صفحة الكاتب : مفيد السعيدي

بين مفتي ديار المالكي وحكمة السيد السيستاني!
مفيد السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في قوله تعالى:"يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ"
انتهت الحقبة الماضي مرحلة الطاغية وبدائنا مرحلة جديدة من مراحل العملية السياسية حيث ترك لنا الطاغية تركة هائلة من القوانين والتشريعات التي استنزفت المجتمع وبددته وجعلته طوائف ومذاهب تتماشى مع سياسته وإسلام السلطة.
ربما رحيل القائد الضرورة كان رحيلا جسدياً فقط، واما نهجه وسياساته فهي حية ترزق!
سارت عجلة التقدم بالعملية الديمقراطية وكتب الدستور بأيادي عراقية وبعد مطالبة المرجعية الدينية بان يكون هناك دستور دائم يكتبه أهل العراق كما هناك الكثير من المواقف التي وقفت المرجعية المتمثلة بأية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) في حقن دماء العراقيين في الكثير من المواقف منها أحداث النجف والفلوجة كما كانت له رؤية بقانون الانتخابات وكيفية انتقال السلطة سلميا.
لعل المرجعية أول من دعت لان يكون العراقيين أحرار باختيار القانون الذي يمثلهم بتعاملاتهم الشخصية حسب ما جاء بالمادة(41) من الدستور لكن على أن تنظم بقانون وفق ما جاءت به المادة(246) من مسودة النص القانوني، هي ذات المادة الدستورية التي تسلحت بها الكتل السنية الكبيرة، لإيقاف وكيل المرجعية العليا في البصرة، السيد علي عبد الحكيم الصافي حين أعدّ منذ سنين مسودّة لقانون الأحوال الشخصية، وفق المذهب الجعفري وعرضها على المرجع الأعلى وتكلّم مع مختلف الأطراف في التحالف الوطني للسعي في إقراره في مجلس النواب، ولكن توقف المشروع عند بسبب معارضة تلك الكتل.
بعد الإفلاس السياسي الذي طال حزب الفضيلة، وحبهم للكرسي وتقربهم من السلطان وكان ذلك ثمن، وربما ثمنه هو تسقيط الآخر، فهذه المرة ليس كسابقتها، الشيخ اليعقوبي وللأسف أراد أن يكون مفتياً لديار حكومة المالكي، حيث جاء على لسان وزير العدل الشيخ حسن ألشمري "وزير العدل" أن من عطل القانوني الأحوال والقضاء الجعفريين هي مرجعية النجف! وهنا من حقنا أن نتسأل، هل بعث وزير العدل بمسودة القانونين الى المرجعية لطب رأيها؟ وان فعل ذلك هل اتصل للاستفسار عن رأي المرجع الأعلى؟ قبل أن يظهر فجأة في مؤتمر صحفي ليعلن عن إنجاز القانونين وإنه سيُطرحان على مجلس الوزراء للتصويت عليهما!
المرجعية حريصة على تقديم الخدمة للمواطن، وحينما غلق الأبواب أمام السياسيين المتنفذين بالحكومة لسوء خدمتهم للمواطن، فليس من المعقول أن يرفض ما به خدمة الأمة وإصلاحها! متى وجد الأرضية الصالحة لذلك بلا ضجيج أعلامي ومن دون المواجهة مع الآخرين، وكان الأجدر بمجلس الوزراء التصويت على القانون وعدم تعطيله وترحيله الى الدورة المقبلة، ستكون هناك تركة ثقيلة أشبه بما تركه لنا النظام البائد من قوانين وتشريعات، كما من واجبهم الشرعي والقانوني أن يحسموا كل القوانين معطلة لخدمة للوطن والمواطن..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مفيد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/03



كتابة تعليق لموضوع : بين مفتي ديار المالكي وحكمة السيد السيستاني!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net