صفحة الكاتب : ابو فاطمة العذاري

اطلاله حول الادب الاسلامي عبر عصور الادب التاريخية ... الحلقة السادسة عشر والحلقة الاخيرة
ابو فاطمة العذاري
 النثر
تاريخ النثر
يؤكد بعض الباحثين إنّ النثر بمعناه الاصطلاحي ظهر قبل الإسلام بقليل ثمّ توسع وازدهر بعد انتشار الاسلام واستدلوا على وجود النثر قبل الإسلام هو انتشار الأمثال ومنها:( «بلغ السيل الزّبى»، «ربّ قول أشدّ من صَوْل») والحكمة ومنها: («من جهل قدر نفسه فهو لقدر غيره أجهل». «المصيبة واحدة فإن جزعتَ فهما اثنتان») والخطبة ومن نماذجها خطبة أبي طالب في تزويج رسول الله (ص) من السيدة خديجة حيث قال:
( الحمد لله الذي جعلنا من ذرّيّة إبراهيم... إنّ ابن أخي هذا محمّد بن عبدالله لا يوزن به رجل إلاّ رجح به شرفاً ونبلاً وفضلاً وعقلاً وإن كان في المال قلّ فإنّ المال ظلٌّ زائل وأمر حائل...إلخ ) 
والوصية ومنها وصية عبد المطّلب(رض) لاُمّ أيمن حيث يقول: ( لا تغفلي عن ابني، فإنّ أهل الكتاب يزعمون أنّه نبيّ هذه الاُمّة وأنا لا آمن عليه منهم ) وسجع الكهّان (نوع خاصّ من الخطابة عُرف في الجاهلية وانعدم بعد الإسلام) ففي سجعهم نلاحظ عدد القوافي المكرّرة أكثر والغموض أعمّ والتكلّف ظاهر، والكهّان هم طبقة في العصر الجاهلي يشغلون الوظائف الدينية الوثنيّة في أماكن العبادات منهم أكثم بن صيفي، وزبراء كاهنة بني رئام التي أنذرت قومها بالغارة عليهم فقالت:( واللوح الخافق، والليل الغاسق، والصباح الشارق، والنجم الطارق، والمزن الوادق )
إضافة إلى ذلك اختلف الاُدباء حول أوّليّة النثر أو الشعر وأيّهما أقدم فقد ذهب بعض المستشرقين وبعض اُدباء العرب كالدكتور طه حسين وغيرهم وقالوا بأولوية الشعر في الوجود كما ظهر فريق آخر أمثال بروكلمان وابن رشيق القيرواني وغيرهم من الاُدباء والنقّاد قالوا بوجود النثر قبل الشعر 
والنتيجة انه كان للعرب في الجاهلية نثر فنّي قد ضاع أكثره لأسباب عديدة أهمّها قلّة التدوين وبينما بقي محفوظا الشعر الجاهلي لان القصيدة ذات وزن وقافية يسهل حفظها واقترنت بحوادث مشهورة
 
********************
تعريف النثر وأقسامه : 
هو التعبير عن الأفكار والعواطف والانفعالات بكلام جميل لا يتقيد بالوزن ولا القافية خلافا للشعر 
وينقسم من حيث الشكل والاُسلوب والمضمون إلى قسمين:
الاول: غير فنّي وهو كلامنا الاعتيادي وهذا ليس محلا للدراسات الادبية
الثاني: النثر الفني وهو الذي تدور عليه الدراسات الادبية ويشمل النثر الفنّي اقسام عديدة منها: 
1 ـ المقالة:
قطعة نثرية قصيرة أو متوسطة بفكرة موحدة تعالج بعض القضايا الخاصة أو العامة بشكل سريع وتعتبر المقالة من أبرز ألوان النثر في الأدب العربي وخاصّة في الأدب الحديث وقد تطوّرت من خلال الصحافة وجعل الاُدباء والمفكّرين فيها قالباً ومجالاً جديداً للكتابة بظوابط معينة ومن أبرز انواعها المقالة السياسيّة ثمّ العلميّة واللغويّة والأدبيّة والدينيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة.
وابرز روادها عباس محمود العقاد والدكتور حسين هيكل والدكتور طه حسين.
 
2 ـ القصّة: 
فنّ أدبي يتركز بسرد أحداث تاريخية واقعية أو خيالية وقد عرف الإنسان القصّة منذ بداية التأريخ ففي الأدب الجاهلي أقاصيص كثيرة وقد وردت في التوراة والإنجيل وفي القرآن الكريم قصص مختلفة عن الأنبياء وغيرهم حيث كانت القصّة اُسلوباً للتعبيرعن أحوال الاُمم السابقة. 
فمثلا من قصص القران ما ورد من قصة ذي القرنين حيث قال تعالى:
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا(*)إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا(*)فَأَتْبَعَ سَبَبًا(*) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا(*)قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا(*)وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا(*)ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا(*)حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا(*)كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا(*)ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا(*)حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً(*)قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا(*)قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا(*) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا(*)فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا(*)قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا(*)وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا )
واهم وابرز انواها:
أـ الرواية: هي أكبر الأنواع القصصية حجما.
بـ الحكاية : وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن.
جـ القصة القصيرة: تمثل حدثا واحدا في زمان واحد قصير.
دـ الأقصوصة: وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم مشهد.
 
ويعتبر أهمّ عناصر العمل القصصي الفنية: 
أ ـ الحادثة: مجموعة من الوقائع التفصيلية. 
ب ـ البناء: لكلّ قصّة صورة بنائية خاصّة فالكاتب يختار وقائع محددة يؤلّف بينها وتكون البناء للحادثة. 
جـ ـ الشخصية: الاشخاص التي تتحرّك وتمارس وتكون القصة عليها. 
د ـ السرد: نقل الحادثة من صورتها الواقعيّة إلى شكلها اللغوي. 
هـ ـ الزمان والمكان، فلا بُدّ من وقوعها في مكان معيّن وزمان محدد. 
وـ الفكرة: إنّما تستهدف ان تقول شيئاً كأساس يقوم عليه البناء الفنّي للقصّة. 
 
3ـ المثل:
قول موجز سائر جيد المعنى يحمل فكرة مجربة والأمثال حكمة الاُمم والشعوب ولغة الشعب بجميع طبقاته ومستوياته الفكرية وهو اسلوب قديم وقد تحول الان لامثال شعبية باللغة العامية. 
وممن كتب في الامثال ( ميخائيل نعيمة,جبران خليل جبران )
 
4 ـ الرسالة:  
تتنوع وهي مجموعة من رسائل في الشكوى والوصايا النصح والعِتاب واغراضها الاخرى. 
ومن عناصر نجاحها ان  تلتزم بالسجع وتضمين الكلام بالنص الديني والحكم والشعر والأمثال والحوادث المعروفة وغيرها 
 
5 ـ الخطبة: 
غاية التأثير في الجمهور عن طريق السمع والبصر. و لقد عرف العرب الخطابة في الجاهلية بالمفاخرات والتحريض على القتال وإصلاح ذات البين والزواج والإرشاد والمحافل والوفود وسجع الكهّان .
أمّا في صدر الإسلام فقد وصلت الخطابه إلى الذروة على يد النبي والامام علي وفي العصر الاُموي ظهرت خطب المناظرات والخطب الحربية ثمّ ركدت فترة من الزمن ثمّ نشطت في زمن المعتزلة الذين احتاجوا إليها للتغلب بها على خصومهم .
وابرز وافضل الخطب هي خطب الامام علي في نهج البلاغة ومنها الخطبة المعروفة بالشقشقية:
( أَمَا وَالله لَقَدْ تَقَمَّصَها فُلانٌ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّيَ مِنهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَّحَا، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ، فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً، وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ، يَهْرَمُ فيهَا الكَبيرُ، وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ. فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرتُ وَفي الْعَيْنِ قَذىً، وَفي الحَلْقِ شَجاً أرى تُرَاثي نَهْباً، حَتَّى مَضَى الاََْوَّلُ لِسَبِيلِهِ، فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فلانٍ بَعْدَهُ. ثم تمثل بقول الاَعشى:
 شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا    وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
فَيَا عَجَباً!! بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُها في حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا في حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَيَخْشُنُ مَسُّهَا، وَيَكْثُرُ العِثَارُ فِيهَا وَالاْعْتَذَارُ مِنْهَا، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ ، إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللهِ بِخَبْطٍ وَشِمَاس وَتَلَوُّنٍ وَاعْتِرَاضٍ فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ، وَشِدَّةِ الِْمحْنَةِ، حَتَّى إِذا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا في جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنَّي أَحَدُهُمْ. فَيَاللهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الاََْوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هذِهِ النَّظَائِرِ لكِنِّي أَسفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا، وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا، فَصَغَا رَجُلُ مِنْهُمْ لِضِغْنِه وَمَالَ الاَْخَرُ لِصِهْرهِ، مَعَ هَنٍ وَهَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ القَوْمِ، نَافِجَاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلهِ وَمُعْتَلَفِهِ وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُون مَالَ اللهِ خَضْمَ الاِِْبِل نِبْتَةَ الرَّبِيعِ، إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُفَمَا رَاعَنِي إلاَّ وَالنَّاسُ إليَّ كَعُرْفِ الضَّبُعِ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، حَتَّى لَقَدْ وُطِىءَ الحَسَنَانِ، وَشُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلي كَرَبِيضَةِ الغَنَمِ فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالاََْمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَمَرَقَتْ أُخْرَى وَفَسَقَ وقسط آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا ِللَّذِينَ لاَ يُريدُونَ عُلُوّاً في الاََرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )، بَلَى! وَاللهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا، وَلكِنَّهُمْ حَلِيَتَ الدُّنْيَا في أَعْيُنِهمْ، وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى العُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ، وَلا سَغَبِ مَظْلُومٍ، لاَََلقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِها، وَلاَََلفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ. 
قالوا: وقام إِليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته، فناوله كتاباً، فأقبل ينظر فيه، فلمّا فرغ من قراءته 
قال له ابن عباس: يا أميرالمؤمنين، لو اطَّرَدت مَقالتكَ من حيث أَفضيتَ 
فَقَالَ عليه السلام : هَيْهَاتَ يَابْنَ عَبَّاسٍ! تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ 
قال ابن عباس: فو الله ما أَسفت على كلامٍ قطّ كأَسفي على ذلك الكلام أَلاَّ يكون أميرالمؤمنين عليه السلام بلغ منه حيث أراد )
 
6 ـ الترجمة:
نقل الأفكار والأقوال من لغة إلى لغة اُخرى والترجمة الجيّدة تبرز من حيث اللغة والقواعد اللغوية واستعمال بعض المصطلحات والمفردات والمحافظة على روح الفكرة المترجمة بالإضافة إلى الأمانة في نقل الأفكار في النصّ الأصلي.
 
7 ـ النقد الأدبي: 
فنّ دراسة الآثار الأدبيّة وإبراز قيمتها وكشف نقاط القوة والضعف فيها وكان للنقد دور ملحوظ ومتزايد منذ القرون الاُولى للإسلام ثمّ ركد بركود الأدب خلال العهد العثماني ثم نهض وتطوّر الادب بتطوّره حديثا والناقد الناجح يكون رابط بين النتاج الأدبي والقرّاء ومهمّته بيان ما هو سلبي وما هو إيجابي في النص.
 
8 ـ المسرحية:
تمثيل القصة بصورة مرئية بشكل مباشر للجمهور وقد انتشر اخيرا المسرح الكوميدي الشعبي ويكون نثري وشعري واهم كتاب المسرح النثري ( سيد درويش وتوفيق الحكيم ونجيب الريحاني ) واهم كتاب المسرح الشعري ( أحمد شوقي, عبد الرحمن الشرقاوي ) 
 
********************
 
 
 
اطلاله حول الادب الاسلامي عبر عصور الادب التاريخية ...  الحلقة السابعة عشر
 
 
من اقطاب النثر العربي
(نموذج للاطلاع) عبد الرحمن الكواكبي
ولد بحلب عام 1854م ، وتوفيت والدته و لم يتم السادسة من عمره فأرسله والده إلى خالته بأنطاكية وكانت خالته محبة للعلم فكانت تعلمه على يديها ثم انتقل إلى حلب والتحق بالمدرسة وتلقى بعض العلوم ثم تعلّم اللغة التركية والفارسية ومبادئ الرياضيات والطبيعة .
تلقّى من أبيه  معارف في الدين والأدب ودرس القانون وفتح مكتبا للمحاماة وكان على صلة ببعض المفكرين الغربيين الذين تأثر بهم من مثل الإيطالي الفييري وقد عمل وهو في الثانية والعشرين في جريدة فرات العربية التركية وتوجه لنقد السياسة الإنجليزية وتذكر بعض المصادر عنه أنه مات مسموما من قبل خصومه وأعدائه ومن مؤلفاته ( أم القرى, طبائع الاستبداد, صحائف قريش, العظمة لله ) .
وقد كان له اثر في تطور النثر ومن ابرز أثره:
1- تخليص النثر من التكلف والصنعة
2- إدخال صور الصارخة في التعبير
3- القضاء على المقالات الإنشائية الفارغة
4- إدخال الطابع الروائي على أسلوب الكتابة
وابرز خصائص أسلوبه النثري:
1- استخدام الجمل القصيرة القوية المضمون.
2- التكرار النافع .
3- ترتبط كلماته بقيم اجتماعية ونفسية مثيرة.
4-  استخدام أسلوب الاستفهام الاستنكاري بالكتابة.
 
********************
(نموذج للاطلاع) الشيخ احمد الوائلي
الشيخ الدكتور أحمد بن حسّون بن سعيد الليثي الوائلي ولد في السابع عشر من ربيع الأوّل 1347 هـ بمدينة النجف الأشرف وقد واصل دراسته بجدٍّ في المدارس الرسمية ، ثم التحق بكلّية الفقه وتخرّج منها ، وانتقل إلى بغداد لمواصلة دراسته في معهد العلوم الإسلامية ، ونال منه شهادة الماجستير وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية .
في القاهرة وساهم في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية تميز بامور منها قريحته الوقّادة ، وشاعريته الحية ، التي تهز النفوس وتطرب المشاعر فهو خطيب متمكن في المنبر الحسيني وشاعر فذ .
الوائلي عالم جليل ، خطيب متكلّم ، شاعر مجيد ، أديب متضلّع ، عُرف بجودة البيان والإطلاع الواسع ، والأسلوب العلمي وعذوبة المنطق ، والتحدّث حسب متطلّبات الظرف ومقتضيات العصر.
أقام في السنين الأخيرة في الشام لدوافع سياسية جراء مطاردة النظام الصدامي له ، واستمر في التأليف والتصنيف والبحث ومن اساتذته:
1ـ الشيخ محمّد تقي الإيرواني . 
2ـ الشيخ محمّد رضا المظفّر . 
3ـ الشيخ علي كاشف الغطاء . 
4ـ السيّد حسين مكّي العاملي . 
5ـ الشيخ عبد المهدي مطر . 
6ـ السيّد محمّد تقي الحكيم . 
7ـ الشيخ هادي القرشي . 
8ـ الشيخ علي ثامر .
 
براعته في الخطابة
نصف قرن تقريباً احتلَّ الوائلي مركز الصدارة في الخطابة الحسينية ، فلم ينافسه فيها منافس ، وخطباء المنبر الحسيني مع تميزهم لم يجاروه في قدراته الخطابية والفكرية والأدبية .
هو صاحب مدرسة مستقلّة خاصّة في الخطابة ، وذاك أمر لم يتيسّر للكثيرين ، فمدرسته رائدة في منهجها وأسلوبها ، جاءت متفرّدة في عطاءاتها فقد جاء الخطباء من بعده يسيرون على نهجه ، ويقتبسون من شعاع مدرسته فلم يأت مقلّداً يتتبع خطوات الذين سبقوه ، بل جاء مؤسّساً يتتبعه الآخرون .
في كل واحدة صفاته كان الوائلي متميّزاً ، فهو العالم الديني البارز في المجالس العلمية ومراكز البحث وهو الشاعر المجيد الذي غطّت قصائده الكثير من المناسبات والأحداث ويتميَّز شعره بفخامة الألفاظ ، فهو شاعر محترف مجرِّب .
وهو الأستاذ الأكاديمي البارع في تخصّصه 
ومن مؤلفاته:
1ـ استغلال الأجير وموقف الإسلام منه . 
2ـ نحو تفسير علمي للقرآن . 
3ـ تجاربي مع المنبر . 
4ـ من فقه الجنس . 
5ـ أحكام السجون . 
6ـ هوية التشيُّع . 
7ـ ديوان شعر .
عاد الشيخ الوائلي ( رحمه الله ) إلى أرض العتبات المقدّسة ، بعد فراق دام أكثر من عقدين من الزمن ، لينهي بذلك معاناة الغربة والفراق ، لكن المرض الذي كان يعاني منه لم يهمله طويلاً ، فتوفّي في الرابع عشر من جمادى الأُولى 1424 هـ بمدينة الكاظمية ، ودفن بمدينة النجف الأشرف قرب مرقد كميل(رض)
 
الى هنا تم ما اردنا ذكره للقارئ العزيز والحمد لله على ما انعم والصلاة على سيد العرب والعجم واله منبع الكرم 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو فاطمة العذاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/12



كتابة تعليق لموضوع : اطلاله حول الادب الاسلامي عبر عصور الادب التاريخية ... الحلقة السادسة عشر والحلقة الاخيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net