صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح168 سورة ابراهيم الشريفة
حيدر الحد راوي
 بسم الله الرحمن الرحيم
 
اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ{32} 
بينت الاية الكريمة اربعة اشياء : 
1- ( اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ) : بين النص المبارك على نحو التأكيد الذي لا شك فيه ان الله تعالى خالق السماوات والارض وموجدهما من العدم . 
2- ( وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ ) : يبين النص المبارك ان الله تعالى مجده هيأ الاسباب المناسبة لهطول الامطار , فتغمر الارض وتسقي الزرع , لتدب الحياة بكل اشكالها , ( فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ ) من المأكول والملبوس .     
3- ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ) : كما انه سبحانه وتعالى هيأ الاسباب المناسبة والقوانين الطبيعية التي تمكن السفن من شق طريقها في البحار الشاسعة , للسفر ونقل البضائع .  
4- ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ ) : بعد ان تكلم النص المبارك السابق عن البحر انعطف النص المبارك ليسلط الضوء على الانهار , حيث سخرها جل وعلا وهيأ لها من القوانين الطبيعية ما يمكن الانسان من الاستفادة منها في الشرب وسقي المزروعات وكذلك ينتفع بما فيها من سمك وغيره مما هو صالح للاكل او مشمول بالحلية وكذلك سائر المنافع الاخرى .        
 
وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ{33} 
تستمر الاية الكريمة موضوع سابقتها الكريمة وكانت في محورين مترابطين : 
1- ( وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ ) : يبين النص المبارك ان الله تعالى سخر وهيأ الاسباب الطبيعية لمسير او حركة الشمس والقمر , حركة مستمرة بأذنه جل وعلا , وما لذلك من فوائد كثيرة على الارض وسكانها , فينتفع من اشعة الشمس الانسان والكائنات الحية الاخرى وكذلك التربة , حيث لا يخفى ذلك على احد , اما فوائد القمر فهي مما لا يمكن انكاره . 
يستفاد من النص المبارك ان الشمس في حركة مستمرة , لكنه لم يذكر كيفيتها , وكذلك يعلم ان كل شيء في هذا الكون الواسع يتحرك , ولا يوجد شيء ثابت , لكل شيء حركة معينة { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }الإسراء44 , من الذرة الى المجرة , لا اصغر من ذلك ولا اكبر , الحي منها او الجامدة الا وتسبح بطريقتها الخاصة , هذا ما يثبت فقرها وقصورها وحاجتها لمدبر حكيم , ويثبت ايضا عجز المخلوق وحاجته للخالق والا لما احتاج الى حركة منتظمة تحفظ له الاستمرار والبقاء .   
2- ( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) : يرتبط النص المبارك بمضمون سابقه , هو جل وعلا اوجد الشمس { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }يس38 , وهيأ الاسباب الطبيعية لدوران الارض حول نفسها فكان الليل للسبات والراحة بعد عناء ومشاق الكد والعمل في النهار .        
 
وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ{34} 
تستكمل الاية الكريمة موضوع سابقتيها الكريمتين ونستقرءها في ثلاثة موارد : 
1- ( وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ) : يذكر النص المبارك نعمة اخرى يتفضل بها المنعم جل وعلا ويمن بها على الناس , وهي نعمة الدعاء , فيعطي جل وعلا الانسان ما سأله لكن حسب المصلحة ووفقا لما تقتضيه حكمته عز وجل . 
2- ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ) : يؤكد النص المبارك ان نعمته جل وعلا لا تعد ولا تحصى , وان اجتهد الانسان في ذلك واجهد نفسه . 
3- ( إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) : يبين النص المبارك ان الانسان ظلوما لنفسه ولما حباه الله تعالى من النعم , ( كَفَّارٌ) , لا يشكرها , ولا يؤدي حقها .
يلاحظ ان النص المبارك شمل الجميع ( الإِنسَانَ ) ولم يستثن احدا , كالانبياء والرسل والصالحين , فهؤلاء شكروا نعمة المنعم عليهم وادوا ما لها من الحق الواجب عليهم , لذلك الكثير من اراء لعل الابرز منها : 
أ‌) ان النص المبارك تكلم بشكل عام , حيث اكثرية البشر ( الإِنسَانَ ) غير شاكرين لنعمته جل وعلا . 
ب‌) النص المبارك لا يدل على العموم المطلق , بل هناك مستثنيات مضمرة , كالرسل والانبياء والصالحين والمؤمنين ... الخ , فهؤلاء يكون استثناءهم مضمرا . 
ت‌) قد يدل النص المبارك على ان الانسان مهما كانت درجة ايمانه فأنه لا يؤدي حق شكر نعمة المنعم جل وعلا . 
ث‌) نظرا لكثرة النعم وتعددها , فقد يؤدي ذلك بالانسان الى الشكر نعمة دون اخرى , اما جهلا او غفلة او نسيانا بطبعه .
ج‌) التوفيق والتسديد لشكر النعمة هو ايضا نعمة تحتاج بحد ذاتها الى شكر .         
 
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ{35} 
تروي الاية الكريمة دعاء الابراهيم (ع) جاء فيه : 
1- ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً ) : يسأل ابراهيم (ع) ربه ان يجعل مكة بلدا امنا , يأمن فيه الناس على انفسهم واعراضهم واموالهم , فأستجاب له جل وعلا .
2- ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ) : يسأل ابراهيم (ع) ربه جل وعلا ان يبعد عبادة الاصنام عن ذريته . 
( وفي الأحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام قال قد حظر على من مسه الكفر تقلد ما فوّضه إلى أنبيائه وأوليائه بقوله لإبراهيم عليه السلام لا ينال عهدي الظالمين أي المشركين لأنه سمى الشرك ظلما بقوله إن الشرك لظلم عظيم فلما علم إبراهيم إن عهد الله بالإمامة لا ينال عبدة الأصنام قال واجنبني وبني أن نعبد الاصنام ) ."تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .       
 
رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{36} 
يستمر خطاب ( دعاء ) ابراهيم (ع) في الاية الكريمة مبينا :
1- ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ ) : اي الاصنام , فأنهن صرن السبب في الضلالة والبعد عن الحق . 
2- ( فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) : على التوحيد فأنه على ديني .
3- ( وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) : اما من عصى وعبد الاصنام فيسأل ابراهيم (ع) الله تعالى ان يغفر له ويرحمه , الغريب في الموضوع انه (ع) يدعو الله ان يغفر للمشركين , لذلك عدة اراء لعل ابرزها : 
أ‌) هذا قبل علمه أنه تعالى لا يغفر الشرك ."تفسير الجلالين للسيوطي" , { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48 .
ب‌) كان دعاءه (ع) لمن تاب عن الشرك وسلك طريق التوحيد .         
 
رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ{37}
يستمر دعاءه (ع) في الاية الكريمة وكان فيه خمسة موارد : 
1- ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) : يلاحظ انه (ع) استهل الدعاء بصيغة المتكلم الجمع ( رَّبَّنَا ) فعنى (ع) نفسه وبعضا من ذريته ( حرف الجر " من " هنا دل على التبعيض ) وهما اسماعيل (ع) وامه هاجر ويلحق بهما اولاد اسماعيل (ع) , ( بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ) , يجمع المفسرون على انها مكة او وادي مكة , ( عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) , الذي حرمت التعرض له والتهاون به "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" , الذي كان قبل الطوفان " تفسير الجلالين للسيوطي" .  
2- ( رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ ) : ليحافظوا على اداء الصلاة واقامتها فيه . 
3- ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) : حرف الجر " من " هنا دل على التبعيض ولم يعمم (ع) للناس كافة , بل بعضا منهم , وننقل هنا روايتين : 
أ‌) العياشي عن الباقر عليه السلام أما إنه لم يعن الناس كلهم أنتم أولئك ونظراؤكم إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود ومثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض ينبغي للناس ان يحجوا هذا البيت ويعظموه لتعظيم الله إياه وإن يلقونا حيث كنا نحن الأدلاء على الله . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" . 
ب‌) قال ابن عباس لو قال أفئدة الناس لحنت إليه فارس والروم والناس كلهم . " تفسير الجلالين للسيوطي" .   
4- ( وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ ) : نظرا لكون مكة ( بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ) فيسأل ابراهيم (ع) ربه ان تجبى الى سكانه الثمرات من اماكن مختلفة .
5- ( لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) : لعل هذه النعم السابغة تدفعهم الى اداء حق الشكر لها .   
 
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء{38} 
يستمر خطابه (ع) في الاية الكريمة بصيغة المتكلم الجمع مصرحا : 
1- ( رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ ) : انك تعلم سرنا وعلانيتنا , والمعنى انك اعلم بحالنا واحوالنا وما يصلح امورنا , فلا حاجة لنا الى الطلب , ( علمه بالحال , يغني عن السؤال ) , الا اننا نظر ذلك بيانا لعبوديتك وابرازا لفقرنا وحاجتنا الى رحمتك , واستعجالنا منا لنيل جزيل ما عندك .  
2- ( وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء ) : علمه وقدرته عز وجل غمرت كل شيء في الارض او السماء .   
 
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء{39} 
يستمر خطابه (ع) في الاية الكريمة شاكرا حامدا الله جل وعلا ( الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ ) , مما يروى ان عمره (ع) كان تسع وتسعون سنة عندما ولد اسماعيل (ع) , ( وَإِسْحَاقَ ) , و يروى ان عمره (ع) كان مئة واثنتا عشر سنة عندما ولد له اسحاق (ع) , ( إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء ) , اي انه عز وجل مجيب لدعوة من دعاه .    
 
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء{40} 
يستمر دعاءه (ع) في الاية الكريمة ويلاحظ انه انشطرت الى شطرين رئيسيين :
1- ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ) : يستهل (ع) دعائه بصيغة المتكلم المفرد , ( اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ ) , معدا لها , محافظا مداوما مستمرا مواظبا عليها , ( وَمِن ذُرِّيَّتِي ) , بعض ذريتي مقيمين محافظين مواظبين عليها , وقيل كان دعاءه (ع) هذا بعد ان اعلمه الله تعالى انه سيكون من ذريته كفار ( تفسير الجلالين للسيوطي ) .       
2- ( رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء ) : في الشطر الثاني يستهل (ع) دعائه بصيغة المتكلم الجمع , يشمل بذلك المضمون ذريته , تقبل عبادتي وعبادة ذريتي ( المقيمين والمحافظين على الصلاة ) لك .    
 
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ{41}
يستمر (ع) بدعاءه في الاية الكريمة وكان بصيغة المتكلم الجمع , حيث سأل (ع) المغفرة لثلاث جهات :  
1- ( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي ) : ابراهيم (ع) كان معصوما فما الداعي لكي يطلب المغفرة لنفسه ؟ , لذلك عدة اراء منها : 
أ‌) تأدبا في حضرة الباري عز وجل . 
ب‌) للمعصومين ذنوبا من باب ترك الاولى , فيستغفر (ع) خشية ان يكون قد اصاب شيئا منها . 
2- ( وَلِوَالِدَيَّ ) : يسأل (ع) المغفرة لوالديه , وفي ذلك اختلف المفسرون , فمنهم من قال : 
ا) انما استغفر (ع) لهما لوعد كان قطعه على نفسه ان يستغفر لهم { قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً }مريم47 . 
ب) هذا قبل أن يتبين له عداوتهما لله عز وجل وقيل أسلمت أمه وقرىء والدي مفردا وولدي . ( تفسير الجلالين للسيوطي ) . 
ج) وقيل انها قرأت ( لولدي ) كما جاء ذلك في تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني حيث استدل بعدة روايات واراء ( القمي إنما نزلت ولولدي إسماعيل وإسحاق , والعياشي عن أحدهما عليهما السلام إنه كان يقرء ربنا اغفر لي ولولديّ يعني اسماعيل وإسحاق , وعن الباقر عليه السلام إنه سئل منها فقال هذه الكلمة صحفها الكتاب إنما كان استغفاره لأبيه عن موعدة وعدها إياه وإنما قال ربنا اغفر لي ولولدي يعني إسماعيل وإسحاق ) , وكذلك كان احد اراء السيوطي كما في الفقرة (ب) .          
3- ( وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) : وكذلك شمل دعاءه (ع) المؤمنين , من آمن بالله تعالى ورسله وانبياءه (ع) .   
ثم انه (ع) يحدد موعدا لنوال المغفرة التامة ( يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ) , حيث يبرز الجميع لملاقاة حسابهم يوم القيامة .   
عرف ابراهيم (ع) واشتهر بأمرين : 
1- كثرة الدعاء والتضرع { إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ }التوبة114 , فلا غرابة ان يطيل (ع) دعاءه في الايات الكريمة السابقة . 
2- كما واشتهر (ع) بالحلم { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }التوبة114 . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/20



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح168 سورة ابراهيم الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net