صفحة الكاتب : د . اسعد الامارة

نحنُ والمواطن..إلى أين؟
د . اسعد الامارة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
  سقط النظام الدكتاتوري وسقطت معه الكثير من الأقنعة  التي كانت تغطي وجهه، وأهدرت حقوق المواطن الإنسان الفرد في العراق، حيث تواطأت حكومات وأحزاب خارجية ضد هذا المواطن"العراقي" فتعاطفت معه مرة بالاستنكار ومرة بالتأييد الخجل وخصوصا في السنوات العجاف بعد العام 1990 زمن الحصار، وكان ما كان والحق أن الواقع يبين لنا أن حظ هذا المواطن العراقي ليس بأحسن حال ما بعد التغيير- التحرير- الاحتلال، فرغم التحسن المادي وفسحة من حرية التعبير، ما زال يخاف أن يقول ما يريد ، بل تمركز حول ذاته واعتكف وراح يبحث عن بدائل أقل ضغوطاً في الحياة اليومية ومخاوف السلطة والتقرب منها، ولم يستكين العراقي مع كل الظروف في مقاومته من أجل البقاء والاستمرار والمطاولة في مواكبة العصر الجديد الذي حمل معه رياح النزعة الفردية الإبداعية الإستغلالية المعاصرة وهي ما تسمى بالنزعة البارجماتية الامريكية وكما يقول علماء النفس والإجتماع أنها تنطوي على هامش من الفردية يسمح لها بأشكال من المعارضة والرفض، بل وربما بأشكال محدودة من التمرد، وهو بمثابة متنفس وصمام أمان يسسمح بالحوار الفج والصارخ من التمادي في الإستغلال في كل شئ، فتلوثت الأيادي بالقتل من أجل المناصب، وتلوثت النفوس من أجل المال وشاع الفساد المالي والاداري وكثر الجياع والمحرومين لإنتزاع بعض الحقوق ومنها قطعة أرض ليبني بها سكناً لاسرته وأزدادت شريحة المتخومين لحد كسب المليارات، وضاع هذا المواطن، الفرد الإنسان العراقي النظيف بين هجمات النزعات الفردية، وأختفت صرخة الـ (نحن) بين فحيح إنجازات الفردية والتمسك بالسلطة حتى وإن كان البناء أعوج ..
أزدهرت الفردية على حساب الجانب الخلقي، الضمير، أو عقيدة الدين الصحيح الخالي من شوائب دين السياسة  أو أيديولوجية الحاكم، التي تحكم وتوجه، تعدل!!!،وتقيد ولعل غياب العدالة في عراق اليوم لانه محكوم في مجمله بآليات النظام الدكتاتوري المقبور التي يستحيل إيقافها لانها تساعد الحاكم على بسط نفوذ النزعة الفردية الدكتاتورية بيسر تحت مسمى الطائفة،المذهب، الإنتماء لنزعة الإمتلاك حتى اصبح عراقنا عراق الجياع حتى الموت والشبعانين حتى التخمة، والسبب تسهيل كل ذلك  من قبل الحاكم المتربع على الكرسي وإستمرار بقاءه أطول مدة ممكنة.
الجوع والتخمة أوضح جوانب الصورة في عراقنا اليوم وعلى جميع المستويات على مستوى الدولة أو القطاع الخاص أو العسكر أو من يمتلك شخصا مقرباً له. نجد أثرى الأثرياء وأفقر الفقراء على مستوى العراق بأسره بل داخل حدود كل محافظة أو قضاء أو ناحية أو قرية، أثرياء تنوء خزائن بنوك الدول المجاورة والخليج ومصارف العراق بودائعهم، بل الملايين والمليارات من الدولارات، وفقراء يموتون جوعاً على أرصفة الشوارع أو بنوا اعشاش في الفضاءات الخالية وهي بالاساس صممت متنزهات أو حدائق، بل أمتد إلى الاسرة الواحدة، إذ لم يعد الموسر فيها يجود بفضل من طعامه على الجائع فيها.. هذا حال المواطن في العراق اليوم.. ..هذه الصورة الكئيبة والحزينة لعراق اليوم، عراق تعملق عقله بالفساد والحيل وتضخمت قدراته في إيجاد بدائل لكل موضوع أو قضية، وتوارى خجلا ضميره وجفت في قلبه ينابيع الرحمة والحنان والعطف ونسوا سمات أهل البيت"ع" إلا في المشي أو التعبد الكاذب ..أين حقوق المواطن .. أين ألـ "نحن" بدلا من الـ "أنا" أولا..إنها اسئلة لاجابات نخشاها.
أن المواطن بكل إئتلافه وتجمعاته وكتلته :كتلة المواطن ترى شعار:
يد تعمل وتنتج، وعقل يبدع ويبتكر، وقلب أو قل ضمير، أو عقيدة أو دين تحكم وتوجه وتَعدلْ بتوازن للعلاج ..فلنكن مع المواطن في إئتلافه وكتلته وتجمعه لغرض اعادة توازن الافراد والمجتمع الذي يقودنا حتماً مع المحافظة على القيم العراقية الأصيلة إلى "اليد التي تنتج العقل الذي يبدع والقلب الذي يرشد، فضلا عن العدالة والمساواة التي لا تتحقق إلا بـ (نحن) وهو المخرج  الوحيد من الفساد والفقر والعوز والمساواة بين المواطنين.
المواطن بحاجة إلى المساندة أو الدعم وهو ما يدعو اليه إئتلاف المواطن لانه المخلص المنجي من هذا الفساد والاختراقات الآمنية التي تحصد كل يوم بسبب الرشا في كل مفاصل الحياة الادارية والاجتماعية وترسيخ قيم اللا وطنية ومسخ حقوق المواطن.. نبني عراق جديد لمواطن في محنة، محنة الإنتماء، المحنة الشاملة في البحث عن الأمن والآمان في الوطن، محنة المساواة والعدالة في التوظيف واستحقاق الحق، محنة المرض الذي يفتك به والدولة واقفة تتفرج رغم إن الدستور ضمن حقوق الرعاية الصحية لكل فرد عراقي، ولكن أين المؤسسات التي تحترم المواطن في الشدة، شدة تعاظم المرض وضيق العيشّ!! وسوء العلاج والادوية..نحن على يقين تام بأن ائتلاف المواطن سيعيد الحقوق المسلوبة الى المواطن وأولها العلاج المجاني لكل مواطن..مع الاحترام الكامل بدون مكرمة المتربع على الكرسي..ولنا عود عن المواطن وإئتلافه.  
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . اسعد الامارة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/21



كتابة تعليق لموضوع : نحنُ والمواطن..إلى أين؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net