صفحة الكاتب : مهدي المولى

وفاة الانسان نيلسون مانديلا
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


لا شك ان تطور الحياة من خلال تطور الانسان يعني من خلال ارتفاع مستواه الى مستوى الانسان اي يخرج من الحالة الحيوانية الى الحالة الانسانية وهذا التطور والتحول  تختلف درجته بين انسان وانسان فهناك مستويات مختلفة فالكثير من هؤلاء لا يزالون يعيشون في الحالة الحيوانية ولا يزالون يتصرفون تصرفات حيوانية وهي حب الذات والغاء الاخر وذبحه وهناك ارتفع الى مستوى معين وتحول الى درجة معينة لكن هناك اشخاص تحولوا كليا من الحالة الحيوانية الى الحالة الانسانية اي هو حب الاخرين والتضحية لهم وينطلق دائما من منفعة الاخرين فهو يموت من اجل ان يحيا الاخرين ويشقى من اجل سعادة الاخرين وهو مرتاح ومسرور انه ليس ضد  اي شخص او مجموعة حتى الذين اضطهدوه عذبوه ويريدون قتله فكان الامام الحسين يبكي لا على نفسه اونما يبكي على الذين قتلوا ابناءه واخوته وانصاره ومتوجهين لذبحه
ففي تاريخنا اباذر  الامام الحسين المسيح غاندي نلسون مانديلا عبد الكريم قاسم  فهؤلاء هم الذين يزرعون القيم والمبادئ الانسانية ويدفعون البشرية  ويرفعون من مستواها الى المستوى الانساني
وهكذا يستمر التغيير والتحول حتى تصل البشرية الى مستوى الانسانية الوصول الى ذلك امر حتمي
فالانسان  نيلسن منديلا انه انسان بسيط للغاية يستمع بكل جدية لكل انسان وهو قائدنا الوحيد هذا ماقاله احد رفاقه الذين قضوا معه في  زنزات النظام العنصري مدة 19 عام
وعندما حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الخيانة العظمى في 5 أب  1962 فقال
 انا اناضل من اجل تحقيق مجتمع ديمقراطي يعيش فيه كل ابناء الشعب بانسجام وتوافق ولهذه الاهداف احيا واناضل من  واذا اقتضت الضرورة فاني اهيئ  حياتي فداء لها
كان رافضا كل الرفض للنظام العنصري لم يتنازل او يتراجع يوما عن قيمه عن مبادئه واهدافه
لقبه احد النواب البيض
انه يسوع جديد انه الحاضر في كل حدث سياسي يمر بهذه البلاد
وعندما طلبوا منه ان يتخلى عن اهدافه عن الكفاح المسلح  مقابل اطلاق سراحه مقابل حريته سخر وقال
اي حرية هذه التي تعرضونها علي انا الذي اطالبهم بالتخلي عن   ممارسة العنف والقمع والتفرقة
كما انه صارع بعض عناصر حزبه المؤتمر الوطني الذين يحملون افكار عنصرية فقال لا عنصرية لا نفرق بين اعضاء الحزب بين ابناء الشعب لا نريد عنصرية ضد عنصرية
فاغضب  هؤلاء واعلنوا انفصالهم عن المؤتمر الوطني واسسوا حزب باسم الحزب المؤتمر القومي لانهم يحملون الحقد على البيض  لانهم يريدون عنصرية ضد عنصرية
لكن نيلسون مانيدلا  وحزبه المؤتمر الوطني لم يعبا بقرارهم وانفصالهم واعلن تحديه لهم فقال انا على استعداد للتفاوض مع النظام العنصري اذا
انهى حالة الطوارئ اطلاق سراح المسجونين  ورفع الحظر عن الهيئات المعارضة للفصل العنصري
قال الاسقف ديسموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام عندما خرج نيلسون ماندلا  لقد خرج من السجن شخصا اعظم بكثير مما كان لدى دخوله شخصا يتحلى بالرحمة رحمة كبيرة حتى تجاه مضطهديه لقد تعلم كيف يفهم هفوات البشر وضعفهم وكيف يكون اكثر سخاء على الاخرين
 وهكذا اصبح اول رئيس اسود  رئيسا لجنوب افريقيا في عام 1994 بعد 342 سنة من حكم البيض
وقال عند تنصيبه رئيسا لجنوب افريقيا  لا شي يمكن ان يصف بؤس شعبنا طوال 46 سنة من القمع العنصري لكن اليوم الذي قاتلنا من اجله وعملنا له اتى لننسى الماضي ونشبك ايدينا
 وهكذا اصبح السجين رئيسا يحمل خطة للمصالحة في جنوب افريقيا يومها القى كلمة قال فيها
 ندخل الان في عهد جديد لبناء مجتمع يكون فيه جميع مواطني افريقيا السود والبيض على السواء قادرين على السير برؤوس شامخة من دون ان يعتصر قلوبهم اي خوف مطمئنين الى حقهم الثابت بالكرامة الانسانية امة قوس قزح بسلام مع نفسها والعالم
لا شك  بنيلسون ماندلا ومن امثاله تتطور الحياة ويسعد الانسان ويعم الحب والسلام والنور ويزول العنف والحرب والظلام من كل الارض
وصدق احد الفلاسفة عندما قال ان الحرب العنف ليس من طبيعة الانسان انما هي عادة تأصلت به نتيجة الظروف التي عاشها يمكن القضاء عليها كما يمكن القضاء على الجهل والمرض
نعم انه امر حتمي
مهدي المولى
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/07



كتابة تعليق لموضوع : وفاة الانسان نيلسون مانديلا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net