صفحة الكاتب : السيد حيدر العذاري

شهيد في خبر كان
السيد حيدر العذاري

من هُنا نبدأ :
إسماعيل فتح عينيه على الحياة :  في بيتٍ تسوُدُه أجواء المحبّة ، والإلفة ,والاحترام ، والالتزام ,والدعاء, والبكاء ، والندبة ، والاستغاثة ...
في منزل مفعم بـ ( ذكر القرآن وحب العترة الطاهرة) .
وفيه : جدُّ اسماعيل ، واسمه (عبد الرحمن) وجدّته ، وامه .
وعلى احد جدران هذا المنزل : قطعة من الورق السميك ، تشير الى صورة رجل ؛ تبدوا عليه ملامح : الرجولة ، والفحولة ، الممزوجة بالطيب ، والسماحة ، والرأفة ، والصلابة ..
الجدّ ....
الجدّة ...
الأُم ...
يقولون له هذه صورة والدك يااسماعيل .
وحينما ينظر إليها بتمعن وتأمّل ، يسأل نفسه : هل حقاً انّ لي أباً كاصدقائي ؟
ياليتني أتكلم معه واخبرُهُ بشوقي إليه .
وعظيم صبري عليه ...
ثم يرفع رأسه ويكثر النظر إلى وجه أبيه ...
وكأنَّ الصورة تكلمه من دون صوت ، وتقول :
نعم يااسماعيل . انا ابوك ياولدي .
أنا مشتاق إليك يا عزيزي .
انا ابوك محمّد ياحبيبي .
وفجأة يسأل اسماعيل الصورة قائلاً :
اين انت يا أبي ؟
اين انت الآن ؟
وامّه تسمع مايقول ...
بكت وقالت : انّ أباك في حالة سفر يااسماعيل ...
فقال لها : ومتى يعود من سفره ؟
قالت : والله لاعِلمَ لي ... اكثِر من الدعاء ...
عسى ان يكون الفرج قريباً ...
((ان مع العسر يسرا))
أبو اسماعيل : شهامةٌ ورحمة ...
كان أبو اسماعيل من رجال : الأخلاق ، والإلتزام ، والتديّن ، والأمانة .
ذو شهامةٍ وكرامة .
ذو شجاعة وصلابة .
تقرأ على جبينه فعل الخير والصلاح .
وعلى ساعديه عمل الرجال ، ومن يحدق في عينيه يلتمس معنى العطف والشفقه ....
احترم الجميع ... فاحترمه الجميع ...
وتواضع لهم ... فتواضعوا له ...
ساعد الفقراء والمساكين ، وشاركهم في افراحهم واحزانهم ، وآلامهم وأفراحهم ...
كانه فراشة ينتقل من زهرةٍ الى زهرة ...
ومن بستان الى آخر ...
وكان عصامّياً ... لايخضع امام المجرمين ...
ولايخنع أمام المستكبرين ...
وكان معروفاً عند أصدقائه ، وعند أبناء مدينته بتصديه لجلاوزة النظام البعثي المنحل ...
وانتفض الجماهير :
وثار الجماهير ، وإنتفض الجنوب ، والشمال ...
وثار الشيعة في الوسط والجنوب نتيجة القمع ، والقمع كما يقول السيد هادي المدرسي :
(هو اخو الظلم ، وابن الاستبداد ، وزوج الجريمة ، وابو السخط ، وجدّ الخراب ، وابن عم الفساد ، وابن خالة الكراهية)   .
وثار الاكراد في شمال الوطن الجريح . نتيجة الابادة الجماعيةّ ، وسُحِقَ آلاف : النساء والرجال ، والشباب والأطفال ، والكهول والشيبة ...
بساعات قصيرة ، لا للشي الا لأنهم قالوا :
لاللظلم ... لاللظالم ... لاللتعسف ... لاللاستبداد ...
لاللعنصرية ... والتفرد ... والقهر ... والتسلط ...
وكان صدام مصاباً بمرض الاستبداد في دماغه ، الذي جعله يستخدم اسلحته الكمياوية بدلاً عن عقله ...
وكان العقل الجمعي عند الشعب يفكر - بعدم الاستسلام - مهما كانت الظروف ...
وكلمة الشعب المدوّية : لا يا طاغوت العراق... لن نرضخ أبداً لن نرضخ ...
الطاغوت يتحرّك باستهتار ...
الظلم رأس المعاصي ـ كما يقول الحكماء .
    وبما أن طاغوت العراق غاص بالمعاصي إلى رأسه فهو لا يتورّع عن قتل آلاف الأبرياء ـ لاسيما أنه مهدّد بالزوال والمحاكمة والمحاسبة ـ لذلك تحركت الدبات ، والمدرّعات ،  والمدافع ، والصواريخ ، والناقلات ، والطائرات وكل ماكان يحويه الظالم من عدّة اعدها لبقائه ولمواجهة كل من يفكر في مواجهته .
الشباب الثائر يواجه الجيش بصدره ...
تقدّمت جيوش صدام ، لقمع حركة الشعب العفوّية ، ونهضته الجماهيرّية ...
وبضوٍء اخضر (عربي ـ امريكي)
   والشباب الثائر ، المتحمِّس ، المؤمن ، قرّروا  المواجهة لصدّ زحف الجيوش التي تجردت من عامل الرحمة والرأفة ...
   فشكّلوا من أجسادهم الطاهرة جداراً مانعاً يحول دون زحفهم ... ومن بين اولئك كان :
ابو اسماعيل .
   وتمت المواجهة ، وسقط الشهداء ، والمدرعات تسير على أجسادهم ، ونفذ عتاد المقاومين ، ولم يبق مع ابي اسماعيل شيئاً يتصدى به ...
ودخل الجيش واعتقل الجميع ومعهم (ابو اسماعيل).
وَوُلَد إسماعيل :
    وفي الساعة التي اعتقل بها (محمد عبد الرحمن) نفسها ، كانت زوجته في حالة انجاب ...
ورزقهم الله- تعالى -بولد قد اتفقوا على تسميته من قبل ... اتفقوا على اسم اسماعيل   لمولودهم القادم ...
صبروا على قدومه سنوات ... ولماّ أتى لم يكن الأب موجودا ، ولا أحد  يستطيع إخبار الوالد بهذه البشرى ...
الأيام تمضي ...
    سارت الأيام ، وانقطعت أخبار أبي اسماعيل .
واسماعيل يكبر يوماً  بعد يوم ...
وهذه بداية اسماعيل وأبيه ...
وكلماّ سأل اسماعيل عن أبيه ، يأتي الجواب مشوشاً ...
    ويسمع من جدّه  ، صاحب الشيبة البيضاء ، والوجه المنوّر ، المتكسِّر بشرته لكثير همّه ، وجليل بلائه ...
    يسمع منه كلمات الفرج والدعاء الممزوجة بحسرة الاعماق .. وهو يردِّد في اليوم  مرات عدّة هذه الكلمات : (( فرج الله عنك ياولدي العزيز ، وعن كلّ أسير ومقهور وسجين من إخوتك ...)).
   إسماعيل يسمع جدّه يقول :((رضا الله عنك يابنيّ يامحمّد ... كنت لي عوناً وسنداً ، حاملاً لهمي ، ودافعاً لغمي ، ومسلياً لعنائي ... ايهٍ ليتك جالس معي الآن ... ياليتنا كنا معاً ...))
إسماعيل في حيرة :
    إسماعيل لا يعلم ما يجري ، وماجرى ، واين جرى ، وكيف...
يسمع أمّ أبيه تقول :((يااسماعيل أنت تشبه أبيك ))
ويسمع نصائح أمهّ تقول :(لاتفعل كذا يااسماعيل فإن أباك كان لايعمله ...)
وهو يرى عمّته حينما تدخل إليهم تقول السلام عليكم ياخي يامحمّد ... أين انت الآن ؟  ما أكلت ؟
ماشربت ؟
كيف حالك في الشتاء ؟ في الصيف؟
وهي تبكي ... وتقول : ياليتني مِتُّ قبل هذا وكنت نسياً منسيا ))
ثم تلتفت إليه قائلة : هّيا إكبر يااسماعيل كي تخلّص أباك ... وتأخذ بثأره ...
ثمّ يتسائل مع نفسه لماذا كلّما زارنا أحد اقربائنا  وتذاكروا أمر أبي ، فاضت دموعهم ، وأجهشوا بالبكاء ؟ أهو ميت ؟
فإذن اين قبره ؟  ولماذا لانزوره فيه كما يفعل أهل الأموات مع أمواتهم ؟ أهو مسافر ؟ لماذا لايبعث رسالة ؟
شهادة إسماعيل المدرسيّة ... حزنٌ أم فرح
    وفي يوم من الأيام ، ومع إنتهاء السنة الدراسيّة ، وبعد عناء ومثابرة ، لمدّة سنة كاملة ، أتى إسماعيل وهو يحمل شهادته وهي مطرّزة بدرجات عالية ، ومستوى متفوّق ، وهو يتكلم مع نفسه : سوف أُدخل السرور على أهلي ، سوف تستبشر أُميّ ، وجدّتي ، وجدّي ، واخوالي ، وخالاتي ، وعمّتي ...
دخل اسماعيل البيت ، وأول من صادفه في باحة الدار ((جدّته)) التي كانت تعاني من مرض مزمن ، هدَّ ركنها وأباد قواها ...
    قال لها : جدّتي انظري ، هذه شهادتي ... انا الاول على الصف ... التقفتها ودموعها تنهمر على خديها حتى سقطت قطرات منها على مربعات الدرجات ... (سمعت ام اسماعيل فخرجت باكية) . وهي تقول : كم كنت اتصور هذا اليوم ؟
كنت اتصور اسماعيل يأتي وبيده الشهادة وهو يقول لوالده : لاادعك تنظر اليها ...
ويضعها أمامه ثمّ يقف خلفه ، ويضع يديه على وجه أبيه ثمّ يرفعها بالتدريج ، ويكون محمّد مسروا بذلك ... ليتك تنظر يامحمّد .
ليتك تجازيه  بدرّاجة على ما بذله من جهد !
وهي تبكي  ...
جدّ اسماعيل يتأوَّه ، ويتحسرَّ ، وكأنَّ أعماقه تحترق بنار عظيمة ، ولاينطق بكلمة واحدة سوى انه ينادي اسماعيل :
تعال يا بني ، ويظمه إلى صدره ، وهو يبكي قائلا : انت كأبيك ، في التفوق والشجاعة .
حالة اسماعيل ...
اسماعيل يتقلب من حالة الى حالة ...
ومن حزن الى آخر ...
من بكاء جدّه ... الى دعاء جدّته ... إلى توسلات أُمّه ... وهو ينظر الى ذلك ...
ويراقب الاحداث عن كثب ...
وفي ذات يوم ...
وفي ذات يوم من الأيام ، دخل إسماعيل إلى غرفة أُمّه ، فوجد جدَّته فيها ... كأنهَّا تبحث عن شئٍ ما ؟
ماذا ياترى تفعل جدّتي هنا ؟
وإذا بها تستخرج حقيبة الملابس ، قطع من القماش لم يشاهدها من قبل !!!
    استخرجت قطعة قماش ـ بيضاء ـ غير مفصلة ولا مخيّطة ـ وهي تقول : يااسماعيل هذه قطعة القماش ، ادخرها ابوك الى ان يرزقه الله تعالى ولدًا ليعملها لكما على الشاكلة نفسها ، وكان يتمنى ان يخرج معك ، وانت معه مرتدي لها ... لكن حرموه حتى من هذه الامنية ... حرمهم الله شم الهواء ...
    ابتسم إسماعيل وهو يقول في نفسه : ((الله ... كم هي جميلة قطعة القماش تلك ؟ ... وكم هي اجمل لو كانت على جسد ابي ...؟ ونخرج معا الى السوق ونحن نرتدي لونا واحدا ، ونسقا واحدا ، وشاكلة واحدة ...؟!
خرج اسماعيل الى باحة الدار ، فوقع بصره على جدّه الذي تمَّ من اكمال صلاته للتو ...
وهو يبكي قائلاً .. (( إلهي بحق الحسين الشهيد ...بحق ولده الاكبر ... ارجع اليّ ولدي محمّد ... فقد اشتقت اليه ...
اشتقت الى يديه ... وصوته ... الى محاسنه ووجناته ... اشتقت الى ابتساماته وضحكته ... الهي - وهو يبكي -اللّهمَّ إلعَن من ظلمه ... اللّهمّ العن  ظالميه ...
اسماعيل يسأل نفسه :
    إسماعيل يزداد حزناً وألماً وحيرةَّ ، ويسأل نفسه : أبي مظلوم ؟
من الذي ظلمه ؟
لماذا لم يأخذ جدّي بحقّه ؟
ياترى مامعنى دعاء جدّي على من ظلم أبي ؟
تقدم اسماعيل ليسأل جدّه ـ حينما كان جدّه يلملم سجادة الصلاة ـ
جدّي من الذي ظلم أبي ؟
وحرمني من النظر إليه طوال هذه السنين ؟
قال له الجد : هم الذين لارحمة في قلوبهم ولاايمان !
هم الذين اغلقوا ايعاز الظمير ، ورضوا باملاء الشيطان !
هم الذين لايعتقدون بالآخرة ، والعقاب ، وبالجزاء والثواب !
اسماعيل مع نفسه ـ وهل يوجد هكذا اناس في عالمنا ـ !؟
الساعات تتجمع و ...
اللحظات تتجمع ... فتكون دقائق
والدقائق تتجمع ... فتكون ساعات
والساعات تتجمع ... فتكون اياما
والايام تتجمع ... فتكون شهورا
والشهور تتجمع ... فتكون سنين
سنوات بعد السنوات
من دون خبر من ابي اسماعيل ...  أو أي شئٍ يذُكرَ ...
    ومع كلّ طرقةٍ من طرقات الباب يقفز اسماعيل لفتحه مسرعاً ، علّه يكون الواقف خلف الباب - ابوه - المسافر في مخيلته , مجهول المصير في مخيلة اسرته ...
وسقط صنم الطاغية ...
نسج طاغية العراق- حزبه - بخيوط العنكبوت : فوهن .
وسلط الباري - تعالى - ظالماً على ظالم : فهربوا . وهبّت الرياح ... فسقط صنم الطاغوت ... وصاحبه مختبىً في مغارة لايمكن وصفها ...
وتنفس شعب العراق -الصعداء - مع وجود مؤامرات محاكة ضدّه من اكثر من جهة ، لاسيما أيتام النظام البعثي المخلوع وحركة الوهابيّة السلفيّة المنحرفة ...
وظهرت جرائم البعث- الفريدة في نوعها واسلوبها- ولايمكن للفرد ان يتصور فضاعتها وهولها وبشاعتها ...
إسماعيل ينظر ويراقب ... وبصيص الأمل .. أمل العثور على والده في احد سجون العراق ، ولكن ليس كلّ من دخل سجون- صدام ـ خرج حياّ ؟!
إسماعيل في موقف ...
ظهرت المقابر الجماعية, لحملة الانفال سيئة الصيت والاعدام الجماعي لأصحاب الحركات الاسلاميّة منذ الستينات وحتى سقوط النظام ...
وإبادة الجماهير على اثر الانتفاضة الشعبانية ...
إسماعيل ينظر إلى عظام متناثرة ... وجماجم  متفرقة ... وملابس بالية ...
وأجساد مندرسة ... واحذية متنوعة :لنساء ورجال واطفال ... لكبار وصغار ...
يسمع أجراس مدوية من أُمهات ثكلى ... وزيجات ارامل ... ودموع لأيتام ... وحنين لآباء ... وحوقلة لإخوان ... وصدمة لآخرين ... وحزن لم يفارقهم أبدا ...
مع صمت العرب ... وتمتع بهذا المنظر من بعضهم ... ودهشة في العالم ...
وهذا جزء من معانات الشعب المضطهد ...
    ولا ينسى تلك المرأة التي تلوح بأصابعها الى العدد (ستة)  وتقول : بعبرة متكسّرة: ستة أولاد كالصقور ، كلّهم تحت التراب ! ولاينسى اخت احد الشباب التي تعاتب المقبرة لتغييرها  لملامح أخيها الأنيق ...
    ولا ينسى ذلك الأخ الذي أُغمي عليه حينما تعرف على أخيه من ملابسه ...
    ولا ينسى ذلك الأب الهرم ، الذي إنحنى على إحدى الجماجم ، ليفيض بكلام محبوس في صدره ، وكانَّ هذه الجمجمة تسمع مايقول ، وتفهم مايقصد !
ينظر جماعة هنا ... وجماعة هناك
جماعة تنبش ... واخرى تستخرج
واخرى تقرأ... واخرى تبحث
وفئة تكفن ... ولكلٍّ مهمة خاصة
    والكل يقف على المقابر الجماعية  ((Mass Greve))
إسماعيل يسأل نفسه :
لماذا كل هذا ؟
ما هو ذنبهم ؟
متى كان هذا ؟
وكيف تم ؟
ماذا عملوا هولاء ؟ وماذا صنعوا ... وماذا فعلوا ... حتى استحقوا كل هذا العذاب الأليم ؟
وبأيّ قانون تحاكموا ؟
وعلى يد من كان ذلك ؟
أين كنت اسماعيل عن كلٍّ هذا وذاك ؟
وهو يقول : (( الحمد لله . أُسرتنا خرجت سالمة من هذه المشاهد الرهيبة ، وان كانت وسام شرف لكل عائلة نالها بطش البعث الظالم ))
ساستفسر عن الامر من جدّي ((عبد الرحمن))
فرحة ممزوجة بحزن ...
وفي تلك الأيام التي لا تخلو ساعاتها من اكتشاف مقبرة او اكثر ، جلس عبد الرحمن مع مجموعة من أقربائه، وأصدقائه ، وجيرانه لمداولة امر مهم ...
وعلى وجوهم : فرحة ممزوجة بحزن ! فرحة جديدة , وحزن قديم !
وهل للفرح معانقة مع الحزن ، في ساعة ما ؟
وهل للفرح صداقة مع الحزن ، في يوم ما ؟
وهل للفرح مصافحة مع الحزن ، في لحظة ما ؟
هذا ماقرأه اسماعيل على وجوه الجميع ...
فبين بشارة ممزوجة بدمع ...
ودمع مخلوط بأسف ...
أسف ... وتحسر ... وترحم ... ودعاء ... وتعزية ...
احدهم يقول : الحمد لله نجوت منها باعجوبة بالغة ...   
اخر يقول : هذا ماكنت اتوقعه !
والبقية في حالة بكاء .
الباب تطرق ...
في تلك اللحظات ، والجو مكهرب بفاجعة ما، وخبر مهم ... واذا بالباب تطرق ...
فتح اسماعيل الباب ...
وَجَدَ شخص يمسك بيده اليمنى ورقة طويلة ، وبيده اليسرى بطاقة او ماشابه ذلك ...
وهو يقول : يا إسماعيل . رحم الله أباك ؛ أنت كأبيك ؛ اين جدك - عبد الرحمن ـ ؟
فها هو أبوك ! ناديه  يااسماعيل
إسماعيل  مع نفسه :
ماذا يقول ؟ هذا ابي ؟
اين هو ؟
ذهب الى جدّه ... ناداه ... خرج جدّه الى ذلك الرجل ، وقف اسماعيل خلف جدّه يستمع لما يدور ...
قال الرجل لعبد الرحمن : ياابا محمد ، اعظم الله لك الاجر ، هذه هوية ولدك محمّد وجدناها في قميصه ، في المقبرة الجماعيةّ ، في المكان الفلاني ...
اذهبوا لجلب جثمانه (الذي هو عبارة عن جمجة ، وبضعة عظام نخرة)
وفي هذه الاثناء ، وبعد سماعه هذا الخبر سقط عبد الرحمن على الارض ، وهو يقول : (
بداية النهاية ..
اسماعيل ...يسمع ويرى ... ويفكر ...علم بالقصة ، وفهم الحقيقة ، وتعرف على الاحداث ، واطلع على تفاصيلها - من البداية حتى النهاية,نعم لها بداية وإلاّ فكيف كانت ؟
لكن هل لها نهاية بالنسبة إلى إسماعيل ؟
محمّد في ساحة الشهداء...
الشهيد محمد عبد الرحمن - ابو اسماعيل - منذ سنوات وهو في خبر كان !؟  
وسار أبوه وأقربائه  وأصدقائه وجيرانه ليتعرفوا على العزيز الذي فارقوه منذ عام 1991 م ؛والى هذا اليوم ...
وصلوا الى ارض جرداء ... مكسوة بلون الصحراء ، وعليها اكياس اسطوانية بيضاء !
منظمة - طولاً وعرضاً - وهي ممتدة على مسافة كبيرة ...اتعلمون ماتحوي ؟
   كل كيس فيها يحتوي على مجموعة من : العظام وجمجة ، وخرقة بالية ، وشسع نعل منهك ...عليها أرقام وأسماء .
    الحاج عبد الرحمن - ابو محمد - يمسك بيده رقما مقداره – 753- اتى نحو حشود الناس المتجمهرة  حول المقبرة الجماعيّة التي تضم تحت أضلاعها آباءهم وأولادهم وأُمهاتهم وإخوانهم ووو .
    أبو محمد يسأل نفسه : هل من المعقول جسد ولدي محمّد - الرقيق - تحت هذه الرمال ؟ كيف كان ذلك ؟ ولماذا ؟ من فعل ذلك ؟ جماعة من الوقوف ، هنئوا عبد الرحمن لعثوره على ولده ... لان كثيراً منهم لم يحظوا برؤية عظام اعزائهم !!!
أخيراً... اسماعيل مع أبيه
إسماعيل يراقب كل ذلك ...
وهو يسأل نفسه : هذا أبي ؟
وهو في كيس صغير ؟
ملقاً على الارض من غير مدارات !
اقتربوا نحو الكيس، وكشفوه واذا بهم يتفاجؤن بعظم الجمجمة  ، وهي معصبة بقطعة قماش - خرقة بالية - ومعها مجموعة عظام ، بعضها فوق بعض ...
لو كانت تنطق لقالت : (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)
ولو كانت تنطق لنطقت بهذه الكلمات :لايولد احد الاومعه حصته من الحياة ، وحقه من نعيمها، ونصيبه من آلامها ومصائبها ايضا .
ولو كانت تنطق لقالت ((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ))
ولو كانت تنطق لقالت : الدنيا في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب ، وفي الشبهات عتاب.
ولو كانت تنطق لقالت : الظالم لايدوم .
ولو كانت تنطق لقالت : من اجل الحرية ، والكرامة ، والعدالة ، والأمان ، والتقدم-كان هذا-
ولو كانت تنطق لقالت : لاتدعوني في خبر كان
وإسماعيل يردد هذه الكلمات :
متى نرى وجهك مابينها
كالشمس ضاءت بعد طول استتار
الولد مع والده
مسك اسماعيل جمجمة أبيه بيده وسأل جدّه - المنهك من البكاء - ومن هول المصيبة .
قال : جدّي هل هذا رأس أبي فعلا ؟
لم تكن صورته في البيت كهذه ؟
وهل هو راقد في هذا المكان الموحش طيلة هذه المدّة ؟
قال الجدّ :بصوت شجي متقطع ،  والدموع تنهمر على خديه ، وتنحدر على لحيته البيضاء الطويلة ... نعم ياولدي هو والله ...
نعم هذا ثمرة فؤادي ، وقرة عيني ، هذا بصري وسمعي و ...
هذا بطل ثار لتحريركم ...
هذا غيور جال لخلاصكم ...
هذا اسد صال لانقاذكم ...
وهذا ماخلفه البعث ...
بكى اسماعيل وقال بصوت ضعيف :
ابتاه ... من الذي فعل بك ذلك ؟
ابتاه... من الذي  جرعك هذا العذاب ؟
هذا أنا ولدك إسماعيل !
ألم تشتاق لرؤيتي ؟ انا بجنبك ... كلمنّي يا أبي ....
لايسمع سوى صوت الرياح في تلك الصحراء الفارغة .
المظلوم يحمل نعشه ...
حملوا أبي إسماعيل ...حملوا كيساّ يحوي عظامه، وموقفه المشرف ... حملوا المظلومية والمعانات ...حملوا الصبر والثبات ... قادمين الى مدينته ومسقط رأسه ، وكان مئاة الشباب والرجال في استعداد تام لتشيع رفات الشهيد الذي كان في خبر كان .
حملوه على أصابعهم ، وهم يردّدون شعارات حماسيّة تشيد بدور الشهيد  ، وتطالب بحقه ، وتندد بمن قتله ، وتلقي اللوم على ازلام البعث الاقزام .
من قبر إلى قبر :
انتقل الشهيد أبو إسماعيل من قبر جماعي الى قبر فردي ...
وانتقلت صورته في ذهن اسماعيل من صورة جميلة،تعلو عليها ملامح: الاناقة ، والوسامة  ، والترف ... الى صورة الجمجمة ، والعظام ، والانكسار ...
والسؤال هنا : هل إنتقل الشهيد إلى خبر كان .
ونسي ذكره ، وموقفه ، وموقعه ؟
وكأنّه لم يكن !
أو كان كأن لم يكن شيئاً مذكورا!
وفي بيت العائلة ...
خيمّ الحزن في بيت أبي محمّد ... واشتدَّ البكاء ...
وكادت الأرواح تزهق ...
والصدمة شديدة بالنسبة الى اسماعيل ...
فهل يصدق ما رآه ؟
أم يكذّب الجميع ، ويلقن نفسه بسفر أبيه ؟
هل يصدق انّ أبناء مدينته وجيرانه هم الذين اعتقلوا والده ، وعذبوه واعدموه ؟
هم الذين سلّموه لجهاز أمن صدام, وجهاز رعب الشعب ؟
هؤلاء الذين يتمتعون بالحياة اليوم ...
هم من منعوا الحياة عن والدي !
نعم هم ...
هم من جلس الثائرون تحت سياطهم ... وصبروا تحت التنكيل والتعذيب !  
هم انفسهم :-
هم الذين جعلوا الأحياء تختنق تحت الرمال ..
يصارعون ضيق النفس .....
هم الذين : أيتموني , كما أيتموا الآلاف من أمثالي ..
هم الذين : عذّبوا جدّي ... وجدّتي .. وأُمي ...وعمّتي .. وخالتي ... واخوالي ...
هم من جعل البلد في خانة : التخلف , والتراجع , والانحطاط , والتسافل , و..
هم من أذل العراق واهله...
هم من لايمكن للسان تعداد جرائمهم ... ولا للقلم تسجيل فظائعهم ...
يا اسماعيل : البعثيون , والأمن , والمخابرات , هم من قتل الابرياء , وطارد الشرفاء , ودمر الشباب ..
وهكذا قرَّر
وقررّ اسماعيل في اعماقه ان يكون رافضا لكلّ أنواع الظلم , الذي يمارسه الظالمون , مهما كلفّ الثمن ...
قررّ أن يرفض : الاستبداد بالرأي , وقمع الآخر والاستعلاء فوق الضعفاء ...
قرّر أن يسير على نهج ابيه في المواجهة , والثبات ,والمقاومة , والتحدي , والصمود ...
قرّر استرجاع حق المظلومين , والمطالبة بحقوقهم ..
قرر ان يعمل لتخليد كلمة اصحاب الإباء الذين قالوا بصوت واحد .. لا.. يا ابناء الز.....!!
وكانت نتيجة هذه الكلمة :- قبور اكلت لحومهم ...
وشربت دمائهم .... وغيرت وجوههم ..
حتى اصبح الشهيد منهم في (( خبر كان ))
وكان الأمل
وكان الأمل يغمر أعماق اسماعيل ..
كما هو حال , كل ّيتيم فقد خيمة الابوة ..
وكلّ أب فقد فلذة كبده , وكل أم فقدت ثمرة فؤادها , وكل زوجة فقدت شريك حياتها , وكل بنت حرمت من حنان أبيها ...
أن ينظروا إلى قاتليهم : محتجزين في قفص العدالة , او معلقين على قارعة الطريق كي يكونوا عبرة لكل من تسول نفسه هضم حقوق الناس والمجتمع _وسلب حريتهم , والتعدي على حقوقهم .. والاستكبار عليهم ...
لكن الآمال كانت كالسراب أو أقوى هروبا !!!
من يعمل على إرجاع الحقوق ..؟
من ينصر دماء الابرياء على رصاص الاعداء ....؟
من يخرج- الشهيد من خبر كان – الى واقع الحياة ...؟
كي يكون الشهيد رمزاً لنا ونبراساً للأمّة ...
وافتخاراً للأجيال ومناراً لها .
وهمة عالية تدفع الشعب نحو الحريّة والتقدم ..
في قلوب :- الآباء والأُمهات , الأبناء والزوجات , الخلان والأصدقاء – حرارة لاتطفىء إلاّ بأخذ حق الضحايا – ضحايا البعث المجرم...
الله ماذا قد جنت     فرق الضلالة ِمن ذنوبِ
بعثي  في السوق !!
وفي صباح أحد الأيام ,رآى اسماعييل أحد أيتام البعث ويدعى بـ((ابي عدنان)) الذي خطّ قلمه عشرات التقارير ضد شباب المدينة , ونغص عليهم حريتهم في القول , والعمل , والحركة ..
ابو عدنان : صاحب الافعال التي يندى لها جبين كل غيور لديه جزء من الضمير !
أصاب اسماعيل اندهاش وحيرة مما رآى ..!
وأخذ يفكر في نفسه ويقول :
هذا المجرم بكامل حريته , والأبهة نفسها , والخيلاء , والغرور , ينتقل وكأنّه ابيض الصحيفة , نقي السريرة ؟
اين الحكومة ؟
اين الشرفاء ؟
اين اصحاب الحقوق ؟
اين أبناء الشهداء ؟
اين اخوة المعدومين ؟
اين الذين هُجّروا .. وهاجروا من أرضهم قسرا ؟
اين ..؟
وفي عصر أحد الأيام ..
وفي عصر أحد الأياّم , كان اسماعيل جالساً في محل حلاقة , اذ نظر الى .. ناظم الـ...
يسير على الرصيف يسأل نفسه : هذا ناظم الذي مارس الإستدعاء , والإنذار , والتهديد , والإعتقال , والتنكيل , الإستفزاز , حتى التعذيب بيده القذرة , يتبختر في الشارع كأنّه صاحب فضل على المدينة والمجتمع !!!؟
أحقاً ما أرى ؟
ليتنا نكون يد واحدة , ونلطم هؤلاء المجرميين على وجوههم ..
وفي اليوم نفسه نظر اسماعيل الى ( ابي ياسين ) البعثي المعروف بغلظته , وحقده على الدين وأهله , يذهب إلى مجلس فاتحة أقيم على روح فلان ..
ضاق صدر اسماعيل ..
وكاد رأسه ينفجر ...
وقلبه يتوقف ..
الانطلاق ...
لم يكن ضعف وتاثره , وحزنه , وألمه, وكربه , وهمه,وغمه, ووحشته, من المناظر التي راها – محطة استراحة وتقاعس بل قاعدة انطلاق , وحافز إقلاع: للإستمرار بمطاردات هؤلاء الأنذال ..
ومن المستحيل ان يجلس مكتوف الأيدي , قبال ماسمع  ومايرى من جرائم وحشية يجرح لها كل قلب سليم , وينكسر لها كل ضمير حي...
فكان مؤمناً ولايزال بضرورة تطهير المجتمع من هؤلاء الأقزام , وتقديمهم الى المحكمة العادلة الخاصة بجرائمهم .. لينالوا جزاءهم العادل ..
ومحاسبة كل من يدافع عنهم ..
يجب ان يحاسبوا على كل صغيرة وكبيرة وعلى تاييدهم وبقائهم ونصرتهم لقائدهم المخلوع .
وقرّر إسماعيل تشكيل لجنة مع الشباب المؤمن ليتقدموا بشكوى جماعيّة الى المحكمة , ضد أزلام البعث البائد ..
وبالفعل شكلت اللجنة واخذت على عاتقها متابعة الموضوع ..
وكان همّ هؤلاء الشباب :( ان لايكون اي شهيد من شهداء العراق – في خبر كان – كي يحي ذكر الشهيد – ويبقى خالدا ).
((ولكم في القصاص حياة يا اؤلي الألباب))
البقاء والحياة ..
مع ذلك – هل يعود ابو اسماعيل لإبنه فينتعش ؟
أو لأُمّه فيجبر خاطرها ويهدأ روعها ؟
او لأبيه فيرتفع حزنه ؟
وهل يملأ الفراغ الواسع عند اسماعيل نتيجة اليتيم ؟
وسد الفجوة الواسعة التي حدثت عند غيابه في أُسرته ومجتمعه ؟
هل تعود عظام ابو اسماعيل النخرة ؟
وجمجمته المتهشمة ...؟
وملابسه البالية ..؟
وأعضائه المتلاشية ..؟
وهل الارض ترجع ما اكلت من لحومهم الطرية ؟
او تعيد ما شربت من دماء زكية ؟
وهل يمكن ان يجازى ذلك البطل الذي وقف أمام اعتى امبراطورية للشر والطغيان ورفع صوته بوجها .. لا للشر .. نعم للخير ..
والذي يقول بلسان الحال :
إذا كنت تحت الرمال – أَدفن – في مقبرة جماعيّة مع الآلاف من الأبرياء , أتجرع مرارة  الإختناق , التي لايمكن وصفها , لكي يتنفس الملايين من المحرومين طيب النسيم – نسيم الحريّة – في أرض العراق , فهو أهون مايمكن ان أقدمه لكم ...
وقف الجميع تحت المقابر الجماعية ليقولوا : حتى الموت الذي هو قضية فرديّة ممكن ان يتحول الى قضيّة جماعيّة , إذا كان مصير الأُمة متوقف عليه (( ويد الله فوق ايديهم ))
من اجل ماذا ؟
وقف الشهداء ليقولوا من اجل :-
الحرية ...
الكرامة ...
العدالة ..
المساواة...
القيم ...
الرفاه ...
الامان ...
المقدسات ..
المعتقدات ...
التراث ...
الحضارة ...
المستقبل ....
من اجل الخلاص من:
الاجرام ...
الطغيان ...
 الاستبداد ...
الاستهتار ...
التفرد ...
الاستكبار ...
التخلف ..
الفقر..
الخداع ...
القمع ...
الفساد...
الفوضى ...
الدكتاتورية ...
محو الاخر ...
الانفلات ...
الجهل ...
الذل ...
الدمار ..
الهوان ...
نقدم اجسادنا ودمائنا للوطن ..وكان ماكان ..
واصبحوا في خبر كان
بداية لا نهاية لها :
ويبقى اسماعيل كأبيه مشعل نور متوهج لكل من أراد السير على خطى الحسين((ع))
ويبقى هو ومن معه انصار لكل مستضعف  ما زال يأن تحت وطأة المستكبرين وباحة النسيان والحرمان , سيكون حجر عثرةٍ لكل من اراد ان يسلك طريق الحق ..
وتبقى ارض العراق ملونة بدماء الأبرياء , المختلطة بنخيله , واشجاره , وسنابله الصفراء , ومياهه الزرقاء ,وهذه حادثة من ملايين الحوادث التي حدثت في يوم ما ..
السلام على الشهداء ...
السلام على الأتقياء ...
السلام على العلماء ...
السلام على كل من عانى بطش النظام , وسطوة اللئام ...
السلام على الدماء التي أريقت في كل بقعة من بقاع الوطن العزيز ...
كي لا يكون : الشهيد في خبر كان ..
يجب ان لا نقول لماذا حدث كل هذا ؟
بل يجب ان نقول : ماذا فعلنا – امس – لكي لا يحدث هذا اليوم ...
وماذا سنفعل اليوم لكي لا يحدث مثل ذلك غدا ؟؟؟
 والسلام عليكم ورحمة منه تعالى وبركات
حيدر السيد عبد الهادي السيد علي العذاري
13- صفر الخير – 1426 هـ     النجف الأشرف – العراق      


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد حيدر العذاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/09



كتابة تعليق لموضوع : شهيد في خبر كان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : ابو احمد الشيباني ، في 2014/01/14 .

ابكتني والله .............

• (2) - كتب : الدكتور احمد صالح البهادلي ، في 2014/01/13 .

اين مؤسسة الشهداء عن هذه القصة ؟؟؟ لماذا لا تحول هذه القصة المؤثرة الى مسلسل يعرض للعالم ليشاهدوا ما نعه البعث الكافر في شعبنا الاعزل؟؟؟؟؟؟؟ شكرا للسيد حيدر العذاري على هذه القصة




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net