صفحة الكاتب : مرتجى الغراوي

حُمى الدعاية الانتخابية ... وغياب الوعي الجماهيري
مرتجى الغراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
تنطلق بوادر الحملات الانتخابية عادة قبل فترة من اجراء الانتخابات وتتسم معظم الحملات في أخذ إطار معين حسب ماتقتضيه مصالح المواطنين في تلك الدول.
لذلك يعتبر اختيار الخطاب والمواقف السياسية مسألة جوهرية في كسب ود الناخبيين وتحفيزهم على انتخاب كيانه الذي ينتمي اليه .
والدعاية الانتخابية لها أثر كبير في تغيير رؤية الناخب تجاه الكيان او المرشح ، حتى عد البعض ان للدعاية الانتخابية دور كبير في تغيير مسرى الاستحقاق للكيان حيث وصف في بعض الاحيان بأنه مساوٍ للبرامج الانتخابية التي يتبناها الكيان.
ففي الولايات المتحدة الامريكية تعتبر الدعاية الانتخابية ابرز عامل لتغيير النتائج الانتخابية وتتنوع في الولايات المتحدة الدعاية حتى تصل الى المناظرة بين المتنافسين على الرئاسة.كما هو الحال في معظم الدول الاوربية وحتى دول الشرق الاوسط .
اما في العراق فقد أختلفت الدعاية الانتخابية عن نظيراتها من الدول التي تطبق فيها مبدأ الديمقراطية ، وانتقال السلطة بصورة سلمية.
حيث يشهد الشارع العراقي اشتداد الوطيس بين الاحزاب والكتل السياسية قبل مدة من بدء الدعاية الانتخابية.
فترى الاحتدام يسود بين الكتل ويعمد هذا الكيان لاسقاط ذاك من خلال ابراز وثائق (مزورة او غير مزورة) او من خلال رسم كاريكاتير لرئيس الكيان المنافس ويستمر هذا الحال لحين انتهاء الانتخابات واعلان نتائج الانتخابات.
فيما يعزو بعض المختصين هذه المرحلة الحرجة بانها شيء طبيعي يمارسه السياسييون لكسب اصوات الجماهير.
إن الشارع العراقي مازال يفتقر الى الوعي السياسي حيث تختلط عليه الاوراق ويصبح لايميز بين الصالح والطالح منهم على الرغم مما أفرزته له الاحداث خلال فترة من الدعاية التي أطلقها المتخاصمون السياسيون.
حسب مابينا سابقاً فان الدعايات الانتخابية لها صور وأشكال مختلفة في العراق فترى بعض القوائم تعد المواطنيين بتوفير الامن والمسكن المناسب والحياة الكريمة ، واخرى تقوم بتوزيع (البطانيات) على المواطنين . وهكذا ...

ومن جهة اخرى عزا عددا من علماء الاجتماع ظاهرة التسقيط السياسي والحملات الاعلامية الصفراء بأنها محصلة من تصارع البداوة والحداثة في المجتمع العراقي ، فطبيعة المجتمع ميالة الى الاخذ من الآخرين دون البحث عن مصداقيته كما كان الاتباع الاعمى آنذاك لشيوخ العشائر.
ففي الصحراء كانت هناك ايضاً تجري الحروب بين القبائل والتهميش من قبل هذه القبيلة لتلك القبيلة ، واليوم نرى الحرب تتجلى بصورة واضحة لكن ضمن مفهومنا الديمقراطي السائد اليوم انتقلت الحرب من العشائر البدوية الى الاحزاب السياسية.
ومما يبدو ان تلك الاحزاب لم تتغير عندها هي الاخرى النزعة البدوية رغم معايشتها للحضارة الاوربية لسنوات طوال امتدت منذ هروبهم من العراق الى دول اوربا ودول الجيران . ورغم تغيير الواقع المعيشي لهؤلاء السياسيين لكن لم يتغير طباعئهم البدوية التي ورثوها وبانت على تصرفاتهم.
لذلك تحتاج الحملات الانتخابية لإجراء مراقبة شاملة من قبل منظمات معنية لتقلص ظاهرة التسقيط السياسي غير الشريف.ولعل الحملات الانتخابية في العراق مازالت تعاني ضعف الثقافة من قبل الناخب ، ونتمنى ان يعيد الزمن والاحداث الوعي للناخب ليختار الاصلح من بين اولئك السياسيين.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتجى الغراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/25



كتابة تعليق لموضوع : حُمى الدعاية الانتخابية ... وغياب الوعي الجماهيري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net