صفحة الكاتب : شاكر الطائي

كرز حب وانتعش
شاكر الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن من رحمة الله على الشعوب هي أن جعل بلاد الرافدين مصدرا لامتلاء الجيوب وبناء المصانع وتعبيد الطرق وشق الدروب, وخلق بيئات تخلب العقول وتأسر القلوب, ربما مرد ذلك يعود إلى قرارنا بان ندفع ونبلع وعلى الأخر(من الأمم) أن يصنع ويزرع.!! تركنا سوانا يملك بما نستهلك ويبني بأموالنا البنوك ونحن نبني الفكوك لنعيش في كسل الملوك فيا له من تصرف وسلوك !..لا شيء عندنا يعاف أو يبور, فكل ما نستهلكه مرحب به  و(ماشي)من بكين حتى المكسيك مرورا بالهند وإيران وتركيا  وكوالالمبور, ولو سمح لنا بتعداد أنواع وألوان البضائع التي غزت  أسواقنا وخربت الكثير من أذواقنا لاحتجنا في ذلك إلى شهور وشهور. ولا حق لأحد بان يحول بيننا وبين ما نأكل وما نشرب وما نلبس وما نركب, ولكن البأس كل البأس في آلية تعاملنا مع هذه الحاجات والاحتياجات. ولنتحدث اليوم بشكل مبتسر ومختصر عن ظاهرة مألوفة وشائعة وهي احد الطقوس اليومية لنسبة كبيرة من الناس وللشباب حصة الأسد في هذه النسبة, إلا  وهي ظاهرة (تكريز) زهرة الشمس وأخواتها من بندق وفستق  وكستناء إلى آخر القائمة. وبغض النظر عن الكميات الهائلة التي يلتهمها الناس التهاما وأقول التهاما(لأني شاهدت كثيرين يقبض القبضة من الحب ويدفعها إلى  فمه دفعا كما لو كان يأكل الرز!)والتبذير الاقتصادي والمضاعفات الصحية والدلالات النفسية لموضوع (التكريز)فان في هذا السلوك ما يتجافى ويتنافى مع ابسط مسلمات السلوك الحضاري للإنسان ،فالأماكن  على اتساعها وحساسيتها من الشارع إلى عتبة باب الدار مرورا بالدائرة والثكنة والمدرسة وسيارة الأجرة هي منفضة سجائر وحاوية عملاقة من وجهة نظر هؤلاء (المكرزين)!..وكم شعرت بالأسى حين تذكرت كلام احدهم: - في ثمانينيات  القرن الماضي جرت مباراة كرة قدم على ملعب الشعب بين فريقنا الوطني وفريق ضيف ولم تعلق في ذاكرة الراوي نتيجة المباراة مثلما علق في ذاكرته المشهد التالي:- عند انتهاء المباراة نهضت مجموعة من العمال الآسيويين وفي يد كل واحد منهم (علاكة) نايلون وساروا مثل رتل النمل المنتظم ولم أكن اعرف(يقول الراوي)ماذا كان يحمل هؤلاء داخل تلك(العلاليك)حتى رأيت مئات من المتفرجين العراقيين (ينكتون)ملابسهم ومصافعهم (مفردها مصفعة وهي الجزء الخلفي للرقبة)من قشور زهرة الشمس فقد صارت رقبة كل متفرج منفضة للذي يجلس خلفه من المتفرجين الآخرين!!! و إذا كان فريقنا الوطني قد فاز كرويا على الفريق الآخر فقد فاز حضاريا مجموعة من العمال الأسيويين على مئات إن لم نقل آلاف من المتفرجين العراقيين! ولان المقالة محكومة بعدم الإطالة اذكر لكم هذه الحالة: لم يحدث أن شاهدت يوما(احد المكرزين)يجمع القشور في يده ليرميها في اقرب حاوية أو أية زاوية ولكني شاهدت أجنبيا جعل من راحة يده منفضة سجائر في بقعة من الأرض كسيت بالحصى !عندها دنوت منه وقلت له:- ألا ترى انك تبالغ في الأمر؟! فأجابني بهدوء:- كلا.. وأضاف :أولا لاحق لي في أن ارمي مخلفاتي كما يحلو لي وثانيا لقد تربيت على مبدأ : لا تقذر حيث تعيش أو تسكن(don’t trash where you live ) لن اعلق على هذه الحكاية والعبرة متروكة لأولئك الذين يقودون افخر السيارات وأحدثها ويرتدون من الملابس  أفخرها وأغلاها وفجأة يفاجئونك بقشور الموز وعلب (الكوكولا )وقناني الماء الفارغة تتطاير من نوافذ سياراتهم لتحط في منتصف الطريق العام ؟ أخيرا : كل ، ابصق ، كن سعيدا (eat ,spit , be happy) وكن عن التقذير والتوسيخ بعيدا ولا تعمل بمبدأ ( كرز حب وانتعش وخلي غيرك يكش)
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/22



كتابة تعليق لموضوع : كرز حب وانتعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net