صفحة الكاتب : هاشم الفارس

شعبٌ مغلوب على أمره
هاشم الفارس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 شعبٌ فاق في صبره كل التصورات ، والصق به اسوء النعوت والصفات في الخنوع والاستكانة وعدم الاتعاظ من كل التجارب التي خاضها وأفرزت حكومات مركزية أذاقته الذل والهوان بعدما سرقت امواله ، ومن سوء حظ العراقيين ان وجدوا على هذه الارض التي نزفوا من اجلها الدماء وسقط على ثراها مئات الالاف من الشهداء , ومن شدة تعاستهم ان ابتلوا منذ ايام الحكم الوطني والى يومنا هذا بأشخاص ليس من شأنهم مصلحة العراقيين او هذا البلد ولم يشهد لنا التاريخ وقفة لأحد القادة الذين تولوا زمام الامور تطوراً ملحوظاً على صعيد العمران والتقدم وتقديم الخدمات وادخال التقنية والارتقاء بالمستوى المعاشي والاجتماعي للشعب . فكل من يصل الى سدة الحكم ينصب نفسه ( حاكماً مطلقاً ) مؤيداً  من الله يفعل برقاب البشر مايحلو له , ويتصرف بالمال العام كأنه من تركة المرحوم اباه . في الوقت الذي يُطلب من الشعب ان يضحي ويضحي ويتحمل شتى انواع الاهانات في حله وترحاله  وطعامه وشرابه في ليله ونهاره , ولو كان هذا البلد يعاني في شحة من الموارد والامكانيات البشرية والطبيعية لرضينا بما قسم الله لنا , ولو كانت هذه البقعة من الارض شحيحة المياه وارضها جرداء لهان الامر واضطررنا لشراء المنتجات الزراعية من الخارج ولشربنا ماءاً مستورداً او قنعنا بالمياه الملوثة المحلية . عجزت الكلمات في وصف مايمر به هذا البلد من ازما ت تلحق ازمات وكوارث بشرية وحروب تسحق ريعان الشباب وتقضي على الاحلام والطموح بالعيش الرغيد , وثروات البلد تذهب سراً وعلانية الى جيوب وحسابات المتسلطين على رقاب الشعب بل وحتى اقزام السلطة فهؤلاء حظوا بجميع الامتيازات المتاحة , فيكفي ان يكون احد افراد العشيرة يتبوأ موقعاً سلطوياً فترى جميع الحاشية واتباع الحاشية كلٌ يبني له طوقه الخاص به من حماية وموارد مالية وامتيازات وعلاقات واستثمارات وجوازات دبلوماسية ورحلات خارجية  وعيون الثكالى والارامل تحدق بهم وتدعو في سرها وليس في العلن ( مخافة التصفية والاعتقال ) على كل من سلبها خيرات هذا البلد وسلبها الحرية والامان بأن جعلوا الوطن ملعباً لتصفية حساباتهم ( القذرة ) والضحية هذا الشعب المغلوب على امره , لكن في مراحل الانتخابات يصاب سياسيونا بنوبة عطف وحنان ( مصطنعة ) على الشعب , فيتبارى مع غيره على ان يظهر نفسه وحزبه وكتلته هم احرص الناس على الشعب واكثرهم تضحية لاجل ان ينال هذا الشعب حقوقه المسلوبة والتي سيمنحها (هو ) الى الشعب مناً ومن جيبه الخاص مقابل ان يذهب الشعب الى صناديق الاقتراع ليوصلوه الى المقعد وتنطلي اللعبة السخيفة على هذا الشعب الذي لدغ من جحرِ اكثر من عشر مرات ولا يرعوي ولا يضع حداً لهؤلاء الدخلاء من اللعب بعقله والكف عن دغدغة مشاعره عبر الولوج الى فكره من باب القومية ( المضطهدة ) او المذهب (المهمش) او التيار ( المستبعد ) , وتبدأ حملة استجداء الاصوات من خلال اطلاق الوعود الكاذبة والتحليق بمخيلة البسطاء الى عالم لايراه الا في الاحلام او عبر مشاهدته التلفاز عن الطفرة النوعية لدولة عمان او الامارات العربية المتحدة عندما قرروا ان يجعلوا سكان اوربا يأتون اليهم للسياحة وقضاء الشتاء . فيا ليت سياسيونا يصلحون ذات بينهم ويلتفتوا الى هذا الشعب الذي ما عرف طعم الحياة سوى طعمها المر , ما ضرّ من تولى سلطة معينة ان يسطر اسمه في سجل الخالدين ممن ترك بصمة وأثراً  في حياة الناس سواء كان عمراناً او تشريعاً او منح (وليس من جيبه ) حقوقاً للمتضررين او المعدمين او ساكني العراء و الخيم البالية وجعل هذا البلد منارة للعلم والتقدم والرخاء الامر الذي يحدو بالمغادرين عنه ان يعودوا اليه ويسهموا في بناءه وتطوره , ولن ينسى الشعب كل مد يد العون اليه ويذكر بكل احتقار من ساهمت السلطة التي بيده في اثراءه ورحيله عن الوطن بعد ان انقضت حاجته منه، فأن احسنتم الخدمة وجب على الشعب أن يعاود أختياركم , فهنالك سبيلين مختلفين ولكم ان تحددوا الاختيار .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الفارس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/28



كتابة تعليق لموضوع : شعبٌ مغلوب على أمره
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net