الحلقة السابعة عشر ( زواج القاسم ورؤيا زوجة حبيب للسيدة الزهراء)
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نتفٌ عاشوريّةٌ (17)
السؤال :
أُعتبر عقد القاسم (ع) ، وكذلك رؤيا زوجة حبيب بن مظاهر الأسدي للزهراء (ع) ، إنّها من الأكاذيب التي يعلم الخطباء بكونها كذلك ، وينبغي التخلص منها ؛
أفيدونا برأيكم دفعاً للإختلافِ بين المؤمنين …
إجابة سماحة الشيخ “دام ظله الشريف” :
أما سرد الخطباء لزواج القاسم ونحوها من الأحداث والأمور التي ذكرها أرباب المقاتل القديمة تاريخياً أو التي ألفّها كبار العلماء الفقهاء كالطريحي ، فهو إحياءاً للتراث ، ولو أُقتصر في الحفاظ على التراث التاريخي والروائي الحديثي ، على مايصح منفرداً آحاديّاً ، وأُبيد وأُتلف التراث الآخر ، لذهب وأُبيد وطُمِسَ المتواتر والمستفيض والموثوق ، لأنه يتكوّن من القسم الآخر غالباً بتراكم الدلائل والقرائن كمّاً وكيفاً ، إلى أن تنصّل إلى ذلك ؛ فحذارِ من الإنزلاق وراء هذه الصيحات الغافلة عن حقيقة الأمور ، وكم سعت السلطات الأمويّة والعباسية والنواصب إلى يومنا هذا إلى طمس الحقائق وقلبها بجهدٍ جهيد ، فهل نكون شركاء معهم في ضياع الحقائق التى تكتشف من خلال شتات القرائن والشواهد والقصاصات كرأس خيوط تقود الباحث إلى لملمتها ، لترتسم لوحة الواقع جليّة ، والتكذيب والكذب هو من يتخندق في صف الظالمين لطمس الدلائل ، ولو كانت مبعثرة متباعدة في النظرة الأوليه .
وأما طالب الحقيقة والدفاع عن المظلوم المضطهد ، من وراء ركام التعتيم ومن وراء حجب وستور عمليات الإخفاء ، وكم من حقيقة مغيّبة أُكتشفت من متناثر القصاصات من هنا وهناك وهنالك ، فكيف يستهان بالتراث المتراكم ، ولذلك لاترى عالم يجرأ يُقدِم على حذف وإبادة رواية ضعيفة في كتاب حديث ، ولا كتاب تاريخي مهما كان درجة ضعفها ، وليس ذلك إلاّ لأن التراث بتراكمه وتعاضده يقتنصُ منه تمام الحقيقة ، شريطة التتبع بلا إنقطاع وبلا إنحسار جيلاً بعد جيل ، مع التدبر والتحليل للقرائن والشواهد .
فمن ثَمّ فليعرف الخطباء للمنبر الحسيني ، مدى عظمة ما يقومون به من دور في إحياء الحق والحقيقة ، ونفض تراب التعتيم ، وإزالة ستور الحُجب الذي ضربها الظالمون لإخفاء الحقائق ، وهذا يستدعي منهم أيّدهم الله بعونه أن يستقصوا المزيد من المصادر ، وأن يحصوا كل شاردة وواردة ، كي تتسع الصورة على أُفقها الواسع أمام البحث والتنقيب ، وإلاّ فلو تركوا ذلك فسوف يتخلّون عن أكبر رسالة تحملوا مسؤوليتها أمام مشاغبات المعيقين ، وتكذيب المنكرين الجاحدين للحقائق .
كما نتوجه للأخوة المنكرين ، بدل إبداء مجرد الإنكار والإستنكار القيام بالكشف كل عام بل كل مناسبة ، عن المزيد من الحقائق المنطمسة ، و المتستَّر عليها ، والمغيّبة تحت ركام من الحجب والبعثرة والتشتيت ، فهذا هو البناء الحميد للطريق العلمي ، لا السعي لإندثار كل رؤوس خيوط الحقائق .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat