صفحة الكاتب : محمد الحسن

ماذا بقيّ للمالكي..!؟
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الإختلاف على سياسية إبراهيم الجعفري والإعتراض على توليته ثانية؛ سبب أختيار المالكي كمرشح تسوية, ورغم حصوله على كرسي الرئاسة, إلا إنه ظل ضعيفاً لا يقوى على إدارة دفة الحكم, الأمر الذي أدى لكم هائل من الفواجع والأحباطات التي رافقت السنوات الأولى لحكومته.
 المهلة الأمريكية للحكومة عام 2007, تقضي بعزل المالكي في أيلول من ذلك العام, لولا تدخل أطراف الأئتلاف الموحد, وتحديداً شخص الراحل (عبد العزيز الحكيم) وهندسته لتحالف رباعي يضم (الحزبيين الكرديين, وحزب الدعوة, والمجلس الأعلى), فشكّلَّ هذا التحالف العمود الفقري لحكومة المالكي الأولى, وتحديداً, عندما شُرّع قانون يمنع القوى السياسية المرتبطة بمليشا مسلحة من الإشتراك في الإنتخابات, بغية تحجيم المظاهر المسلحة, وقد مهّد "لصولة الفرسان" وعمليات فرض القانون الأخرى..هنا برز أسم الرئيس كصاحب سلطة آمرة ناهية وبيدها كل شيء..!
كانت الضبابية تلف مشروع الدولة العراقية الجديدة, فالمفهوم, والممارسة, والمخرج, الديمقراطي لم يألفه الشعب؛ نظراً لعقود الأسر التي غيّبت أجيال عديدة عن فهم العالم الحديث. بزوغ شمس التغيير وأعتلائها رابعة نهار الحرية, كفيلة بتبديد ذلك االضباب وتمزيق الشك المرافق لكل جديد. الدعم الذي تلقّاه المالكي, أدى إلى تحقيق أمن نسبي, وإنهاء حالة الفوضى بشكل كبير, سيما في البصرة وبغداد..
حدثت المفارقة بتشكيل مجالس إسناد مرتكزة على (رجال البعث), ويُعد هذا الحدث, نكسة ديمقراطية, وعودة لسلطة الرجل القوي؛ فصودر الدور المؤسساتي, وغيّب الوعي الديمقراطي, وشرعت السلطة بتأليف أقاصيص ممجدة للزعيم الجديد..!
من البديهي سيادة الأزمة والخلاف, في ظل وجود إتجاه يسعى لتأطير الدولة بحزب قائد, فعارضت القوى الرئيسية هذا النهج. القوى الشيعية -رغم معارضتها- وقعت بحرج كبير عندما أعتمدت السلطة على الخطاب المذهبي المغلوط, وتضمينه في الحملات الدعائية..قد يصمد هذا الخطاب دورة, أو مرحلة مناسبة لتقبله, بيد أن المطالب الشعبية عابرة لحملات الدعاية المؤججة, وأمام فشل الحكومة بتغطية الأحتياجات العامة وفي كل المجالات, بدأت علامات الترهّل تتضح لكتلة دولة القانون, وللمالكي على وجه التحديد. فبين التراجع الشعبي المضطرد والذي أوضحته إنتخابات مجالس المحافظات؛ وإنعدام ثقة القوى السياسية برئيس الوزراء, خسر حزب الدعوة حظوظه في التواجد على رأس أي حكومة مقبلة.
الورقة الخارجية مهمة, وتمثل رقماً مؤثراً في معادلة تشكيل الحكومات, ويبدو إن الخارج مهتماً بمتابعة الساحة العراقية بشكل تفصيلي, لذا إنعكس موقفه على شخص رئيس الحكومة؛ فأمريكا تبلغ المالكي -رسمياً- برفع يدها عنه, وإيران لا تمانع بإستبداله, ولعلها ممتعضة من إثارته لإزمات, صيّرته جزء المشكلة الأول..!
الشارع العراقي, جاهر بالرفض لحكومة أخفقت مراراً بحفظ أمنه وإستقراره, ونظراً لقصر التجربة الديمقراطية, فالسؤال المواكب للحديث عن فشل الحكومة: "من البديل؟"!..البحث عن بديل, دليل على خلع الوالي وبإصرار..!
إن البناء الهشّ الغير مرتكز على مقومات حقيقية, لن يطول مكوثه؛ المؤشرات تدل على خروج مبكر لحزب الدعوة من خيارات المرشحين لتشكيل الحكومة المقبلة..خمسة أشهر كافية لترتيب أوراقهم, والقبول بالأمر الواقع, إن أردوا الرحيل بحسنة وحيدة, على الأقل, وهي أثبات إيمانهم بالتبادل السلمي للسلطة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/16



كتابة تعليق لموضوع : ماذا بقيّ للمالكي..!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : سهل الحمداني ، في 2013/11/19 .

الاخ العزير محمد الحسن المحترم
اذا فشل المالكي فأن كل الاطراف المشاركه معه فشلت اولهم كتلت التيار الصدري والمجلس الاعلى اي بمعنى فشل الشيعة في ادارة الحكم وهذا ما يريده اعدائهم .واذا كنت من عند الطائفة الشيعية فانت تدين نفسك شئت ام ابيت اما لا فهذا حقك ولكن لا تتطاول ؟




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net