صفحة الكاتب : علي محسن الجواري

الناخب والمرشح وما بينهما
علي محسن الجواري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من البديهيات التي تعود عليها عباد الله، بمختلف شرائحهم وأعمارهم وأصنافهم وجنسياتهم، محاولاتهم لإتباع منهج الحق، وهنا قد يغلب الهوى، والنفس الأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، على محاولة الإنسان بان يكون نموذجياً وكما أراد له خالقه، وتأتي الخواتيم بتوفيقات الله وقدرة الإنسان على اتخاذ القرار، وتحمل تبعاته، ومهما كان الطريق الذي يسلكه الإنسان، فعليه أن يدرك انه محاسب بعد ذلك، وعليه أن يتحلى بالشجاعة الكافية، لتحمل النتائج مهما كانت.

وهذا ما لا يحاول سياسيو العراق إدراكه أو معرفته، بل يحاولون التغاضي عنه، أو ربما يسلك بعضهم سلوك النعام (رغم خطأ الفكرة المأخوذة عن هذا الطائر)  فيدس رأسه في الرمال تحت شعار (لا عين تشوف ولا كلب اليحترك)، ويذكرني الكثير من السياسيين عندنا، بتصرفات الكثير من المسؤولين الرياضيين في اغلب دول العالم الثالث فهم عند وجود بطولة رياضية، يصرحون، ويهددون،ويتوعدون باجتياح واكتساح وإحراق وإغراق، أعلامهم وجماهيرهم تملا ارض الملعب مرددين الأغنية الشهيرة (جيب الكأس جيبة) ، وما أن يخرجوا من البطولة بـ (الجلاليق) حتى يحضرون قائمة الأعذار، وقائمة الاتهامات، وتعود للساحة نظريات المؤامرة، والحكم المتحيز المرتشي، والملعب الأصلع والزلك، و(الكاع العوجة)، وتعب السفر..وووالخ، لتنقلب الأفراح أحزانا، ويحضر المدرب الخاسر حقيبة سفره، بعد أن يعود فريقه باحتسار وانكسار ودموع في الأحداق.

أما الأحبة (العينتين ) من سياسيينا، فهم يسلكون سلوك غريب، وبدل أن يراجعوا أنفسهم، مرشحيهم، برامجهم، وبدل أن يعيدوا حساباتهم، ليحددوا مكان الخطأ ، نراهم يهاجمون الجماهير الناخبة، لأنهم لم يرتقوا بتفكيرهم، ولم يثقفوا نفسهم وينموا قدراتهم بالشكل الذي يتناسب مع الطرح والأفكار والأيدلوجيات التي أرادها المكون السياسي، وأكيد زعيمه المفدى، ولكم يضحكني وأتعاطف كثيرا، مع تلك العقول المريضة، ولكم تذكرني بالطرح السائد من قبل (الرفاق البعثيين) كما كنا نسميهم، فالمواطن عندهم هو المقصر في عدم محاولته الارتقاء لفهم ما تريده منه القيادة والقائد الضرورة، وانه لم يدخل في المرحلة ولم يهيأ له نفسها ليعبر مع العابرين، فالقيادة الحكيمة وفرت له كل شيء وتبذل كل ما في وسعها لإسعاده بل أنها أراحته حتى في وقت الاستفتاء الرئاسي ، واختارت مكانه، القيادة التي كانت اقرب إلى المواطن من نفسه لتعرف اختياره، وأتذكر حينها أن هناك بعثي كان يجلس إلى جنبي في سيارة النقل، وهو يتأفف ويهدد ويتوعد ويقسم بأنه إن عثر على الـ (خائن) الوحيد في المحافظة والذي كتب كلمة (لا)، ليقطعنه (40) وصلة ، واستغربت حينها عن سبب اختيار الرقم (40) ولكني لم أتوقف كثيرا حينها عند المسالة، وعرفت السبب بعد سقوط هبل التكريتي.

الانتخابات قادمة ولكم أتمنى، أن تنضج عندنا الأحزاب السياسية، والسادة السياسيون، ليرتقوا إلى متطلبات الجماهير، بل كم أتمنى أن يفهموا ما يريده الناس، أن يقفوا معهم، ليبحثوا عن حلول لمشاكلهم، دون أن يتمسكنوا قبل أن يتمكنوا، كم أتمنى أن يروا الحق حقا ويرزقهم الله إتباعه، ويريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه، وان يميزوا بين الحق والباطل، فهما واضحان وضوح الشمس في كبد السماء، رغم أن بينهما أربعة أصابع..سلامي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محسن الجواري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/13



كتابة تعليق لموضوع : الناخب والمرشح وما بينهما
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : زائر ، في 2013/12/13 .

ما اوضح الصورة لكن البعض يحاول ان يضع غشاوة على تلك الجهة او تلك بمهاترات لااول لها ولا اخر من اجل دعاية انتخابية مبكرة ، ما احوجنا اليوم الى توعية الناخب بالذهاب والمشاركة بفعالية في الانتخابات القادمة واختيار الاصلح من المرشحين وحسب ما راينا الكم الهائل منهم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net