـد مـات عطشـانـاً بشط فراتِ إذاً لـلطمـت الخـدّ عنـده وأجريت دمع العين في الوجنات

 

كل ذلك يحدث بالمدينة المنورة ، 

 

اما ما نراه من سكون وصمت في ثقافة وطني عن ذكر مصاب ابي عبدالله الحسين ع وهو ابن رسول الله ص والذي بكته المدينة بعد قتله لاكثر من مئة سنة الى ان زاد التضييق على محبيه ع في العهد الاموي والعباسي لكن العزاء بقي وان لم تعلن عنه المدينة لكنه ارتفع في العراق ولبنان ومصر والخليج وايران،

 وها هو يرتفع في كل العالم بينما وطني العزيز هو الاولى برفع صوت الحسين ع فهو ابن المدينة ومكة وليسمع المسلمون قول الامام السجاد بالشام وهو يردد " أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى..."

عتبنا على مفكري ونخب وطني بالمملكة العزيزة كبير جدا فان الحسين ابن رسول الله وابن مكة والمدينة والعالم يلهج باسمه في كل مكان الا ابناء هذا الوطن فانهم صامتون لا لشيء الا لعناوين لم تعد لها ذات اعتبار عقلائي 

فهل سنرى كتابنا ومفكرينا واعلاميينا يصدحون باسم الحسين ونهضة الحسين ع

------هوامش

(1) مسند احمد ج1 ص85 ، المصنف ج8 ص132 ، مسند أبي يعلى ج1 ص298 بتحقيق الداراني ، المعجم الكبير ج3 ص105 – 106 ، مسند البزار رقم 796 ، مجمع الزوائد ج9 ص187

(2) الفضيل بن يَسار: (أتجلِسون وتتحدّثون؟ قال: نعم جعلت فداك قال(ع) : إنَّ تلك المجالس أُحبُّها فأحيوا أمرَنا يافضيل فرحمَ اللَّهُ مَن أحيى أمرنا، يافضيل مَن ذكرَنا أو ذُكِرنا عنده فخرج من عينهِ مثلُ جَناحِ الذّباب غفر اللَّه له ذنوبَهُ ولو كانت أكثرَ من زَبَدِ البحر)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين البيات
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/12



كتابة تعليق لموضوع : الحلقة الثانية / هل سمعتم بحادثة العزاء والنحيب بالمدينة المنورة ؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net