صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

مداس الطنبوري
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هُنالِكَ شُخوصٌ رُويَتْ عَنهُم حِكاياتٌ عَديدةٌ, مِنهم أبو القاسِم الطُنبوري, تاجِرٌ سَكَنَ بغداد ويُقالُ أنه بالرغْمِ من غِناه, فقد اتَّصفَ بالبُخل, أهمُّ ما اشتُهر بهِ هو مِداسَهُ المشئوم كثيرُ الترقيع.
لقد سَبّبَ ذلك المِداس إفقار الرَجُل, في يوم ما أرادَ أن يتَخلصَ مِنه, فرماه, سقط على شَخصٍ كان ماراً في الطريق فدفَعَ الديةِ لفقدانِ العين, ومِما يُحكى انهُ أرادَ أن ينتهي من معاناته, فوضَعهُ في مجرى الماء كي يَصِلَ إلى نهرِ دِجله, ولكنْ ما أسرعَ أن أتاهُ ألشرطه حاملينَ تحفتَه ألمزعِجه, إقتادوهُ إلى القاضي ليحكمَ عليه بالضرر العام, والسبب هو أن مداسه قد سد "مجاري بغداد المخفية" مما أدى إلى طفحِها, وبعد مئات من السنين, يَظهرُ علينا مسئول البلديا ت في الفضائيات, ليعلن إن أن صخرة بوزن 150 كغم! قد وضعت في المجاري! وهذا ليس بالصدفة, بل بفعل فاعل, وقد يكون عملا تخريبيا مسنودا من خارج البلد! قلت حيلة المخربين للعملية السياسية في العراق, فاستفادوا من تأريخ الطنبوري, المتوفى منذ قُرونٍ خَلَتْ, ولم تِستَفِدْ حكومَتنا من حوادث قريبة المدى منظوره, في عصر التطور.
مبدأ المؤامرة والتسقيط القديم المستحدث, يعيشُ في دواخِلهِم, يستخدمونه عند فَشَلهِم في التَخطيطِ والإدارة, وتغطيةِ الفساد بلحاف المجاري  شِعاراً, يرددون الخُصَماءُ يريدون  إسقاطنا, لا ندري هل تآمرت السماء بإسقاطها المطر؟ أم هي مشيئة الباري لكشف الفاسدين والسُرّاق؟ غرقت بغداد! بالرغم من صرف الميزانيات ألملياريه, بمشاريع منها فاشل والعديد متلكئ, ولا يوجدُ من يحاسِبُ المقصرين! بل يظهر علينا رئيس الحكومة ليبرر القصور بالعمل, إنها الأحزاب! صخرة الطنبوري أفشلت المشروع! أطفأت الأحزابُ مضخاتِ المجاري! رائع أنت سيدي, لقد وضعت يدك على السبب, (اكتشفت الفساد والمفسدين).
يا ترى ما هو السبب؟ يجيب مردفا: إنها الانتخابات على الأبواب.
في إطلالة جديدة, ينتقد من يتواصل مع الجمهور "المثبور" بأنه مُتَمَلِّقٌ مُرائي  كَونهُ وَثَّقَ النُزولَ للشارع بصورةٍ أو فِلمُ لِقاءٍ مع المواطِن, بدلَ أن يكون مفتخرا بأن هناك من يسعى لمداواةِ الجِراحِ بكل وسيله ورفع المعنويات.
إلى أين نسير ومن المنقذ؟ فلم يمنع المطر والفيضان تفجير المفخخات.
ما هو السبب؟ الحقيقي فالكل يلقي بالمسؤولية عن عاتقه, ولازال التهديد بكشف الملفات, قديمةُ هي الحجج, كمداس أبو القاسم الطنبوري, حديثة كصخرة ألحجي. ومؤامرة الحكام, كحجة يزيد عندما خرج الحسين عليه السلام, فقد دعا للإصلاح وأتهم بالخروج على الخليفة.
مثالٌ وليسَ قياساً عسى أن يُفكرَ المُواطنُ في التغيير, فمن أخطأ في الاختيار, يستطيع أن يغير المسار فيكون كالحر, ليترك جيش بن سعد المستقتل على الدنيا والمنصب, للالتحاق بركب المصلحين, فقد بلغ السيل الزبى, والعاقبة للمتقين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/22



كتابة تعليق لموضوع : مداس الطنبوري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net